كانت جائحة كوفيد19 خطًا فاصلاً في وعي البشرية. أدرك الجميع أهمية العلم والبحث العلمي، وهو ما فتح الباب على مصراعيه للصحافة العلمية المتخصصة التي تسعى وهي في مهدها للحصول على فرصة بين أقسام المواقع والمنصات الإلكترونية وأبواب الصحف والمجلات الورقية، خاصة في الوطن العربي.
ففي ظلّ الأوبئة التي تحاصرنا والتكنولوجيا التي تتحكم في حياتنا وغيرها من مظاهر العلم التي باتت مؤثرة في سكان الأرض، لم يعد مقبولاً أن يكتفي الإعلام العربي ببضع تغطيات هامشية للأحداث العلمية من دون الغوص في رحاب العلم لتبسيطه للجمهور وهو دور الصحافة العلمية، التي نتناولها من خلال دليل المجلس الثقافي البريطاني للصحافة العلمية.
مهام الصحفي العلمي
يعمل كوسيط بين المجتمع العلمي والجمهور العام، فهو مسؤول عن تغطية الأبحاث العلمية الجديدة، واستخدام المعرفة العلمية في تفسير شأن جارِ، حيث يقوم بوظيفة الناقد للعلم من خلال طرح المزيد من الأسئلة، واختبار نتائج البحث العلمي وتفسيرها والتحقق منها، بالإضافة إلى تناول العلوم من الزوايا غير العلمية كالنواحي الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية والأخلاقية والقانونية.
المهارات التي يجب أن تتوفر لدى الصحفي العلمي
وفقًا للعديد من المتخصصين في الصحافة العلمية، فإن الصحفي العلمي عبارة عن 80% مهارات صحفية و20% مهارات علمية. فالخبرة والمعرفة العلمية لا يمكنهما صناعة صحفي علمي، بينما الخبرة الصحفية يمكن أن تصنع صحفيًا علميًا مع الاطلاع والمعرفة.
ما ينبغي معرفته عن العلم
العلم التجريبي الحديث هو المعرفة العلمية التي يتم إنتاجها عبر اتباع المنهجية العلمية.
ويهدف إلى فهم وتفسير العالم المادي من حولنا من خلال الملاحظة المتعمقة، واختبار الفرضيات عبر التجريب، وجمع البيانات وتحليلها، والتفسير الدقيق للوصول لاستنتاجات، ومن ثم لحقائق علمية مثبتة قائمة على الأدلة وليس الآراء، وتحظى بدعم المجتمع العلمي.
كيف ينتج العلم؟
يقوم العلماء بأبحاثهم العلمية ثم ينشرونها عبر الدوريات العلمية.
مراحل عملية النشر في الدوريات العلمية:
- يقوم فريق الباحثين بكتابة ورقة بحثية تتضمن كافة تفاصيل البحث العلمي وفقًا لمعايير محددة. ثم يتم إرسال تلك الورقة البحثية إلى دورية علمية (Scientific Journal) للمراجعة التي تمر بمرحلتين:
- الأولى: يقوم بها محرر الدورية لتقييم الجودة العامة الدراسية البحثية، وأهميتها وما الجديد الذي تضيفه للمعرفة العلمية.
- الثانية: تعرف باسم مراجعة القرين أو تحكيم النظير (Peer Review). يتم فيها إرسال الورقة البحثية من قبل محرر الدورية إلى علماء وباحثين متخصصين في نفس مجال الدراسة - يطلق عليهم الأقران أو النظراء- ليقوموا بتقييمها من الناحية العلمية ومراجعة منهجيتها ونتائجها واستنتاجاتها بشكل دقيق.
- وفقًا لنتائج المراجعتين يتم أخذ قرار بقبول أو رفض نشر الورقة البحثية، أو طلب بعض التعديلات أو مزيد من الإيضاحات ليتم الموافقة على نشرها.
