نصائح للشركات الناشئة في مجال الإعلام

Feb 28, 2023 في استدامة وسائل الإعلام
صورة تعبيرية

دعونا نغوص في عالم الشركات الإعلامية الناشئة، ما الذي يتطلبه الأمر لجعلها تعمل؟ إنّ المشاريع الرقمية الناشئة اكتسبت في السنوات الاخيرة اهتمامًا واسعًا، وحظيت بأهمية كبيرة على الصعيد الاقتصادي نظرًا لدورها الفعال كمحرك للاقتصاد ومنشئ لفرص عمل في المجتمع. كما أصبحت تتلقى تشجيعًا كبيرًا من قبل الدول وذلك لمساهمتها في عملية النهوض الاقتصادي مع ما تحمله من فرص للشباب في تحقيق طموحاتهم.

وأفادت دراسة قامت بها مهارات وDW الألمانية حول الشركات الإعلامية الرقمية الناشئة في العالم العربي، أنه تنامى الاهتمام بريادة الأعمال وتزايد الإقبال في العالم على تأسيس المشاريع الناشئة في مختلف المجالات كأحد مؤشرات النمو في ريادة الأعمال. 

إلا أنّ وظيفة ريادة الأعمال في مجال الإعلام ليست سهلة وتتطلب جهدًا كبيرًا، بحال كنت تفكر في خوض تجربة إنشاء شركة خاصة بك، أو اذا كنت قد بدأت للتو تأسيسها، اتبع الخطوات التالية:

أولًا، حدد ما تريد الوصول اليه

 قبل كل شيء اسأل نفسك ما هو الغرض من مؤسستك الإعلامية الرائدة، ما هي المعلومات المفقودة في السوق وما هي المعلومات المختلفة التي سيدفع الناس مقابلها؟ الق نظرة على منافسيك وفكر كيف ستميز نفسك عنهم في هذا المجال.

ثانيًا، اكتشف كيف ستفعل ذلك وما هي الاستراتيجية التي ستتبعها

عندما تبدأ مشروعًا  جديدًا، فأنت بحاجة إلى معرفة كيفية تنفيذه، كيف سيكون المحتوى الخاص بك أصليًا؟ كم مرة ستنشر معلومات جديدة وكيف سيتم نشرها؟ هل لديك ما يكفي من المساهمين والخبرات لابتكار محتوى جديد بشكل منتظم؟

ثالثًا، قم باختيار التخصص المناسب لك

كي تكون شركتك الناشئة ناجحة ومتميزة، عليك باختيار المجال الخاص بك. على سبيل المثال، إن كانت شركتك الناشئة عبارة عن موقع، قُم بالتخصص في تغطية مواضيع معينة، مثل "الصحافة القائمة على القضايا" أو "تحليل الأخبار".

ركز على المواضيع من زاوية معينة وقم بتغطيتها على حسب الزاوية الخاصة بشركتك الناشئة كي تتميّز عن الآخرين.

رابعًا، تأكد من أنّ فريقك الأساسي لديه مهارات ونقاط قوة تكميلية

لا أحد ينكر أهمية امتلاك مهارات العمل الجماعي، نظرًا لكونها مفتاحًا أساسيًا للنجاح، ومع ذلك فالعمل بروح الفريق هو تحد بحد ذاته، ويتطلب مجهودًا كبيرًا حتى يتحقق لأنّ وجود عدد كبير من الأشخاص الجيدين في مكان واحد قد يؤدي إلى معارك على النفوذ ونقص المهارات، لهذا يجب وجود فريق أساسي متوازن يساعد في ضمان حصولك على جميع المهارات التي تحتاجها مؤسستك للتألق والمضي قدمًا.

خامسًا، خطط لكيفية مشاركة المحتوى الخاص بك

إن كان هناك حاجة إلى معلومات معينة في مجتمعك تريد معالجتها، فكر أولًا كيف ستنشر المحتوى، للحصول على عدد زيارات كبير، وكيف سيساعدك على جذب أكبر عدد ممكن من القراء إلى الموقع التابع لشركتك الناشئة.

سادسًا، تفاعل بنشاط مع جمهورك

يعد التفاعل مع جمهورك أمرًا ضروريًا لبناء اتصال معهم، شارك على وسائل التواصل الاجتماعي القصص التي تغطيها واسألهم عن آرائهم. المشاركة هي مقياس لكيفية تفاعل جمهورك مع المحتوى الذي تشاركه، جميع الإعجابات والمشاركات والتعليقات والإشارات إلى مؤسستك الإعلامية الناشئة وردود الفعل التي يتلقاها المحتوى الخاص بك تساعد على توسيع دائرة متابعيك.

ولن ننكر أنّ كل عمل في بدايته يكون محفوفًا بالتحديات، لنبدأ بالأخبار السيئة: إنّ بدء شركة ناشئة من أي نوع هو عرض محفوف بالمخاطر، والقيام بذلك في صناعة سريعة التغير مثل الأخبار الرقمية يأتي مع مخاطر خاصة، فما هي الخطوات الأساسية والمهمة لتفادي ذلك؟

إليكم بعض النصائح عند إطلاق مشروع صحفي جديد من خلال تجربة مقاولة مغربية تحدت الصعاب وأطلقت شركتها الخاصة في مجال الإعلام.

