إعادة الكتابة وصياغة الرواية من أجل إعطاءها خاتمة جيدة
يعطي الكاتب William Forrester وهو الروائي الخيالي الذي ألف فيلم "Finding Forrester" نصيحته كالتالي:" حين تكتب المسودة الأولى لروايتك فأنت تكتبها بقلبك ومشاعرك، ولكن حين تعيد كتابتها للمرة الثانية فأنت تكتبها هذه المرة بعقلك".
أما Roy Peter Clark المسؤول عن معهد Poynter فنصيحته هي: " استخدام النقد الذاتي المحدود في بداية قصصك يفسح المجال لتأويلها بطرق مختلفة عند مراجعتها".
يقول الروائي Alan Gurganus : "أنا أعيد مراجعة رواياتي أكثر من مرة قبل نشرها لكي يعيد جمهوري قراءتها أكثر من مرة أيضاً".
تنصح الكاتبة Chip Scanlan الكتاب الآخرين أن "تدني معاييرك" لكي تكسر جمود الكتاب الآخرين. ثم تأتي المراجعة أو إعادة الكتابة التي بدورها ترفع معاييرك ثانية. استحضر أقصى ما يمكنك استغلاله من إمكانات القصة 09 هوالتي تؤلفها خلال مرحلة التنقيح. حتى إذا قمت بكتابة مسودة رائعة، استحضر أكثر من ذلك أثناء المراجعة. المراجعة تجعل من الكتابة الجيدة كتابة ممتازة، و تجعل من الكتابة الممتازة كتابة رائعة لا تضاهى.
لا يمكن تطبيق هذه التقنيات ككل واحد على جميع الكتاب، وليس لديك الوقت الكافي لتستخدمها جميعاً أثناء كتابة كل رواية. حاول استخدامهم أثناء كتابة قصص مختلفة واستخدم النظرية التي تناسبك أكثر من غيرها عندما تواجه موقفاً معيناً.
- ابدأ بالكتابة في وقت مبكر: المراجعة ليست مرحلة تبدأ في وقت متأخر بعد الانتهاء من الكتابة، المراجعة هي جزء رئيسي من عملية الكتابة بحد ذاتها. بينما أنت تعمل على إنجاز بحث حول موضوع معين أو إجراء مقابلة ما حاول أن تبدأ كتابة قصتك حيث يجعلك ذلك تكتب مستخدماً حقائق وتفاصيل لم يمض على حدوثها وقت طويل مما يساعدك على التركيز واستخلاص العمل الذي سيدوم طويلاً. الأمر الذي سيساعدك أيضاً على إضافة البريق والتألق إلى روايتك. قد ينتهي بك المطاف بثلاث أو أربع محاور إذا استخدمت هذه التقنية. لأن المحور الأساسي قد يأتي كمحصلة لمقابلة أجريت لاحقاً أو من منظور أو فكر سائد لم تكن قادراً على التكهن به منذ البداية. ولكن هل سيلحق الأذى بقصتك أن تضمنها بثلاث أو أربع مقاطع مكتوبة بقدر كبير من العناية والتألق الفائقين بالقدر الذي ستعطيها من وقتك؟
- راجع التفاصيل التي تكتبها بشكل متوالي من وقت لآخر: في كل مرة تقوم فيها بكتابة قصة ما قم بمراجعة وتدقيق كل ما قد كتبته مسبقاً الأمر الذي سيساعدك على إضفاء الألق على ما تكتب وبنفس الوقت سيضع يدك على أماكن المعلومات المتضاربة وسيجدد تلك المعلومات بنفس الوقت. مما سيؤدي بنهاية الأمر إلى إطلاق قصة جديدة ومختلفو في كل مرة.
- اقرأ بصوت مرتفع: اقرأ القصة بصوت مرتفع حيث أن هذا الأمر يساعدك في تمييز السرعة والإيقاع وصوت القصة بشكل عام. وسيسلط الضوء على البقع القاسية التي تحتاج لمراجعة مكثفة أكثر من غيرها.
- خذ وقتاً للراحة من وقت لآخر: إذا كان لديك الوقت الكافي ضع الرواية جانباً (لساعة أو ربما ليوم) حين تظن أنك قد انتهيت من كتابتها. وعد بعد ذلك لقراءتها من جديد وأطف عليها القليل من لمساتك الأخيرة (أو الكثير منها إن لزم الأمر).
