مقدّمة إلى صحافة الحلول

عقدت الجلسة الأولى من تدريب خاص بصحافة الحلول، يوم 25 أبريل/نيسان، الذي ينظّمه منتدى شبكة الصحفيين الدوليين، وجرى استعراض صحافة الحلول في العالم العربي وكيف يمكن للصحافة الموجهة نحو الحلول أن تفتح الباب للتحسين والتغيير الفعّال بدلًا من عرض المشاكل فقط التي تواجه المجتمعات. 

قدمت الجلسة الصحفية والمدربة سارة حطيط التي استهلتها بالإشارة إلى أنّ الصحافة التي تركز على الحلول زادت من مهارات حل المشكلات لدى قراءة الأخبار بنسبة 20%، وجعلت الناس يشعرون بقدر أقل من القلق.

وعرّفت سارة صحافة الحلول بأنها تقارير صارمة ومقنعة حول الاستجابات للمشاكل الاجتماعية، تقدم الحلول وتشرح بطريقة نقدية وواضحة كيف يحاول الناس حل المشكلات المشتركة على نطاق واسع، وأشارت إلى أن هناك تداخلًا بين الصحافة السلبيية والصحافة الإيجابية وصحافة الحلول، فالصحافة السلبية تركز فقط على الأخبار السلبية بدون أن تقدم أي شيء للقارئ، ويشعر القارئ حيالها بالسلبية لأنه غير قادر على فعل أي شيء لمواجهة المشكلة، أما الصحافة الإيجابية فهي تحمل أخبارًا إيجابية وحسب، ولا تقدم أي شيء آخر، قد يكون خبر افتتاح مستشفى أو قانون جديد، أو غير ذلك، ولا يتعدى الأمر مشاركة خبر إيجابي، بينما يمكن أن تتقاطع صحافة الحلول مع الصحافة الإيجابية لأنها تقدم حلًا لمشكلة، ولكن هذا لا يعني أنها صحافة إيجابية، لأن حل المشكلة يمكن أن يكون مؤقتًا أو محدودًا أو مقتصرًا على فئة معينة. 

وأشارت حطيط إلى أنّ كل قصة صحفية مبنية على حل، لا يمكن أن تصنف كقصة حلول، فإذا كنت تقدم مشكلة غير معروفة بعد، فإن الصحافة التقليدية هي الأنسب لكشف المشكلة، أما إذا كنت تقدم حلًا لمشكلة معروفة فيمكن أن تصبح هذه القصة، قصة حلول، وأضافت أنه من الممكن أن يكون هناك بعض أنواع الصحافة الشبيهة بصحافة الحلول ولكنها لن تكون صحافة حلول إلا إذا احتوت على عناصر صحافة الحلول الأساسية وهي:

المشكلة: عرض المشكلة وتوضيح جذورها وأسبابها وسياقها.  

الاستجابة: ما الحل؟ توضيح خطوات الاستجابة والفئات التي استهدفتها، والتكلفة، والمدة الزمنية، وكل تفاصيل الحل. 

الأدلة: لماذا هذا الحل ناجحًا؟ البيانات أو البحوث العلمية أو المصادر البشرية، تجربة في بلد آخر أو من تجارب سابقة.

الحدود: هل يصلح الحل لفئة معينة فقط؟ مستدام؟ محدود الزمان والمكان؟ 

وأضافت أن صحافة الحلول هي تطور لأنواع مختلفة من الصحافة انتشرت عالميًا بعد سنوات من تبني أشكال وأنماط مختلفة من الصحافة، ومن أشكال هذه  الصحافة: 

صحافة السلام 1965: تركز على حل النزاع، عن طريق التركيز على كيفية التقاء طرفي النزاع بطريقة معينة.

الصحافة المدنية 1990: وفيها يركز الصحفي على المجتمع المدني وتشجيع الناس على أن يكونوا جزءًا من المجتمع.

