لا تخفى أهمية التدريب للإعلاميين مهما كان تخصصهم، حيث يُضفي مزيداً من القوة والثقة في أدائهم، ويُعزز أخلاقيات المهنة لديهم ويزوّدهم بالتقنيات اللازمة لمواكبة التطور المتلاحق في الصحافة الرقمية، حيث أضحى من الضرورة أن يكون الصحفي مُلمًّا بتخصصات الصحافة المتنوعة، بالإضافة للمهارات والأدوات والمعرفة الرقمية الكافية.
قمنا في شبكة الصحفيين الدوليين بمقابلة الإعلامية المُدرِّبة نيبال ثوابتة وهي مسؤولة ضبط التدريب والجودة في مركز تطوير الإعلام بجامعة بيرزيت؛ لنقل تجربتها ونصائحها في مجال تدريب للصحفيين الذين يمضون قُدماً على درب التدريب كمُدرِّبين.
إنّ عمل ثوابتة في مركز تطوير الإعلام قائم على التدريب والإنتاج وبناء القدرات وتطوير استراتيجيات إعلامية، فالتدريب هو واحد من الأعمدة الأساسية لمهامها، على اختلاف أساليبه. وتقول: "كنت سابقاً في سنة 2000 محاضرة في جامعة بيرزيت، ومنسقة وحدة التدريب، أقوم باختيار مواضيع التدريب وبناء منهجيات التدريب والإشراف على تنفيذها وتقييم مخرجاتها، وهذا جعلني أرى كافة نماذج التدريب سواء الممتازة على المستوى المحلي أو المميزة على المستوى العالمي".
وهما سبق جعل ثوابتة تكتسب خبرات وبعد سنوات طويلة في هذا العمل أصبحت مُدرِّبة، وهي تؤمن بأنّ الخوض في التدريب بحاجة للنضج وأن تأخذ الخبرات والمهارات المتراكمة مسارها الحقيقي والزمني. وتُتابع ثوابتة: "بعد سنوات طويلة من التدريب قاربت الـ15 عامًا، أصبحتُ الآن مُدرِّبة على مستوى محلي ودولي، وأعمل مع مؤسسات دولية".
لماذا التدريب الإعلامي بهذه الأهمية؟
"يرتبط التعليم عادةً بمنهاج أو خطة دائرة أكاديمية بشكل مكرر وروتيني، أما التدريب فهو قائم على مهارات المتدربين والعمل على تعزيز ورفع سقف قدراتهم في هذا المجال وصولاً لمستويات أعلى، وبالتالي فإننا بعصر الإعلام الرقمي ومع اختلاف أدواته، فلا سبيل لاستكمال مسار الحياة المهنية بدون العمل على تعزيز القدرات من خلال البرامج التدريبية المختلفة"، بحسب ثوابتة.
المهارات اللازمة ليُصبح الصحفي مُدرِّباً
تخبرنا ثوابتة: "فيما يخصّ المهارات المعرفية، ليس على الصحفي فقط الإلمام بمجال عملنا الذي نُدرِّب فيه، بل من المهم أيضًا التشبُّع والنضج والتطوير والبناء عليه، فاليوم تصل القصة الفلسطينية من خلال وسائل الإعلام الرقميّة إلى كل العالم، بوقت قياسي"، وتنصح المدرّبة جميع الصحفيين بأن يُتقنوا ويتمكنوا من أدوات الإعلام الرقمي لأنها مهمّة وتشكّل المستقبل، كذلك لأنّها الأرخص والأسهل، ففي السابق إذا ما أراد الصحفي نشر رسالة معينة، كان ينبغي أن يُنشئ قناة أو إذاعة، أو أن يُصدر صحيفة أو مجلة، أما اليوم فيمكنه ذلك من خلال الموبايل وعبر منصات التواصل الاجتماعي".
وخلال تفشي جائحة "كوفيد 19" التي حدّت من اللقاءات الوجاهية، زادت التدريبات التي تُعقد عبر الإنترنت، ومن أهم المنصات التي على الصحفي معرفة كيفية استخدامها:
Zoom: هو الأشهر والأسهل استخدامًا. ويمكن قراءة هذا المقال عبر شبكة الصحفيين الدوليين، حول إجراء المقابلات عبر زووم.
