واقع افتراضي وتقنيات وجامعات ومبادرات صحفية رائدة وأطفال نجوم المؤتمر.. شبكة الصحفيين الدوليين في COP27

Nov 13, 2022 في تغطية قضايا البيئة
صورة تعبيرية

في الوقت الذي يدقّ العالم ناقوس الخطر للتوعية من مخاطر التغيّر المناخي التي بدأت تداعياتها تتضح بشكل جدّي، وذلك من خلال التأثير على الصحة والسكان والزراعة وزوايا كثيرة ترتبط بشكل مباشر بحياة الناس، الذين يلمس عدد كبير منهم نتائج هذا التغيّر ويعانون من الجفاف والفيضانات وحرائق الغابات ويخشون على أمنهم الغذائي، انطلق النداء العالمي من القارة السمراء، وتحديدًا من مدينة شرم الشيخ المصرية التي تستضيف مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغيّر المناخ (COP27).

وبعدما قدّمت شبكة الصحفيين الدوليين مجموعة من الموارد الخاصة بالتغطية الصحفية لهذا المؤتمر وللقضايا المرتبطة به، ونظّم منتدى باميلا هوارد لتغطية الأزمات العالمية، الذي أطلقه المركز الدولي للصحفيين (ICFJ) بالشراكة مع الشبكة، عددًا من الجلسات التدريبية التي تتمحور حول المؤتمر، توجّهنا إلى أكبر مدينة في محافظة جنوب سيناء وكانت لنا جولة على المنطقة المخصصة بالمؤتمر الذي يحضره أكثر من 197 رئيس دولة وممثلين عن الحكومات وأكثر من 40 ألف مشارك والذي يضمّ 156 جناحًا داخل المنطقة الزرقاء، إضافةً إلى المنطقة الخضراء التي تُنظّم فيها الأحداث الجانبية والمعارض والتي جرى تصميمها بشكل زهرة اللوتس التي ترمز للحضارة المصرية القديمة، وضمّت مسرحًا رومانيًا واستقبلت عروضًا ومبادرات مميزة.

مركز الإعلام وآلاف الصحفيين

وبشأن اللوجستيات خلال قمة المناخ، فقد أتى 4850 مراسلًا أجنبيًا من جميع دول العالم لتغطية قمة المناخ، إضافةً إلى وجود 340 مراسلًا صحفيًا يقيمون بالقاهرة.

وتألّف المركز الصحفي للتغطية الإعلامية الخاصة بالمؤتمر من طابقين لاستيعاب كل وسائل الإعلام من مختلف العالم، ويقع المركز بجوار المركز الدولي للمؤتمرات بشرم الشيخ، ويسع لأكثر من 1000 صحفي وهو مزود بأجهزة كمبيوتر حديثة وإنترنت فائق السرعة وشاشات عرض لنقل فعاليات القمة بالمركز الدولي للمؤتمرات.

كما توفرت خدمة الترجمة داخل المركز الصحفي المزود بغرف خاصة حجزتها وكالات الأنباء والقنوات الإخبارية من أجل تقديم تغطية للحدث، مع توفير استعلامات لوسائل الإعلام المرئية والمسموعة.

وفي مركز الكمبيوتر، جرى وضع عدد من أجهزة الكمبيوتر التي استخدمها الصحفيون في تفريغ مقابلاتهم وإعداد رسائلهم المباشرة.

صورة

عن "كوب"

للتذكير، دخلت اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ حيز التنفيذ في 21 آذار/مارس 1994، وتهدف إلى منع التدخل البشري "الخطير" في النظام المناخي. ويعتبر اتفاق باريس، المتفق عليه في عام 2015، امتداداً لتلك الاتفاقية. ومنذ 28 عامًا بدأت الأمم المتحدة تنظّم مؤتمرًا بشكل سنوي يجمع الناس والخبراء والصحفيين والقادة والمؤثرين من كل بقاع الأرض لحضور مؤتمر القمة العالمية للمناخ، المعروف باسم "COP"، والذي يعني "مؤتمر الأطراف".

صورة

وتتفاوض الوفود المشاركة على ملحقات مختلفة للمعاهدة الأصلية لوضع حدود ملزمة للانبعاثات، كبروتوكول كيوتو في عام 1997 واتفاق باريس الذي اعتمد في عام 2015، حيث وافقت جميع دول العالم على تكثيف الجهود من أجل محاولة الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري إلى 1.5 درجة مئوية، وتعزيز تمويل العمل المناخي.

