الدروس المُستفادة من ورش العمل الصحفية التي تجمع الطلاب بالمحترفين

Aug 30, 2024 في أساسيات الصحافة
أشخاص يصافحون بعضهم أمام لوحة عرض الأفكار

لقد كان لدي شغف كبير بالكتابة والسرد القصصي عن الأشخاص والأحداث في مجتمعي، وكانت القصص التي أقرأها في الصحف المحلية مثل Punch، وVanguard، وThe Guardian Nigeria تُلهمني، وكان التحدي الأكبر بالنسبة لي وللعديد من الصحفيين الشباب في نيجيريا، هو معرفة كيفية البدء في مجال الصحافة.

وبصفتي طالبًا في جامعة Fountain، حضرت ورشة إعلامية إحترافية، نظمها قسم الإعلام بالجامعة لمحاولة "سد الفجوة بين الفصول الدراسية، وغرف الأخبار ".

وإليكم أهم الدروس المستفادة، والمعلومات القيّمة، والمهارات العملية، وفرص التشبيك مع الآخرين التي تعلّمتها خلال الورشة:

برنامج الورشة التدريبية 

وتُعد ورشة المهارات الإعلامية الاحترافية برنامجًا سنويًا يتضمن جلسات تعليمية، وتدريبات عملية، ومحاضرات يقدّمها مُحترفون في العمل الصحفي لطلاب أقسام الصحافة والإعلام.

من جانبه، يقول رشيد أديبيي مُنسق الورشة التدريبية: "الهدف الأساسي من تنظيم الورش التدريبية هو تعريف الطلاب بالمتخصصين في مجال الصحافة"، مضيفًا: "نحتاج إلى الاستفادة من خبرات العاملين في المجال من أجل تحفيز الطلاب وإلهامهم".

وتناولت الورشة التدريبية التي عُقدت هذا العام جوانب مختلفة مثل إنشاء المحتوى الرقمي، والكتابة الصحفية، والعمل الحر. وساعد مُنظمو الورشة المشاركين من خلال تعليمهم أساليب الكتابة، وطرق تحقيق الدخل من الصحافة، كما قدّموا إرشادات عملية حول كيفية استخدام المنصات، والاستراتيجيات المُهمة لجلب الإيرادات.

ماذا تعلّمتُ من الورشة التدريبية؟

وخلال جلسة التصوير الصحفي مع إدريس أدينيران، تعلّمنا كيفية التعامل مع الكاميرا، وأساليب السرد القصصي باستخدام الصور، ثم طبقنا هذه الدروس من خلال التقاط الصور الفوتوغرافية في الحرم الجامعي، ومناقشة  المفاهيم التي تُعبر عنها تلك الصور.

كما حضرنا جلسة أخرى مهمة عن أخلاقيات الصحافة، أدارها إسماعيل أديجار، محرر موقع Insight Media، ورغم أنني كنت على دراية بالموضوع، إلا أنني تأثرت بتأكيده على الأخلاقيات الأساسية للصحافة، وهي: النزاهة، والاستقلالية، والدقة. وقال أديجار: "يجب أن يحافظ الصحفي على استقلاليته بعيدًا عن أي تأثيرات قد تؤثر على موضوعيته ودقة قصته".

وتضمنت الورشة التدريبية مهارات الكتابة الصحفية والعمل الحر، مع التركيز على تحسين مهاراتنا في التعامل مع التنسيقات الرقمية المتنوعة، كما قدّمت الورشة نصائح قيّمة حول كيفية العثور على العملاء وإدارة المشاريع المستقلة.

وقد تعرّفنا خلال الورشة على منصات الكتابة المختلفة مثل Medium، وOffing، وUpwork. وقام أحمد أموبي، الكاتب في Bella Naija، بعرض أعماله على Upwork، حيث شرح عملية النشر في المنصة، وطرق جذب العملاء، وكيفية بناء ملف شخصي. وخرجت من الورشة بفهم أفضل حول كيفية تطوير مهاراتي في الكتابة الصحفية، والعثور على فرص العمل الحر.  

