خبراء يقدمون استراتيجية المواجهة الإعلامية للأخبار المضللة في 2022

بواسطة أسماء قنديل
Feb 23, 2022 في مكافحة التضليل والمعلومات الخاطئة
صورة

هل أنت صحفي مستقلّ أو مدقق حقائق أو تعدّ تحقيقات استقصائية؟ قد نجد هذه الخيارات في القائمة التي تحويها ورش تدريب الصحفيين على التحقق من صحة الأخبار أو دورات تدريبية في موضوعات أخرى متنوعة، وبالتالي أصبحت عملية التحقق من صحة الأخبار لا تقتصر على الصحفيين فحسب، ولكن هناك أشخاصًا يريدون توظيف أدوات التحقق من المحتوى الصحفي، وكشف صحة الصور والفيديوهات، كما توجد منصات ومبادرات عربية ودولية تُقيّم مدى صحة الأخبار المنشورة على المواقع الإلكترونية وشبكات التواصل الاجتماعي، مساهمة منها في رفع درجة وعي الجمهور.

تستطلع معكم "شبكة الصحفيين الدوليين" آراء خبراء الإعلام للتعرف منهم على استراتيجيات الكشف عن المعلومات المضللة في عام 2022:

حول إستراتيجية المواجهة الإعلامية للأخبار المضللة، يتحدث الخبير الإعلامي د. ياسر عبد العزيز لـ"شبكة الصحفيين الدوليين" قائلاً: توجد ثلاثة مستويات لمكافحة المعلومات المضللة على الوسائط الرقمية، وهي المستوى الرسمي، والشعبي، والأمني، ويمكننا تحليل ذلك من خلال ما يلي:

 - يجب أن تمتلك المؤسسات الرسمية درجة عالية من الإفصاح والشفافية في التعامل مع الأخبار المضللة، وأن تعترف بالخطأ إذا حدث في الأداء المهني.

-إطلاق حملات توعية للجمهور من خلال برامج التربية الإعلامية لأهميتها في  تعزيز مهارات التحقق من صحة الأخبار والصور والفيديوهات لدى الجمهور لتفادي أنماط التزييف العميق، ولتفعيل أنماط التلقي الرشيد مع كافة الوسائط الإعلامية لدى الجمهور.

-أن نُعطي الجمهور فرصاً للتواصل مع الجهات المعنية من أجل الوصول إلى حقيقة الأخبار الزائفة أو المثيرة للجدل.

-وعلى الصعيد الأمني، يجب إجراء عمليات رصد وملاحقة وتحليل مستمرة لأنّ الأخبار المضللة قد تُودي بحياة الأفراد مثلما حدث مع جائحة كوفيد19، ويجب سن قوانين لمن يتداول أو ينشر الأخبار المضللة وخصوصاً حينما تتقاطع الأخبار مع المصلحة العامة أو الأمن الفردي.

-يجب إظهار أكبر قدر من المرونة في التصدي للأخبار الزائفة عبر الرسائل القوية والصياغات المحترفة، وأن نتجنب النصوص الطويلة والشروحات الفنية المعقدة.

ويستكمل عبد العزيز حديثه قائلاً: "يجب عدم الاكتفاء بتكذيب الخبر المضلل، وإنما تقديم الخبر الصحيح وشرحه بدون تعقيد، أما الصور والفيديوهات المفبركة، فيجب كشف نوع التزييف فيها، والتقنية المستخدمة من جانب القائمين على عمليات التحقق من صحة الصور أو الفيديوهات، ويجب توضيح الجهة أو الموقع أو الشخص الذي قام بالتزييف".

وأشار عبد العزيز إلى أهمية تعقب مصادر الشائعات ومعرفة الأشخاص الذين يقومون بإنتاج المعلومات المضللة وبثها مما يساعدنا في احتواء المخاطر، وندلل على ذلك بالدراسة التي أجراها مركز مكافحة الكراهية الرقمية في الولايات المتحدة الأميركية، والتي أشارت إلى أن ثلثي المحتوى الزائف المتعلق بكورونا مصدره 12 شخصًا فقط، كما يمكننا استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي الخاصة بالخوارزميات المتطورة لتحليل المعلومات والكشف عن الأخبار الزائفة، ويمكننا إنشاء مراكز أو مراصد إعلامية لرصد الشائعات التي تنشط في الفضاء السيبراني.

ويختتم عبد العزيز حديثه قائلاً: "إنّ المبادرات المتخصصة التي أطلقتها وسائل الإعلام والمنظمات الإعلامية، ومؤسسات المجتمع المدني تعد أفضل أدوات واستراتيجيات التعاطي مع الأخبار المضللة والتزييف العميق".