- اقرأ نسختك المطبوعة: حين ينتهي المحرر من طباعة قصتك، قم بقراءتها وإذا واجهت تغييراً ما لم تستطع فهمه اسأل لتستوضح سبب ذلك التغيير (من باب التعلم وليس المجادلة). إذا لم تكن موافقاً على ذلك التغيير فبهذه الحالة جادله لإثبات وجهة نظرك إذا اضطررت إلى ذلك. ولكن قبل أن تفعل ذلك اسأل نفسك ما يلي: إذا لم تستطع أن توصل فكرتك للقراء من خلال ما قمت بكتابته فهل ستقوم بالشرح والتفسير لكل قارئ على حده لماذا لم تكن وجهة نظرك مفهومة؟ إذا قدمت نظرة غير مهمة أو غير مفهومة من خلال روايتك بالنسبة للمحرر (الذي عليه أن يقرأ القصة) فإن القارئ ببساطة سيقوم بقلب تلك الصفحة. إذا لم تحب التغيير الذي أجراه المحرر استمع لنقده وأسئلته وبعد ذلك حاول الوصول إلى وجهة نظر ثالثة تخدم كلاً من الفكرة التي أردت تقديمها منذ البداية ومتلافياً بنفس الوقت مخاوف وتحفظات المحرر.
- كرس مراجعة خاصة للنص من أجل الوقوف عند نقاط الضعف أو الجوانب التي تحتاج إلى تقوية في قصتك تلك: قم بمراجعة خاصة تركز بها فقط على نقاط الضعف التي ترغب بتحسينها بكتابتك: مثلاً استخدام أفعال أقوى أو استعمال أفضل للاقتباسات أو الوصف أو أي شيء آخر.
· ما هو المحور الذي تدور حوله القصة؟ عندما تنتهي من كتابة المسودة اسأل نفسك ما هو المحور الذي تدور أحداث القصة حوله؟ أحياناً يمكن لإحساسك أن يغير أو يحسن نقاط غاية في الأهمية أثناء كتابة القصة. ثم اسأل بعد ذلك فيما إذا كان أسلوبك الذي تستخدمه في الكتابة يعكس المضمون الذي تعالجه القصة أم لا. ثم اسأل إذا كان الشكل المستخدم في كتابة تلك القصة يخدم في توضيح فهمك للموضوع الذي تعالجه هذه القصة؟ إذا كان الجواب لا عندها عليك أن تقرر فيما إذا:
1- كنت قد فقدت تركيزك، عندها ينبغي عليك أن تعيد كتابة الرسالة بالشكل الذي يضمن لك إعادة مستوى التركيز الأساسي إلى قصتك.
2- أو إذا كنت قد توصلت أثناء الكتابة لفهم أفضل، بهذه الحالة ينبغي عليك أن تعيد صياغة القصة بالشكل الجديد الذي يخدم المفهوم الجديد الذي تحولت إليه قصتك.
· ما الذي يريده القارئ بالضبط؟ تخيل الأشخاص الذين قد يقرؤون القصة، هل أنت إذاً تستخدم النغمة الصحصحة لمخاطبة جمهورك؟ هل تفترض قصتك أن يكون للقارئ مستوى فكري أعلى من المستوى الحقيقي الذي هو عليه؟ هل تتضمن تفاصيل ومعلومات إضافية أكثر مما رغب القارئ بالإطلاع عليه؟ هل تحتوي القصة على الإغراء الكافي الذي يدفع القارئ ليبدأ بقراءتها ولكن ليس بالقدر الكافي ليتابعها حتى النهاية كما يحدث في كثير من القصص الأخرى التي تحمل عناوين متشابهة؟ هل سيحدث القارئ عائلته وأصدقاءه عن قصتك تلك؟ إذا كان ذلك صحيحاً فما هي المواضيع التي سيطرحها عليهم تحديداً؟ هل أوليت تلك المواضيع اهتماما وتركيزاً خاصاً؟ هل توحي قصتك بسبب أهميتها بالنسبة لقارئها؟ إذا لم تكن توحي بذلك، فهل يجب أن تفعل؟
· ما الأخبار؟ اسأل نفسك ما هي الأخبار؟ وهل عالجتها في قصتك بمستوى الأهمية المطلوبة؟ من السهل جداً أن تسو عن ذكر بعض الأخبار بينما أنت منشغل بصياغة طريقة ذكية تطرح بها محور قصتك. إنها عملية مراقبة وتفحص غاية بالأهمية بإمكانك عملها بعد أن تنهي كتابة القصة. ربما عليك كتابة عنوان رئيسي للقصة. إذا استوحيت عنوانك البارز من الفقرة السادسة مثلاً أو من أي مقطع آخر من القصة اسأل نفسك هل لهذا العنوان بالذات الأهمية البالغة ليكون محور القصة؟
· إحدى تقنيات إعادة الكتابة المهمة هي أن تتحدى مسودتك الأولى: ومعنى ذلك أن تأخذ بعين الاعتبار السمات والجوانب المختلفة فيها وتقرر فيما إذا كانت التغييرات سوف تحسنها أم لا. أحيانا يفتح التغيير أمامك آفاقاً وتحديات جديدة، وأحياناً أخرى يعزز هذا التحدي ثقتك بالمحور الأساسي الذي تعالجه قصتك.
