عانت وكالات الأنباء التقليدية مع التكنولوجيا الجديدة - وبأي سرعة يجب اعتمادها - على مدى عقود. مع ذلك فقد بدأ الصحفيون يدركون ببطء أن التكنولوجيا يمكن أن تؤمن لهم فرصة كبيرة لزيادة قيمتهم وتوسيع نطاق انتشارهم، خصوصًا بين الشباب.
تقول جيسيكا بست رئيسة التحرير في بليندل إنه في الماضي كان الناس يشتركون بصحيفة واحدة ولكن بفضل الإنترنت يحصل الناس الآن على الأخبار من مصادر متعددة.
"عندما نعرض الزوايا المدفوعة في المواقع على هذا الوضع الذي اصبح غير مستدام، لن أدفع US$20 لنيويورك تايمز، US$20 لواشنطن بوست وUS$20 لصحيفة في وطني الأم المانيا"، وفق ما شرحت بست في المؤتمر الثاني عشر للصحافة الإستقصائية في ساوباولو. وأردفت نمط الإستهلاك يتغير عندما يكون هناك حاجة فعلية لنماذج مختلفة.
بليندل التي تسمي نفسها "اي تيونز الصحافة" عملت على إقناع الناشرين بأنهم ليسوا أخصاما ولكن أصدقاء -وإقناع الجماهير أن الصحافة لها قيمة ويجب أن تبقى كذلك، علينا أن ندفع من أجلها. بليندل لديها لاعبين كبار على دليلها، بمن فيهم نيويورك تايمز، واشنطن بوست، تايم وذي نيويوركر.
سبوتيفاي هو مثال - يمكنني الحصول على موسيقى مجانا على يوتيوب، لكن بالنسبة لي مع سبوتيفاي هناك اكتشاف لميزة كل أسبوع (ما يجعلها تستحق الدفع). إنها الشيء الوحيد الذي أحتاجه لشراء لإيجاد الموسيقى وفق ما قالت بست. إذا عندما تتقدم إلى الأمام بموضوع الدفع، خصوصًا في سوق مثل الولايات المتحدة أو البرازيل حيث هناك محتوى كبير مجاني، ستبدأ برؤية تحول ثقافي. أنا أدفع بالفعل من أجل الموسيقى ومن أجل التلفزيون وهذا مدهش، وربما سأدفع ايضًا من أجل الأخبار.
شرحت بست نجاح بليندل - 7 بالمئة من المقالات فقط التي تم شراؤها تم استرداد أموالها - حصل هذا لأن الجمهور الأوروبي معتاد أن يدفع للحصول على الأخبار، وهذا ليس واقع البرازيل حتى الآن. وبعض أكبر صحفها يحاول تغيير هذه الثقافة - لكنهم يعلمون من أجل أن يجعلوا الأخبار الإلكترونية مربحة يجب أن يقدموا صحافة ممتازة.
مدير الجمهور والأسواق في غلوبو غروب لوسيانو توغينيا دي كاسترو يقول إن شركة غرفة أخبار إديتورا غلوبو يجب أن تتغير لتحقيق إنتاج نوعي للمحتوى.
نظمنا مكتبا مركزيًا حيث ينظر محرر الدمج إلى كل العلامات التجارية التي لدينا هنا، وثلاثة محررين تنفيذيين للمحتوى يعملون على بالتناوب وفق ما شرح في إنتاج رقمي (تدفق الإنتاج) يجب أن يكون 24/7.
بما أن هناك كمية كبيرة من المحتوى الرقمي متوفرة مجانًا في البرازيل، قرروا عدم استخدام الزوايا المدفوعة لمحتوى الأخبار الجامدة، بل إنتاج مقالات وفيديوهات وصوتيات حصرية. وقال توغينيا إن غلوبو تستثمر أيضا في الفيديو، تدرب فريق عملها على تطوير القصص الجاهزة للفيديوهات وأكثر من ذلك. لدى فايسبوك ايضًا 8 مليار مشاهدة للفيديوهات يوميًا، ويعتقدون أنها ستزداد أكثر من ذلك.
أكد خافيير زاراكينا وهو محرر الرسوم البيانية في Vox.com أهمية الإستثمار باشكال جديدة وايضًا إنتاج محتوى لمنصات متعددة.
يقول زاراكينا: "أنا مهتم جدا بالأشكال ذات الوحدات الصغيرة. في هذا الإقتصاد الرقمي، لدى الناس وقت قصير جدا، لذا من المهم جدا لنا كساردي قصص عند تجميع الأخبار لدينا فقط ثانية واحدة لإغواء القارئ وجذبه للقصة". مثال واحد عن الوحدات الصغيرة من Vox.com هو قسم "شرح الأسبوع" على إنستغرام.
يقول زاراكينا إنهم يجدون القصص على وسائل التواصل الإجتماعي وبعدها يذهبون إلى الموقع الإلكتروني للحصول على مزيد من المعلومات. وأضاف: "نحن نخلق المشاركة هنا".
عندما يتعلق الأمر بالفيديو فإن Vox.com لديها أكثر من 2.5 مليون مشترك على يوتيوب، بينما نيويورك تايمز لديها حوالى 900 الف مشترك - هو الفرق الذي يسلط الضوء على النهج المختلف تمامًا الذي تعتمده vox.com في الفيديو الرقمي وفق ما قال زاراكينا.
وقال زاراكينا "أعتقد إننا نستهدف جمهورا مختلفا مع مهمة مختلفة." وتابع: "أنا معجب بالصحافة التي تنفذها وسائل الإعلام التقليدية، لكنني أعتقد أن عليهم اللحاق بالموجة الجديدة... هناك هذه الفكرة حيث يمكنك صنع فيديوهات لتلفزيون الكايبل أو على شبكة الإنترنت، لكنني أعتقد أنها إنتاجات مختلفة. لذا عليك أن تكيّف عمليتك الخاصة مع القصة التي تريد أن تسردها.
يمكن للتكنولوجيا أن تساعد في سرد هذه القصص بطريقة مشوقة. وقالت إريكا أندرسون رئيسة سرد قصص المغامرة في مختبر غوغل نيوز إنها متفائلة حيال التغييرات في الصحافة في العالم الرقمي.
وقالت إندرسون "إنها فرصة هائلة للصحفيين والمحررين والمديرين التنفيذيين للأخبار ليستفيدوا منها. في مختبر غوغل نيوز نركز على دفع الإبتكار في مجال الصحافة، الفكرة هي بالجمع بين الصحافة والتكنولوجيا".
صحافة الواقع الإفتراضي تعطي الجمهور استقالية لخلق قصصهم الخاصة. وقد أطلق مختبر غوغل نيوز خلال المؤتمر دراسة واقع افتراضي أجري فيها مقابلة مع 27 من المستهلكين المبتدئين و9 منشئين وغيّروا وجهة نظرهم حول سرد القصة إلى عيش القصة."
الصحافة لا تعرّف بالتكنولوجيا أو التقنيات بل بمهمة إعلام الناس. إذن، كيف يمكن أن تساعد التكنولوجيا أو الواقع الإفتراضي في هذه المهمة؟ أعتقد أن هذه (الدراسة) ستساعد الصحفيين على فهم الجمهور وسيتقدم المحتوى من أفضل إلى أفضل.
الصورة التقطتها أليس فيرغيرو لصالح أبراجي.