تأتي الهجمات على الصحفيين الذين يغطون الشؤون الدينية من عدة اتجاهات، وتُعد الجماعات المتطرفة، وقوات أمن الدولة، والفصائل المسلحة من بين الجلادين الرئيسين.
"ما ننشره قد يتسبب في مقتلنا"، هكذا قال صحفي من باكستان خلال ورشة عمل قدتها في نيبال لصحفيين من جنوب آسيا متخصصين في تغطية الشؤون الدينية، وأومأ آخرون برؤوسهم اتفاقًا معه.
وتسلط التقارير الصادرة عن لجنة حماية الصحفيين الضوء على المخاطر.
وتعرضت محررة مجلة Outlook الهندية، شاهينا كيه.كيه، للهجوم من جماعات يمينية لتغطيتها شؤون الأقليات الدينية وحقوق الإنسان، وهي واحدة من أوائل الصحفيين الذين تم اتهامهم بموجب قانون مكافحة الإرهاب في الهند، الذي تواجه بسببه عقوبة السجن لمدة ثلاث سنوات في حالة إدانتها، وتكريمًا لشجاعتها، فازت شاهينا بالجائزة الدولية لحرية الصحافة لعام 2023، الصادرة عن لجنة حماية الصحفيين.
وفي باكستان المجاورة، استيقظ مراسل اكسبريس تريبيون، رانا تنوير، ذات نهار ليجد منزله قد تعرض للتخريب برسائل تصفه بـ"الكافر" وتُطالب بموته. وكان تنوير قد كتب باستفاضة عن الأقليات الدينية، وبعد أيام قليلة، كان يقود دراجته عندما اصطدمت سيارة به، مما أدى إلى كسر ساقه، ويعتقد تنوير أنّه استُهدف من قبل مسلحين طائفيين.
وفي سيريلانكا، أوقعت مجموعة من الرجال السنهاليين بقيادة راهب بوذي ثلاثة صحفيين في الأسر، بعد محاولة الصحفيين إعداد تقارير عن مربي الماشية من مجتمع التاميل. وقالت لجنة حماية الصحفيين: "يحق للصحفيين من التاميل تغطية القضايا التي تؤثر على مجتمعهم بدون تدخل أو خوف من الانتقام".
وغالبًا ما يكون العنف مدفوعًا من قبل أولئك الذين يمتلكون أكبر قدر من السلطة، وأوضحت الخبيرة الإعلامية، والمؤسِّسة المشاركة لمؤسسة "وسائل الإعلام مهمة من أجل الديمقراطية" في باكستان، صدف خان: "في العديد من الدول، تُمارس الديانات المهيمنة نفوذها باعتبارها أعمدة أساسية للسلطة، مما يخلق منطقة خطرة للصحفيين".
وقد تؤجج تغطية القضايا الدينية الحساسة التوترات بين الجماعات الدينية أو المتطرفين، مما يخلق ردود فعل ضد الصحفيين ومؤسساتهم الإعلامية. وإلى جانب ذلك، قد يُنظر إلى تغطية انتهاكات حقوق الإنسان ضد مجموعات الأقليات الدينية أو الكتابة عن العنف الناجم عن المعتقدات الدينية على أنّها إهانة للمؤسسة الدينية. وأضافت خان: "هذا يجعل الصحفيين عُرضة لاتهامات بعدم احترام الدين، مما يزيد من الخطر".
وتُعد السلامة الشغل الشاغل للإعلاميين الذين يغطون أي جانب من جوانب الدين، وغالبًا، تتضمن طقوس السلامة استخدام المنطق السليم. ويعرض تدريب مُقدم من مؤسسة "وسائل الإعلام مهمة من أجل الديمقراطية" الاحتياطات الأساسية التالية:
- تجنب السلوك الروتيني، فعلى سبيل المثال، استخدم طرقًا مختلفة للذهاب إلى العمل والعودة منه.
- لا تسافر بمفردك.
- خلال المسيرات الاحتجاجية، تفقد موقع التجمع مسبقًا وحدد مسارات الخروج.
- لا تقف نهائيًا بين قوات الأمن والمتظاهرين.
هناك مقولة تقول "الفشل في التخطيط يُعد تخطيطًا للفشل"، ومع القليل من الجهد، يُمكننا أن نصبح جميعًا خبراء في السلامة.
وأدناه، قائمة بموارد لمساعدة الصحفيين على بناء بروتوكولات السلامة وشبكات العلاقات. شاركهم مع زملائك في غرف الأخبار ونوادي الصحافة.
موارد للسلامة والأمن
هذه المنظمة غير الحكومية مقرها لندن، ومُكرسة لذكرى المصور المستقل روري بيك، الذي قُتل خلال انقلاب روسيا في عام 1993. وتتمثل مهمة المنظمة في دعم المستقلين، وتُنتج معلومات مفيدة للصحفيين في أي مكان.
ومن مواردها:
- مكتب المساعدة الخاص بالمخاطر والسلامة: يُسجل الصحفيون من خلال تقديم تفاصيل عن مهمة مقبلة والمخاوف المتعلقة بالسلامة، ويتم تزويدهم بخبير أمني للتشاور عبر الإنترنت.
