دليل التحقق من المعلومات في عصر الأخبار الزائفة

Oct 12, 2021 в مكافحة التضليل والمعلومات الخاطئة
صورة

مع التنامي الكبير للأخبار الزائفة على مواقع التواصل الاجتماعي وحتى بعض وسائل الإعلام التقليدية، ازداد اهتمام الصحفيين في غرف الأخبار والأكاديميين والباحثين في مجال الإعلام حول مجال التحقق من المعلومات، من خلال تكوين فرق متخصصة في هذا المجال وإصدار ونشر مؤلفات وكتب حول موضوع محاربة الأخبار الزائفة والتأكد من المعلومات.    

 تستعرض شبكة الصحفيين الدوليين في هذا المقال إصدارًا للدكتورة نهى بلعيد من جامعة تونس، ويعتبر دليلًا شاملًا حول تقنيات وطرق التحقق من المعلومات، والهدف منه تحسين مهارات الصحفيين والارتقاء بأدائهم المهني في مختلف وسائل الإعلام المرئية، المسموعة، المكتوبة والإلكترونية، من خلال إبراز أهم التقنيات والتطبيقات التي تساعد على التحقق من المعلومات وكشف الأخبار والصور والفيديوهات الزائفة، إلى جانب التطرق للقواعد الأخلاقية للمهنة الصحفية التي على الصحفيين احترامها عند نقل ونشر المعلومات والأخبار، وكذلك النصوص القانونية في العالم التي تحد من سريان الأخبار الزائفة.

الدليل الصادر عن الجمعية التونسية للحوكمة الإلكترونية بالتنسيق مع مكتب مؤسسة فريدريش ناومان استعرض أيضًا تجارب ناجحة في تونس لمؤسسات مهمتها الجوهرية التثبت من المعلومة، مع تقديم بعض الأرقام التي تعكس حجم الضرر الذي تتسبب فيه الأخبار الزائفة وتأثيراتها على مختلف مناحي الحياة للدول والشعوب.

إقرأوا أيضًا: استراتيجيات لمكافحة المعلومات المضللة والأخبار الكاذبة

تنامي ظاهرة الأخبار الزائفة في تونس

خلال الفترة الممتدة من 2 مارس/آذار إلى 9 نيسان/إبريل عمل فريق موقع tunisiacheknews على التحقق من الأخبار الزائفة بمعدل يتراوح بين 15 و20 خبرًا في اليوم، ومن مجموع 236 خبرًا منشورًا تبينّ أن 90 بالمائة منها هي أخبار زائفة. وهذا رقم من بين مئات الأرقام التي تعكس تنامي هذه الظاهرة خصوصًا على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي التي تتميز بسرعة الانتشار ونقل المعلومات والأخبار.

تقول الدكتورة نهى بلعيد إنها انطلقت في صياغة هذا الدليل منذ الأيام الأولى لأزمة كوفيد-19 في تونس، وتحديدًا خلال شهر مارس/آذار 2020، حين لاحظت انتشار الأخبار الزائفة عبر منصات التواصل الاجتماعي وغياب المعلومات. "كنت قبلها قد قدمت العديد من الورشات حول التحقق من المعلومات بالعالم العربي خلال سياقات مختلفة، أهمها الثورة بالسودان حيث قدمت ورشة خلال شهر كانون الأول/ديسمبر 2019 لثلاثين صحفيًا من مؤسسات إعلامية مختلفة. وعادة ما تكثر الأخبار الزائفة خلال الأزمات" تضيف الدكتورة نهى بلعيد في مقابلة لها مع شبكة الصحفيين الدوليين.

تجارب ناجحة لمؤسسات مختصة في التأكد من المعلومات

إنّ التحقق من المعلومات ليس بظاهرة حديثة باعتبار أننا نتحدث عن ممارسة إعلاميّة ضرورية، غير أنّ الأدوات والمواقع الإلكترونية هي التي جعلت من عملية التحقق اليوم أسهل، وهناك اليوم جهود تبذل وبعض التجارب الرائدة سواء من قبل المؤسسات الإعلاميّة أو من قبل المجتمع المدني لمحاربة الأخبار الزائفة والمضللة. وإن تبنت بدورها بعض المؤسسات الإعلامية فكرة التحقق من المعلومات كممارسة صحفيّة فإنّ البعض الآخر قرر خلق ركن خاصّ بذلك. كما جرى إنشاء عدد من المنصات المختصة في هذا المجال على غرار منصة فالصو الموجودة بعدد من الدول العربية بما في ذلك تونس، إضافة إلى منصة Trustnews وTunifact وغيرها من المنصات التي حملت على عاتقها مهمة محاربة الأخبار الزائفة.

