يقود الشباب في الشرق الأوسط الثورات مزودين بوسائل الإعلام الجديدة.
وقد لعب الشباب، الذين يشكلون 30% من السكان في المنطقة، دوراً مهيمناً في الاحتجاجات والاضطرابات السياسية التي تم توثيقها عبر الهواتف المحمولة والإنترنت ووسائل الاعلام الاجتماعية.
وقالت شهيدة أظفر، المدير الإقليمي لليونيسيف في منطقة الشرق الأوسط "كان الأطفال والشباب في قلب الربيع العربي، لقد لعبوا دوراً رئيسياً في تحريض الناس، واستخدام قوة وسائل الاعلام الاجتماعية لحشد الدعم. لكنهم كانوا أيضاً من بين أول الضحايا".
على سبيل المثال، أجبر انعدام فرص الحصول على المعلومات في سوريا وسائل الاعلام على الاعتماد على الصور التي التقطت من قبل مواطنين عاديين وتسجيلات فيديو لهواة لحمام الدماء الذي يجري في أحياء وشوارع غامضة.
وتحدث خالد عز العرب من هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) ونجوى قاسم من قناة العربية، ضمن منتدى اليونسيف الإقليمي للإعلام في الشرق الأوسط وشمال افريقيا، عن المتظاهرين الأطفال في مصر وسوريا واليمن والبحرين. كثير من الأطفال أيضا لا يزالون في مرمى النيران.
عند أصيب سيد أحمد سيد، الطفل ذي الـ 14 ربيعاً، برصاصة في البحرين، نشرت عدة مقاطع فيديو مؤثرة عبر الهواتف المحمولة تكشف رأسه المضروب. تم نشر الصور ومقاطع الفيديو وتم رفع صورة كبيرة للطفل في أحد أكبر الاحتجاجات في الشوارع. قام أصدقائه بإنتاج مقاطع فيديو على يوتيوب وتوزيعها قبل وبعد الاحتجاجات.
وقال عز العرب أن الشباب شعروا بالقوة عبر استخدام الهواتف المحمولة وشبكة الإنترنت: "الشباب، بما في ذلك الأطفال، يطالبون اليوم بتعليم أفضل، ومعلمين أفضل، ومعاملة أفضل من الحكومة، وإصلاحات من شأنها أن تؤثر على حياتهم خاصة في مجال التعليم والمساواة فضلا عن الشفافية".
إضافة إلى الخطر المباشر على سلامتهم، فإن أطفال الشوارع في مصر هم الأكثر ضعفاً، على الرغم من تغطية الموضوع بعدة قصص في الصحافة العالمية. عاش العديد من هؤلاء الأطفال لأسابيع عدة في الشوارع وتعرضوا للعنف.
وقالت أوكتافيا نصر، التي تحدثت في المؤتمر أنه "إذا ما نظرنا إلى المشهد الإعلامي العام، ندرك كيف تحرج وسائل الاعلام الاجتماعية وسائل الاعلام التقليدية والصحافة الرسمية". "المسائل التي تجذب اهتمام وسائل الاعلام هي الحرب والتفجيرات وأحداث مماثلة بسبب وجود قتلى وجرحى، فوسائل الإعلام مبنية على الأخبار الآنية".
وقد امتد نفوذ وسائل الاعلام الاجتماعية ليس فقط للمسائل السياسية والثورات ولكن للقضايا الاجتماعية الأساسية مثل التعليم والصحة. فعندما تم نشر مقطع فيديو على يوتيوب لطالب أردني يتعرض للشتائم من قبل معلمته، عبر الرأي العام الأردني عن سخطه وطالب باتخاذ إجراءات ضد المدرس. وفقاً لعمان نت، اعتذر وزير التعليم السابق للطالب، وأعلن أنه سيتم معاقبة المعلم.
وكتب نسيم الطراونة، وهو مدون أردني، أن هذا الطفل كان محظوظاً بما فيه الكفاية ليبث مقطع الفيديو على الإنترنت، ويحظى على ما يكفي من الاهتمام من أعلى المستويات لتبدأ رحلة بحث من شأنها أن تؤدي إلى العثور عليه وعلى أستاذه". "يبدو أن هذه الحادثة قد ولدت نقاشاً بلا نهاية حول إصلاح التعليم في الأردن، وتحديداً على تويتر على الهاش تاغ #ReformJO.
تتواصل الاحتجاجات في جميع أنحاء المنطقة بما في ذلك في أماكن مثل سوريا، حيث لا يزال من الصعب للغاية التحقق من الأرقام والضحايا، ولكن بالتأكيد بدون مواطنين يشاركون في نشر المعلومات وشباب كثيراً ما يعرضون حياتهم للخطر ليرووا قصصهم للعالم، لكنا سنكون في جهل أكبر بما يحصل.