· اكتب مساراً بديلاً: بمجرد انتهائك من كتابة المسودة، تأمل واحصر تركيزك لتأتي بمحور بديل واكتب مخطط تنفيذ هذا المحور. أو ربما اكتب حبكة مختلفة تماماً للموضوع البديل الذي اقترحته. بإمكانك بذلك جعل قصتك أفضل. أما إذا كان المحور الأساسي هو الأفضل فإن هذا التمرين سوف يعزز ثقتك بالقصة التي تكتبها. استخدم هذه التقنية حتى مع المحاور التي تحبها وتفضلها بصدق.
· حاول أن تجعل من قصتك خفيفة الظل: هل كتبت أية عبارات واضحة ستسحب من خلالها الضحكة العفوية من فم قرائك عنوة؟ هل استخدمت أية تورية أو تشبيهات؟ إذا كان لديك زميل ذو تعليقات ساخرة مبطنة ويسخر عادة من قصص كهذه اطلب مساعدته بقراءة قصتك مسبقاً واستفد من أي عبارة قد تسترعي انتباهه وتدفعه للضحك أثناء القراءة. أنت تعلم أنه هذه المرة على الأقل يقوم بمساعدتك وليس بالسخرية من قصتك..
· لا تدع سير العملية يشتت تركيزك عن مسارك الرئيسي: في الكثير من الخبطات الصحفية (وخاصة تلك المتعلقة بالشؤون الحكومية أو القضاء) يجب على المراسلون أن يتعلموا ويفهموا تماماً كيفية تطبيق ذلك الكم الكبير من الإجراءات المفروضة في هذا النوع من التحقيقات. يقع بعض المراسلون أحياناً في خطأ فادح حين يظنون القارئ يهتم بمعرفة تفاصيل الإجراءات المتبعة أثناء الحصول على الخبر تماماً كما يهتم المصدر بذلك. إن أكثر ما يهم القراء هو الحصول على النتائج. حالما تنتهي من كتابة خبر يحتوي الكثير من الإجراءات الإدارية قم بمراجعة ذلك الخبر ثانية وتأكد من أنك ركزت على ذكر تلك التفاصيل بالشكل المناسب من دون أي إفاضة لا داعي لها. إذا لاحظت أن خبرك يركز على سير الإجراءات أعد النظر فيما إذا كان التركيز على النتائج فقط سيزيد من قوة وتأثير هذا الخبر على القراء.
· تحدى كل جملة: حين تعتقد أنك فرغت من الكتابة أعد القراءة متعمقاً بكل جملة على حده. خذ كل جملة وتأكد فيها إن كان هناك كلمة ما ممكن أن تزال دون أن تؤذي باقي المعنى. تأكد إن كان هناك عبارة ما ممكن أن تستبدلها بكلمة واحدة أو عبارة أقصر بحيث تؤدي نفس المعنى. هذه العملية مهمة خصوصاً إذا كانت قصتك أطول مما يرغب محررك به. عملية التضييق هذه من الممكن أن تجتزئ قسماً كبيراً من قصتك وتعطيها لمسة نشاط ورشاقة تقنع محرريك من خلالها أنها تستحق أن يخصص لها مكاناً إضافياً.
