تبني أدوات تحويل النص إلى صوت يجعل غرف الأخبار أكثر إتاحة

بواسطة Fabiana Santos
Apr 10, 2024 في التنوع والإدماج
رجل يرتدي سماعات

يتزايد تبني وسائل الإعلام لأدوات تحويل النص إلى صوت لجعل محتواها أكثر إتاحة على نطاق واسع.

ومنذ 2015، تُقدم صحيفة Folha de São Paulo البرازيلية، ميزات تحويل النص إلى صوت على موقعها الإلكتروني، مما جعلها رائدة بين وسائل الإعلام السائدة. وقالت كاميلا ماركيز، الذي تقود الاستراتيجية الرقمية للصحيفة: "في البداية، كانت الصحيفة متاحة للقراءة على جهاز الكمبيوتر فقط، ثم جعلناها متاحة على الهاتف المحمول أيضًا".

وشرحت ماركيز أنّ فريق الصحيفة وضع في اعتباره كلا من سهولة الاستخدام وإمكانية الوصول عند تنفيذ الأداة. وأوضحت: "كانت هذه الميزة مثيرة للاهتمام ومبتكرة للقارئ العادي، ووضعنا أيضًا عناصر تحكم لتغيير حجم الخط"، مضيفةً "لم نكتف بالتفكير في قدرة ضعاف البصر على الاستماع إلى النص، وإنّما أيضًا في المستخدمين الذين يعانون من مشكلات أخرى، وهذا ما يوجه كود موقعنا الإلكتروني، وحتى اختيارات لوحة ألوان الموقع الإلكتروني، فعلى سبيل المثال، نحن نُخاطب كلًا من ضعف البصر وعمى الألوان".

وصف الصورة

وُلد الصحفي جوستافو تورنييرو، بمرض إعتام عدسة العين وزرق العين، وإلى جانب عمله الصحفي، يعمل مستشارًا في شؤون الشمول والوصف الصوتي وإمكانية الوصول الرقمي.

وقال تورنييرو: "أرى إمكانية الوصول إلى المحتوى بطريقة أوسع. فإذا كان لديك موقع إلكتروني يُمكن لشخص لديه إعاقة بصرية الوصول إليه، سيُمكن للأشخاص الذين قد يستخدمون لوحة مفاتيح فقط لتصفح الإنترنت الوصول إليه أيضًا، مثل شخص لديه إعاقة جسدية"، مضيفًا: "أقول دائمًا إنّني شخص كفيف أو مصاب بكف البصر، ويُعد الوصف الثاني طريقة مثيرة جدًا للاهتمام لصياغة ذلك لأنّها تضع الشخص في المقام الأول".

ولتقييم أدوات تحويل النص إلى صوت، يعتمد تورنييرو على خبرته الشخصية والمهنية. وأوضح: "تُعد الأدوات موردًا إضافيًا لزيادة إمكانية الوصول بالنسبة للأشخاص الأقل تعليمًا، أو المصابين بعسر القراءة، أو غيرها من إعاقات التعلم الأخرى. وباستطاعة الأشخاص الذين يعانون من إعاقات بصرية الاستفادة من هذه الأدوات، على الرغم من امتلاكهم عادة برنامج قارئ للشاشة بالفعل، ويزيد استخدام ميزات تُقدمها وسيلة إعلامية من الشعور بالراحة".

ولكن تورنييرو أشار إلى مشكلة مستمرة في وقتنا الحالي: "إنّ إحدى الصعوبات الرئيسية المتعلقة بإمكانية الوصول في المحتوي الرقمي هي ندرة أوصاف الصور".

ويُعد هذا أمرًا سعى الفريق في Folha de São Paulo لتحسينه. وقالت ماركيز: "نعمل على تجربة لإنشاء التنسيق الصحيح لوصف الصور والرسومات بشكل أفضل، بحيث لا تُترك أي صورة بدون بيانات وصفية"، مضيفة "نعتمد حاليًا على الصحفيين لإدخال هذه البيانات، ومن ثم تسقط الكثير من المعلومات سهوًا".

