تحديات وسائل الإعلام بظلّ "كوفيد19".. كيف تحافظ على استدامتها؟

May 14, 2020 في تغطية كوفيد 19
صحف

 يقدّم المركز الدولي للصحفيين وشبكة الصحفيين الدوليين ويبينارات ضمن منتدى تغطية الأزمات الصحية العالمية، والتي تهدف إلى تغطية آخر مستجدات "كورونا" عبر استضافة خبراء وأطباء وتقديم موارد للصحفيين. لمعرفة المزيد عن المنتدى إضغط هنا ويمكنك الإنضمام إليه من خلال فايسبوك.

هذا المقال هو جزء من الموارد التي تقدّمها شبكة الصحفيين الدوليين باللغة العربية عن التغطية الصحفية لـ"كوفيد 19"، للإطلاع على المزيد من الموارد   إضغط هنا.  

 لم تكن المؤسسات الإخبارية بأفضل حالاتها قبل تفشي جائحة كوفيد 19، حيث واجهت الكثير منها المخاطر وانخفاض الإيرادات، وكانت بعضها تواجه الإقفال.  

وساهمت الأزمة الصحية العالمية بازدياد الأوضاع الإعلامية سوءًا، فعلى الرغم من ازدياد متابعة الناس للأخبار خلال الجائحة، إلا أنّ الإيرادات لم تكن جيدة، كما أنّ الكثير من المؤسسات الإخبارية تأثرت بالتعثر الإقتصادي العالمي، واستغنت عن موظفين، كما اقتطعت أخرى من رواتب الصحفيين.

ومع تأزّم المشهد الإعلامي ومحاولة غرف الأخبار التأقلم والإبتكار والبحث عن مصادر تمويل جديدة، رأى ثلاثة خبراء في ريادة وسائل الإعلام وتطويرها خلال ندوة نظّمها المركز الدولي للصحفيين أنّه لا يزال هناك بعض البقع المضيئة والفرص الجديدة.

وقد شاركت في الحوار الذي أداره مدير شبكة الصحفيين الدوليين ديفيد ماس، رائدة الأعمال والمستشارة الإعلامية المتخصصة بالتسويق الرقمي ليزا كوب، المؤسسة المشاركة في سيمبراميديا، جانين وارنر، إضافةً إلى المؤسس المشارك لـبروتو نصر الهادي

في هذا السياق، قالت رائدة الأعمال ليزا كوب: "لقد أدّت الحاجة إلى بروز الكثير من الإبتكارات".

 فيما يلي أبرز النقاط التي تخللها النقاش:

 عن التعاون

تعتبر وارنر أنّ "مقارنة الأفكار والاستراتيجيات والدعم المتبادل، يعدّ أمرًا أساسيًا في الوقت الحالي".

بالنسبة لنماذج الاعمال وتنوع الإيرادات

قالت وارنر: "إنّ الإيرادات المتنوعة هي مفتاح الاستدامة في أوقات الأزمات، أمّا بالنسبة للمؤسسات التي لا تعتمد بشكل كبير على أي مصدر إيرادات، فمن الأسهل أن تحافظ على استقلاليتها".

وأضافت أنّه "على مالكي المؤسسات الإخبارية التفكير بهويات المعلنين لديها ومن هم المتابعون وما هي الخدمات الجديدة التي يحتاجونها"، مشيرةً إلى أنّه يتعيّن على الصحفي أن يكون نشيطًا، ولكن ليس بالضرورة أن يبدأ بعمل جديد، لا سيما في ظلّ الضغط الذي تواجهه غرف الأخبار في هذه الأيام".

توازيًا،  ناقشت كوب الدمج بين نموجي الإشتراك والهبات/التبرع للمواقع الإلكترونية الإعلامية، لافتةً إلى أنّ هناك فرصًا أخرى لزيادة أرباح الإعلانات في الوقت الحالي. وقالت: "تحدثوا إلى المعلنين واسألهم، ماذا يفعلون من أجل الإستدامة في ظل الجائحة؟ كيف يمكن المساعدة والتطور فيما يبحث قراؤنا عن الأخبار، وهذه فرصتهم".

أمّا الهادي فيعتبر أنّ "إحدى الأمور الأساسية التي نلاحظها الآن مع المؤسسات هي ارتفاع عدد المشاهدات أو القراءات بسبب الأزمة". ومع ذلك فقد لاحظ الهادي أن المعلنين أيضًا يمرون بأزمة بسبب انخفاض مخصصات التسويق في الشركات، ونصح المؤسسات الإعلامية الإخبارية بالبحث عن معلنين متخصصين.

