في بعض الصحف يلقبونهم بالمنقحين, و في بعضها الآخر يلقبونهم بمساعدي المحررين, في العمليات الصغيرة غالباً يتوجب على رئيس التحرير فعل كل شيء بنفسه: يعيّن القصص, يعدّل النسخة, يكتب العناوين, يختار و يجمّع الصور, يعلّق على الصور, يصمم الصفحات (و ربما يتناول الغداء!).
بغضّ النظر عن اللقب, غالباً ما يُعرّف التنقيح بشكلٍ دقيق على أنه مهمّة تصحيح الأخطاء المطبعية, طباعة الكليشيهات, وكتابة العناوين – هذا ليس بمسؤولية كبيرة جداً. ولكن الحقيقة هي أن هذا العمل غالباً ما يكون خط الدفاع الأخير ضد عدم الدقة, الفوضى و المشاكل البسيطة. إليكم بعض الأفكار التي يمكن أن تساعد من يقوم بهذا العمل.
تصوّر نفسك بمثابة ثلاثة أشخاص مميزين:
1. المستهلك
2. المعماري
3. الميكانيكي
أولاً اقرأ القصة كاملة واضعاً نفسك مكان القارء العادي. لا تجري أية تغييرات رئيسية في هذه المرحلة (مع أن قليلين يمكنهم مقاومة التعديلات الخفيفة). إن تجنب إغراء البدء بالتصحيح يعطيك فرصة للتمعّن, إن منظور القارىء: هل هذا نوع القصص التي أود أن أقرأها؟ هل هي ممتعة لدرجة أنّي أريد أن أكمل؟ هل أنا أفهمها؟ هل هي رطينة جداً لدرجة أنها تحتاج لترجمة أو تفسير؟ هل أنا أعرف لمَ و ضعت القصة على صفحة الجريدة الأولى؟
يريد القارىء الذكي منك أن تريه الأشياء لا أن تخبره. هل تفي هذه القصة بالغرض؟ إذا لم تكن راضياً بأية من هذه المقدمات فدوّن باختصار ملاحظة أو اثنتين في رأس الصفحة.
مع أنه هنا من الممكن أن تشعر بالرغبة أن تمسك مطرقة أو فأس المرمم, ابحث أولاً عن أخطاء التصميم الأساسية. يمكن لإصلاح الأشياء الصغيرة أن يكون مضيعة لوقتك لأن القصة كاملةً يمكن أن تحتاج إلى إصلاح كامل. وهذه بعض الأماكن التي تريد فيها أن تتأكد من عدم وجود ثغرات رئيسية حيث تكون أعمدة القصة الستة في أمكنتها المناسبة: من, ماذا, متى, أين, لماذا و كيف. إذا لم تكن هذه المعلومات الضرورية موجودة فضع هذه الملاحظة على الهامش. سوف تودّ الآن أن تنظر بدقة إلى بنية و تنظيم القصة. هذا يبدأ ب " المقدمة " التي تهيئ لمعرفة أسلوب بقية القصة و تسهّل الطريقة لفهمها. من الممكن أن يكون الكاتب قد اتّبع طريقة غير مباشرة في سرد الأحداث و ذلك بسبب كون الأخبار تافهة أو ضئيلة المضمون. أو ربما يجب اتباع طريقة مباشرة للتعامل مع الأخبار. مثلاً, ربما يجب أحياناً جلب حقيقة أساسية أو قول مهم مدفون في الصفحة الثانية إلى موقع أهم ضمن القصة .
دعونا للحظة نوجز البنية الكلاسيكية لبنية أخباررية مباشرة:
· العنوان الموجز
· المعلومات الداعمة
· المعلومات الثانوية
· الخلفية
· التفاصيل الإضافية, إذا كان ذلك ضرورياً
و في مكان ما هام ضمن القصّة – هذا إن لم يكن بشكلٍ واضح في مقدمة القصة – يجب أن يكون هناك مقطعاً يجيب على السؤال الحاسم: " ماذا إذاً ؟ "
نقطة الضعف الأخرى التي يجب أن يبقى الشخص متيقظاً تجاهها كمعماري هي فيما إذا كانت المقدمة مدعمة بأدلّة و أقوال. غالباً ما تترك معلومات المقطع الأول معزولة تبحث عن الدعم بين800 كلمة أو أكثر.
و أخيراً اسأل نفسك: "هل التركيب متوازن, أيضاً؟ هل كل الجوانب ممثلة أم أنّ القصة غير متوازنة؟"
أبعد التفاصيل الزائدة و الغير ضرورية( إنّ ورق الصحف غالٍ و كذلك وقت القرّاء). إذا لم يضف الكلام شيئاً إلى جوهر القصّة فاحذفه. و حاذر الصفات الغير مناسبة و الغير ضرورية.
إذا كان هناك أرقام في القصة, تأكد أنهم يضفون عليها شيئاً و إذا كنت غير متأكد من دقتهم فأعد التحقق بالتعاون مع الصحفي. إذا كان لديك أي شك بتهجئة الأسماء و العناوين, تحقق منهم أيضاً لأنّ أشياء قليلة يمكنها أن تضعف من مصداقية الصحيفة إذا كانت تلك التفاصيل خاطئة.
إذا كان عليك اختصار قصة لجعلها مناسبة تأكد أن تكون المعلومات الأقل اهمية أول ما يحذف على أن تبقى القصة جارية الأحداث. و بالنهاية يؤكد مخرج التدريب السابق في ال"ICFJ" على أنّ تصميم قصة أخبارية جيدة يتطلّب أن تكون تلك القصة ملائمة للطبيعة البشرية, تستحث القارئ, ممركزة و مجسّدة بشكل جيد.