في أيلول/سبتمبر، هزّ تحقيق إستقصائي القاعات الأكاديمية في أندونيسيا.
فقد اكتشف المراسلون الصحفيون دكتوراه وهميّة في 12 جامعة، ما أسفر عن تدخّل حكومي وحملة تطهير للمرتكبين. ولم يكن اكتشاف التزييف في الدكتوراه سبقًا صحفيًا فحسب. فبالنسبة لمجموعة تامبو الإعلاميّة، حقّق المشروع العالي المستوى نموذجًا للمستقبل.
في حزيران/يونيو، أنطوان لوران، وهو استراتيجي متجدد وصحفي سابق في باريس، بدأ في زمالة بدعم من المركز الدولي للصحفيين ومختبرات أخبار غوغل من أجل مساعدة المؤسسات الإخبارية الأندونيسية، مثل تامبو، على أشكال جديدة من السرد القصصي عبر استخدام الأدوات الرقمية الأخيرة.
وأحد أوّل مشاريعه مع تامبو كان تطوير التفاعل البصري للدكتوراه، كنموذج لتامبو عن الصحافة المتعددة المنصات.
تقليديًا، كانت وحدة التحقيق موجهة نحو الطباعة فقط، مع إيلاء اهتمام ضئيل إلى الرسوم البيانية التفاعلية لـ Tempo.co، أحد المواقع الإخبارية الرائدة في إندونيسيا.
لكنّ مشروع الدكتوراه تغيّر كليًا، وأنتج قائمة من المعالم المهمّة لتامبو، من بينها ما يلي:
* لأوّل مرة، عملت فرق التحقيق والرسوم البيانية معًا من البداية لتخطيط كل من النسخة الرقمية والمطبوعة من القصة. وخلال هذه العملية، تعلم موظفو الطباعة استخدام أدوات تفاعلية.
* حتى أيلول / سبتمبر، لم تكن مؤسسة تامبو الإخبارية قد أنتجت أبدًا مشروع تحقيق كبير مع عناصر تفاعلية. في السابق، تم نشر نصوص وصور من القصص المطبوعة فقط على الموقع PDF المطروحة للمشتركين.
* عادةً، كانت تُنشر التحقيقات لأول مرة في المجلة الأسبوعية، ثم على الموقع بعد بضعة أيام أو بعد أسبوع، لكنّ قصة الدكتوراه، دفعها لوران لتُنشر مطبوعة وعلى شبكة الإنترنت في وقت واحد.
وكانت النتائج مذهلة. فقد جلب التقرير الآلاف من تعليقات القارئ وانتشر على وسائل الاعلام الاجتماعية. وقال لوران: "لقد ولدت واحدة من أكبر النتائج مشاهدة في تاريخ صفحة تامبو".
ودعي صحافيو تامبو للظهور على شاشات التلفزيون والراديو لمناقشة "درجات القيادة"، بما في ذلك أطروحات مسروقة وتوقيعات مزورة على سجلات الحضور.
وكان هناك أيضا تأثير في قاعات السلطة. بدأت وزارة البحث والتكنولوجيا والتعليم العالي تحقيقا وأوقفت عميد جامعة جاكرتا الحكومية، إذ يعتقد انه قائد ما حصل.
نحو الإعلام الرقمي
مثل العديد من شركات الأخبار في جميع أنحاء العالم، تكافح تامبو مع انخفاض مطرد في عائدات الإعلانات وتداول لمنتجات الطباعة. وبالنسبة للمسؤولين عن المؤسسة، فاللجوء الى الإعلام الرقمي هو مسألة البقاء على قيد الحياة.
وفي الوقت نفسه، يتحول الأندونيسيون نحو وسائل الإعلام الرقمية، وخاصة بين السكان الشباب. الاستفادة من تلك السوق المتنامية أصبحت أولوية للشركة ومقرها جاكرتا.
وقال واهيو دياتميكا، رئيس تحرير تامبو، والقوة الدافعة وراء عملية الانتقال: "إذا لم يكن لدينا وجود رقمي متطور، فسوف نتخلف عن هذا المشهد الجديد ونخسره".
ويؤكد أن القيم الصحفية الأساسية لـتامبو لا تزال سليمة، ولكن كل شيء آخر عرضة للتغيير كما تتحول الشركة إلى عملية رقمية تحت إشراف لوران.
بالنسبة لملف الدكتوراه، تعاون لوران مع مديرة المشروع الرقمي صديقة حامد لإنشاء الخرائط والرسوم البيانية والرسومات للمنتج المطبوع وعلى الإنترنت.
تحوّلوا إلى إنفوغرام وبيكتوشارت، لأنّ كلا منها يمكن أن يوفّر نتائج موثوقة مع أقصر منحنى التعلم، وهما مهمان للموظفين الذين لا يتمعون بمهارات تقنية عالية. وسمح البرنامج المساعد، الذي تم إنشاؤه بتوجيه من لوران، للقراء بالتبويب من خلال أمثلة للانتهاكات العديدة للجامعات.
وقالت حامد: "بالنسبة لمشاريع المستقبل، فإن تبسيط عملية التضمين للرسوم البيانية والمرئية ستكون أولوية".
"تجميل" لغرفة الأخبار
يعطي تامبو الأولوية لنظام التدريب في غرفة الأخبار. على مدى الأشهر القليلة المقبلة، سوف يتعلم الموظفون أدوات التصور للبيانات، والوسائط المتعددة ومشاركة المستخدم والقارئ. يتم تشكيل فريق التحول الرقمي للمساعدة في توجيه الخطوات التالية في عملية التطور.
تدين ديماتيكا لـلوران بسبب المساعدة على نحو سلس في الانتقال بغرفة الأخبار الى العصر الرقمي، منذ وصوله. في البداية، كانت الخطة إعادة تدريب جميع الصحفيين و"القيام بعملية تجميل كاملة لغرفة الأخبار"، كما يصفه ديماتيكا.
وبدلا من التدريب الإلزامي، فقد أبدى الكثير من المحررين، ومعظمهم من الصحفيين الشباب، اهتماما بتعلم مهارات جديدة. وأعربوا عن أملهم في توضيح فوائد بناء بيئة صديقة للغة الرقمية.
ويقول دياتميكا، الصحفي الحائز على جوائز في الصحافة الإستقصائية، وجائزة جامعة هارفارد عام 2015: "كان علينا أن نعرض، لا أن نقول فقط". وأضاف: "لا يزال العديد من المحررين غير مقتنعين. ولكننا اقنعنا الأشخاص الرئيسيين في غرفة الأخبار وهذا يكفي الآن".
وستستمر عملية إعادة التنظيم على مراحل، بما في ذلك التغييرات في توصيف الوظائف، وسير العمل في القيادة والأخبار. سيتم تعيين مصممي الويب ومبرمجي الأخبار والخبراء الرقميين لتشغيل مختبر وسائل الإعلام لتعزيز فعالية تامبو على الانترنت، وقال: "نأمل أن يرى الموظفون أننا لا نضحي بأفضل قيم مهنتنا. نحن نحاول جعله المهنة أكثر جاذبية من أجل الوصول إلى المزيد من الناس. وهذا أمر جيد لعملنا برمته".
لمعرفة المزيد عن زمالة أنطوان لوران، إضغط هنا.
الصورة التقطها فردي بستاري.