الفيديوهات المُقنعة وتقصي الحقائق.. إليكم تجارب واقعية

بواسطة Oren Levine
Oct 30, 2018 في مكافحة التضليل والمعلومات الخاطئة

عندما يتعلّق الأمر بالفيديوهات المُقنعة، يصبح السكوت من ذهب.

لقد كانت هذه أحد الأفكار الرئيسية من ندوة حول الحقائق عبر الإنترنت، قدّمها خبيران في التدقيق بالوقائع والرواية الإبداعية، هما جيوفاني زاغني من باجيلا بوليتيكا الإيطاليّة وكاثرين جيتشيرو من بيساشيك في كينيا، وكانت الندوة تحت إشراف مدير الابتكار في المركز الدولي للصحفيين أورين ليفين.

باجيلا بوليتيكا

حازت باجيلا بوليتيكا على الجائزة الكبرى في تحدي الوقائع الذي أجراه مركز الصحفيين الدوليين، لسلسلة من مقاطع الفيديو القصيرة التي تستخدم النص للتحقق من تصريحات السياسيين الإيطاليين. وأشرطة الفيديو هي جزء واحد فقط من عملية التحقق من الحقائق النشطة التي تنشر النتائج التي توصّلت إليها في مجموعة متنوعة على شبكة الإنترنت ووسائل الإعلام الاجتماعية، وحتى أنّها تُنشر أسبوعيا على التلفزيون الإيطالي للتحقق من تصريحات السياسيين في الاستوديو.

بحسب زاغني، طوّرت باجيلا أشرطة الفيديو القصيرة بعد اكتشاف أن غالبية مستخدميها يفضلون مشاهدة الفيديوهات من دون صوت. وقد ثبت أن مقاطع الفيديو هذه التي تبلغ مدتها دقيقة واحدة أكثر شعبية، وأرخص إنتاجا، مقارنة بالحملات السابقة التي تضم مقاطع فيديو متحركة أطول. إلا أن مقاطع الفيديو القصيرة تقتضي منهم أن يختاروا بعناية الحقائق التي يمكن تلخيصها بسرعة. وهذا ما يمكن أن يشكل تحديا، كما أوضح زاغني، لأنه في كثير من الحالات لا يكون التحقق من الوقائع واضحًا بالأسود والأبيض.

بيساشيك

تواجه جيتشيرو وفريقها تحديات مماثلة لتقديم قصص التحقق من الوقائع بطرق قصيرة ومقنعة في بيساشيك، والتي بدأت في عام 2016 بهدف الإظهار للمواطنين الكينيين كيف يتم إنفاق أموالهم الضريبية. ومنذ ذلك الحين، اتسع نطاق تغطيتها لتشمل فحص الميزانية والمالية العامة في تقصي الحقائق في تنزانيا وأوغندا، بالإضافة إلى التحقق من الوقائع السياسية في الانتخابات التي أجريت مؤخرا في كينيا. وبالإضافة إلى ذلك، يقدمون تقارير عن قضايا الصحة والتنمية الريفية والمياه والصرف الصحي، ويجمعون بين تحليلات الإنفاق الحكومي وبين التحقق من البيانات الصادرة عن شخصيات عامة ذكرت في وسائط الإعلام الوطنية.

 

تخلق بيساشيك المواد والرسوم البيانية، التي تنشر على موقعها على الانترنت. تحتوي الرسوم البيانية على البيانات ذات الصلة و"مقياس الحقيقة" مما يشير إلى صحة التحقق من المطالبة. وبالإضافة إلى المنشورات في وسائل الإعلام الوطنية، فإنها تعمل أيضا على تكييف المواد للراديو، وخاصة في البلدان التي 80 في المئة من السكان تعتمد على الإذاعة للأخبار. 

اكتشفت بيساشيك أن الكثير من جمهورها يتقاسم المعلومات على الشبكات الاجتماعية، وواتسآب على وجه الخصوص. واستجابة لذلك، فإنهم يطورون ملفات جيف يمكن تناقلها بسهولة من خلال تلك القنوات. وتوضح إحدى الرسوم المتحركة الأولى كيف أن راتب أحد النواب الكينيين يساوي أجر 20 ممرضة.

تكرار الرسالة

وردًا على سؤال من حاضري الندوة على شبكة الإنترنت، ركز أعضاء الفريق على التحدي المتمثل في ضمان أن يتذكر جمهورهم المعلومات التي ينشرونها بمرور الوقت. وشدد كل من زاغني وجيشيرو على ضرورة تكرار المطالبات بعد نشرهما الأولي، وتعزيز الرسالة، والاستجابة لأولئك السياسيين الذين يميلون إلى تكرار الادعاءات الكاذبة نفسها. واشارت جيتشيرو الى انه بفضل عمل بيساشيك، قام بعض السياسيين بتصحيح تصريحاتهم بعد ان ثبت خطأهم من قبل المدققين الحقيقيين بالحقائق.

 مشاركة المعرفة

وعرضت الندوة على الإنترنت وأصبحت فرصة لطرح الأسئلة فيما بين زاغني وجيتشيرو، ومقارنة تجاربهما بالإبلاغ عن الحقائق في أجزاء مختلفة من العالم. وقد أعجب زاغني بعملية بيساشيك، ورأى إمكانات لمبادرات مماثلة في أوروبا.

وكما أوضحت جيتشيرو، فإن العديد من القضايا التي تجريها بيساشيك تعتبر ذات صلة في جميع أنحاء المنطقة، مستشهدةً بـحالات حمل المراهقات المرتبطة بسائقي سيارات الأجرة "بوتا بوتا". على الرغم من أن هذه المطالبات جاءت أصلا من تنزانيا، إلا أنّ صداها عابر للبلدان.

وقد تأثرت جيتشيرو بأشرطة الفيديو القصيرة من باجيلا، وأرادت اعتماد هذا الشكل كأداة أخرى للوصول إلى الشباب.

نحن في مركز الصحفيين الدوليين، نشجع المنظمات الإعلامية الأخرى على اعتماد التقنيات والنماذج التي أظهرتها بيساشيك، وباجيلا بوليتيكا وغيرها من المنظمات الخاصّة بتقصي الحقائق. لقد جمعنا "المكونات الرئيسية" من جميع المرشحين تحدي كشف الحقائق في دليل مناسب، والتي نأمل أن تحفز المزيد من الابتكار في القص حول الحقائق.

يمكنكم مشاهدة الوبينار كاملاً: 

 

 

الصورة الرئيسية حاصلة على رخصة المشاع الإبداعي على فليكر بواسطة سيديوس سيد.