إقرأوا أيضًا: هيئة جزائرية لمحاربة الإشاعات الإلكترونيّة.. تعرفوا إليها

قواعد التحقق من الأخبار، الصور والفيديوهات الزائفة

  يقدم الدليل أبرز النصائح والخطوات التي يجب اتخاذها للتأكد من الأخبار والمعلومات والحد من انتشار الزائف منها، ومن أهم النصائح ما يلي:

  • يجب التأكد من صحة الخبر.
  • يمكن النظر في المقالات الأخرى التي نشرت بالموقع والتثبت من مدى جديتها.
  • ينبغي التأكد من صحة العنوان الإلكتروني.
  • يجب النظر في تاريخ نشر المقال.
  • يجب البحث عن هوية كاتب المقال.
  • يمكن البحث عن صحة الخبر بالتأكد من وجوده في وسائل إعلامية أخرى.
  • يجب التأكد من المصادر التي اعتمد عليها كاتب الخبر.
  • يمكن التأكد من مصداقية الصورة المصاحبة للمقال.
  • قراءة المقال كاملا، لأن أغلب القراء اليوم لا يطالعون إلا مقدمة المقال.
  • يتعين على الصحفي أن يجد نص المقابلة إذا كانت المعلومة تشير إلى أقوال شخص ما، ويحاول أن يتأكد من مدى مطابقة الخبر لمحتوى المقابلة. كما يمكن الاتصال بالشخص المعني بالأمر للتأكد من ذلك.
  • يجب التأكد إذا كانت هناك مصلحة لصاحب المقال من انتشار هذا الخبر.

   وللتأكد من الصور يتعين على الصحفي ما يلي:

  • تحديد صاحب أو مصدر الصورة.
  • التأكد من أنّ الصورة هي بالفعل ما يزعم أنها تظهر أم أنها مفبركة.
  • يجب الحصول على تصريح من صاحب الصورة قبل استخدامها، أو اعتماد صورة من مواقع متحصلة على رخصة المشاع الابداعي.

إقرأوا أيضًا: منصة "iCheck" التونسية للتحقق من الأخبار الزائفة والمغلوطة.. تعرّفوا إليها

        وبالنسبة إلى الفيديو يقدم الدليل مجموعة من التوجيهات:

  • يتعين تحديد صاحب الحساب الذي قام بنشر الفيديو.
  • يتعين تحديد تاريخ إنشاء هذا الحساب الذي نشر فيه الفيديو.
  • التأكد من أن طريقة وصف الفيديوهات متشابهة، بحيث تدل على مصدر واحد.
  • يتعين التأكد ما إذا كانت جميع المقاطع تحتوي على نفس الشعار.
  • يتعين التأكد ما إذا كان صاحب الحساب الذي نشر به الفيديو، قد نقله من وسيلة إعلامية أو حسابات أخرى بيوتيوب أو غيره، أم أن ما قام بتحميله هو محتوى أعده بنفسه.
  • يجب التأكد ما إذا كانت اللغة التي ورد بها عنوان الفيديو هي نفسها المعتمدة بالفيديو.
  • يتعين التأكد ما إذا كانت عناوين الفيديوهات تحتوي على عبارات دالة على امتدادات الملفات من قبيل "AVI" أو "MP4".
  • يجب التأكد ما إذا كان قد ورد في وصف الفيديو بيوتيوب عبارة تدل على جهاز التصوير (Uploaded via YouTube Capture)، فتلك العبارة تفيد بأن تصويره كان باستخدام هاتف ذكي.

التحقق من المعلومات عمل متكامل ومسؤولية اجتماعية

ينبغي أن تكون مهمة التحقق من المعلومات ومحاربة الأخبار الزائفة متكاملة، ولا يجب أن تبقى مجرد محاولات فردية، تقول الدكتورة نهى بلعيد التي دعت جميع الفاعلين داخل المجتمع لإنجاح هذا التحدي كونه مسؤولية اجتماعية وليس فقط صحفيّة، ولا بد من عملية تشاركية بين الصحفي والمواطن وكل المؤسسات والهيئات الفاعلة في المجتمع.

ولا بد أيضًا من إدراج مواد تعليمية وتدريبية حول التربية الإعلامية والمعلوماتية في المناهج الدراسية والجامعية خصوصًا في دول شمال افريقيا، وهذا أمر لا مناص منه، فقد تبنت بعض كليات الإعلام بالدول العربية الفكرة بإدراج مادة التحقق من المعلومات ببرنامجها التعليمي كما هو الحال بجامعة  تونس أو إضافتها إلى محاور ورشة الصحافة الإلكترونية.

ويضع الدليل على ذمة قارئه قائمة في أشهر مواقع التحقق من المعلومات والأدوات، إضافة إلى مجموعة من الأمثلة الواقعية بتونس وخارجها، وعدد من التمارين التطبيقية.

يمكن تحميل الدليل عبر هذا الموقع المخصص له: www.tunisia-fact-checking.com  

 رياض شعباني  هو إعلامي جزائري ومدرب إعلام رقمي.

 الصورة الرئيسية للدليل.