قياس تأثير الصحافة في المنفى

بواسطةSudeshna ChandaOct 30, 2024 في إشراك الجمهور
الصورة تعبر عن إرسال قصة عبر الهاتف المحمول

هذه المقالة نُشرت في الأصل كمورد في مجموعة أدوات وسائل الإعلام في المنفى التي نقدمها، والتي أُنتجت بالشراكة مع شبكة وسائل الإعلام في المنفى، وبدعم من صندوق جويس بارناثان للطوارئ للصحفيين.


من الضروري أن تقوم غرف الأخبار بقياس تأثير تقاريرها، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن المحتوى وإستراتيجيات تفاعل الجمهور، ومقترحات التمويل كما يُعزز إدارة الموارد، ويرفع الروح المعنوية للفريق.

ويُعد تتبع التأثيرات أمرًا بالغ الأهمية لوسائل الإعلام في المنفى لبُعدها عن جمهورها المستهدف وبلدانها الأصلية. 

وعلى الرغم من وجود العديد من الأدوات التحليلية لقياس جوانب مختلفة من عملك - بما في ذلك Google Analytics، وBuffer، وMailchimp، وSurveyMonkey- إلا أنه قد يكون من الصعب أحيانًا  تحديد الأدوات الأنسب للاستخدام.

وفيما يلي كيفية تحديد الأدوات المناسبة لقياس التأثير بالنسبة للصحفيين في المنفى:

ماذا؟ ولماذا؟ وكيف؟
فكر في التحليلات الأكثر أهمية لتحليل تأثيرك، ولماذا هي مهمة؟، وكيفية استخدام الأدوات لجمع هذه البيانات. 
أولاً، حدد القياسات التي تهم فريقك أكثر، فقد تكون هناك بعض المقاييس- مثل حركة المرور على موقع الويب على سبيل المثال- التي يهتم بها فريقك أكثر من غيرها. 
وخذ في اعتبارك أيضًا سلوك جمهورك، فإذا كنت تعلم أن جمهورك نادرًا ما يستخدم فيسبوك، فلا تُعطي الأولوية لتحليلات فيسبوك. وفكر في منصات التواصل الاجتماعية الأكثر استخدامًا عند جمهورك، وقم بتقييم ما إذا كان ذلك مختلفًا للجمهور داخل البلد مقابل المغتربين.
وبعد ذلك، حدد ما تريد أن تفعله مؤسستك الإعلامية بالبيانات. فجمع بيانات التأثير بدون هدف محدد سيؤدي إلى إرهاق فريقك. قرر كيف سيستخدم فريقك مقياسًا معينًا قبل جمعه. يمكن أن يساعد هذا في تحسين سير العمل و/أو المحتوى.
وأخيرًا تأتي مرحلة اختيار الأدوات، وبعد أن تكون قد فهمت "ما الذي تريد قياسه" و"لماذا"، وبالتالي يمكنك الانتقال إلى البحث عن أداة تجمع البيانات اللازمة لك. وعند البحث عن الأدوات، ضع في اعتبارك الأدوات التي توفر البيانات التي تريد جمعها، وأن تكون سهلة الاستخدام، وتناسب ميزانيتك، ولديها سياسات حماية بيانات شفافة وأخلاقية.
غالبًا ما تعمل وسائل الإعلام في المنفى بموارد محدودة، سواء من الناحية المالية أو من حيث الوقت المُتاح للموظفين. ولذلك، من المهم أن تكون الأدوات المستخدمة سهلة الاستخدام. فكلما قلّ الوقت الذي يقضيه الصحفيون في تعلم الأداة وصيانتها، كان لديهم المزيد من الوقت لتنفيذ نتائجهم.

نوّع أدواتك

حاول ألا تضع البيض كله في سلة واحدة، في حين أنه من الضروري تقليل عدد الأدوات التي تستخدمها لتجنب الشعور بالإرهاق، إلا أن التنويع يعتبر أمرًا ضروريًا. ومن المهم  أن تأخذ هذا في الاعتبار وخصوصًا إذا كانت الدولة التي يتواجد فيها جمهورك تفرض رقابة على الأدوات التي تستخدمها، أو إذا توقفت الشركات المطورة عن تقديم خدماتها في مناطق جمهورك المستهدف.

وهناك سبب آخر لتنويع الأدوات التي تستخدمها، وهو تعويض المعلومات التي لا تستطيع أداة واحدة جمعها. وعلى سبيل المثال، إذا كان جمهورك مضطرًا لاستخدام شبكات VPN للوصول إلى موقعك الإلكتروني، فإن أي أداة جاهزة تعرض الانتشار الجغرافي لجمهورك ستُقدم لك بيانات خاطئة.
وفي هذه الحالة، يمكن أن يساعدك إجراء استطلاعات الجمهور بشكل دوري، وإضافة بعض الأسئلة الديموجرافية إلى هذه الاستطلاعات في تعويض البيانات الخاصة بتحليلات الموقع الإلكتروني المفقودة.

استمع إلى جمهورك

وأخيرًا، تأكد من جمع مزيج من بيانات التأثير الكمية والنوعية، وعلى الرغم من أن التعامل مع الأرقام قد يكون أسهل، إلا أنّ ردود الفعل المباشرة التي تكون في شكل تعليقات أو رسائل بريد إلكتروني أو الإجابات المفتوحة في استطلاعات الرأي يمكن أن تساعد بشكل كبير في توعية الوسيلة الإعلامية حول تصورات جمهورها وواقعهم.

وغالبًا ما تكون أقسام التعليقات على حسابات وسائل التواصل الاجتماعي مليئة بالرسائل. وعلى سبيل المثال، بعض القراء المخلصين يفضلون أيضًا إرسال رسائل البريد الإلكتروني إلى غرف الأخبار التي يتابعونها عن كثب، ويمكن أن تكون هذه الاتصالات المباشرة، سواء كانت سلبية أو إيجابية، مصدرًا غنيًا بالمعلومات لوسائل الإعلام لتخطيط أو تعديل استراتيجيات التفاعل مع الجمهور والمحتوى.

وإن التحليل النوعي لآراء القراء، وخاصة بعد دمجه بالبيانات الكمية، يُقدم صورة أكثر موثوقية حول جمهورك واحتياجاتهم. وفي وقتنا الحالي، هناك العديد من الأدوات التي تقوم بالعمل الصعب نيابة عنك. 

ويجب أن يستند أي تحليل للبيانات أو بحث إلى مجموعة واضحة من الأسئلة التي تحتاج غرفة الأخبار إلى الحصول على إجاباتها من الجمهور. وتذكر: قم بالإجابة عن السؤالين "ماذا؟"، و"لماذا؟" فيما يتعلق بقياس تأثيرك وذلك قبل الانتقال إلى كيفية القيام بذلك؟. ومهما كانت الإجراءات التي ستُتخذ بناءً على هذه النتائج، فإنّ جمع هذه البيانات أولاً سيضمن لك وضع جمهورك في صميم استراتيجيتك التحريرية، وأساليبك للتفاعل مع الجمهور ومقترحاتك للتمويل وغيرها.


سوديشنا شاندا هي مسؤولة البرامج ومديرة التسويق في ZM) Zamaneh Media)، وهي مؤسسة إعلامية في المنفى ناطقة بالفارسية، ومقرها في أمستردام.