لننسَ ويكيليكس قليلاً ونفكر ملياً في صحافة وسائل الإعلام الاجتماعية

Oct 31, 2018 en الصحافة الرقمية

في الوقت الذي يتجادل فيه العديدون حالياً ما إذا كانت ويكيليكس نوعاً جديد من أنواع الصحافة، وما إذا كان على الصحفيين التعلم من مؤسسه جوليان أسانج أو مجرد البقاء بعيداً عنه قدر الإمكان، أريد التحدث عن نوع جديد من الصحافة أذهلني: صحافة وسائل الإعلام الإجتماعية.

هذا المصطلح خرجت به بعد أن قرأت قصة تضني القلب في صحيفة الواشنطن بوست تتحدث عن عائلة تعيش في العاصمة اضطرت لتحمل ظروف مأساوية بعد ولادة طفلهما. لن أفسد القصة بسردها، لكن الجزء الأكثر روعة بالنسبة لي هو الشكل الذي أُخبِرت به القصة. اختار الصحفي الذي كتب القصة "تنسيق الفايس بوك" لسرد الأحداث المبكية باستخدام تحديثات فايس بوك حقيقية تمت كتابتها من قبل أفراد الأسرة الذين تناولتهم القصة.

بعد كل تحديث أو تعليق، أضاف الكاتب معلومات واقعية لجعل القصة متكاملة عبر شرح على سبيل المثال كيف تعارف الزوجان في هذه القصة، وما طبيعة علاقتهما بالناس في قائمة "أصدقائهما" على صفحتهما على فايس بوك.

لست عاطفية في العادة، لكن بعد أن قرأت القصة ذرفت بعض الدموع حقيقة. لسبب بسيط: أثرت القصة في بشكل شخصي لأنها تستخدم ذات الصيغة التي استخدمها على أساس يومي للتفاعل مع عائلتي وأصدقائي: الفايس بوك. بالقيام بذلك، منح الكاتب الاشخاص الذين تناولتهم القصة مشاعر حياة حقيقية. لم يكونوا مجرد أسماء ذكرت في مقالة في صحيفة. كانوا أناساً لهم أصدقاء وعائلة أعجبتهم أخبارهم وضحكوا كثيراً على تحديثاتهم وشاركوا روابطهم.

لم تكن القصة لتتمتع بذات الأثر علي شخصياً إن كتبت بالنمط العادي. كنت سأقول ببساطة "شيء مؤسف" واتابع تفقد تدويناتي على تويتر.

بعد قراءة القصة، لم أستطع التوقف عن التفكير في التأثير الذي يمكن لهذا الطراز من وسائل الاعلام الاجتماعية أن يحوزه إن استخدم في رواية قصص ضحايا الحروب، أو ضحايا العنف أو حتى جرائم الشرف. قد أكون أحلم أحلام اليقظة هنا، غير أن هذه الأشكال من وسائل الاعلام الاجتماعية قد تدفع الجمهور للضغط لوقف حروب معينة، أو خلق قوانين أكثر صرامة لمعاقبة أولئك الذين يقترفون جرائم شرف. تخيلوا مدى الأهمية التي ستحوزها الصحافة في حالة كهذه لأنها ستنقذ الأرواح. هل تتمتع وثائق ويكيليكس بذات التأثير؟ ربما، وربما لا. لا أزال غير متأكدة من ذلك، لكن ما أنا متأكدة منه أن صحافة وسائل اعلام اجتماعية كهذه جعلتني أذرف دمعة أو اثنتين.

لقراءة التديونة الأصلية (بالانكليزية)، أنقر هنا.