أوضاع الصحفيين الفلسطينيين في تغطية الحرب وتدابير وقائية مهمة

Oct 13, 2023 in تغطية الأزمات
صورة

تظهر تقارير لجنة حماية الصحفيين بدقة الوفيات والإصابات والمفقودين في فلسطين، مع مراعاة توثيق شامل للصحفيين الذين تضرروا أثناء النزاع المستمر.

وقد شهد قطاع غزة خلال ستة أيام من الحرب، مقتل ثمانية صحفيين فلسطينيين أثناء تغطيتهم للأحداث الجارية، بحسب مكتب الإعلام الحكومي ووكالة وفا، بالإضافة إلى استهداف أكثر من 40 مؤسسة صحفية بشكل كامل وجزئي، وهدم منازل صحفيين وإصابة صحفيين بإصابات تفاوتت بين بسيطة، متوسطة، وأخرى خطيرة.

تحديات الميدان 

في حديثه لشبكة الصحفيين الدوليين، قال الصحفي مثنى النجار، مراسل صحيفة الحدث، وعضو الاتحاد الدولي للصحفيين: "نواجه تحديات هائلة خلال تغطية الأحداث جراء الحرب، حيث يصعب التنقل بسبب إغلاق الطرقات نتيجة القصف ونضطر للبحث عن إشارات للانترنت في الأماكن العامة بسبب عدم وجود اتصال إنترنت ثابت، وهذا يُؤثر بدوره على التغطية الصحفية، فهناك العديد من الأحداث التي نتأخر للوصول إليها أو معرفتها ونقلها عبر منصاتنا الإخبارية".

وحول مدى الالتزام بإجراءات السلامة، يُضيف النجار: "نحن نعمل من الشارع نظرًا لعدم توفر مكاتب لنا، وعلى الرغم من ارتدائنا الخوذ والدروع الواقية، إلا أنّ ذلك ليس كافيًا لحمايتنا من القصف، وكما حدث مؤخرًا، فقد فقدنا ثلاثة من زملائنا: سعيد الطويل وهشام النواجحة ومحمد صبح، على الرغم من التزامهم بأدوات الحماية".

ويُعاني الصحفيون من تحديات وعقبات أخرى، تجعل العمل الصحفي خلال الحرب مهمةً أكثر من صعبة، كالضغط النفسي نتيجة المشاهد العنيفة التي يتعرضون لها، خلال قيامهم بالتغطية، والتعرض للاعتداءات والاعتقالات كما حدث مع الصحفيين نضال الوحيدي مصور قناة النجاح، وهيثم عبدالواحد مصور عين ميديا، وهما في عداد المفقودين منذ السبت الماضي.

تجربة شخصية لصحفي من غزة

كما قابلنا الصحفي علاء الحلو، ليُخبرنا قصته و"حي الرمال" الذي تغيرت معالمه بالكامل. حيث قال: "خلال إعداد التقرير وحديثي مع الزملاء في مستشفى الشفاء، أخبروني أنّ الجانب الإسرائيلي يطلب إخلاء حي الرمال بالكامل تمهيدًا لاستهدافه، فقطعت التقرير ووصلت للبيت، حملتُ الأوراق الثبوتية المجهزة أصلًا في حقيبة، وبعض المستلزمات الأساسية، وتركتُ البيت الذي خسرته فيما بعد بكل تفاصيله، وبأقفاص العصافير، والذكريات. كنت أتمنى أن أطوي جدرانه في الحقيبة، لكنها لم تتسع".

يُؤكد النجار أنّ أبرز مطالب الصحفيين في هذا الوقت الصعب هو تنفيذ المواثيق والاتفاقات الدولية التي تضمن حمايتهم وسلامتهم، ممّا يمكن أن يساعد في تمكينهم من القيام بدورهم الأساسي في نقل الحقائق والأحداث للعالم. يُذكر أن أهم المواثيق والمعاهدات الدولية التي تهدف إلى حماية حقوق الصحفيين وضمان سلامتهم أثناء الصراعات والحروب هي:

1. اتفاقية جنيف الرابعة (1949): تحتوي على أحكام تتعلق بحماية المدنيين ومنهم الصحفيين أثناء النزاعات المسلحة. وتحظر القوانين الإنسانية الدولية المعمول بها في هذه الاتفاقية الهجمات المباشرة على الأشخاص المدنيين وتمنع التعسف في استخدام القوة ضدهم.

2. البروتوكول الأول، ملحق لاتفاقية جنيف (1977): تكملة لاتفاقيات جنيف وتعزز حماية الأفراد المدنيين والصحفيين خلال النزاعات المسلحة. تحظر الهجمات على وسائل الإعلام والصحفيين الذين يقومون بمهام صحفية.

3. الميثاق الدولي للحقوق المدنية والسياسية: يحمي حقوق الصحفيين فيما يتعلق بحرية التعبير والمعلومات والتجمع السلمي، ويطالب بحمايتهم من الاعتداء والاعتقال التعسفي.

4. قرار مجلس الأمن الدولي 1738 (2006): يدين أي هجوم على الصحفيين أثناء النزاعات المسلحة ويشدد على ضرورة حمايتهم.

5. قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 68/163 (2013): يدين أعمال العنف ضد الصحفيين خلال النزاعات المسلحة ويحث على ضمان سلامتهم.

تحديات الأمن والسلامة

من جانبها، تقول عزيزة نوفل، وهي مراسلة ميدانية مقيمة في رام الله: "من أبرز التحديات التي تواجه الصحفي أثناء تغطية الحروب هي الحفاظ على حياته وسلامته". وتضيف: "نتعرض خلال تغطياتنا الميدانية للانتهاكات والملاحقات الأمنية ومحاولات عديدة لتعطيل عملنا، كما تفتقر مؤسساتنا الإعلامية  للمعدات اللازمة للصحفيين وأدوات السلامة، والدروع الواقية للرصاص".

وتابعت نوفل أنّ "الصحفي جزء من الحدث فيتعرض للخطر الذي يقوم بتغطيته، يقصف بيته وتُدمر مؤسسته، يتعرض للاستهداف أو يخسر أهله. وتتعرّض الصحفيات لهذه المخاطر بشكل مضاعف، خاصة الأمهات اللواتي يذهبن للتغطية بعيدًا عن أبنائهن ويتعرضن للضغط النفسي".

تدابير وقائية مهمة

وتنصح الصحفية نوفل الصحفيين بعدة إرشادات وقائية، وفي مقدمتها أنّ الصحفي أهم من الخبر الذي قد يحمله، وتنقل لنا أهم التدابير الوقائية من واقع تجربتها في الميدان:

  • لبس زي الصحافة المميز والخوذة، وحتى أثناء التغطيات الليلية.
  • أن يحمل معه إسعافات أولية حتى يستطيع التصرف سريعًا في حال إصابته أو إصابة أحد زملائه، لذلك فإنّ دورة السلامة المهنية للصحفي أمر مهم قبل أي تغطية.
  • أن يقوم الصحفي بالتغطية بشكل جماعي مع زملائه، وليس منفردًا.
  • أن يغطي بعيدًا عن الاشتباكات المباشرة، وعن إطلاق الصواريخ والقذائف من جهتي الصراع، والبقاء في مسافة آمنة قدر الإمكان. 
  • أن يخبر أشخاصًا موثوقين من محيطه، عن المكان الذي يتجه له للعمل، ويحمل معه خط اتصال آخر وورقة تعريفية في جيبه.

الصورة الرئيسية من مؤسسة بيت الصحافة وحصلت الكاتبة على إذن بنشرها.