ويؤمن تورنييرو أنّ التمثيل الأفضل في غرف الأخبار سيساعد على تحسين إمكانية الوصول: "هناك سلسلة من المشكلات النظامية في صناعة الأخبار، وخصوصًا في وسائل الإعلام القديمة، فعلى سبيل المثال، يؤثر الافتقار إلى تمثيل الأشخاص ذوي الإعاقة في غرف الأخبار، بشكل مباشر على المحتوى المُعد عن هذه القضية".

توفر شبكة الصحفيين الدوليين ميزة تحويل النص إلى صوت، على أغلب مواقعها متعددة اللغات، وستلاحظ وجود نسخة صوتية من هذه القصة متاحة أعلى الصفحة.

وتُقدم شركة Ad Auris هذه الخدمة، وهي تمتلك حاليًا 200 عميل حول العالم، وقالت المُؤسسة المشاركة للشركة الكندية، تينا هيرتل: "نعمل بشكل متزايد مع فرق تسويق المحتوى وكتّاب النشرات البريدية".

وتعتقد الشركة أنّ الجمهور المستهدف من خدمتها لا يقتصر على الأشخاص ذوي الإعاقة. إنّ استخدام مكبرات الصوت الذكية، مثل Echo من إنتاج أمازون وGoogle Home، سهّل من الاستماع إلى المقاطع الصوتية داخل بيوتنا. كما باستطاعة الأشخاص الاستماع إلى المحتوى الصوتي أثناء القيادة أو ممارسة التمارين الرياضية أو تأدية المهام في المنزل. وأوضحت هيرتل: "إنّ القدرة على توفير تنسيقات صوتية أصبحت أمرًا بالغ الأهمية لتعزيز ولاء الجمهور إلى جانب الوصول إلى جماهير جديدة قد تكون تبحث عن المحتوى، خاصّة على تطبيقات مثل سبوتفاي، ويوتيوب، وآبل بودكاست".

وتمتلك صحيفة لوس أنجلوس تايمز، مجموعة مختارة من المقالات الخاصة في هيئة تنسيق صوتي للمشتركين. والأمر ذاته ينطبق على صحيفة الجارديان التي تقدم برامج البودكاست والمقالات الطويلة في تنسيق صوتي حول قضايا الهجرة، والجريمة، والأعمال، والفنون. وتقدم صحيفة نيويورك تايمز، NYTAudio، وهو تطبيق صوتي عبر الهاتف المحمول يتضمن برامج بودكاست وأخبارًا مروية وقصصًا. من كان يتوقع أنّ الصحيفة التي اشتهرت في البداية كنسخة مطبوعة، وتحولت إلى النسخة الرقمية، سوف تتحول الآن إلى الصوتيات بهذه الطريقة؟ هل يُمكن أن يصبح هذا توجهًا عالميًا؟

خفض التكاليف

وقد تُقدم خدمات تحويل النص إلى صوت مجانًا أو كميزة اشتراك لمستهلكي الأخبار. ومع ذلك، لا تزال هناك تكلفة مالية على المؤسسات الإخبارية لتنفيذها. وقالت هيرتل: "في الماضي، كان هناك عقبة أكبر أمام تقديم الصوتيات لأنّ الإنتاج استغرق وقتًا طويلًا وكان مُكلفًا، ولكن مع وجود أدوات مثل Ad Auris، أصبح الأمر متاحًا وفعالًا".

ومع ذلك، لا تزال المؤسسات الإخبارية الأصغر في البرازيل تعاني مع التكاليف. وقال الصحفي المُقيم في ولاية أمازوناس، فريد سانتانا: "طلب مني بعض القراء الذين يعانون من إعاقة بصرية هذا النوع من الأداة، وأحاول إيجاد طريقة لتنفيذها". ويدير سانتانا موقع Vocativo، واختتم بالقول: "من المهم تضمين القراء الجدد في هذا السياق، وعندي أمل أن يصبح هذا الأمر ممارسة شائعة بشكل متزايد، إذ لا ينبغي أن يُحرم أي شخص من حق أساسي مثل حق الحصول على المعلومات".


الصورة بواسطة كانفا.