- تمثل المراجعة أفضل آلية ممكنة -وإن لم تكن الأمثل- للتحقق من نتائج الأبحاث العلمية قبل نشرها، ويطلق على الدوريات العلمية التي تتبع تلك الآلية دوريات علمية محكمة (Peer-reviewed Journals).
- ليست كل الدوريات العلمية المحكّمة بنفس الأهمية، فبعض الدوريات تتمتع بتأثير واسع في مجالات علمية معينة حيث يستشهد بالأوراق البحثية المنشورة بها أكثر من غيرها.
- يمكن قياس أهمية الدورية العلمية المحكمة من خلال عامل التأثير (Impact Factor)، الذي يشير لمتوسط معدل الاستشهاد بالأوراق البحثية المنشورة خلال فترة زمنية، وكلما ارتفع عامل التأثير الخاص بالدورية زادت أهميتها في الوسط العلمي، ومن ثم يميل الصحفيون العلميون إلى الثقة بنتائج الأبحاث العلمية المنشورة بها.
لمعرفة عامل التأثير لدورية علمية، يمكن زيارة هذا الموقع.
- تستغرق عملية نشر ورقة بحثية في دورية علمية محكمة وقتًا طويلاً قد يتجاوز السنة بأكملها. لذلك يلجأ بعض الباحثين إلى نشر أوراقهم البحثية كنسخة أولية (Preprint) وإتاحة نتائجها حتى اكتمال عملية النشر في دورية محكمة.
هذه النسخ الأولية لم تخضع بعد لمرحلة مراجعة القرين، الأمر الذي يجب على الصحفي العلمي إدراكه قبل تغطية تلك النتائج أو الاستناد إليها في موضوع علمي، خاصة أن العديد من المنافذ الإعلامية المرموقة ترفض التغطيات العلمية المعتمدة على نسخ أولية.
لإيجاد النسخ الأولية للأوراق البحثية:
- المصداقية العالية التي تتمتع بها الأوراق البحثية المنشورة بدوريات علمية محكمة لا تعني الثقة العمياء في نتائجها، فمصداقية الأبحاث العلمية المحكمة تبقى غير نهائية إلى أن تدعمها تجارب ونتائج دراسات أجراها باحثون آخرون.
كما أنّ عملية مراجعة القرين ليست مثالية، فمن الوارد حدوث خطأ ببحث علمي محكم يتم اكتشافه لاحقًا لدى تكرار الدراسة من قبل علماء آخرين.
أو قد يلجأ بعض الباحثين أو الهيئات البحثية أو الجهات الممولة إلى تزييف النتائج المتعمد بشكل يصعب اكتشافه، أو ربما تنطوي عملية المراجعة أو التحكيم على التحيز أو عدم الأمانة، أو قد يكون هناك ضغط سياسي لعدم نشر أبحاث جهات بحثية محددة.
لدى اكتشاف أيّ من تلك الأمور يتم التراجع عن النشر (Retraction)، حيث تتم إزالة الورقة البحثية من الدورية العلمية.
لمتابعة حالات التراجع عن نشر الأوراق البحثية، يمكن زيارة هذا الموقع.
للبحث عن الأوراق البحثية التي تم التراجع عن نشرها، يمكن زيارة هذا الموقع.
- تقوم بعض الدوريات بنشر الأوراق البحثية من دون فحصها وتقييمها كما ينبغي مقابل فرض رسوم على الباحثين، وتعرف تلك الممارسة بالنشر الاستغلالي أو النشر الزائف (Predatory publishing).
وهو أمر قد يتم بعلم الباحثين أو من دون درايتهم بأنهم ضحية لعملية خداع متقنة. وينطبق الأمر نفسه على الصحفيين العلميين.
- يتم نشر بعض الأوراق البحثية في دوريات غير محكمة (Non-peer Reviewed Journals)، لا تخضع لعملية مراجعة القرين، فيجب الحذر الشديد لدى تناول تلك الدراسات والتعامل بمزيد من التشكك مع نتائجها.
