على الرغم من أنماط حياتنا المتصلة بالعالم والقدرة على الوصول إلى العديد من الصحف الرئيسية في العالم بواسطة الإنترنت، إلا أن الوصول وقراءة أصداء النظم الصحفية يمكن أن يكون صعباً. هذا صحيح خصوصاً عندما تكون حرية الصحافة في بلدٍ ما مهددة بالانقراض.
قامت منظمة مراسلون بلا حدود بتسمية المكسيك "واحدة من دول العالم الأكثر خطورة على الصحفيين"، مبينةً أن "التواطؤ بين الجريمة المنظمة والسلطات السياسية والإدارية" أتلف تدريجياً وأضرّ بحرية المعلومات.
ولكن ماذا يعني هذا بالنسبة لمن هم على أرض الواقع؟ في أي نوع من المناخ يعمل الصحفيون؟ تحت أي ضغط شديد؟ وماذا عن زملائهم في الخارج، بمن فيهم القراء، يحتاجون أن يعرفوا من أجل فهم كيفية إنتاج الأخبار وكيف يتم نشرها في المكسيك؟
هذه الأسئلة، وغيرها الكثير، يتم الإجابة عنها في هذه الأفلام الأربعة عن الصحافة المعاصرة في المكسيك. تتراوح بشكل كبير في كل من النمط والمدّة، ولكن عند النظر اليها معاً، فإن هذه الأفلام تفسر السياقات الصعبة التي يتم فيها تغطية الأخبار اليوم في المكسيك.
(Silencio Forzado (Forced Silence
هذا الفيلم الوثائقي ومدته 25 دقيقة، صدر في عام 2012 بموجب المادة 19، وهو يقدم لمحة شاملة عن النظام الصحفي المعاصر في المكسيك. المقابلات تتحدث معظمها باللغة الاسبانية، ولكن بعض منها، تشمل الصحفيين الأجانب العاملين في المكسيك، وفيها يتحدثون باللغة الإنجليزية، كل الفيلم يحتوي على ترجمة باللغة الإنجليزية، مما يجعله متاحاً تماماً لجمهور ثنائي اللغة.
الجدير بالملاحظة وبشكل خاص حول هذا الفيلم الوثائقي هو أن المتحدثين فيه هم من المراسلين، والمحررين وأفراد من عائلات الصحفيين الذين قتلوا. الصحفيات يتم تمثيلهن بطريقة جيدة، وهذا أمر مهم، كون التركيز على مخاطر التغطية الإخبارية في المكسيك عادةً ما تكون متركزة على الصحفيين الذكور على وجه الحصر تقريباً. فيلم "سايلاسيو فورزادو" أو الصمت القسري يقوم أيضاً بعمل جيد ليس فقط عبر دمج وسائل الإعلام التقليدية، بما في ذلك الصحف الوطنية والإقليمية والمحطات الإذاعية، بل يشمل المنشورات الحديثة الموجودة على الانترنت، ومنها Animal Político.
(Presunto Culpable (Presumed Guilty أو المذنب المزعوم
في حين أن هذا الفيلم الوثائقي ومدته 88 دقيقة هو (باللغة الإسبانية مع ترجمة إلى الإنجليزية) ليس حصرياً - أو حتى في المقام الأول - حول الصحافة في المكسيك، إلا أن الطريقة التي يعالج فيها الموضوع، فضلاً عن تأثيره الدرامي الخاص على الأخبار، يجعل منه فيلم لا يمكن تفويته.
هذا الفيلم مبني على قصة اثنين من المحامين الذين كانوا يحاولون الحصول على براءة لموكلهم، أنطونيو زونيغا، بعد أن أدين زوراً جرّاء جرائم لم يرتكبها. هذا الفيلم يكشف عن سخافات نظام العدالة الجنائية في المكسيك. وعلى الرغم من صلابة موقف المتهم ووفرة الأدلة لصالحه، ومع ذلك، فإنه يتم تجاهل كل هذا بشكلٍ تام من قبل النظام حتى تمكن المحامين أخيراً من إقناع القضاة بمشاهدة لقطات فيديو قاموا بعملها.