· تحدى كل كلمة: ربما لن تستطيع فعل ذلك مع كل القصة، ولكن باستطاعتك فعل ذلك مع المحاور الأساسية والفقرات ذات المغزى. مهما بلغ طول مقالتك الصحفية، تأكد دائماً إن كان بإمكانك جعلها أقصر. إذا كانت أطول من 30 كلمة فهي ربما طويلة جداً. مقالة صحفية بطول كهذا يجب أن تقدم للقراء بيسر لتؤدي الغاية المرجوة منها. حاول أن تكتب خبراً مكوناً من عشرة كلمات أو حتى أقل من ذلك، قد لا تتمكن من فعلها بهذا الخبر تحديداً ولكن دائماً من المفيد أن تحاول. وخاصة إذا كان مقالك الصحفي مكوناً من أكثر من 20 كلمة. فبهذه الحالة تحدى كل فقرة من واسأل نفسك إذا كنت يجب أن تستخدم هذه الفقرة في بداية مقالتك.
· تحدى كل فعل: هل تستخدم الفعل الذي الأقوى في المعنى والأكثر ملائمة للنص؟ هل تستخدم المبني للمجهول؟ لا تحاول استخدام فعل الكون بدون أن تحاول استبداله بفعل آخر يؤدي نفس الغرض. قد تجده في بعض الأحيان الفعل الأكثر دقة ، ومع ذلك حاول إيجاد فعل أكثر قوة ودقة في المعنى. حاول استبدال بعض الأفعال الضعيفة الأخرى مثل الفعل have أو do أو got.
· تحدى أحرف الجر وأدوات الربط: تأكد إذا كانت الجملة ستكون أقوى من دون استخدام الصفات والظروف. ما الذي يضيفونه على المعنى؟ هل باستطاعتك أن تستغني عنهم باستخدام كلمات أكثر قوة وتحديداُ للمعنى سواء كانت أسماء أو أفعال؟
· تحدى العبارات: هل باستطاعتك حذف عبارة ما دون أن تؤثر على المعنى العام للمقالة؟ هل باستطاعتك أن تستبدل عبارة كاملة بكلمة واحدة لها نفس المعنى؟
· استخدم كمبيوترك: استخدم التدقيق النحوي والإملائي. على أمل أن لا يتم العثور على أي خطأ في مقالتك، ولكن إن حصل ذلك عليك أن تكون أكثر من مسرور لحدوث ذلك.إذ أنه لا عذر يقبل جراء ترك أخطاء في أوراقك بحيث يتم كشفها حتى باستخدام تدقيق الكمبيوتر. وكرمى لله لا تقم بالضغط على خيار "تغيير" كلما عرضه عليك الحاسوب إلا بعد أن تتأكد أنه الكلمة هي فعلاً خطأ.
· لا تعتمد كلياً على جهاز الحاسوب: اكتب وحرر وكأن ليس هناك خيار التدقيق النحوي والإملائي على حاسوبك، فهم لا يستطيعون أنيحصوا أي جميع الأخطاء بنسبة 100%. فعلى سبيل المثالكلمة "أثر قتل"تختلف كلياً عن معنى كلمة "محاكمة قتل" ولكن كلتا الكلمتين سيعتبرهما حاسوبك صحيح سواء كنت تقصد في مقالتك الكلمة الأولى أو الثانية. و إذا أردت كتابة كلمة "شقة خاصة" وأضفت حرف ال"m" سهواً بنهاية الكلمة فستصبح "واقي جنسي". سيعتبر الحاسوب هذه الكلمة صحيحة ولن يستطيع كشف ذلك الخطأ المحرج.
· استخدم مرجع التعريف بأسلوب الكتابة: حتى وإن ظننت أنك تطبق كافة الفنون الأدبية بالشكل الصحيح أثناء كتابتك، لا ضير من التأكد من عينتين عشوائيتين أثناء الكتابة فقط من باب التأكد. وإذا كان أحد تلك العينات خطأ قم بالتأكد من بضعة عينات أخرى، وحين تكشف خطأً معيناً بالأسلوب دون هذا الخطأ بمكان ما ليذكرك بأن لا تكرر هذا الخطأ ثانية.