العلم الزائف (Pseudoscience)
يقصد به المعلومات التي تزعم أنها علمية في حين أنها لا تتوافق مع المنهجية العلمية، وتفتقر للدليل العلمي القائم على التجربة، وتكون غير قابلة للإثبات أو الاختبار بشكل موثوق، بجانب افتقارها لدعم المجتمع العلمي، وانطوائها على الكثير من الادعاء والمبالغة.
يعد التنجيم، ونظرية الأرض المسطحة، وتسبب اللقاحات في التوحد، والعديد من العلاجات البديلة والمكملة من الأمثلة الواضحة للعلم الزائف.
في هذا السياق، قام الكاتب العلمي الأميركي مايكل شيرمر، رئيس تحرير مجلة المتشكك، بتطوير عُدّة للكشف عن الهراء (Baloney Detection Kit)، تضم 10 أسئلة لكشف الادعاءات التي يمكن وصمها بعلم زائف:
- ما مدى مصداقية مصدر الادعاء؟
- هل يقدم هذا المصدر العديد من الادعاءات المماثلة؟
- هل تمّ التحقق من الادعاء من قبل مصدر مستقل آخر؟
- هل يتناسب الادعاء مع المعرفة العلمية الموجودة بالفعل؟
- هل تمت محاولة دحض الادعاء، أم تم اعتبار الأدلة الداعمة فقط؟
- هل يشير ترجيح الأدلة إلى صحة هذا الادعاء أم إلى استنتاج مختلف؟
- هل يستخدم مصدر الادعاء أدوات البحث العلمي وقواعد المنطق، أم لم يتم الاعتماد عليها واللجوء لوسائل أخرى لإثبات الادعاء؟
- هل يقدم مصدر الادعاء تفسيرًا للظواهر المرصودة أم أنه ينكر فقط التفسير القائم؟
- إذا قدم مصدر الادعاء تفسيرًا جديدًا، فهل يفسر العديد من الظواهر كالتفسير القائم أم لا؟
- هل المعتقدات الشخصية وتحيزات مصدر الادعاء هي الدافع وراء الاستنتاجات، أم العكس؟
مصادر الأفكار للموضوعات الصحفية العلمية
- البيانات الصحفية الخاصة بالجامعات والمؤسسات البحثية والدوريات العلمية.
- يجب الانتباه إلى أن الغرض الأساسي من تلك البيانات هو الدعاية والترويج لمصدِرها، لذا لا بد من إجراء مزيد من البحث والتقصي حول سمعة المصدر، والمنهجية البحثية، ومصداقية النتائج، والأبحاث الأخرى ذات الصلة.
- أهم المواقع الإلكترونية التي توفر بيانات صحفية علمية:
- الأوراق البحثية
- يُنشر بها كل ما يتعلق بأبحاث العلماء والمتخصصين العلمية، وتعد مصدرًا رئيسيًا للقصص العلمية.
- أمثلة لقواعد بيانات الأوراق البحثية:
https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov
- المقابلات مع العلماء والباحثين.
- المؤتمرات العلمية.
- مصادر أخرى لإيجاد أفكار لتغطيات علمية:
- الإنصات إلى النقاشات اليومية الدائرة بين الناس.
- وسائل التواصل الاجتماعي.
- التواصل المباشر مع الجامعات والمراكز البحثية والمؤسسات العلمية، والجهات الحكومية المعنية بالبحث العلمي.
- تغطية نقاط التماس بين العلم والمجالات الأخرى.
- متابعة تغطيات إعلامية أخرى من زاوية علمية.
كيف تُقرأ الأوراق البحثية العلمية؟
هذه مهارة أساسية يجب أن يتقنها الصحفي العلمي، لأن الجمهور المستهدف للأوراق البحثية هم العلماء والباحثون.
