باتَ من الضروري أن يكون الصحفيون في هذه الأيّام ملمّين بجميع الاعمال، من إعداد التقارير، التصوير الفوتوغرافي، الفيديو، الصوت، وسائل التواصل الإجتماعي، التحرير وغيرها من الأمور. وبالإضافة لهذا المزيج يقول البعض إن المهارة الحاسمة القادمة هي إنشاء المواقع وتطوير الشبكات.
قد لا يرحّب عدد كبير من الصحفيين بهذا الموضوع. فالترميز يمكن أن يبدو النسخة الحديثة من السحر، والمبرمجون أنفسهم لديهم قدرة فطرية لمهارة لا يمكن الوصول إليها من قبل الجميع.
مع ذلك فإن عددا متزايدا من منصات التعليم المستقل تعمل على تسهيل فهم البرمجة. والصحفيون لديهم فرصة غير مسبوقة ليصبحوا دهاة كمبيوتر، من دون إنفاق المزيد من الأموال أو أخذ إجازة من العمل. وتبقى أكبر عقبة أمام الصحفي هي الثقة بالنفس.
إحدى الصحفيات اللواتي رغبنَ ببرمجة الكمبيوتر وتدعى مالوري بوش، وهي خريجة كلية ميديل للصحافة في جامعة نورث ويستيرن والآن مديرة "المشاركة الجماهيرية" في ThinkCERCA في شيكاغو.
بوش دخلت كلية الصحافة بهدف أن تصبح مراسلة تقليدية مع التركيز على الكلمات والوسائط المتعددة.
أول لمسة لها في عالم البرمجة كانت عند تغطيتها إحدى القصص حيث قابلت صحفية تحدثت عن عملها الذي يجمع الصحافة وعلوم الكمبيوتر. وقالت: "أتذكر جيدا، أستطيع الشعور بنفسي في الغرفة - أدوّن، أحرك رأسي وأفكر، ليس هناك أي إمكانية لفعل هذا الأمر.
وأضافت: "بعد فترة كنت في الدور النهائي للحصول على تدريب، وكنت على الهاتف مع هذه المرأة، وكنا نجدول مقابلتي. اخترنا الوقت واليوم وكل شيء، وكنت على وشك إقفال الخط حين سألتني تعرفين بعض الترميز، صحيح؟". وتتذكر بوش: "قلت لها مباشرة نعم تماما. وحينها كان لدي أسبوع ونصف الأسبوع لتعلم بعض الترميز".
الإنطلاق
البدء بتعلم البرمجة يمكن أن يكون ساحقا، اي شخص بدأ بذلك يعرف أن النظرات الأولى إلى رمز خام على شاشة يمكن أن تكون غير مشجعة لأي شيء بعده <!DOCTYPEhtml>
لكن العزم على إجراء المقابلة (مع وقت قليل متبق)، تخلصت بوش من الشكوك الأولية وجلست لتعلم أساسيات البرمجة.
وبعدها انطلقت وفكرت: "هذا في الواقع رائع وليس صعبا" وفق ما تقول بوش.
وتضيف بوش: "بشكل صادم، لم أحصل على التدريب ولكن كنت أذهب كل يوم بعد العمل طيلة الصيف إلى المقاهي لدراسة الترميز".
تدريجيا تفرغت إلى لغات برمجة أخرى وأخذت معها مهارات الترميز للتسجيل في دورات تدريب أخرى، وهذه المرة في Time Inc وThe Chicago Tribune.
دخول بوش إلى البرمجة قد لا يبدو بسيطا- لكن يمكن أن يكون سهلا حق كاقتطاع وقت من نهارك والذهاب إلى مقهى والدراسة.
المكافأة
الإعتقاد الخاطئ الآخر حول تعلم الترميز هو الإعتقاد بأنه عليك أن تجعل نفسك متخصصا في كل لغة، وهي مهمة هائلة لأي شخص.
مع ذلك فإن المهارة الأساسية التي يجب أن تعرفها كصحفي هي كيفية إخبار القصة. تعلم الترميز يجب أن يضاف إليها لا أن يحل محلها.
واضافت بوش أنها تعتقد أنه بمجرد معرفتك لما يمكنك فعله بالترميز - ليس عليك معرفة كيفية القيام به بشكل دقيق- ولكن ما أن تعرف ما يمكن فعله فإن هذا يفتح عقلك على الإحتمالات.
الصحفيون يعملون بشكل متزايد مع المبرمجين لتصميم قصص تفاعلية على شبكة الإنترنت، وإذا عرفت ما هو ممكن قبل الوصول إلى مكتب التحرير (وبنفس الأهمية ما هو غير ممكن)، يمكنك تجسيد قصة أكثر حيوية وتصميم عملية تقريرك حول ذلك.
وتنصح بوش رواة القصص بالتالي: "إذا كانت مخيلتك مفتوحة فسيكون لها تاثير أساسي على قدراتك في قص الخبر".
مصادر التعلم المجانية
كودكاديمي: هي المكان الذي يذهب إليه الجميع، فهي مجانية وتقدم المساعدة والأساس وتوفر تعزيزا إيجابيا مستمرا وتقدما ملموسا. البعض يقول إنها محدودة بقدرتها على تعليمك الترميز الحقيقي، لكنها بالتأكيد مكان عظيم للبدء وإقناع نفسك أنه يوما ما سوف تفهم ما هو الفارق بين الرموز.
تعلم في مختبر نايت: مختبر نورث ويستيرن نايت هو المكان الذي تخلصت فيه بوش (وواحد من أعضاء هاك باك) من خوفها من التكنولوجيا في مجال الصحافة، ويقدم دروسا مجانية وودية للتقنيين الطامحين.
أكاديمية خان: كل من استخدم أكاديمية خان يعرف أن التصدي للمواضيع يكون مع خوف اقل حين يتم برفقة أحد مدربيهم الودودين.
جيثب وستاك أوفير فلوو: لكلّ الذين يفضلون القفز إلى عمق النهاية، فإن الأمر المذهل حول البرمجة هو المجموعة الضخمة والودية الضالعة بالأمر. جيثب وستاك أوفير فلوو مصدران مذهلان للمشاريع التي تبحث عن المتعاونين والمنتديات التي تجيب عن كل سؤال يمكن أن يكون لديك.
هذا المنشور مجتزأ من آخر نشر للمرة الأولى على هاك باك برس. وأعيد نشره بعد الحصول على إذن.
الصورة الرئيسية حاصلة على رخصة المشاع الإبداعي على فليكر بواسطة مايكل هيمبولت.
إقرأوا المزيد من المقالات لـ