COP27 في شرم الشيخ

خلال المؤتمر الذي تستضيفه مصر في نوفمبر/تشرين الثاني 2022، جرى إطلاق خطة شرم الشيخ للتكيف بهدف حشد العمل العالمي حول 30 نتيجة مطلوبة لمعالجة ما وصفه برنامج الأمم المتحدة للبيئة بأنه "فجوة التكيف" مع المناخ. وتغطي الخطة نقاط عمل بشأن القضايا المتعلقة بالأمن الغذائي والزراعة والمياه والطبيعة والمستوطنات البشرية والمحيطات والمدن، من بين أمور أخرى.

ووفقًا للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC)، سيكون ما يقرب من نصف سكان العالم معرضين لخطر شديد من تأثيرات تغير المناخ بحلول عام 2030. 

صورة

في الواقع، ساهم الغزو الروسي لأوكرانيا في زيادة التضخم وفاقم أزمتي الطاقة والغذاء حول العالم. واضطرت دول مثل ألمانيا إلى تقليص أهدافها المناخية على المدى القصير، في حين تم تعليق مجموعة العمل المعنية بالمناخ التاريخية بين الصين والولايات المتحدة والتي تم الإعلان عنها في غلاسكو.

ساعة المناخ 

إنذارٌ عالمي عُلّق في مؤتمر المناخ ولفت أنظار المشاركين. إنّها ساعة المناخ التي تقيس حجم الخسائر والأضرار ويمكن الاطلاع عليها محدثة عبر الموقع المخصّص لها هنا. فهي تكشف ارتفاع درجات الحرارة والخطر الذي تمثّله على الكوكب، وتنبّه من أنّ الوقت المتبقي للوصول إلى الحد الأقصى لمعدل ارتفاع درجة الحرارة يقارب الـ6 سنوات.

الصحة والمناخ.. 99% من البشر لا يستنشقون هواءً نظيفًا

تميّز الجناح الخاص بمنظمة الصحة العالمية بالجلسات والحوارات المرتبطة بانعكاس المناخ على الصحة، وبآثار التغير على الولادة المبكرة وصحة الأم والطفل، وكانت الدعوة لوضع الصحة في صميم المفاوضات بشأن تغير المناخ.

في هذا الإطار، توجّهت ممثلة منظمة الصحة العالمية الدكتورة نعيمة القصير إلى متابعي شبكة الصحفيين الدوليين لضرورة أخذ موضوع المناخ وتأثيره على الصحة على محمل الجد، موضحةً أنّ "الصحة ليست علاجات ومستشفيات فحسب". وشدّدت على دور الصحفيين بإيصال الرسائل الصحية للمواطنين، قائلةً: "تلعب ممارساتنا اليومية وسلوكياتنا الغذائية دورًا كبيرًا في المحافظة على بيئة المناخ، وسنة 2022 قررت منظمة الصحة العالمية أن يكون اليوم العالمي للصحة بعنوان كوكبنا صحّتنا". وشددت على "أهمية الهواء الآمن والنظيف فهناك 99% من البشر لا يستنشقون هواءً نظيفًا بسبب ممارسات البشر، ويمكن أن يواجه الناس الجوع بسبب التصحر وعدم الغذاء، كما تؤثّر ندرة المياه على الحصول على الغذاء، ويصاب السكان بالسمنة بسبب الغذاء غير الصحي. وهنا تكمن مسؤولية الصحفيين في تغطية المجالات والصحة الواحدة التي تشمل صحة الإنسان والحيوان والنبات، والصحة العالمية تقدم مؤشرات علمية والباب مفتوحُ أمام الصحفيين لطرح الأسئلة والاستفسارات".

المياه

نظّم معهد ستوكهولم الدولي للمياه جناحًا خاصًا في المنطقة الزرقاء، يناقش فيه الخبراء محاور مرتبطة بالمياه والصرف الصحي والغذاء والطاقة والتنمية والتنوع البيولوجي. ويشدّد المشاركون على أهمية رفع الوعي بدور المياه في المناخ وتسليط الضوء على الحلول الفعّالة.

وظائف

من جناحها، أطلقت منظمة العمل الدولية مبادرات حول "الوظائف الخضراء" للشباب، هدفها تأمين مليون وظيفة خضراء ودعم 10 آلاف رائد أعمال في مجال التنمية الخضراء.