وحول أهم الأدوات التي تُمكّن الصحفيين من كشف الخلل المعلوماتي، تحدث أحمد عصمت، مؤسس ومدير منتدى الإسكندرية للإعلام واستشاري في مجال التحول الرقمي في مجال صناعة الإعلام والترفيه، مع "شبكة الصحفيين الدوليين" قائلاً: "يجب أن يمتلك الصحفي الحس النقدي لاكتشاف الخلل المعلوماتي سواء في عنوان أو متن الخبر، وإجادة استخدام الأدوات، وأن يتحقق الصحفي بنفسه من صحة الخبر من خلال الزيارات الميدانية وإذا تعذر الأمر، فمن الممكن أن يستفيد الصحفي من خبرات زملائه للتحقق من المحتوى الذي يبحث عنه، أما الموضوعات العلمية فتتطلب صحفيًا متخصصًا للتحقق منها".

وهناك مجموعة من الأدوات التي من الممكن أن تساعد الصحفيين في التحقق من صحة الصور والفيديوهات مثل:

-التحديث في أداة "Invid" والتي يمكن تنزيلها كـPlugin  على متصفح "كروم" أو "فاير فوكس"، ثم اختيار "Tools"، التي تُتيح للصحفي إمكانية التحقق من الصور، والفيديوهات، ويمكنك استخراج البيانات الوصفية "Metadata" من الصور والفيديوهات، وهناك خصائص أخرى ممنوحة للصحفيين بشرط التسجيل بإيميل جامعي أو إيميل أي مؤسسة يعمل بها الصحفي.

-مواقع البحث العكسي عن الصور مثل: "Yandex"، و"Tineye".

-موقع "Youtube Dataviewer" للتحقق من الفيديوهات.

ويختتم عصمت حديثه معنا قائلاً: "نحتاج إلى مشروع عربي ينتج وسائط أو أدوات تساعدنا في التحقق من صحة الصور والفيديوهات لأن هناك الكثير من التقنيات والأدوات التي تنتهي فترة صلاحيتها بمجرد انتهاء التمويل حيث أنها تكون مرتبطة بأبحاث تطبيقية".

 

وفيما يتعلق بخطوات التحقق من صحة المحتوى العلمي، فنشارك معكم أبرز ما جاء في الجلسة الثالثة من سلسلة جلسات "حرر وتحرر" والتي أعطاها الصحفي والمدرب في الصحافة العلمية، محمد السنباطي، وذلك على النحو التالي:

1-تحري المصدر:

-من الشخص الذي شاركك هذا المحتوى العلمي؟

-من أين حصل على هذا المحتوى العلمي؟

-التعرف أكثر على مصدر المحتوى العلمي من خلال صفحة (عن الموقع About)، أو (تواصل معنا Contact us).

-بالنسبة لوسائل التواصل الاجتماعي، افحص نشاط الحسابات وعدد المتابعين ونوعية المنشورات، وتقييم مصداقيتها.

2-عدم الاكتفاء بالعناوين:

-لا تكتف بقراءة العنوان الرئيسي فقط، فقد يكون مصاغاً بشكل غير دقيق لحصد القراءات والمشاركات.

-اطّلع على المحتوى بالكامل.

-تحقق من المحتوى البصري المصاحب للمحتوى.

-تحقق من الأخطاء الإملائية والنحوية.

3- التعرف على المؤلف:

-من هو المؤلف؟

-هل هو متخصص في المحتوى العلمي؟

-ما هي مؤهلاته وخبراته؟

-هل هو جدير بالثقة؟

4-التأكد من التاريخ والسياق:

-متى تم نشر هذا المحتوى؟

-هل هو متصل بالأحداث الجارية؟

-هل هو محتوى حديث؟

-ما هو سياق المحتوى؟

-هل السياق متصل ومترابط؟

-هل تم استخدام جزء من المحتوى خارج السياق؟

5-فحص الأدلة:

-هل المحتوى مدعم بالأدلة العلمية؟

-هل الأدلة العلمية ذات مصداقية؟

-هل هناك مراجع أو روابط لأدلة علمية؟

-هل تدعم تلك الأدلة العلمية هذا المحتوى؟

-هل هناك أدلة أخرى تدعم هذا المحتوى؟

-هل هناك أدلة أخرى تتعارض مع هذا المحتوى؟

6-التحقق من التحيزات:

-هل تؤثر تحيزاتك على تقييمك لهذا المحتوى؟

-هل يخبرك هذا المحتوى فيما ترغب في سماعه بالفعل؟

-هل يتعارض هذا المحتوى مع قناعاتك المُسبقة؟

-ما هو رد فعلك ومشاعرك تجاه هذا المحتوى؟

-هل تحققت من المحتوى بشكل موضوعي أم لا؟

7- اللجوء إلى الخبراء:

-اسأل الخبراء والمتخصصين.

-تواصل مع العلماء والباحثين.

-استشر مدقق حقائق.

-قم بمتابعة الجهات التي تتحقق من المعلومات المغلوطة.

ولفحص مصداقية الأوراق البحثية العلمية، يمكن للصحفيين الاطلاع على هذه الموارد: "Scipublication"، و"retractiondatabase".

الصورة الرئيسية حاصة على رخصة المشاع الإبداعي على موقع "Freepik" ويمكن تنزيلها من خلال الضغط هنا.