في معظم الأحيان، تكون قراءة أجزاء المنهجية والنتائج والمناقشة أكثر صعوبة للصحفيين العلميين، لذا يفضل الاستعانة بأحد الباحثين المشاركين في تلك الدراسة للاستفسار عن الأجزاء غير الواضحة لغير المتخصصين.
للتواصل مع الباحثين، يتم الرجوع إلى قائمة المؤلفين (Authors List) الخاصة بالورقة البحثية التي تضم كافة المشاركين بالبحث، حيث يتم التواصل مع الباحث المراسل (Corresponding Author)، الذي تتوافر معلومات الاتصال الخاصة به بالورقة البحثية.
كما يمكن التواصل مع الباحث الرئيسي (First Author)، صاحب الإلهام العلمي الأكبر في الدراسة البحثية، ومن الممكن أيضًا أن يتم ذلك التواصل من خلال المكتب الإعلامي للجهة البحثية التي ينتمي إليها الباحثون.
أجزاء الورقة البحثية:
- العنوان (Title): عنوان البحث بلغة علمية متخصصة.
- الملخص (Abstract): يتضمن كافة المعلومات الرئيسية بالورقة البحثية.
- المقدمة (Introduction): تدور حول السياق العام وموضوع البحث، وتتضمن أهم ما خلصت إليه الأبحاث السابقة في هذا الصدد، بالإضافة إلى السؤال البحثي المطلوب الإجابة عنه أو الفرضية التي يتم التحقق منها.
- المنهجية (Methodology): كيفية إجراء البحث. تتناول كافة تفاصيل الطرق والوسائل المستخدمة.
- النتائج (Results): تحتوي على الكثير من الأرقام والبيانات.
- المناقشة (Discussion): تحليل وتفسير النتائج. تناقش إجابة السؤال البحثي في ضوء النتائج التي تم الحصول عليها ومقارنة ذلك بالأبحاث والدراسات الأخرى في الموضوع نفسه.
- الاستنتاج (Conclusion): خلاصة ما توصل إليه البحث. تركز على النقاط الأكثر أهمية التي تم التوصل إليها وإسهام الدراسة في المعرفة العلمية، وقد تحوي توصيات بخصوص الموضوع.
- المراجع (References): قائمة بالمصادر المستخدمة بالورقة البحثية.
الطريقة المثلى لقراءة الورقة البحثية:
عادة ما يتم بدء القراءة بالملخص، ثم يتم القفز مباشرة لجزء الاستنتاج أو الفقرة الأخيرة في المناقشة، بعدها يتم الرجوع إلى جزء المقدمة. بعد ذلك قد يتطلب الأمر الرجوع إلى الأجزاء الأكثر تقنية بالورقة البحثية وقراءتها للحصول على بعض المعلومات اللازمة للتغطية، مثل جزء المنهجية وجزء النتائج، وأخيرًا العودة لجزء المناقشة (Discussion) مرة أخرى للبحث عن أي تفاصيل إضافية قد تكون مفيدة للتغطية الصحفية.
قواعد إجراء المقابلات مع العلماء والباحثين
برغم اقتناع غالبية الباحثين والعلماء بأهمية الحديث إلى الصحفيين والإعلاميين، إلا أنهم قد لا يفضلون إجراء مقابلات صحفية بسبب القلق أو الخوف من أن يتم تمثيلهم بشكل خاطئ في الإعلام أو عدم ثقتهم في قدرتهم على التعامل مع الإعلام.
- قبل المقابلة
- يتم التواصل مع الباحث للمرة الأولى عبر البريد الإلكتروني للاتفاق على إجراء مقابلة صحفية.
- الرسالة الإلكترونية الأولي للباحث يجب أن تتضمن في العنوان طلب إجراء المقابلة وموضوعها.