· استخدم قاموسك: ابحث عن كلمة واحدة على الأقل في قاموسك أثناء الكتابة، حتى إذا كنت متأكداً تماماً من تهجئة الكلمة ومتأكد بشكل تام من المعنى أيضاً. ربما ستكتشف عن طريق الصدفة فرقاُ طفيفاً في المعنى ربما سيدفعك لاستخدام كلمة أخرى. دقق على الأقل بكلمة واحدة في قاموس المعاني ربما سيقودك ذلك أيضاً لاستخدام كلمة جديدة (ولكن دقق الكلمة الجديدة التي اخترتها أيضاً في القاموس لتتأكد تمتماً من أنها بالضبط الكلمة التي تبحث عنها).
قد لا يتسنى لديك الوقت لدى كتابة كل مقالة صحفية لأن تفحص كل هذه التعليمات معاً ولكن على الأقل اختر اثنتين منها كل مرة وطبقهما على كتاباتك عندما تقوم بالمراجعة وحين تلاحظ ضعفاً في جانب معين حاول التأكد منه في كل مرة تكتب مقالاً إلى أن تتلافه بشكل نهائي.
· تجنب العبارات المبهمة. إذا استخدمت عبارات مبهمة مثل ( there are ، it is ) حاول أن تفتش عن عبارات أقوى من حيث الدلالة والمعنى لتستبدلهم بها كأفعال أو أسماء محددة لأن تلك العبارات تجمع مابين أضعف الأفعال مع أكثر الضمائر غموضاً من حيث المعنى.
· ابق أسلوبك في الكتابة بسيطاً قدر الإمكان. أسأل نفسك إن كنت تحاول قول الكثير من خلال نفس المقالة هل تحاول الإجابة عن جميع الأسئلة المطروحة بالوقت ذاته في حين أن الشخص الذي يقرأ يستطيع الانتظار حتى ياتيه الجواب في الوقت المناسب؟ قرر أي النقاط هي الأكثر أهمية وأجعلها المحور الذي تدور مقالتك حوله .
· حاول اختصار استخدام علامات الترقيم قدر المستطاع. العديد من المقالات التي تعتبر الأفضل بين مثيلاتها يستخدم فيها علامة ترقيم واحدة وهي النقطة. اعتبر استخدام الفواصل وإشارات الجمل الاعتراضية خطوطاً حمراء ينبغي عليك تجنبها وحاول كتابة جملة سلسة مستخدماً فاصلة واحدة أو بدونا إن أمكن إذا كان لديك العديد من علامات الترقيم في مقالتك حاول قراءتها بصوت مرتفع بحيث تميز إن كان وقعها على الأذن مألوفا وقريبا من القلب من هو قاسياً.
· قلل من استخدام التنسيب.( أن تنسب قولاً لقائله). إن التنسيب يطيل الجمل أو يضعف دلالاتها وقوة المعنى فيها لذا هل باستطاعتك أن تقدم شيئا ما كحقيقة مثبتة من دون إطالته وهلهلته بنسبه إلى قائله ؟ إذا لم تستطع فهل أنت بحاجة لتعزيز مقالتك لتستطيع الكتابة بمصداقية أكبر؟هل تستطيع صياغة تنسيب موحد وتطبقه على كافة مقاطع المقالة بدلاً من تكرار عبارة "هو قال " في كل مرة .
· استخدم الأعداد ضمن مقالتك بشكل مدروس. إذا استخدمت أية أرقام في مقالتك يجب أن يكون معناه وعلاقته بالمحور الأساسي الذي تدور حوله المقالة واضحاً للغاية لأنك قد تخسر قرائك للأبد إذا اضطروا للوقوف كل برهة ليتأملوا أرقاماً لا علاقة بموضوع المقالة . اعتمد مخططاً بيانياً أو شرحاً أفضي يوضح علاقة المقالة بالأرقام المذكورة بها إذا رأيت أكثر من ثلاثة أرقام في نفس المقطع تفحص هذا المقطع تحديداً بتمعن بالغ لا يفضل الإكثار من الحواجز ضمن المقالة ونعني بكلمة حواجز عبارات الشك والظن مثل ربما ، قد ، لعل .. الخ. فاستخدامها أثناء تناول المحور الرئيسي ثم المتابعة باستخدام التسيب يضعف المقالة إلى حد كبير لذلك يجب أن تبحث عن العبارات القوية لتبدأ بها بالدرجة الأولى .
