يشكو السياسيون عادة من تغطية وسائل الإعلام الإخبارية والتي تركز على أخبارهم السلبية فقط. وتبين الدراسة التي أجريت حديثًا حول الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة أن كلامهم صحيح. ويبين التقرير المعد من قبل مركز بييو للدراسات ضمن مشروع "نحو التفوق في الصحافة" والذي تقصى التغطية الإعلامية للانتخابات من التاسع والعشرين من شهر آيار لغاية الخامس من شهر آب، أن ما يزيد عن ثلثي التقارير الإخبارية المعدة في تلك الفترة ركزت على الجانب السلبي للمرشحين.
ويختتم التقرير عرضه بأن ما نسبته 72 بالمائة من الأخبارعن الرئيس باراك أوباما كانت تعرض الجانب السلبي و71 بالمائة من الأخبار عن خصمه الجمهوري ميت رومني كانت سلبية.
قال مدير مشروع نحو التفوق في الصحافة السيد توم روزينشال في مقابلة صحفية معه: " أصبح الإعلام الأمريكي من خلال تغطيته لأخبار المرشحين قناة لنقل لغة متحيزة بشكل متزايد بدلًا من كونه مصدرًا مستقلًا لنقل الأخبار. وهذا ربما يعكس تأثير التراجع في مستوى العمل الصحفي ولكن قد يشير هذا الوضع أيضًا للأسباب وراء رؤية الاشخاص للجانب السلبي للحملة الانتخابية."
من المواضيع المؤكدة عن أوباما في وسائل الإعلام أنه فشل في نشل الولايات المتحدة من حالة الركود الاقتصادية، بينما صوّرت وسائل الإعلام المرشّح رومني أنه شخص رأسمالي متغطرس. راقب مشروع نحو التفوق في الصحافة التغطية الإعلامية للحملة خلال فترة مدتها عشرة أسابيع حيث لم يظهر في تلك الفترة نقل للجانب الإيجابي للمرشح يزيد عن السلبي ولم ينجو أي مرشح من سوط الإعلام. بدأ مشروع نحو التفوق في الصحافة في تقصي التغطية الإعلامية للحملات الانتخابية في عام 2000، وفي التقرير الذي أعده في عام 2004 بيّن أن التغطية الإعلامية لسباق الرئاسة بين جورج بوش وجون كيري قد ركزت على الجانب السلبي.
وبيّن مشروع نحو التفوق في الصحافة أيضًا أن الانتقادات الموجهة للمرشحين كانت ترتكز على كيفية إدارة الحملة الانتخابية أكثر من تركيزها على السيرة السياسية للمرشح، ويبين التقرير أن التغطية الدائمة للجوانب السلبية سببها افتقار المتغيرات في الساحة السياسية. ويذكر التقرير "أنه لا يوجد حدث مميز تدفع وسائل الإعلام على إعادة النظر في موضوع الخبر عن المرشحين أو فكرتها عنهما. وبدلًا من ذلك أصبحت الحملتان في حالة من الجمود في النقاش السياسي من حيث تكرار الحديث في نفس المواضيع خلال الأشهر الماضية من قبل المرشحين وممثليهما وأنصارهما."
ويشير التقرير إلى التراجع في دور الصحفيين الذين ينقلون أخبار الحملة الانتخابية في مهمتهم بنقل الأخبار مما أدى إلى تزايد الاعتماد على مصادرمنحازة وغير موضوعية، حيث كانت نسبة الأخبار من مصادر غير موضوعية ومتحيزة حوالي 48 بالمائة ومن تلك المصادر غير الموضوعية: المرشحين أنفسهم، وأعضاء لجان الحملة الانتخابية، وأعضاء لجنة العمل السياسي التي عملها دعم مرشح ما لصالح الحكومة والدعايات السياسية. وشكّل الصحفيون ما نسبته 19 بالمائة من نسبة تلك المصادر غير الموضوعية، وشكّل معدو برامج الحوار ما نسبته 8 بالمائة، وشكّل الخبراء في التحليل السياسي من غير الإعلاميين ما نسبته 10 بالمائة، وشكّل استطلاع الرأي ما نسبته 6 بالمائة، وشكّل المقترعون ما نسبته 5 بالمائة.
ويذكر التقرير أن "التراجع في دور الصحفيين في كتابة تقرير شامل عن المرشحين ربما يعكس تراجع المصادر المكتوبة لفريق إعداد الخبر، وازدياد الاعتماد على الأخبار المتلفزة التي تبث مقابلات مباشرة بالصوت والصورة مع أشخاص يفسح لهم المجال لنقل رسالة غير موضوعية من خلال تلك المقابلة التلفزيونية."
اعتمد التقرير على دراسة محتوى المواد الإخبارية المقدّم من وسائل إعلامية مختلفة من خمسين مادة مكتوبة ومحطات بث سواء من المذياع أو من شبكة الإنترنت ومنها نيويورك تايمز وإذاعة أي بي سي ABC وإذاعة ناشينول بابليك ريديو.
للاطلاع على التقرير الكامل، انقر هنا.
الصورة: ملفات مورغي.