ردود أفعال المشاركين بالورشة التدريبية

بعد انتهاء الورشة التدريبية، تواصلت مع أموبي، الذي قدّم لي ملاحظات بنّاءة حول عملي وشجعني على الاستمرار في السعي نحو تحقيق أهدافي المهنية. وقد عَززت تجربة الإرشاد شغفي بالصحافة، وأعطتني الثقة لمواصلة تحقيق حلمي، وألهمتني أيضًا وجهات النظر المختلفة التي طرحها المشاركون الذين تمكنوا من تجاوز تحديات مُماثلة لتلك التي واجهتها.

شاركت فاطمة إيدون، وهي طالبة في السنة النهائية، في النسخ الثلاث الأخيرة من الورشة. وذكرت أنّ الورشة الأخيرة ساعدتها في الإجابة على سؤال رئيسي كانت تفكر فيه بشأن عدم المساواة بين الجنسين في مجال الصحافة، وأضافت متسائلةً: "كيف يُمكن للسيدات العاملات في صناعة المحتوى، أو طالبات الصحافة تطوير مهاراتهن، وتحديد مجالاتهن الخاصة، وتحقيق النجاح في مسيرتهن المهنية رغم التحديات التي تواجهها الصحافة؟".
من جانبها، قالت مريم أولايوولا، المتخصصة في كتابة المحتوى والتسويق الرقمي، والتي تعمل في شركة كولتر ميديا: "إن أسلوبك المرن وقدرتك على التكيف أمران ضروريان. ومن المهم أن تبذلي قصارى جهدك وأن تواجهي التحديات بثبات"، مضيفةً: "نصيحتي للإناث هي أن يعبرن عن آرائهن عندما يتعرضن لمعاملة سيئة أو غير لائقة، وألا يحتفظن بذلك لأنفسهن"، كما أشارت إلى أن تحديد أهداف واضحة وقابلة للتحقيق قد يبدو مملاً، لكنه "سيمنحك التفوق في النهاية".

أما أديجوك أواو، التي حضرت الورشة لأول مرة، فذكرت أنّ الجزء المفضل لديها كان في الجلسة التي جمعت المشاركين الذين شاركوا في الورش التدريبية السابقة للتحدث عن تجاربهم. وأثنت على مقولة ذكرها أحد الخريجين: "الصحافة ليست مجرد وظيفة، بل هي شغف وأنت الراوي".

واستطردت أديجوك قائلةً: "كنتُ أعتقد أن مهنة الصحافة تقتصر على كتابة التقارير والقصص الصحفية"، ثم أضافت: "ولكن مع تعلمي المزيد عن هذا المجال، أدركتُ حقًا أن الصحافة تتعلق حقًا بالشغف والسرد القصصي، فهي لا تقتصر على نقل الحقائق فقط، بل مشاركة القصص التي تستحق أن تُروى، وهذا يتطلب شغفًا حقيقيًا بالعمل".

جيل جديد من الصحفيين

وتُمثل ورش العمل التي حضرتها أهمية كبيرة بالنسبة لي، فهي تُقدّم نهجًا شاملاً يجمع بين الأسس النظرية، والتطبيقات العملية، كما أن فرص التشبيك مع الآخرين التي تُتيحها لا تُقدر بثمن؛ فهي تفتح فرصًا ذهبية للتواصل مع خبراء، وتُعزز فرص النمو والتعاون بين المشاركين، بحسب ما قاله كاتب المقال إيفيولوا جونز.

وقد ذكر أموبي على وجه التحديد أهمية التوجيه والإرشاد للصحفيين الناشئين.

واختتم أموبي حديثه قائلاً: "تتطلب صناعة الإعلام وجود اتصالات ومعرفة لتمكين أي فرد من النجاح، كما أن الإرشاد يلعب دورًا محوريًا في هذا السياق. لذلك، تُعتبر مثل هذه الورش ضرورية للإعداد المهني لصحفيي المستقبل، من خلال تعريفهم بالعمل الصحفي في مرحلة مُبكرة".


الصورة حاصلة على رخصة الاستخدام على Pexels بواسطة ألينا دارميل.