· لا تكثر من ذكر التفاصيل . قد يضفي ذكر تفصيل معين مصدر القوة على مقالاتك.ولكن الإكثار من ذكر التفاصيل يعيق نجاحها متن مقالتك بحذف التفاصيل التي لا ضير من ذكرها . في وقت لاحق ضمن المقالة إذ أنك قلما تحتاج لذكر اسم الشخص والتعريف به في الخبر الصحفي خاصة إذا كان الاسم ليس لشخص مشهور بحيث يلحظه القارئ من النظرة الأولى . أما إذا كان الشخص المذكور يمثل شريحة واسعة من الأفراد فبإمكاننا ذكر اسمه بشكل عرضي على أن نخبر القارئ فيما بعد عن التفاصيل المتعلقة بهويته ولا ضرر من استخدام الكليشيهات المتعارف عليها طالما أنها تخدم هدف المقالة الأساسي.
· قل ما يجب أن يكون وليس ما يجب أن لا يكون. قد تضطر أحياناً أن تخبر القارئ عن الأمور التي لا تحدث من حوله ولكن يجب عليك أن تخبره دائماً عن الأمور التي تدري حقا من حوله وليس الاكتفاء بتقديم الأشياء التي لا تحدث فحين تتضمن مقالتك مفردات نفي كثيرة مثل ( لا ، ابداً و نهائياً ) حاول استبدالها بمفردات ذات مضمون ايجابي تخدم نفس المعنى.
· انظر نظرة تفحص شاملة. افحص الكلمات التي بدأت بها مقالتك هل هي قوية بشكل كافي وهل تعبر لك عن المعنى بشكل مباشر هل بإمكانك أن تبدأ بكلمات ذات مغزى يعبر عن موضوع المقالة بشكل مباشر؟
· أنهي عملك بلمسة أخيرة. افحص الكلمات الأخيرة لكل مقطع هل هي قوية بشكل كاف . هل تساعد على انتقال القارئ من مقطع إلى آخر بالشكل المطلوب؟
إن فحص الحقائق للتأكد من المصداقية هو عملية منفصل تماماً عن كل ما قد سبق وهو عنوان ضخم يستحق منا أن نفرد له ورشة عمل خاصة وكتيباً آخر. ولكنها تتطلب تذكياً منا لأن العديد من الكتاب يعيدون كتابة وفحص الحقائق بشكل آني. تأكد مرتين من كل حقيقة واسم و عنوان و تهجئة وصورة وتعبير رياضي.
إليك منظوراً أخيرا عن الكتابة نقلا عن شخص آخر حيث نقول " بوب بيكر :" عن صحيفة لوس انجلس تايمز أن الكتاب الذين تعجب بهم هم بالحقيقة مثل الرياضيين العظماء يدفعون بأنفسهم إلى حد الكسر وليس عليهم أن يتوجعوا أو يستيقظون بتمزق عضلي بركبتهم، ولكنهم واعون لضرورة أن يعيدوا الكتابة مرة واثنتين ويراجعوا ما كتبوا مرة ثالثة فوق الحد الذي كانوا يتمنون أن يكتفوا به.
إنها عملية التحرير النهائية المرهقة والتي هي أشبه ما تكون بمعاقبة الذات إنها اللحظة التي ترغم نفسك فيها على إعادة قراءة كتاباتك مرة أخيرة لإعطائها ذلك المنظور المطلوب لتسلسل الأحداث الأمر الذي سيبعدك عن زملائك. إنه ليس بالأمر المسلي مطلقاً بل إنه ما لم دوماً وستشعر أحيانا بأنك تضيع وقتك بسببه. إذا لم تشعر بتلك الأحاسيس المختلطة عندها يتوجب عليك أن تخضع مقالتك من جديد لدورة إضافية.
يبدأ هذا التدقيق الإضافي الذي يخضع لكل تلك الضوابط الصارمة كمسعى للتخلص من كل الزوائد العالقة بمقالتك على الأقل 5% من تلك الإضافات التي لا داعي لها. ولكن ستتطور تلك العادة لتصبح روحاً أكثر تطورا والتي من خلالها ستبدأ بجعل مقالتك أكثر طراوة ولكن بنفس الوقت معبرة وعدوانية أكثر. ستجد نفسك تستعمل طرقاً أكثر جرأة لقول الكثير باستخدام القليل وستعطي لنفسك المجال لقول الأشياء بوضوح أكبر وبشكل اهليلجي أكثر من الذي اعتدت استخدامه.
المصدر : ستيف باتري (+1 402) 444-1345،www.notrain-nogain.com; www.poynter.org/profile/profile.asp?user=1795