مثال: "طلب إجراء مقابلة صحفية - اكتشاف علاج لمرض كورونا الجديد باستخدام بلازما النقاهة".
كما يجب أن تتضمن الفقرة الأولى بالرسالة اسمك وجهتك الإعلامية، ونوع التغطية الإعلامية، والموضوع العلمي الذي تقوم بتغطيته، وكذلك الهدف من إجراء المقابلة.
- يمكن إرسال عدد قليل من الأسئلة المعدة أثناء الاتفاق على تفاصيل التغطية في الرسالة الثانية قبل إجراء المقابلة. مع التأكيد على أنه سوف يتم طرح أسئلة أخرى وفقًا لسير المقابلة أو لمزيد من الاستيضاح. لضمان استعداد وتحضير الباحثين للمقابلة.
- تجنب الأسئلة التي تبدأ بـ"هل" وتتطلب إجابة قصيرة بنعم أو لا. احرص على أن تكون أسئلتك مفتوحة وواضحة بأدوات استفهام متنوعة.
- إجراء المقابلة
- تسجيل المقابلة بعد الحصول على موافقة الباحث هو أمر هام.
- عند طرح الأسئلة، يجب البدء بالسؤال الأكثر جاذبية على أن يكون مركزًا ومحددًا، لا تتقيد بترتيب الأسئلة.
- لا تتردد في طرح السؤال مختلف حول العالم أو الباحث كإنسان، مثل دوافعه للقيام بعمله أو المواقف الطريفة التي تحدث له خلال عمله أو هواياته الشخصية. مثل تلك المعلومات قد توفر سياقًا أفضل لتغطيتك وتجعلها أكثر جاذبية.
كيف تكتب موضوعًا علميًا جذابًا؟
- بسط العلم وتجنب المصطلحات المعقدة.
- احضر العلم إلى الحياة اليومية.
- تجنب إغراق التغطية بالتفاصيل العلمية.
- استخدم الاستعارات والتشبيهات.
- احكِ قصة.
- تعامل مع الأرقام بحرص وذكاء واشرح للجمهور دلالات الرقم وأهميته وما يعبر عنه.
- استخدم وسائل توضيحية مثل الصور أو الرسوم البيانية أو الإنفوجراف أو العروض البصرية للبيانات أو مقاطع الفيديو القصيرة.
- احذر من التوازن الزائف، ولا تعطي وجهات النظر وزنًا متساويًا مع الأدلة العلمية.
- تشكك في كل شيء، لا تصدق ادعاءات البيانات الصحفية، فتش عن العلاقة السببية وتضارب المصالح، وكن حذرًا عند عرض المخاطر.
- تحرَ الدقة في الاقتباس على لسان مصادرك بين قوسي التنصيص. يجب ألا يتجاوز الاقتباس فقرة واحدة.
كن جزءًا من عالم الصحافة العلمية
- سلط الضوء على تغطياتك العلمية من خلال موقعك أو مدونتك أو حتى ملفك المهني بأحد المواقع.
- كن فاعلاً في مواقع التواصل الاجتماعي، وشارك أعمالك. حاول أيضًا ترجمة بعض قصصك العلمية المميزة إلى اللغة الإنجليزية، كي تظهر أعمالك على مستوى عالمي.
- ابنِ شبكة واسعة وقوية من العلاقات المهنية مع المجتمع العلمي والصحفيين العلميين.
- اشترك في النشرات والقوائم التي تهتم بالصحافة العلمية مثل:
- انضم لروابط الصحافة العلمية مثل:
- طوّر نفسك مهنيًا بشكل مستمر:
- المؤتمرات والفعاليات المختلفة التي تهتم بالمجالات العلمية والصحافة العلمية مثل:
- للحصول على المنح والتمويل وحضور الفعاليات والبرامج التدريبية والدراسية حول العالم:
الصورة الرئيسية حاصلة على رخصة الاستخدام على فليكر
Leia mais artigos de
