أصدر المركز الدولي للصحفيين (ICFJ) دليل "أخلاقيات الصحافة في العصر الرقمي" باللغة الإسبانية، الذي يتناول الاهتمامات الرئيسية للصحفيين والمؤسسات الإعلامية في جميع أنحاء العالم فيما يتعلق بالتحديات الأخلاقية في العصر السريع الخطى للأخبار الرقمية.
ينقسم الدليل إلى 10 فصول تستكشف مواضيع مثل المعلومات البسيطة وعصر ما بعد الحقيقة الناشئة. من بين الحلول لمعالجة ظواهر ما بعد الحقيقة، يؤكد الدليل على عمل مواقع التثبت من الحقائق التي تكشف المعلومات الخاطئة وتعزز المعلومات التي تم التحقق منها بدلاً من ذلك.
يشجع الدليل كذلك الجماهير على اكتشاف الأخبار المزيفة من تلقاء نفسها، ويسلط الضوء على الحاجة إلى تدريب الطلاب والصحفيين على تقدير قيمة الحقيقة ويشدد على الحاجة إلى صحافة استقصائية وصحافة بيانات.
يتناول الدليل أيضًا التحديات الناتجة عن توقع التحديثات الفورية والأخبار السريعة، بالإضافة إلى استقلالية التحرير، والهياكل المالية الجديدة الناتجة عن النشر الرقمي وكيفية تجنب الإثارة.
وقد شارك الصحفي الكولومبي خافيير داريو ريستريبو، مدير مكتب الأخلاقيات في مؤسسة غابرييل غارسيا ماركيز للصحافة الأيبيرية - الأميركية الجديدة، مع لويس مانويل بوتيللو، نائب رئيس المبادرات الجديدة والتأثير في المركز الدولي للصحفيين، في إعداد الدليل حول المشاكل التي تواجه الصحفيين في العصر الرقمي. تم دعم المشروع من قبل اليونسكو وحكومة السويد.
وقد إستشار المؤلفون الخبراء وأجروا مقابلات مع أكثر من 30 صحفيًا من أميركا اللاتينية خلال عرض حول الصحافة والأخلاق تم في مؤتمر أميركا اللاتينية للصحافة الاستقصائية (COLPIN).
أطلق المركز الدولي للصحفيين نسخة مصغرة باللغة الإسبانية تكمل الدليل، مع فيديوهات حول المواضيع التي يتناولها.
في خضم الارتباك حول صحة المعلومات المنشورة على منصات التواصل الإجتماعي، يجب على الصحفيين أن يكونوا حذرين بشكل خاص. الدليل يستكشف تلك المسؤولية.
وقال بوتيللو: "من أكثر الأخطاء شيوعًا افتراض أن كل شيء يتم تداوله على منصات التواصل الإجتماعي حقيقيًا، وأخذ الإدعاءات على نحو ضئيل للغاية. وفي عالم حيث لدى الجميع منصة للنشر في متناول اليد، تصبح ثقافة تدقيق الحقائق أكثر صلة بالموضوع."
مع ظهور المحتوى والأخبار التي ينشئها المستخدمون، أصبح من المهم الآن أكثر من أي وقت مضى إنتاج صحافة عالية الجودة. ويقترح الدليل أن يكون الصحفيون قادرين على "سد الثغرات وأوجه القصور" خلال الأحداث الإخبارية العاجلة، حيث يمكن أن تنتشر المعلومات غير الكاملة وغير المؤكدة عبر الإنترنت في غضون ثانية.
ومع تداول الكثير من المحتوى غير المتحقق منه والمجهول على الإنترنت، يجب أن يكون هناك تركيز مستمر على محو الأمية حتى يتمكن المستهلكون من تحديد المعلومات ذات الجودة والمصادر الموثوقة..
ووفقا لريستريبو، يمكن حل بعض أهم التوصيات للصحفيين الذين يواجهون المعضلات الأخلاقية في العصر الرقمي من خلال فهم أن الصحافة هي عمل من أعمال الخدمة العامة.
وقال ريستريبو: "التحدي هو النظر إلى الأزمة التي تسببها الثقافة الرقمية كفرصة، يجب أن يستكمل هذا التحدي عن طريق التفكير في ظاهرة ما بعد الحقيقة والعلاقة بين الصحافة والتقنيات الرقمية." وأضاف: "يتم اليوم التضحية بمثل هذا التفكير -في كثير من الأحيان- من أجل العجلة ويمكن التضحية بمعلومات شاملة من أجل الإيجاز."
عندما يواجه الصحفيون معضلة ما إذا كان عليهم تقديم معلومات فورية ولكنها غير مكتملة، أو متأخرة ولكن شاملة، يقترح الدليل على الصحفيين أن يسألوا أنفسهم سلسلة من الأسئلة، بما في ذلك: ما هي المزايا التي تقدمها الأخبار الفورية للقراء؟ من يستفيد من سرعة المعلومات؟
يمكن أن تكون المعلومات الفورية مفيدة في حالات مثل الكوارث الطبيعية، حيث يمكن أن تساعد في إنقاذ الأرواح، ومع ذلك، يشرح المؤلفان أنه عندما يتعلق الأمر بتوصيل الاتفاقات السياسية أو التشريعات الجديدة، لا ينبغي أن تكون السرعة أولوية.
يمكنك قراءة الدليل باللغة الإسبانية أو زيارة الموقع المصغر لمزيد من المعلومات.
الصورة الرئيسية حاصلة على رخصة المشاع الإبداعي على فليكر بواسطة أنلوبيبي.