قد يكون فن سرد القصص الصوتي معقدًا ومربكًا، ليس فقط للمبتدئين، بل أيضًا لبعض الصحفيين الذين يتمتعون بخبرة طويلة، وذلك بسبب الأعمال التي تتشعب من السرد القصصي، مثل الوثائقيّات الإذاعية والبث وغير ذلك.
وفي هذا السياق، قابلت شبكة الصحفيين الدوليين صحفيتين متخصصتين بالسرد القصصي للتحدّث عن مهارات السرد الرئيسية، من العثور على أفضل القصص إلى استخدام الصوت لتسجيل السرد، وهما هبة فيشر المؤسسة المشاركة لشركة "ثقافات كيرنيج"، وهي عبارة عن بودكاست يقدم قصصًا صوتية من الشرق الأوسط والعالم، ومايف مكلنغان وهي مؤسسة برنامج The Tip Off الذي يروي قصصًا وراء الكواليس حول التقارير الإخباريّة الاستقصائية، وقدّمت الصحفيتان أفكارًا ومعلومات حول طرق الإنتاج.
أولاً، البحث عن شخصيات بليغة في الكلام
عند إجراء مقابلات، تبحث فيشر وفريقها في "ثقافات كيرنيج"، عن شخصيات "شديدة الوضوح" لمحاورتها، ولذلك تقول: "هناك أوقات نجلس فيها لإجراء المقابلات ونجد أن هذا الشخص يخضع لحراسة مفرطة وأنه من الصعب عليه أن يفتح أبوابه، فنبحث عن شخصية أخرى تروي القصة"، وأضافت: "لن نصل إلى النقطة التي نريد أن نوصلها إلى مستمعينا إلا بهذا الشكل". فبعد العديد من المقابلات، وجدت فيشر أن التعرض للمخاطر يساعد على بناء مساحة آمنة مع الشخص الذي تمت مقابلته. وقالت: "خلال اللقاء، أطرح سؤالاً وأجيب عنه بنفسي وأشارك شيئاً عن نفسي وعائلتي، أفتح قلبي قليلاً وهكذا يصبح الأمر أسهل بكثير على الشخص الذي أمامي لكي ينفتح أيضاً". أمّا مكلنغان فلا تجري أي مقابلة مع ضيوفها قبل المقابلة الرئيسية من أجل تحضير وسير أفضل للمحادثة، غالباً ما تقابلهم في منزلهم وتجري مقابلات مفصلة وتسجل لمدة ساعة.
ثانيًا، فكّر في السرد القصصي قبل الإنتاج
كصحفيّة إستقصائية، تُحاول مكلنغان استخدام الأسلوب نفسه الذي تستخدمه في عملها اليومي: القراءة بين السطور، وتقول: "مع كل تحقيق، هناك مسار سردي واضح من إيجاد الفكرة إلى التنفيذ".
ثالثًا، استخدم نص الحوار لإنشاء مقالك
تقرأ فيشر وعدد من المنتجين الآخرين النصوص ويسلطون الضوء على أفضل أجزاء المقابلة، ويستخدمون هذه الأجزاء لإنشاء نص، الأمر الذي تصفه فيشر بأنه عملية "شاقة". وتقول: "غالبًا ما نقوم بخمس أو ست مسودات – وأحيانًا نصل إلى عشرة - قبل أن تكون جاهزة للنشر".
رابعًا، الإعداد وتسجيلالسرد
تسجل مكلنغان في منزلها بنفسها. وفي بعض الأحيان، ترسل الصوت إلى الأصدقاء الذين يقدمون ملاحظاتهم ويساعدونها على التقاط نغمات أو جمل غريبة.
تعيش فيشر في سياتل بينما يعيش العديد من المتعاونين معها في بقية الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والشرق الأوسط. ومع ذلك، وجدت أنه إذا سجلت وحدها، فهي تتحدث بصوت ضعيف جداً. لتجنب ذلك، تسجّل روايتها أثناء استخدام سكايب للحصول على صوت جميل يُظهر المكان الذي تبدو فيه فعليًا وكأنك تتحدث إلى مستمع.
خامسًا، الموسيقى مهمّة
تستخدم مكلنغان الموسيقى لإنشاء الدراما وتعزيز السرد القصصي. وعندما يكون لديها وقت كافٍ، تنشئ مقطوعات موسيقية للتحضير للأعمال القادمة.
يمكنك العثور على موسيقى مجانية على مواقع الكترونية بما في ذلك IncompetechوFree Music Archive و Youtube’s audio Library.
سادسًا، أعطِ نفسك الوقت للتعلم
تقول فيشر إن فريقها تعلم كيفية إنتاج قصص رائعة من خلال التجربة وتكرار الخطأ. في البداية، كانوا في بعض الأحيان يصلون إلى مرحلة ما بعد الإنتاج ويدركون أن القصة لم تنجح.
الصورة الرئيسية حاصلة على رخصة المشاع الإبداعي على فليكر بواسطة Badlands National Park