Icfj 的一个项目

دليل وظائف المستقبل في الصحافة والإعلام

Jul 29, 2024 发表在 استدامة وسائل الإعلام
صورة تعبيرية

تلقي القيود السياسية والتحديات الاقتصادية المتفاقمة، والضغوطات الاجتماعية والأزمات الصحيّة والتحوّلات التكنولوجية والتطورات الرقمية بظلالها على مجتمعات الصحفيين، ممّا ساهم في تضييق الخناق على ممارسة العمل الصحفي بحرية وحدّ من فرص العمل الجديدة، كما ألزم مؤسسات صحفية بتسريح عدد كبير من الصحفيين نتيجة للأزمات المالية أو التغيرات الهيكلية والاستغناء عن الوظائف التقليدية وتقليص الإنتاج، فانتقلوا إلى العمل الحر أو تخلّى بعضهم عن المهنة وانتقل إلى مجالات أخرى.

أمام هذا الواقع الذي غذّته جائحة "كوفيد 19" وتداعياتها في السنوات التي تبعتها، يحاول الكثير من الصحفيين التغلّب على التحديات والتكيّف مع الظروف المستجدّة ويسعون إلى تطوير مهاراتهم التقنية والرقمية والتحريرية والتحقق من المعلومات والإلقاء والتسجيل وتعلّم أدوات جديدة والتنقيب بالبيانات وإعداد البودكاست والنشر على وسائل التواصل الاجتماعي والتسويق وفهم الجمهور وقياس التفاعل وتقديم المحتوى المناسب وتحسين جودته وسرعة توزيعه وتعزيز الصحافة المستقلّة.

وكي يُدرك الصحفي الاتجاه الذي ينبغي أن يسلكه ويُخصّص المهارات التي تفيده ليحظى بفرصٍ جديدة، أعدّ الصحفي عمرو الأنصاري دليلًا يتضمّن أبرز وظائف المستقبل في الصحافة والإعلام، بدعم من شبكة الصحفيين الدوليين، يساعدهم باللحاق بوتيرة التطور المتسارعة في المشهد الصحفي بظلّ الثورة الرقمية والذكاء الاصطناعي والتأقلم مع البيئة الإعلامية الجديدة وفقًا لشغف وموهبة ومهارة كل صحفي.

وأوضح الكاتب أنّ الشهادات الأكاديمية والمواهب الفردية والعضويات المهنية لم تعد تضمن بشكل تلقائي الحصول على فرص عمل في مجال الصحافة والإعلام، بل أصبحت القدرة على اكتساب وإتقان المهارات الجديدة والتكيف مع التقنيات المتطورة واستخدامها بفعالية أمرًا حاسمًا للنجاح والاستمرار بغض النظر عن خلفيات الصحفيين التقليدية أو الأكاديمية.

نظّم منتدى باميلا هوارد جلسة لإطلاق دليل وظائف المستقبل

وتناول الكاتب في الدليل التحولات التكنولوجية التي تشكل المهنة، والمهارات المطلوبة وكيف يمكن للتعليم والتدريب الصحفي أن يتطور لمواكبة هذه التغيرات. كما بحث في الأدوار الجديدة التي تظهر في المجال الإعلامي، وأوضح الكاتب أنّ الموهوبين لن يكون لهم مكان في السوق الإعلامي إن لم يعززوا معرفتهم التكنولوجية، وإن لم تقترن مهاراتهم الفطرية بإجادة مهارات مثل تحسين محركات البحث، التسويق الرقمي، البحث المتقدم، نظام إدارة المحتوى، تحسين وسائل التواصل الاجتماعي، تحليل البيانات، التواصل، التدقيق اللغوي وإدارة الوقت.

يدعو الكاتب الصحفيين للإبحار في هذه الرحلة المعرفية، لفتح الأبواب أمام فهم أعمق لما يحمله المستقبل لعالم الصحافة، مشددًا على الحاجة للصحفيين والمحترفين في مجال الإعلام الذين يمتلكون مهارات متعددة ومتنوعة للنجاح في عصر الإعلام الجديد. وينوّه الكاتب إلى ضرورة تمسك الصحفيين والإعلاميين بالمهنية والتطور المستمر في مهاراتهم لمواكبة التحديات الجديدة مثل السوشيال ميديا، الذكاء الاصطناعي، والميتافيرس، مبرزًا كيف أصبح من الضروري للصحفيين والمتخصصين في التسويق وغيرهم من المهنيين التعلم وإتقان مهارات مثل التسويق الرقمي، تحسين محركات البحث، الكتابة، التصميم، والتحرير للعمل بفعالية، إذ يُعد الفرد اليوم بمثابة مؤسسة بذاته (One Man Crew)، حيث تداخلت الوظائف وأصبح التميز في المزيد من المهارات ضروريًا لتوسيع فرص العمل المتاحة أمامه.

