نصائح مهمة للوصول بمشروعك الإعلامي الناشئ إلى بر الأمان

parAbdul Rahman Mahmoud21 juin 2019 dans استدامة وسائل الإعلام
رشدي السراج

من المتوقع أن يواجه أي مشروع إعلامي ناشئ تحديات مرتبطة بمستقبل المشروع واستمراريته وذلك في ظل التطور التكنولوجي والتغير المتسارع بأنماط العمل إلى جانب قوة المنافسة بالميدان، الأمر الذي يجعل من تأسيس مشروع إعلامي ناجح مهمة ليست بالسهلة.

وللحديث أكثر حول العوامل التي تساهم في نجاح المشاريع الناشئة وكيف يمكن التغلب على التحديات، تحدثت شبكة الصحفيين الدوليين مع الشاب رشدي السراج الذي يمتلك تجربة لافتة في تأسيس عمله الخاص وريادة الأعمال.

وبادر السراج عام 2012 مع أحد أصدقائه إلى تأسيس شركة عين ميديا للإنتاج الإعلامي، ورغم الظروف المحلية المتردية في قطاع غزة إلا أن الشركة تمكنت من الاستمرار، واليوم تتولى تنفيذ العديد من الأعمال لكبرى المحطات العربية والدولية.

ويرتبط عنصر النجاح الأول في المشاريع الناشئة بالقدرة على اختيار فريق العمل المدرب الذي يمتلك خبرة واسعة في المجال الإعلامي بشموليته بدءًا بالإعداد والتحرير مرورًا بالتصوير وليس انتهاءً بالمونتاج والإخراج.

والأدوات والمعدات بتطورها التكنولوجي وحداثتها _والقول للسراج_ لا تغني بأي شكل من الأشكال عن فريق العمل المؤهل (..) فكم من الشركات التي تمتلك أفضل المعدات وأحدثها تهاوت لعدم وجود فريق العمل الصحيح؟.

والتطور المتسارع بمجالات الإنتاج الإعلامي بحاجة لفريق شغوف يبحث دائمًا عن المعرفة ويطور من خبراته ويصقل مهاراته باستمرار؛ ليواكب التطور ويصنع كل ما هو جديد بإبداع وتميز.

ومن العوامل التي تساهم بنجاح المشروع الناشئ، امتلاك القدر المناسب من المعدات والأجهزة التي تساعد فريق العمل في إنتاج المخرجات اللازمة، وبناء شبكة واسعة من العلاقات المحلية والدولية، بجانب التسويق الجيد للمخرجات التي ينتجها المشروع.

ومما لا شك فيه أن امتلاك رأس المال الكافي للإنفاق على العوامل المذكورة سابقا يعد مصدرًا أساسيًّا لنجاح المشروع، بحيث يشمل رأس المال التكاليف التشغيلية التي تضمن استمرار العمل لمدة عام على الأقل حتى يبدأ المشروع بجني أرباحه.

وأين تكمن أهمية التمويل المالي؟ يجيب السراج: "أغلب المشاريع الناجحة التي لم تكتمل اصطدمت في بداية طريقها بعدم وجود رأس مال كاف، وعليه فإن توفير الحد الأدنى من التمويل للمشروع الذي يؤمن شراء المعدات وبناء الفريق العمل هو من بديهيات نجاح أي مشروع".

وللتغلب على المعضلة السابقة يمكن اللجوء إلى حاضنات الأعمال أو فتح باب المساهمة للمستثمرين بالإضافة إلى إمكانية بناء شراكات مع عدد من المؤسسات من خلال تقديم الخدمات الإعلامية مجانًا مقابل توفير معدات أو استضافة الشركة الناشئة في مقر عمل المؤسسة الشريكة.

ويشير السراج إلى أن عدم الدراية الكافية بإدارة المشاريع الإعلامية والاعتقاد بسهولة المهمة والافتقار لدراسة جدوى واضحة قبل تنفيذ المشروع، هي من أبرز الأخطاء التي يقع فيها أصحاب المشاريع الإعلامية الناشئة.

وهنا يقدم السراج 5 نصائح لمن يملك فكرة مشروع ريادي ويرغب في إخراجها للنور بنجاح:

  • فريق العمل الجيد أساس كل نجاح
  • قدم نموذجك الأولي من المشروع قبل الانطلاق "اختبر مخرجاتك"
  • لا تستعجل النتائج، انتظر ٣-٥ سنوات لتسترد رأس المال
  • دائما هناك وسيلة للنجاح فلا تيأس
  • العلاقات هي رأس المال الحقيقي

نجاح وتحديات

ومن واقع التجربة يتحدث السراج عن قصة نجاح شركته، قائلًا: "بدأت فكرة إنشاء عين ميديا من خلال هواية مشتركة لدي والزميل الراحل ياسر مرتجى، حيث جمعنا حب التصوير وصناعة الأفلام، والاحساس بحاجة السوق لشركة إعلامية تقدم خدمات الإنتاج الإعلامي باحترافية عالية".

وتدرجت مراحل تطور الشركة بشخصين فقط وبكاميرا واحدة، وخلال الفترات المتلاحقة عملت الشركة على تأسيس فريق العمل وامتلاك أحدث المعدات، بموازاة تنوع الخدمات وتوسع خط الإنتاج كمًّا ونوعًا ليبدأ بالمؤسسات المحلية مرورًا بالمؤسسات الدولية ثم بكبرى القنوات الفضائية.

ومرت شركة عين ميديا بعدة تحديات كادت أن تعصف بها، أبرزها مشكلة نقص التمويل في مرحلة التأسيس.

ويعلق السراج "بالرغم من بدء الشركة كمشروع محتضن لدى إحدى حاضنات الأعمال الفلسطينية إلا أن حجم التمويل المقدم حينها (١٥٠٠ دولار) لم يكن يكفي لشراء عدسة، ولكن تغلبنا على هذا التحدي بعمل شراكات إعلامية مع عدد من المؤسسات المحلية ضمنت لنا عائدًا ماديًّا مناسبًا في بدايات العمل".

ويختم المدير التنفيذي للشركة حديثه بالتأكيد على ضرورة التخطيط الجيد عند ترجمة الفكرة على الأرض "فكر واطمح بأن يكون مشروعك عملاقًا، ولكن ابدأ بالتدرج ومن الصفر، وتميز بالفكرة والخدمة المقدمة".

اقرأ أيضا على شبكة الصحفيين الدوليين

عناصر ونصائح مهمّة لتمويل المؤسسات الإعلامية