خديجتو عدي، هي مديرة جريدة وادنون، ومؤسسة شركة ميديا تيفي، مختصة بالإعلام والإنتاج السمعي البصري. في حديثها لشبكة الصحفيين الدوليين، تقول: "قمت بإنشاء هذه الشركة بعد حصولي على الماجستير في مهن وتطبيقات الإعلام، بعدها قمت بالالتحاق بسلك الدكتوراه، وبعد مسار وتجربة إعلامية في عدد من المؤسسات الإعلامية، قررت خوض تجربة الشركات الناشئة، لأساهم في خلق فرص عمل للشباب خصوصًا لقلة المؤسسات الإعلامية بالمناطق الجنوبية بالمغرب، لا سيما تلك المتخصصة منها بكل ما هو تقني".

وأضافت: "قررت أن نتخصص في تصوير تقارير عن هذه المنطقة الغنية وإعداد أفلام وثائقية وأن نسلط الضوء على شخصيات  ناجحة في المنطقة، فالإعلام الجهوي هو شريك في التنمية".

تسطر خديجتو عدي أن من بين أهم الخطوات في رحلة تأسيس شركة إعلامية ناشئة، هي مرحلة اختيار العلامة التجارية أو ما يسمى الشعار، الذي يجب اختياره بعناية ودقة اللون الذي يميزك عن باقي الشركات الأخرى. وتقول: "بالنسبة لي قمت باختيار اللون الصحراوي، كي نتميز عن باقي الجرائد الالكترونية"، وتتابع: "كل شركة ناشئة في بدايتها تكون مرافقة بصعوبات، لكن يجب على أي شخص أن يتسلح بالإيجابية وأن يكون متأكدًا أنه سيصل إلى ما يصبو إليه".

وتلخص خديجاتو عدي نجاح أي شركة إعلامية ناشئة في ضرورة نجاح ثلاث خطوات أساسية:

الأولى، أن  تخطو غمار التجربة وتنشئ الشركة

يجب أن تكون على استعداد تام لخوض غمار التجربة، وأن تسعى وراء شغفك وليس وراء المقابل المادي، لأنه حين تسعى الى الشيء الذي ينتابك الشغف بشأنه سوف تتسلح بالقوة للاستمرار عند مواجهة الصعاب والتحديات، ولكن إذا كنت هدفك الأول هو المال، فلن تتحمل التحديات التي ستكون في طريقك.

الثانية، اختيار فريق عمل مناسب 

لنجاح أي عمل إعلامي يستلزم وجود فريق عمل قوي ومتفاهم، ومتمكن من عمله، يشاركك الاهتمام نفسه ويؤمن بنفس فكرتك.

الثالثة، الأفكار المناسبة للنشر 

يعتبر اختيار الأفكار المناسبة للنشر تحديًا، خصوصًا في بداية إطلاق شركتك الاعلامية الناشئة، لأنها من بين الخطوات الأولى لبصم اسمك في الساحة الاعلامية، فنجاح الشركة الإعلامية مقرون بالأفكار المتميزة.

ومن جهته، يقول ياسين بوزمور، مؤسس شركة YEMA بشراكة مع عبد الله الفقير، إنّ أغلب المشاكل التي تواجهها الشركات الناشئة هو التمويل، وأكد على ضرورة البحث عن برامج تقدم تمويل للشركات الناشئة، مضيفًا: "تداركنا مشاكل التمويل من خلال البرامج، وحصلنا على دعم من طرف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وهذا ما ساعدنا في بداية مشروعنا".

ولخص المشاكل التي قد تواجه الشركات الناشئة في ثلاث نقاط أساسية:

أولًا، التمويل

يجب على الشركات الناشئة أن تبحث عن مختلف البرامج التي تقدم المنح والدعم، إلى جانب التمويل الشخصي في البداية.

ثانيًا، فريق العمل 

صعوبة إيجاد الشخص المناسب للعمل، ولتكوين فريق عمل متكامل يجب أن يتميّز كل عضو في الفريق بمهارات معينة. بمعنى آخر، يجب أن يكمل كل عضو الآخر، وشدد على أهمية الفريق المؤهل والذي سيعطي قيمة مضافة  للشركة.

ثالثًا، المرافقة والإشراف والتوجيه  

يقول: "نقوم بالإشراف على المشروع ونوجه أنفسنا للوصول إلى نتائج مرضية. نحاول أن نحسن قدراتنا بأنفسنا كي نترك بصمتنا في ساحة الشركات الإعلامية الناشئة.

وتعتمد استراتيجية العمل التي يتبعها فريق YEMA، على وسائل التواصل الاجتماعي، من خلال الفيديوهات، كميزة الريلز والمنشورات.

إنّ إطلاق شركة ناشئة هو طريق مليء بالتحديات، مع العديد من الشكوك والكثير من الاختبارات، كما أنّ بدء شركة جديدة يعدّ عملية معقدة وصعبة تتطلب المثابرة والمرونة. سيكون هناك صعود وهبوط، انتصارات ونكسات، والعديد من الأمور المجهولة التي تتطلب التجربة. ولكن تذكر دائمًا أنّه لكي تكون شركتك الناشئة ناجحة ومتميزة، عليك أن تستعد لرحلة طويلة مع اتباع نصائح الخبراء، لأنّ الرحلة يمكن أن تكون مثيرة ومجزية، ولكنها أيضًا رحلة تجريبية تختبر عزيمتك للوصول لهدفك.

الصورة الرئيسية حاصلة على رخصة الاستخدام على أنسبلاش بواسطة آني سبرات.