يمرّ كاتب الدليل على أبرز الوظائف غير التقليدية المتمثلة بخلق وتوجيه ورواية التجارب البصرية وإنشاء محتوى مرئي آسر، من خلال السرد القصصي (الخبري والإنساني والاستقصائي والتسويقي)، باستخدام الصور والفيديو والرسومات البيانية والكاريكاتيرية والمتحركة، بالإضافة للوسائط البصرية الأخرى، بهدف إيصال الرسائل بشكل فعّال ومؤثر، وتعزيز الوعي والتفاعل لجمهور العلامة التجارية المستهدف. كما تطرّق إلى محرر النشرة البريدية المتخصص في تصميم، وكتابة وتحرير، ونشر نسخة رقمية جذابة عالية الجودة من النشرة الإخبارية الدورية للعلامة التجارية عبر البريد الإلكتروني، وإجراء اختبارات A/B لتحديد المحتوى المولد للتفاعل وبما يتوافق مع صوت "البراند" ويحقق أهدافه. 

ومن الوظائف المستقبلية التي ذكرها الكاتب كانت كاتب محتوى التجارة الإلكترونية، أخصائي تحسين محركات البحث، المخطِّط الإعلامي الذي يلعب دورًا حيويًا في تطوير وتنفيذ خطط إعلامية استراتيجية، للوصول بفعالية إلى الجماهير المستهدفة، بهدف تعظيم تأثير الحملات الإعلانية وتحقيق الهدف المطلوب. كما أوضح أهمية وظيفة مشتري الوسائط المتخصص في إنشاء وإدارة الإعلانات عبر مختلف منصات ووسائل الإعلام، وفقًا للميزانية المحددة والذي يقوم بالتفاوض مع وكلاء وممثلي مبيعات الإعلانات لشراء المساحات الإعلانية الأكثر فعالية من حيث التكلفة والميزانية وتحقيق الأهداف، لاستخدامها في الترويج للعلامة التجارية وما تقدمه من منتجات أو خدمات. 

وتحدّث أيضًا عن استراتيجي محتوى NFT (الرموز غير القابلة للاستبدال) في الوسائط المختلفة، الذي يطوّر وينفذ استراتيجيات محتوى، بما يحقق الدخل المستهدف من مشاريع العملات الرقمية المشفرة، والأصول الرقمية ذات الصلة.  كما ذكر معدّ الدليل وظيفة محرر أخبار الذكاء الاصطناعي، وهو محترف يقود مبادرات محتوى إبداعية منشأة بالذكاء الاصطناعي، مع استخدام مهاراته البشرية في الصحافة وكتابة المحتوى لتحسين جودة المحتوى وضمان امتثاله لقوانين الملكية الفكرية. 

ومن الوظائف المطلوبة في المستقبل، تطوير محتوى الواجهة الصوتية من خلال صياغة تجارب صوتية جذابة وسهلة الاستخدام، لمنتجات أو خدمات العلامة التجارية، حيث يقوم الخبير بتوظيف فهمه لمعالجة اللغات الطبيعية (NLP)، وتجربة المستخدم لإنشاء حوارات تبدو طبيعية، تعزز التفاعل مع المستخدم، ومحتوى محسّن للواجهات الصوتية، مثل مكبرات الصوت الذكية، والتطبيقات التي تعمل بالأوامر الصوتية، والمساعدين الصوتيين أو الافتراضيين. 

ولفت الكاتب إلى أهمية دور صانع الصور المتحركة الذي يدعم فريق المحتوى بإنتاج الصور المتحركة أو (نسق الرسومات المتبادلة GIF)، للأنظمة الرئيسية ووسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بالعلامة التجارية، بصورة جذابة تتفق مع معايير وأهداف العلامة التجارية، وتنمي التفاعل مع جمهورها. 

ندعوكم للاطلاع على الدليل الشامل حول "وظائف المستقبل" الذي يسلط الضوء على أبرز التوجهات المهنية والتكنولوجية التي ستشكل سوق العمل في السنوات المقبلة، والذي يفيد الصحفيين الراغبين في التعمق في موضوعات المستقبل المهني، وطلاب الصحافة الذين يسعون لفهم أفضل للمسارات المهنية المستقبلية وكلّ من يهتم بالتطورات التكنولوجية وتأثيرها على سوق العمل.

للاطلاع على الدليل الخاص بوظائف المستقبل، اضغط هنا.

لقراءة مقالات عمرو الأنصاري المنشورة على شبكة الصحفيين الدوليين، اضغط هنا.

الصورة الرئيسة حاصلة على رخصة الاستخدام على أنسبلاش بواسطة ستيلا جاكوب.