كيف يمكن للشركات الإعلامية الناشئة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لجذب الممولين؟

تمّ نشر هذه المقالة ضمن سلسلة تبحث في تطوير المشاريع الإعلامية الناشئة.

تمتلك وسائل التواصل الاجتماعي تأثيرًا هائلاً على عالم الأعمال، فقد أصبحت عنصرًا أساسيًا في قدرة الشركات الناشئة على جذب الممولين، بحيث يمكن للشركات الناشئة أن تحقق أرباحًا هائلة من دمج وسائل التواصل الاجتماعي في خطط النمو الخاصة بها، لأنها طريقة منخفضة التكلفة للوصول إلى عملاء جدد، وذلك من خلال فتح حسابات على منصات التواصل الاجتماعي، حيث يمكن أن تكون هذه الوسائل أداةً قوية للشركات الإعلامية الناشئة للحصول على التمويل.

في الآونة الأخيرة، تطورت وسائل التواصل الاجتماعي لتصبح أداةً فعالة لرواد الأعمال الذين يسعون إلى التوسع في أسواق جديدة، كما يمكن للشركات الناشئة الوصول إلى العملاء المحتملين بأكثر الطرق ملاءمة باستخدام منصات مثل فيسبوك وانستجرام وتويتر ويوتيوب ولينكدإن وتيك توك وغيرها. ويمكنهم أيضًا استخدام وسائل التواصل الاجتماعي للتفاعل مع المستثمرين والشركاء المحتملين من أجل الحصول على رؤى قيمة وتوسيع شركاتهم.

في هذا المقال، تتناول شبكة الصحفيين الدوليين كيفية استخدام منصات التواصل الاجتماعي لجذب المزيد من التمويل والاستثمار للشركات الناشئة. 

أولًا، أن تلفت انتباه المستثمرين

يميل المستثمرون المهتمون بصناعة معينة إلى تخصيص جزء كبير من وقتهم في تصفح وسائل التواصل الاجتماعي للحصول على معلومات حول الشركات الناشئة المتعلقة بهذا المجال. وبدأت شركات كثيرة الآن في استخدام منصات التواصل الاجتماعي، مثل تويتر، لجمع الأموال لأعمالها. وبالتالي، فإنّ وجود حضور قوي وجذاب للشركة على وسائل التواصل الاجتماعي يزيد من احتمال لفت انتباه المستثمرين. وبناءً على ذلك، يوجد علاقة واضحة بين وجود الشركة على وسائل التواصل الاجتماعي وقدرتها على جمع الأموال.

ثانيًا، تزويد المستثمرين بالمزيد من المعلومات واختيار منصة التواصل الاجتماعي المناسبة

هناك عدد من منصات التواصل الاجتماعي التي يمكن أن تكون مفيدة للشركات الاعلامية الناشئة، وأكثر منصات التواصل الاجتماعي شيوعًا للشركات الناشئة تشمل فيسبوك وانستجرام وتويتر و لينكدإن.

وحسب تقييم عام لوسائل التواصل الاجتماعي في الشرق الأوسط لعام 2022، تعتبر وسائل التواصل الاجتماعي شائعة بشكل كبير في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مع معدل اعتماد أعلى بكثير على العديد من المنصات مقارنة بالدول الأخرى، بحيث أنّ الشرق الأوسط هو الرائد في استخدام هذه الوسائل. 

ومن المهم جدًا اختيار منصة التواصل الاجتماعي المناسبة، ممّا سيساعدك في تحقيق أقصى استفادة من تواجدك على الإنترنت والوصول إلى المستثمرين، ومن الضروري كذلك اختيار التوقيت المناسب للنشر فحسب موقع hootsuite، يمكنك العثور على وقتك الحقيقي الأفضل للنشر على وسائل التواصل الاجتماعي من خلال النشر بانتظام.

وفقًا لتحليل فريق hootsuite، فإنّ أفضل وقت للنشر على إنستجرام هو الساعة 9:00 صباحًا بتوقيت المحيط الهادي بالنسبة ليوم الاثنين، والساعة 8:00 صباحًا بتوقيت المحيط الهادي يوم الأربعاء.

فيسبوك: يعدّ فيسبوك من أشهر منصات التواصل الاجتماعي للشركات الناشئة لأنه سهل الاستخدام ويوفر أدوات رائعة مثل المجموعات والصفحات التي يمكن استخدامها لبناء علاقات مع العملاء والمستثمرين. ومن السهل أيضًا التواصل مع رواد الأعمال والشركات الأخرى من المجال نفسه.

وحسب تقييم عام لوسائل التواصل الاجتماعي في الشرق الأوسط لعام 2022، يمكن العثور على أكبر جماهير فيسبوك في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، فمصر تضمّ حوالي 42 مليون مستخدم إذ تعدّ السوق العاشرة عالميًا لهذه المنصة، في حين أن تركيا فيها 32.8 مليون مستخدم وتأتي في المركز الرابع عشر. بينما ليبيا لديها أعلى نسبة وصول للمنصة على مستوى العالم، حيث يستخدم 96.1٪ من الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 13 عامًا الشبكة الاجتماعية. وتأتي الإمارات العربية المتحدة في المرتبة الرابعة بنسبة وصول 88.9٪، في حين تأتي قطر في المرتبة الثامنة بنسبة وصول 83.6٪.