صحافة المواطن 2000: ركزت على المواطن أن يكون هو الصحفي.

الصحافة البناءة 2010: تركز على الاتجاه البناء للوصول إلى نتائج، وتضمن موضوعات إيجابية وسلبية، وتندرج تحتها صحافة الحلول.

صحافة الحلول (حاليًا): صحافة مبنية على حل لمشكلة معينة.  

وذكرت سارة أن دور الصحفي الذي يعمل في صحافة الحلول هو البحث عن حل والتركيز عليه ويجب أن يغوص في المشكلة، وشددت على أهمية أن يكون قريبًا من الناس لكي يسمع منهم المشكلة ويخبرهم بالحل، وأضافت أنّ الحل لا يكون بالضرورة لدى خبير، بل يمكن أن يكون لدى مجموعة من الأشخاص المحليين، أو أصحاب المبادرات أو غيرهم من المعنيين بالمشكلة، كما أكدت أنّ دور الصحفي يقتصر على ربط عناصر القصة ببعضها، لا محاولة خلق حلول للمشكلة. 

وبشكل عام فإن هناك أربعة أنواع من القصص يمكن إنتاجها في صحافة الحلول، وهي: 

الانحراف الإيجابي: قصص عن أشخاص أو مؤسسات إيجابية ويمكن أن تأتي بالحل. 

أفكار كبيرة جديدة: قصص تكتشف فكرة أو مشروعًا مجددًا. 

تجارب بصدد التطور: تتابع هذه القصص، برنامجًا قيد التنفيذ، المخرجات والنتائج النهائية غير مكتملة بعد. 

تحويل الموقع: تلعب فيه المواقع أو الأمكنة أو الأنظمة، والتحولات التي تعرفها، دورًا في المجتمعات التي تتأثر بها. 

ويمكن أن نضيف إلى ذلك تجارب لم تنجح ولكنها تقدم دروسًا مهمة. 

وذكرت حطيط أن هناك بعض الأنواع الصحفية التي لا يمكن اعتبارها صحافة حلول، فصحافة الحلول ليست: 

• رأيًا سياسيًا أو نشاطًا. 
• خدمة لصديق. 
• تمجيدًا للبطل. 
• مناصرة. 
• مبادرات ونجاحات عامة.
• ترويجًا وإعلانًا. 

نصائح عند كتابة قصة صحافة حلول: 

• أن تركز القصة على الاستجابة لمشكلة اجتماعية: من المهم أن تصف قصتك الاستجابة للمشكلة الاجتماعية، وأن تركز على شرح المشكلة وأسبابها جيدًا لكي تتضح آليه حل المشكلة، بالإضافة إلى ضرورة شرح كيفية تأثير هذا الحل ومدى فاعليته، فإذا لم تفعل ذلك فهي ليست قصة حلول.
• أن يكون حل المشكلة قابلًا للوصول لمن يعانون من المشكلة التي تركز عليها القصة: من المهم أن تضيف القصة بعدًا عمليًا يضيف إلى القارئ ويلهمه لتطبيق حل المشكلة.
• تبحث صحافة الحلول على الأدلة والبيانات: أن تكون الحلول فعالة وليست مجرد نوايا حسنة، أي حلول تم اختبارها والتأكد من فاعليتها، من المهم أن تثبت حل المشكلة بالدليل الواقعي وليس مجرد فكرة وحسب، يجب أن يكون الحل جديرًا بأن يروى في قصتك.

الإبلاغ عن مدى فاعية الحل: من المهم أن تكتب عن صلاحية الحل الذي تقدمه، هناك حلول صالحة لمجتمعات معينة ولا تصلح لأخرى، لذلك يجب عليك أن توضح قصور الفكرة في مجتمعات معينة وحدودها.

الصورة الرئيسة حاصلة على رخصة الاستخدام على أنسبلاش بواسطة Edge2Edge Media.