مفتش لويزيانا العام ينعي انخفاض مستوى التحقيقات
يتحدث ليتنش مخاطباً الحاضرين في مأدبة جامعة جنوب لويزيانا في "لافيت" بمناسبة افتتاح قسم "SPJ" مذكراً المستمعين أن " دور الصحفي هو كدور الولي المسئول عن أمر المحافظة على الثقة العامة. ولكنه بنفس الوقت رثى مآل تاليه أحوال التحقيقات الاستقصائية المكثفة لوكالات الأنباء .
بدأ "لينتش" مهنته كصحفي متزامناً مع " شريفبورت" معاصراً لأيام الحاكم العصبي الضال " ايرل لونغ" حين تم إرساله إلى فرع العاصمة في " باتن روج"بدأ بكشف الملابسات والحوادث البسيطة والرئيسية لأخطاء مسئولي التحقيقات – انتقل إلى مادة "ولايات نيو اورلينز" المبادة في الوقت الحالي حيث أعطي هناك تفويضاً مطلقاً لكون إحدى مقالاته قد ساعدت على إرسال المدعي العام الحكومي إلى السجن .انتقل "لينتش" إلى صحيفة "نيو اورلينز" – بيكاين في أواخر السبعينيات وكان هو من قام بفضح مخططات ترخيص المستشفى في الثمانينيات والتي أدت في نهاية الأمر إلى إشعال القضيتين اللتان وجههما الاتحاديون ضد الحاكم "ايدوارد إيدوين" والذي تمت تبرئته بنهايتهما .
عندما هزم " بدي رومر" الحاكم 1987 عين الرئيس التنفيذي الجديد ذو العقلية الإصلاحية "لينتش" بمنصب المفتش العام الأول في البلاد . لقد كان مكتبه " والذي كان أحد المكاتب الخمسة الوحيدين في كل أنحاء البلاد" قد أكمل 1033 من تقارير تحقيقات الشكاوى وكان له أيضاً دور فعال في إدانة 51 مسئولا حكومياً بتهم ومخالفات متنوعة, بينما لا تزال التحقيقات الثلاثين الأخرى مستمرة.
هزم ادوارد خصمه "رويمر" في الخريف الماضي وفي بادئ الأمر كان قد أقسم على إلغاء مكتب المفتش العام كليا ولكنه تراجع عن ذلك الوعد أثناء المعركة المريرة التي خاضها في جولته الثانية في الدوق "ديفيد كوك لوكس كلينزمان " إلا أن علاقة إدوارد و"لينتش" بقيت جامدة منذ ذلك الوقت.
الخوف الأكبر الذي يجب أن يشعر به الجمهور من حرية الصحافة هو عندما تخفق الصحافة في استخدام هذه الحرية بالشكل الصحيح وقال مؤكدا هل تقوم الصحافة بواجبها؟ يؤسفني القول ليست كذلك . ذلك لأنني أرى تدنياً ملحوظاً في مقاييس ومستويات تقارير التحقيقات إن آخر مراسل تحقيقات صحفي عرفته في لويزيانا كان "جون كامب" وهو الآن يعمل لدى وكالة الأنباء " سي إن إن". أين اختفت تلك الرغبة الجامحة وذلك الحماس لفضح أخطاء الحكومة ؟
كان "كامب" مراسل تحقيقات لدى وكالة "باتن رو " عندما قام بكشف حالات الهدر والتبذير في مبنى تلفزيون "جيمي سواغيرتس".
لاحظ "لينتش" إن الاهتمام بالصحافة الاستقصائية قد وصل إلى قمته مع فضيحة "ووتر غيت" ولكنه لاحظ بنفس الوقت بأن الصحف ومحطات التلفزة اليوم لا تبدو راغبة أو حتى قادرة على تكريس المصادر الضرورية لنجاح التحقيق الاستقصائي .
أضاف "كلينتش" أيضاً أن العديد من المحررين اليوم يبدون مهتمين بإبقاء الأخبار بعيداً عن الورق أكثر من قتالهم المستميت لنشر تلك الأخطاء وقام بالتذكير واستحضار التشجيع الذي كان يتلقاه كمراسل تحقيقات ضمن مادة الولايات في الستينيات.
وأضاف قائلاً" لقد أحببت مادة الولايات" كنت بحاجة لتطوير الأخبار . إذا أردت أن تصبح مراسل تحقيقات استقصائي فإنك يجب أن تحظى بدعم هؤلاء الأشخاص الأعلى منك مرتبة وإلا سينتهي بك المطاف كمراسل محبط حيث ستعمل كمحامي أو مستطلع آراء. أو تصبح مديراً لحملة أحدهم السياسية . إنها كمسألة تتعلق بشيء يجب أن يكون لديك رغبة داخلية لأن تفعله وشيء يجب أن يسمح لك بفعله. إن الوسائل متاحة للصحافة لتقوم بأداء هذا العمل. هناك قانون جيد للاجتماعات العامة وآخر للسجلات في لويزيانا.
وشجب أيضا استطلاعات السوق الأمر الذي بحسب رأيه يجب أن تقوم بشجبه أيضاً كل من الصحافة ومحطات البث سواء عن طريق نشر ذلك أو بثه على الهواء مباشرة.
لقد حولوا الصحف ومحطات البث إلى مصادر عديمة الأهمية والنفع حيث أضاف قائلاً : تخيل لو انتظر العلماء أو المهندسون استطلاعا للرأي حتى يقرروا فيما إذا كان الشعب جاهزا لاستخدام الطائرات كوسائل نقل .يجب أن يزودوا الناس بالأخبار حتى وان كانوا لا يرغبون بسماعها.
"لا ألوم الصحافة " أردف قائلاً " إنها عبارة عن إشارة تحدد الأوقات حيث أن ذكرى فضيحة "ووترغيت" قد عادت للأذهان في الوقت الذي لا نجد فيه أي اهتمام بالموضوع.
صرح "لينتش" أن ادوارد الذي - أشار إليه فقط كحاكم حالي- لم يلتقي به منذ إعادة توزيع القوى في كانون الثاني. صرح ادوارد الذي كان أول حاكم منتخباً في 1977 والذي وصمت فتراته الثلاث الأولى بفضيحة وادعاءات بارتكاب أخطاء شخصية وعامة – صرح علناً بأن "لينتش" حر لأن يتحرى عن أية سمة للحكومة الرسمية عدا نظام الكليات والجامعات.
" لقد أعلن الحاكم مراراً وتكراراً – وأقوم بتسجيل ذلك لمتعتي الخاصة- بأن لا خطط لديه ليتخلص من سلطة مكتب التحقيقات . لا يسعني إلا أن أتماشى مع تصريحات الحاكم .- هذا ما أشار إليه "لينتش".