تم عرض الفيلم في العام 2011 وقد احتل مكان الصدارة في سجلات شباك التذاكر في المكسيك للأفلام الوثائقية، ورشح لثلاث جوائز إيمي، بما في ذلك واحدة عن فئة "أفضل فيلم في الصحافة الاستقصائية"، ولكنه ايضاً احتل عناوين الصحف لسبب آخر: فبعد شهر واحد فقط من صدوره، حاول القاضي حظر الفيلم. هذه المحاولة لفرض رقابة على الفيلم جعله يحرز شعبية أكثر وقام بفضح العلاقات الغامضة، وغالباً ما تكون شريرة بين مختلف أصحاب المصالح، بما في ذلك وسائل الإعلام، التي من المفترض أنها موجودة لحماية الجمهور وإعلامه.
Los Demonios del Edén (The Demons of Eden) أو شياطين عدن
ليديا كاتشو شخصية معروفة في جميع أنحاء المكسيك بسبب تغطيتها الإخبارية عن ممارسات الدعارة والاتجار بالجنس المتعلق بالأطفال. على الرغم من أنها ليست بهذه الشهرة خارج حدود بلدها الأم، على الرغم من تلقيها للعديد من الجوائز الدولية جرّاء تقاريرها الاستقصائية. شجاعة هذه المرأة ومواقفها التي لا تتزعزع أثرا سلباً عليها، ولكن في عام 2006، كُشف عن محادثة مسجلة بين رجل أعمال وحاكم ولاية بويبلا مفادها أن الرجلين كانا يتآمران لخطف كاتشو واغتصابها. في الواقع، فقد تم اعتقال كاتشو وضربها، وانتهى الأمر بأخذ قضيتها إلى المحكمة العليا. وكانت أول امرأة تمثل فيها إمرأة أمام المحكمة بوصفها المشتكية/ المدعية.
شياطين عدن هو الإصدار الوثائقي من كتاب يحمل نفس الاسم والذي فيه يتم عرض المؤامرة والسجن و"دراما المحكمة" على شكل فيلم. تقارير كاتشو وتغطيتها عن الإباحية وممارسة الجنس مع الأطفال تم نشرها سابقاً في الصحف، ولكنه في هذا الكتاب كان سرداً مفصلاً أثار حفيظة من يقومون بارتكابها.
يبرز هذا الوثائقي الذي تم بثّه في 2007 مخاطر التغطية الصحفية المتخصصة بالجريمة المنظمة في المكسيك - وخاصة على النساء الصحفيات. بعرضه لكل هذه المخاطر يبين مدى الدمار الذي لحق بالأفراد والمجتمعات، وبطبيعة الحال، بكاتشو نفسها.
Soy El Número 16 “I Am Number 16” أو "أنا رقم "16
هذا الفيلم الوثائقي ومدته 10 دقائق، ومقدم على شكل رسوم متحركة، ليس أقل وضوحاً من فيلم شياطين عدن، في الواقع، قد يكون قوياً ومؤثراً بنفس القدر. من خلال الرسومات والأصوات، يقوم الصحفي برواية عملية اختطافه في عام 2012.
وكان لويس كاردونا يقوم بتوثيق لعمليات الخطف في ولاية تشيهواهوا، وكان قد غطى 15 من هذه العمليات. ويقول في مطلع هذا الفيلم الوثائقي، الذي صدر هذا العام فقط، "أنا الرقم 16."
الخيار لجعل هذا الفلم رسوماً متحركة بدلاً من استخدام لقطات الفيديو أو المقابلات يعطي الفيلم الوثائقي قوة معينة، ويجعله أسهل للوصول لحد كبير لجمهور ناطق باللغة الإنجليزية، على الرغم من أن السرد في الفيلم الوثائقي هو في الإسبانية
تحمل الصورة رخصة المشاع الإبداعي على موقع فليكر، بواسطة Kit.