Icfj 的一个项目

لم تمت الصحافة، العمر المديد لها

Oct 31, 2018 发表在 أساسيات الصحافة

في الآونة الأخيرة، كنت أثير غضب زوجي، فأنا شاردة الذهن دائماً. وذهني ببساطة في مكان آخر. فأنا أعيش حالياً في "كوكب نتاشا"، على حد تعبيره للحالة الذهنية التي أمرّ بها. والسبب بسيط. فهناك الكثير من الابتكار يجري في عالم الصحافة الإلكترونية وتكاملها مع وسائل الإعلام الاجتماعية، بحيث يجعلني مرتبكة ومبتهجة في آن واحد. فما يحدث في عالم الصحافة على الإنترنت متطور وخلاق وهام جداً في تطوير حالة الإنسان الحالية، والذي أقوم بمراقبته ومشاهدته باستمرار (وهو للأسف يبعدني عن أمور أخرى في حياتي). فهل يمكن أن تلومني لتشتت ذهني وانشغالي في مثل هذا العصر من الابتكارات الإلكترونية المتواصلة على مدار الساعة؟

وخلافاً للاعتقاد السائد بأن الصحافة ماتت، فأنا أعتقد أن الصحافة هي الآن في أفضل حالاتها. إنها لا تحتضر ولكنها في تطور. قد يكون الشكل القديم للصحافة قد مات، ولكن الشكل الجديد هو جديد جداً وله مستقبل واعد، قد تتعدى حدود السماء.

أعزائي خريجي الصحافة: لا تخافوا من المستقبل، تمسّكوا به!

كوني أعمل في مجال تطوير وسائل الإعلام، فإن مشاهدات الاتجاهات السائدة ورصد الابتكارات الصحفية الجديدة هو ما أقوم به على أساس يومي، صدّقوني عندما أقول لكم أن الصحافة هي في طليعة المستجدات الرقمية، وهي تواصل السير قدماً للمزيد من تحسين نوعية حياة الناس في كل مكان.

إن أحد أدوات الصحافة الجديدة التي كنت أعمل على تجربتها هي social curation. والفكرة من ورائها بسيطة للغاية: يمكن لمحرّري الصحف أو المواقع الإلكترونية أو أي شخص يستخدم "ستوري فاي" storify استخدام هذه الأداة للبحث في أدوات وسائل الإعلام الاجتماعية عن موضوع معين ومن ثم تصفية أفضل المواضيع سواء كانت تدوينة عبر تويتر أو تحديثات فيسبوك أو فليكر،.... إلخ وذلك لإنشاء قصة يمكن أن يتم تضمينها على الموقع الإلكتروني.

وهنا مثال على ذلك. لقد قمت بإنشاء مصطلح البحث وهو مؤتمر شبكة أريج للصحفيين الاستقصائيين العرب والذي جرى في عمّان. لقد اخترت ما أعتقد أنه أفضل مواضيع وسائل الإعلام وقمت بإنشاء قصة هنا.

وما هو جميل في الأمر أنه يمكنني العودة لهذا التقرير في أي وقت والعمل على تحديثه بأي تطورات جديدة ومن ثم إعادة نشره. وتقوم الشيفرة المتضمنة بتحديث نفسها بشكل تلقائي دون الحاجة لأن أقوم بالكتابة فوقها مرة أخرى. إن مثل هذا النوع من الابتكار هو هدية حقيقية لمحرري المواقع الإلكترونية الذين يتابعون باستمرار الأخبار العاجلة ويقيّمون استجابة المجتمع لحدث معين.

وبدأت ستوري فاي تحدث أصداءً لها في الآونة الأخيرة، وسخرت كمية لا بأس بها من التغطية في مجال وسائل الإعلام (وهنا مثال على ذلك). ويؤمن مبدعو ستوري فاي بأنهم "يعملون على بناء مستقبل النشر" من خلال "إيجاد معنى في الضوضاء". إنها فكرة بارعة إن سألتني عن رأيي.

وهنا مقابلة مع اثنين من مؤسسي ستوري فاي.

إنها مجرد واحدة من أحدث الأدوات المبتكرة التي تجدها في ساحة وسائل الاعلام على الإنترنت. مؤخراً قامت مدونة وسائل الاعلام الاجتماعية ماشابل Mashable بإطلاق مقال عن كيفية ازدهار الصحافة الاستقصائية بفضل لوسائل الإعلام الاجتماعية. إن كمية الأدوات والابتكارات الجديدة من قبل الصحفيين ولأجلهم هي ببساطة مدهشة.

وآخذين هذا بعين الاعتبار، هل تلومني حقاً لأنني شاردة الذهن طوال الوقت.

لم تمت الصحافة، العمر المديد لها!


للإطلاع على التدوينة الأصلية بالإنكليزية، أنقر هنا.