تويتر: كان موقع تويتر موجودًا منذ عام 2006 وتستمرّ شعبيته في الازدياد، بحيث أصبح أداة اتصال مهمة للشركات الناشئة نظرًا لقدرته على مشاركة المعلومات حول منتجها أو خدمتها بسرعة مع عدد كبير من الناس. وتتميز منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بأنها تضم ثلاثًا من أكبر الأسواق لتويتر في العالم، حيث تحتل تركيا المرتبة السابعة بـ18.6 مليون مستخدم، بينما تأتي المملكة العربية السعودية في المرتبة التاسعة بـ15.5 مليون مستخدم. وتحتل مصر المرتبة العشرين بـ 5.8 مليون مستخدم.

انستجرام: يشتهر انستجرام بكونه طريقة سريعة وسهلة لمشاركة الصور من عملك مع الأصدقاء والعائلة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن استخدامه كأداة تسويق عن طريق إنشاء محتوى يمكن مشاركته على منصات التواصل الاجتماعي الأخرى مثل يوتيوب أو لينكدإن.

وارتفعت شعبية هذه المنصة في تركيا بشكل كبير، حيث أصبحت الخامسة عالميًا والرابعة على مستوى الانتشار، ويتجاوز عدد مستخدميها في البلد 49 مليون مستخدم، أي ما يمثل أكثر من 71.1% من السكان الذين تتراوح أعمارهم بين 13 وأكثر. ومن حيث عدد المستخدمين بشكل عام، تحتل مصر المرتبة التاسعة عشر بحوالي 15.4 مليون مستخدم، في حين تأتي العراق في المرتبة العشرين بـ14 مليون مستخدم.

لينكدإن: يوفر لينكدإن أدوات رائعة مثل قوائم الوظائف ومقالات المشورة المهنية ومقاطع الفيديو الخاصة بالنصائح المهنية والمزيد. يمكن أيضًا استخدامه كفرصة للتواصل مع رواد الأعمال من المجال نفسه، الذين لديهم اهتمامات أو احتياجات مماثلة وحسب موقع stepfeed، يوجد 22 مليون مستخدم في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على هذه المنصة.

عندما تبدأ شركة ناشئة، يجب التفكير في جميع الطرق المختلفة لتمويل المشروع. يمكن البحث عن أصحاب رؤوس الأموال والمستثمرين للحصول على تمويل عبر وسائل التواصل الاجتماعي ويجب مراعاة ما يلي:

- ما هو الوقت المتاح لإنشاء وإطلاق حملة على وسائل التواصل الاجتماعي؟

- هل تريد التركيز على المنصات الرئيسية مثل فيسبوك وتويتر وانستجرام، أو تجربة مجموعة متنوعة من المنصات، مثل موقع ويب أو قائمة بريد إلكتروني؟

وفي هذا الصدد تقول أميمة عونتي،  مسؤولة تسويق لدى شركة storeino: "من قبل كان الإنضمام والإندماج في المجال الرقمي اختياريًا ولكن اليوم أصبح ضرورة ملحة، سواء كان نشاط الشركة مرتبطًا بالانترنت أم لا، فلا بد للشركة أن تخلق لنفسها هوية في الإنترنت عامة، وعلى مواقع التواصل الإجتماعي بصفة خاصة، لأنّ هذا الحضور في مواقع التواصل الإجتماعي يمكنها من التوسع والإنفتاح على جمهور من بقاع العالم".

وحددت ست خطوات أساسية على الشركات الاعلامية الناشئة اتباعها كي تستهدف زبائن محتملين على مواقع التواصل الإجتماعي:

أولًا، إنشاء الهوية: على الشركة أن تنشئ صفحات وحسابات على مواقع التواصل الإجتماعي.

ثانيًا، أن تقوم بملء جميع المعلومات المتعلقة بها: بحال أراد ممول معين أن يتواصل معها، يجب أن يجد جميع وسائل التواصل متاحة (رقم الهاتف، البريد الإلكتروني، العنوان، الموقع الإلكتروني ومعلومات أخرى).

ثالثًا، إنشاء المحتوى: على الشركة أن تعطي معلومات عن الخدمات التي تقدمها وأنواعها من خلال نشر الصور والفيديوهات سواء عبر ميزة القصص أو ميزة ريلز أو غيرها.

رابعًا، التفاعل: يجب على  الشركة أن تتفاعل وتجيب على التعليقات أو على الرسائل، وتشارك القصص التي ترفع من مستوى التفاعل مثل الأسئلة والأجوبة واستطلاعات الرأي.

خامسًا، تخصيص شخص لإدارة الصفحات، community manager: لا بد أن يكون لدى الشركة الناشئة شخص يجيب على كل الأسئلة التي تتوصل بها بشكل فوري وأن يتفاعل بسرعة.

سادسًا، الإعلانات الممولة: التي أصبحت ضرورية، هكذا ستصل الى عدد أكبر من الناس.

يجب تخصيص الإستراتيجية التي تتناسب مع أهداف شركتك الناشئة. كما أنّ وجود شركتك على وسائل التواصل الاجتماعي يلعب دورًا هامًا في بناء العلاقات، إذ يمكنك التفاعل بشكل ممتع وتفاعلي مع العملاء والمستثمرين المحتملين. وستؤدي هذه الأنشطة إلى بناء سمعة قوية ولشركتك الناشئة عبر الإنترنت.

وتذكر دائما أنّ منصات وسائل التواصل الاجتماعي تعتبر واحدة من أكثر الوسائل التسويقية للشركات الناشئة للتواصل مع العملاء والمستثمرين. 

الصورة الرئيسية حاصلة على رخصة الاستخدام على أنسبلاش بواسطة Kaleidico.