تطرقت في مقالي السابق عن الخطوات الذكية لإنشاء المشروع الإعلامي ونتحدث اليوم عمّا يجب تفاديه. من الوارد جداً أن يتعرّض المبادر الإعلامي في بداية مشروعه الناشئ لمشاكل عدة قد تفقده تركيزه وتدفعه للتخلي عن مشروعه، فلا وجود لأي ضمانات في سوق العمل، ولا تتخايل بأن الأرباح ستهطل عليك وستتهافت الجماهير على إنتاجاتك مع أول بدايات مشروعك الإعلامي.
ننصحكم بالتنبه إلى خمسة أخطاء شائعة يقع فيها مبادرو الأعمال الشباب، عبر التبه إليها يمكنكم تفادي سلسلة من المشاكل اللاحقة التي من الممكن أن تأتي بالضرر على مشاريعكم، وهي:
وضع الأرباح كأولوية. لا يمكن إنكار أن المال هو الهدف المنشود لمعظم بني البشر، ولكن أن تضع كل تركيزك على الربح المادي فقط، قد يضعك في مشكلة حقيقية. لذا يجب عليك أولاً أن تهتم بجمهورك وألا تعتبره مجرد وسيلة للربح السريع، بل تأكد أنك باحترامك لجمهورك وتقديم منتج إعلامي جيد وجديد ستصل حتماً لمبتغاك ألا وهو الربح المادي.
التقليد. وهو عدو الابتكار والإبداع وما أكثره في المشاريع الإعلامية بالعالم العربي. فمع اكتساب الإعلام الجديد لأهمية كبيرة داخل المشهد الإعلامي العربي ظهرت معه ظاهرة التقليد، واستيراد الأفكار من الغرب دون إضافة أي إبداع في كثير من الأحيان.
لا يمكن إلاّ أن نتفق على أن أهم وسائل الإعلام الجديد مصدرها الغرب، إلا أن ذلك لا يمنع من تطوير وتجديد لا بل وابتكار وسائل جديدة لأن الأفكار الموجهة للجمهور الغربي لا يمكن أن نوجهها للجمهور العربي كما هي، وما هو ناجح عند الغرب ليس معناه أنه ممكن أن ينجح في البلاد العربية. لذلك، يجب على كل من يفكر في تقليد منتوج غربي أن يمعن التفكير ويدرس إن ما كان ذلك صالحاً لمجتمعه. ونصيحتي، هي الابتعاد عن التقليد وابتكار شيئ جديد سيكون أفضل لك ولمشروعك الإعلامي.
فريق العمل غير المتفاهم. في المقال السابق كنت قد ركزت على أهمية عنصر فريق العمل في إنجاح مشروعك الإعلامي ولكن يجب أن لا نغفل عن كونه سلاح ذي حدين خصوصاً حينما تبدأ الخلافات الشخصية بين أعضاء الفريق بالظهور، وهذا ما يعني ضرورة اتخاذ القرارات المناسبة ومحاولة التقريب بين الأفكار حتى لا تتفاقم الخلافات وتجر بالمشروع نحو الهاوية، خصوصاً إن كان الأمر يتعلق باختلاف النوايا والأهداف. في مثل هذه الظروف يجب أن تبرز مهاراتك القيادية في اختيار ما يناسب المشروع وما سيخدمه، فحاول ألا تكون منحازاً لفكرتك ولا لأقرب الناس إليك في الفريق، بل كن منحازا للأفكار الجيدة التي من شأنها أن تُنجح مشروعك وتدفعه إلى الأمام.
إهدار الموارد المادية. تخيل أن مشروعك بدأ يعرف أولى نجاحاته، ونجحت في الحصول على تمويل له. في هذه الحالة، يجب عليك أن تفكر مالياً قبل أن تنفق أي سنت، لأن الأموال التي حصلت عليها ليست لترفه بها عن نفسك بل لتطور بها مشروعك، ولا تستعجل فالرفاهية قادمة لا محالة إذا ما عرفت كيف تطور مشروعك.
عدم الاهتمام بالتسويق. "إذا لم تتمكن من الإعلان عن نفسك، فما هي فرص نجاحك في الإعلان عن أي شيء آخر؟" هكذا قال ديفيد أوجيلفي الأب الروحي لعالم صناعة الإعلانات، لأنه لو لم تستطع أن تسوق لمنتوجك فلا تحاول أن تقنع أي شخص بأن يضع إعلاناً لمنتوجه عبر منصّة مشروعك الإعلامي. فكما هو معلوم لدى معظم المبادرين، فإن معظم مداخيل المشاريع الإعلامية تأتي من الإعلانات، وإن لم تستطع أن تجعل مشروعك ذي قاعدة جماهيرية من خلال التسويق الجيد له فلن يتجرأ أي مستثمر بأن يعلن عن منتوجاته عبر منصتك الإعلامية.
الإنفوجرافيك من تصميم سفيان سعودي.