ماذا عن إطلاق شركة رقمية ناشئة خلال الجائحة؟

في الوقت الذي تشجّع فيه وارنر ريادة الأعمال قالت: "إن البدء بعمل جديد خلال أزمة مالية هو سيف ذو حدين، فإذا نجحت ستكون لديك فرصة مهمة للإستمرار عند تحسن الأوضاع، ولكن من الواضح أنه وقت صعب للبدء بمشروع جديد والبحث عن إيرادات"، وأضافت: "إذا كنت بوضع مالي يسمح لك تحمل قضاء بعض الوقت بالإستثمار بالمحتوى، بناء مؤسستك الإعلامية الخاصة، البدء بجذب جمهور، ولست بحاجة للإعتماد على الإيرادات مباشرة لإطعام عائلتك، فإنّ الوقت مناسب للإنطلاق".

 عن وسائل الإعلام التي تعتمد على الأحداث كمصدر للإيرادات

يشير الهادي إلى أن العديد من المؤسسات التي استضافت أحداثا داخلية أكانت تدريبات أو مجرد فرص للتواصل، انتقلت الآن إلى إقامة الندوات عبر الإنترنت. وبينما قرر عدد من المؤسسات فرض رسوم مقابل الأحداث التي تقدّم عبر الإنترنت، فإن العديد من هذه المؤسسات قرر ألا يفعل ذلك.   

من جانبها، قالت كوب إنها رأت نجاحًا بفكرة "إدفع وفق إمكانياتك مقابل الأحداث" وأضافت: "أن تكون مبدعًا مع كل ما هو فريد لسوقك وتنشئ حدثًا حوله يمكن أن يؤدي إلى تحقيق الأرباح في الوقت الحالي ويؤدي أيضًا إلى اكتساب ثقة الجمهور، سيساعدك على المدى الطويل".

فرص المنح وصناديق الطوارئ

تقول وارنر: "إنه لأمر مذهل مقدار التمويل عبر المنح في الوقت الحالي وكذلك التمويل عبر صناديق الطوارئ، من المنح الصغيرة جدًا للصحفيين المستقلين إلى التمويل بملايين الدولارات من قبل جوحل وفايسبوك والمؤسسات الأخرى التي تحاول فعلا مساعدة وسائل الإعلام كي تستمرّ في عملها"، مضيفةً أنّه على "الصحفيين والشركات الصغيرة اغتنام هذه الفرص، لا سيما أنّ المنح لا تدوم ولا تؤمّن استمرارية المواقع".

حول التركيز على المحتوى

شدّد الهادي على أهمية المحتوى، مشيرًا إلى أنّ "جميع المؤسسات الإخبارية تعدّ التقارير التي تتضمّن عناوين وإحصائيات متشابهة، لكن ما لاحظناه، هو أنّه طالما أنك وصلت إلى أمر أو موضوع يشكل علامة فارقة لك، أو تقاطعا بين ما يحصل في الخارج وما قمت بالتحقيق به، فإنّ هذه النتيجة ستشكل مكانة خاصة لك".

حول نصيحتهم إلى الصحفيين ورواد شركات الإعلام

يقول الهادي:" لا تبدأ شيئا لن تتمكن من الإستمرار به حالما نخرج من هذه الأزمة". أمّا كوب فقالت: "تواصل مع جمهورك، وهذا هو الوقت المناسب للتواصل مع مصادرك"، مضيفةً: "من المهم جدا التأقلم مع التغطية للإبقاء على جذب انتباه جمهورك من خلال طرق إبداعية".

من جانبها، تقول وارنر: "إن واحدة من افضل الأمور التي رأيت الصحفيين يقومون بها في الوقت الحالي هي البدء بالشراكة مع بعضهم البعض، إذ لطالما كان الصحفيون يتنافسون"، وتابعت: "نسعى جميعًا لنشر قصصنا في الصفحات الأولى، وكلنا نريد الفوز بجائزة بوليتيزر ولكن فعليا هذا وقت العمل معًا، ليس فقط لتغطية أفضل للأخبار بل للوصول إلى الممولين كذلك".

الصورة الرئيسية حاصلة على رخصة الإستخدام على أنسبلاش بواسطة جاسون لونج.