- تقييم المخاطر: عملية تقييم المخاطر، بما في ذلك كيفية وضع خطة اتصال ووثيقة إثبات الحياة، التي "قد تنقذ حياتك إذا تعرضت للاختطاف".
- أدلة الأمن الرقمي: إرشادات لتقييم المخاطر الرقمية ونصائح لحماية البيانات. تدريب عن السلامة للتغطية عبر الإنترنت، واستخدام البريد الإلكتروني بشكل آمن، والحماية ضد البرامج الضارة، وتأمين الهواتف المحمولة.
تعمل بالنيابة عن الحقوق الرقمية للأفراد والمجتمعات العُرضة للخطر، ومن بين أنشطتها، توفر AccessNow خطًا ساخنًا للأمن الرقمي يعمل على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع بتسع لغات، وتقدم منحًا وسُبل تمويل أخرى لمكافحة انتهاكات الحقوق الرقمية، وتُنظم مؤتمر RightsCon السنوي، الذي يُركز على حقوق الإنسان في العصر الرقمي.
لجنة حماية الصحفيين ومراسلون بلا حدود
تتعقب هاتان الجهتان الرقابيتان على وسائل الإعلام، حرية الصحافة حول العالم، وتُصدران بيانات صحفية عن الانتهاكات ضد الصحفيين، وتوفران مبادئ توجيهية عن السلامة ومجموعات أدوات عن السلامة الرقمية على موقعهما الإلكترونيين.
ويوفر فريق الاستجابة للطوارئ التابع للجنة حماية الصحفيين، المساعدة القانونية: ويمكنكم التواصل معه عبر emergencies@cpj.org، أو البريد العادي، أو الهاتف، أو الفاكس.
كما أنّ دليل السلامة الصادر عن "مراسلون بلا حدود"، الذي تمّ إنتاجه بالتعاون مع اليونسكو، متاح بست لغات، بما في ذلك الأوكرانية والصينية، وجمعت "مراسلون بلا حدود" 40 موردًا عبر الإنترنت للبقاء على اطلاع دائم على مجال السلامة الرقمية.
المؤسسة الإعلامية الدولية للمرأة
يتم توفير منح صغيرة للصحفيات من خلال صندوق الطوارئ للحوادث المتعلقة بالإعلام، كما تستضيف المؤسسة أيضًا برنامج زمالة للصحفيات الأفغانيات الموجودات في المنفى.
وبصفتها مؤسِّسة "ائتلاف مكافحة العنف عبر الإنترنت"، جمعت المؤسسة موارد أعضاء التحالف على منصة "مركز الاستجابة للعنف عبر الإنترنت"، وأنشأت "دليلًا لحماية غرف الأخبار والصحفيات من العنف عبر الإنترنت"؛ للمساعدة في التعامل مع العنف الذي تتعرض له الموظفات عبر الإنترنت. تعرف على المزيد على صفحة "العنف والتحرش عبر الإنترنت" التابعة للمؤسسة.
تقع المنظمة في كوبنهاجن، وتتضمن "حزمة السلامة" الصادرة عنها، تدريبًا عن تحليل المخاطر والتخفيف من حدة التهديدات، والإسعافات الأولية، والاتصالات الآمنة، من بين موضوعات أخرى. كما توفر المنظمة خطًا ساخنًا يعمل على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، ومنازل آمنة، وتمويلات للسلامة، والمساعدة القانونية؛ لمساعدة الصحفيين العالقين في أوضاع طارئة ونزاعات.
ويتماشى عمل المنظمة مع "خطة عمل الأمم المتحدة بشأن سلامة الصحفيين ومسألة الإفلات من العقاب"، التي تسعى لخلق بيئة آمنة للصحفيين والعاملين في مجال الإعلام.
هذا التحالف يضمّ 130 مؤسسة إخبارية، وجمعيات الصحفيين المستقلين، ومنظمات غير حكومية متخصصة في حرية الصحافة، التي تتعاون لتطوير ممارسات السلامة في مجال الإعلام.
ويُدرج موقعهم الإلكتروني مبادئ السلامة لأولئك العاملين في مهام خطيرة، إلى جانب معلومات متعلقة بالسلامة الجسدية والنفسية والرقمية.
تأسست "خدمة الأخبار الدينية" في عام 1934، وتُعرّف نفسها بأنّها "وكالة أخبار تُغطي الشؤون الدينية، والأخلاقيات، والقضايا الروحانية والأخلاقية". كما تنشر أخبارًا ومعلومات عن الأديان والحركات الدينية وتتعاون مع مراسلين حول العالم، وقد يستخدمها الصحفيون كأداة للبحث والمصادر وأفكار القصص.
كما توصي المنظمة بمراجعة النصائح المتعلقة بالخصوصية عبر الإنترنت المُقدمة من مؤسسة التخوم الإلكترونية، ومتصفح تور، ومؤسسة الخصوصية الدولية.
الصورة الرئيسية من غابرييل روشا ريوس.
هذا المورد نُشر في الأصل كجزء من مجموعة أدوات تغطية الأديان، المُنتجة في إطار برنامج المركز الدولي للصحفيين "وقف موجة التعصب: شبكة الصحفيين من جنوب آسيا لتعزيز الحرية الدينية".