Google Meet: من أهم ميزاته إمكانية استخدامه عبر المتصفح بدون تحميله.
Messenger Rooms متاح من خلال ماسنجر، حيثُ يمكن عقد اجتماعات وتدريبات عبره.
في هذا الإطار، تُضيف ثوابتة: "يوجد قسمان للتدريب: الجانب التقني وهو كيف تستخدم الأدوات والتطبيقات الحديثة، والجانب الآخر يتمثّل بالمضمون، أي كيف تُطوِّر محتوى مناسبًا وينسجم مع هذه الأدوات الحديثة".
وعلى صعيد المهارات القيادية للتدريب، تقول المُدرِّبة ثوابتة: "يجب أن تكون شخصية المُدرِّب مميزة، هناك من يكون لديه المعرفة والعلم والتجارب ولكن لا يوجد لديه معرفة كيف يُوصل هذه المعرفة للمُتدربين ويقنعهم فيها، وهذا أمر بغاية الأهمية، وبالتالي يجب أن يمتلك المُدرِّب المعرفة والأسلوب معًا، للتمكّن من إيصال المعلومات إلى المتدرّبين".
تختتم ثوابتة حديثها: "حتى يتم تطوير واقع التدريب الإعلامي في فلسطين ينقصنا شهادة اعتماد مُدرِّبين، بدأنا في مركز تطوير الإعلام بإعطاء دورات تدريب مُدرِّبين، ومع هذا نحن بحاجة للتعاون مع جهة رسمية أكاديمية إعلامية دولية، لمنح شهادات اعتماد مُدرِّبين مُرخَّصة، وهذا ما نسعى له جاهداً مع نقابة الصحفيين بالرغم من كل التحديات والعقبات".
من جهته، يُقدِّم المدرّب والمدوّن مصطفى أبو السعود مجموعة من النصائح من واقع تجربته الشخصية في مجال التدريب:
1. اقرأ كثيرًا عن الموضوع الذي ستتحدث عنه أمام المتدربين الذين يرون المدرّب بعيون بصيرة، كما أنّ دسامة المعلومات تزيد فرص إعجابهم بك.
2. استمع لهم، فالدورة التدريبية ليست محاضرة جامعية على الطالب فيها الإصغاء، بل شارِك المتدربين وشاورهم، واحرص على تحفيزهم للحديث فكلهم كنوز.
3. المظهر له دور كبير في أن تنال الإعجاب، لكن لا تبالغ، ولا تجعل الشكل يطغى على جوهرك.
4. استخدم لغة الجسد بطريقة متناسقة، لا تتحرّك كثيرًا ولا تقف جامدًا.
5. وزّع نظراتك عليهم بطريقة تجعل كل واحد منهم يشعر بأنك تنظر إليه فقط.
6. جميل لو كان معك ورق مكتوب فيها معلومات أخرى ووضعتها على الطاولات بدون أن تكشف ماهيتها، وكل فترة اقترحت على أحدهم أن يقرأها، ويقول قارئها شئياً عن نفسه.
7. لا ترسل لهم إشارة بأنك الأفهم والأعلم، بل تقبّل الآراء برحابة صدر.
8. استخدم الوسائل التوضيحية الشارحة.
9. اطرح فكرتك بتسلسل منطقي بدون تخطّي أي جزئية.
10. حضّر موضوعك وكأنك تذهب لامتحان مهم جداً، لأن تحضيرك يعطي للمتدربين انطباعا بأنك تهتم بهم.
11.لا يكن كلامك فضفاضاً وعاطفياً، بل خاطبهم بنقاطٍ معينةٍ مرتبةٍ حتى يسهل فهمها.
12.حاول أن تحفظ أسماءهم ونادهم بها، فهذا شيءٌ جميلٌ جداً، ويشعرهم بأنك مهتم بهم.
13.ابتكر في أساليب التعارف، مثلاً اذكر خمسة أشياء يحبها الشخص أو لا يحبها من طعام ودول ومهارات وهوايات أو أسماء شخصيات.
14.عبّر عن سعادتك بوجودك بينهم واشكرهم على المعلومات القيّمة التي تعلمتها منهم، وأخبرهم بأنك جاهز لأي شيء يطلبونه حتى بعد انتهاء اللقاء.
الصورة الرئيسية للإعلامية نيبال ثوابتة أثناء تدريبات قامت بها