نموذج للصحافة البيئية المتخصصة.. تعرّفوا الى "صحفيي ومراسلي البحر بموريتانيا"

Sep 2, 2019 в التنوع والإدماج
فريق الشبكة

سعيًا وراء تحسين ظروف الحياة البيئية في موريتانيا وتحديدًا البحرية منها، شكل 15 صحفيًا وصحفية شبكة "صحفيي ومراسلي البحر" كفريق عمل اهتمامه الأول جميع القضايا المتعلقة بالواقع البيئي وما يتعرض له من مخاطر.

وجاءت فكرة تأسيس الشبكة عقب انتهاء دورة متخصصة "من جانبي الشاطئ"، التي نظمت في العاصمة نواكشوط من قبل جمعية التنوع الثقافي والبيئي بدعم من ائتلاف منظمات المجتمع المدني المهتمة بقضايا البيئة.

وتعد الشبكة بمثابة أول تجمع إعلامي موريتاني يكرس جهوده لتسليط الضوء على تلوث البيئة عبر أعمال صحفية تقدم على المستويين المحلي والدولي، وفق ما ذكر الصحفي محمد المامي العضو في الفريق التأسيسي للشبكة.

المامي تحدث لشبكة الصحفيين الدوليين حول دوافع إطلاق شبكة "صحفيي ومراسلي البحر" والأهداف التي تسعى لتحقيقها، إلى جانب الحديث عن واقع الصحافة البيئية المتخصصة في المنطقة العربية والمعيقات التي تواجهها.

لقاء لفريق العمل

يقول المامي: "جاءت فكرة تأسيس الشبكة في ظل الإيمان بأهمية الإعلام المحلي في التوعية وإطلاع الجمهور على مشاكل الوسط البيئي مع تعزيز دورهم في حمايته من المخاطر الآنية والمستقبلية".

وتهدف الشبكة لتنسيق العمل بين الجهات الحكومية والأهلية المعنية بجودة البيئة وبين الإعلاميين البيئيين لتمكينهم من تغطية القضايا البيئية بعمق وأكثر شمولية ودون معيقات، مع إيجاد صحفيين متخصصين في قضايا البيئة وتطوير قدراتهم الفنية والصحفية.

ويهتم فريق "صحفيي ومراسلي البحر" بإنتاج مواد صحفية تركز على السلامة البيئية، وكيفية المحافظة على الثروات البحرية، ومسببات التلوث، ومناقشة الانتهاكات الناجمة عن الأنشطة التجارية والصناعية، والبحث عن الحلول المتاحة لصد أي خطر يهدد سلامة الأرض والبيئات البحرية.

وهنا يؤكد المامي أن الشبكة تعمل وفق ثلاثة مسارات أساسية، أولها: التوعية بالواقع البيئي القائم، ثم يأتي مسار: توجيه المواطنين نحو السلوكيات السليمة، وثالثا: تأخذ الشبكة دور الرقابة على الجهات المسؤولة حول مدى تنفيذها للقانون وأداء واجباتها.

لقاء الشبكة

وتأتي إنتاجات صحفيي ومراسلي البحر على هيئة تقارير أو مقالات أو أخبار وحوارات، إضافة إلى تحقيقات استقصائية، حيث تقدم جميع الأعمال حاليا باللغتين العربية والفرنسية ولاحقا باللغة الإنجليزية.

ويشير إلى أن الأعمال الاستقصائية هي صاحبة الحظ الأوفر في الصحافة البيئية، مُرجعًا ذلك إلى طبيعة المعالجات التي تعتمد غالبا على كشف الحقائق والسعي وراء كشف ملفات فساد أو معلومات جرى إخفاؤها عمدًا، مبينا أن القضايا البيئية قد تتداخل ببعض الأحيان مع مصالح أصحاب النفوذ.

ولطالما سجلت انتهاكات وصلت حتى القتل بحق صحفيين على خلفية تغطيتهم مواضيع بيئية حساسة، كالصحفي الهندي "جاجيندرا سينغ" الذي لقي حتفه حرقًا في منزله عام 2015 على يد مجهولين، أثناء انشغاله في التحقيق حول الاستخراج غير القانوني للمعادن شمال الهند.

وعن حال الصحافة البحرية والبيئية بشكل عام في المنطقة العربية، يتحدث المامي قائلًا: "نعاني من سطحية وآنية التغطية، والاعتماد على المصادر الأجنبية في الحصول على المعلومات وضعف رغبة الصحفيين بممارستها؛ بسبب أفكارٍ خاطئة مثل الاعتقاد أن التخصص بشؤون البيئة لا يحقق لهم الشهرة المرجوة أو المردود المالي الكافي".

ومن أسباب القصور في التغطية البيئية شح الدعم والتمويل المقدم للمشاريع الإعلامية البيئية الناشئة، دون النظر إلى أن المخاطر البيئية قد تسبب مشاكل على عدة صعد، فـ "تهديد سلامة البيئة يعني تهديد الأرض وكل ما عليها وما يرتبط بها وأن ضعف الصحافة البيئية قد يساهم بزيادة المخاطر البيئية".

وفي هذا السياق، يقدم المامي عدة نصائح حول كيفية إنتاج عمل صحفي ناجح يناقش أو يستعرض قضية بيئية.

أولى هذه النصائح مرتبطة بضرورة الاختلاط الدائم بالجمهور وعدم الاستهانة بأي شكوى قد يسمع عنها الصحفي من هنا أو هناك، وثانيا ضرورة المعرفة الجيدة بالقوانين المحلية الخاصة بحماية البيئة، بما يساعد لاحقا على مراقبة الانتهاكات والكتابة حولها.

ويضيف "الصحفي البيئي يجب أن يطلع على أحدث المستجدات والتقارير البيئية خاصة تلك التي تصدرها منظمة الصحة العالمية، وكذلك عليه ألا يحصر شبكة علاقاته بالمستوى المحلي، وأن يكون مستعدًا دائما للتعامل مع الحالات الطارئة كالفيضانات والزلازل".

وفي مرحلة الكتابة النهائية على الصحفي أن يميل نحو تبسيط الفكرة والمصطلحات المعقدة، الأمر الذي يعني أن الصحفي مطالب بتحصيل المعرفة البيئية التي تمكنه من إنتاج محتوى صحفي قيّم، وأن يكون على معرفة بمخاطر الأشياء التي قد يحتك بها مثل المواد الكيميائية.

أخيرًا اطَّلِع على دليل للصحفيين عن بيئة البحر المتوسط، الصادر عن الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة.

الصور لفريق شبكة "صحفيي ومراسلي البحر".