في وقت تعتمد فيه المؤسسات الإخبارية على مشاركة القارئ لضمان الاستدامة، بدأت واحدة من الصحف المحلية عقد اجتماعات التحرير على الإنترنت.
بدأت The Register Citizen، وهي الصحيفة اليومية لمقاطعة ليتشفيلد في ولاية كونيكتيكت، بدأت تدعو القراء للمشاركة في الأعمال الداخلية لغرفة الأخبار ابتداء باجتماع قصة يومي يعقد على الإنترنت الساعة العاشرة صباحاً من الإثنين إلى الجمعة. وهذا جزء من نزوع مستمر لإنفاذ الشفافية في مجال الصحافة، فمؤخراً فتحت أتلانتيك غرفة الأخبار الخاصة بها للقراء ليوم واحد لتقديم أفكارهم حول القصة.
لدى الصحيفة ما يقارب الـ230 ألفاً من القراء، فماذا سيحدث عندما يفتتحوا الاجتماع التحريري ليقرّروا ما سيقرأه الناس غدًا؟
أفكاراً جديدة حول القصة، آراء حول القضايا الراهنة، تصحيحات حول القصص المنشورة وتعليقات حول أساليب النشر هي بعض مما يتلقاه الموظفون كرد فعل من خلال هذه العملية المفتوحة. حضرت شبكة الصحفيين الدوليين أربعة من هذه الاجتماعات لمعرفة كيفية مساعدة القراء على تحديد جدول أعمال الأخبار.
وقد ناقش كلا من الناشر مات ديرينزو والمحرر ريك توماسون مع القراء بعضاً من الأفكار الجديدة للقصص وذلك لتكوين نظرة أوسع عن المواضيع.
وشملت واحدة من القصص التي كان قد طرحها قارئ يكنى بـ LM التحقيق مع ضابط شرطة من المدينة ورد تقرير عنه بأنه عامل صديقة ضابط آخر معاملة خاصة. تابعت الصحيفة تلك القصة ولكنها لم تنشرها، بينما نشرت الصحيفة اقتراح قصة أخرى لـ LM حول معرض لتاريخ وسط مدينة تورينغتون في ولاية كونيكتيكيت . (يمكنك قراءتها هنا).
يضع الموظفون كل صباح جديد موضوعاً للمناقشة على الطاولة. ففي 11 تموز/يوليو، استهل ديرينزو الكلام حول كيف يمكن للصحيفة تحسين الدقة وكيف ينتهي الأمر بالأخطاء بالنشر. ويقول ديرينزو أن الصحيفة تقوم بثلاثة أو أربعة تصحيحات في الأسبوع؛ أما خلال يوم عادي من الأخبار على شبكة الإنترنت فإنهم يرتكبون أخطاء أكثر بكثير من ذلك. لتصحيح هذه الأخطاء بسرعة، أطلق الموقع في العام الماضي "مؤشر التحقق من صدق المعلومة" في الجزء السفلي من كل قصة، بحيث يمكن الإبلاغ على الفورعن أي أخطاء يلحظها القراء. ويقول ديرينزو في معرض نقاشه "أعتقد أنه كلما ازددنا يقظة حول عمل التصحيحات والتعريف بها، إذا جاز التعبير، ازددنا وعياً حول تجنب الأخطاء في المقام الأول، والأرجح أن القراء والمصادر سيكونون هنا لإخطارنا عندما يلاحظون خطأ ما".
لتوضيح اهتمام القارئ المتزايد بتصحيح الأخطاء، ذكر ديرينزو أن رئيس المجلس للمنطقة رقم 10، جوزيف اركوري قد أشار خلال الاجتماع الذي انعقد في تموز/ يوليو على الإنترنت أن الصحيفة كانت على خطأ عندما نشرت على الموقع الإلكتروني أن جميع هؤلاء الممثلين سيتقاعدوا. وقال ديرينزو خلال الدردشة أنه سيتم تدارك الخطأ فوراً (وهكذا كان)، ولكن ذلك أثار النقاش مع القراء حول كيف حدث ذلك في المقام الأول.
"التحقق قبل النشر، وحتى ما قبل الويب (الموقع)، يجب أن يكون الهدف، أليس كذلك؟" سأل القارئ جاك شيدي من خلال رسالة فورية. وردّ ديرينزو على سؤال شيدي بطرح حالة افتراضية متسائلاً "عندما يتم إغلاق شارع ماين الجنوبي بسبب مواجهة مسلحة، فهل تريد منا أن ننتظر ثماني ساعات لننقل لكم هذا الخبر للتأكد من أن 100٪ من الوقائع لدينا صحيحة؟ أم هل تريد أكبر قدر من المعلومات، وبأفضل ما نعرفه، في أقرب وقت ممكن؟"
ردّ شيدي أنه يفضل أن يعرف ما يعرفونه في أقرب وقت ممكن، ولكن ينبغي أن يكون واضحاً أن المعلومات غير مؤكدة "في هذا الوقت." ومن خلال توضيح أن المعلومات قد لا تكون دقيقة تماماً أمر مهم جداً، خصوصاً من وجهة النظر الأخلاقية.
السماح للقراء بقرع جرس التنبيه يساعد الصحف في تكييف المحتوى والحصول على التغذية المرتدة الحيوية، ولكن سيكون من المثير للاهتمام معرفة ما إذا ستبذل صحف أخرى الجهد لتبني هذا النمط من الشفافية.
يمكنك تفحص اجتماعات سابقة عبر الإنترنت أو المشاركة في اجتماعات قادمة هنا.