الطاقة النظيفة وصفر انبعاثات

في حوار #ACFrontPage للمجلس الأطلسي، ناقشت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي والنائبة الأميركية كاثي كاستور الاستثمار الأميركي في الطاقة النظيفة وتغير المناخ والمرونة والعدالة المناخية بالإضافة إلى كيف يمكن للقطاع الخاص والشركاء في جميع أنحاء العالم تحقيق الأهداف المناخية. "في اعتقادي إنه من المسؤولية الائتمانية للقطاع الخاص أن يتخذ الطريق المستدام"، تقول نانسي بيلوسي.

وتحدثت النائبة الأميركية كاثي كاستور عن الوفاء بالالتزامات المناخية قائلةً: "أعلم أننا نعتبر هذه النسخة من قمة المناخ هي للتنفيذ. والآن لحسن الحظ ستمتلك الولايات المتحدة الأدوات اللازمة لتحقيق أهدافنا والوصول إلى صافي الانبعاثات الصفرية في أسرع وقت وقبل عام 2050".

كما افتتح المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل ماريانو غروسي أول جناح ذي صلة بالمجال النووي Atoms4Climate للتركيز على الطرق التي يمكن أن تساهم في معالجة آثار تغير المناخ ومكافحة الاحترار العالمي.

وفي جناح مماثل للمبادرة النووية من أجل المناخ Nuclear for Climate، التقت شبكة الصحفيين الدوليين بـهانا فينويك، المسؤولة المشاركة عن هذه المبادرة التي تمثّل شبكة من 150 جمعية تحث الحكومات لتبني الطاقة النووية، وفي حديثها قالت إنّ "المبادرة تضغط على صانعي السياسات في COP27 للنظر في استثمارات الطاقة النووية"، وأضافت: "نحن علماء ومهندسون ونشدد على أهمية مساعدة الإعلام وعدم إضاعة الوقت، فالطاقة النووية هي حل للمناخ وركيزة لدعم الحياد الكربوني".

دعم ذوي الاحتياجات الخاصة

في المدخل الرئيسي للمنطقة الزرقاء، جرى تثبيت مركز لدعم ذوي الاحتياجات الخاصة الذين يشاركون في مؤتمر المناخ، وشارك عدد كبير من المتطوعين في مساعدة هؤلاء على التنقل.

في هذا الإطار، تحدثت البروفيسورة آشا هانز، نائبة الرئيس التنفيذي لمركز شانتا التذكاري لإعادة التأهيل في الهند - وهو تطوعي ورائد في مجال دعم ذوي الاحتياجات، قدّم محتوى مكتوبًا يساعد هؤلاء الأشخاص - لشبكة الصحفيين الدوليين، وقالت: "تتمثّل رسالتنا بالمساواة وحجز مكان على طاولة صنع القرار للأشخاص ذوي الإعاقة"، وشدّدت على أنّ "النساء ذوات الإعاقة يتمتعن بحقوق متساوية في العدالة المناخية".

وفق برنامج الأمم المتحدة للبيئة، العدالة المناخية هي مصطلح يتناول مسألة الاحترار العالمي من زاوية أخلاقية وسياسية على خلاف الزاوية التقليدية التي ترى أنها مشكلة ذات أبعاد طبيعة بيئية أو مادية بحتة. 

وقع الحرب على المناخ في أوكرانيا.. ومليار شجرة

وفي الوقت الذي يستمرّ فيه الغزو الروسي لأوكرانيا، لفت الجناح الأوكراني الأنظار من خلال وضع 500 مكعب من البلاستيك المعاد تدويره وتمّت تعبئة المكعبات بأنواع مختلفة من التربة الأوكرانية، كما جرى وضع جذع شجرة لإظهار تأثير الحرب على الشجر، المليئة بالشظايا. 

في هذا السياق، قالت يارا ستافدريس، وهي منسقة مبادرة UNITED24 التي أطلقها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي كمكان رئيسي لجمع التبرعات لدعم أوكرانيا: "نحاول إبراز التغييرات التي حدثت في العالم بسبب الحرب، في جناحنا يمكنكم معاينة تأثير الحرب وكيف غيّرت في أوكرانيا والعالم ككل، فخلال ثمانية أشهر من الحرب الشاملة في أوكرانيا، تمّ تسجيل أكثر من 2000 حالة من الأضرار البيئية".

وأضافت في حديثها لشبكة الصحفيين الدوليين أنّ "التقييم الأولي للضرر الذي تسبب فيه الروس على البيئة في أوكرانيا هو أكثر من 37 مليار يورو، والضرر المباشر الناجم عن الغزو الروسي يعادل 31 مليون طن من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، كما تمّ تدمير أو إتلاف 497 من مرافق البنية التحتية للمياه".

وبينما تأثّر الشجر من بقايا الشظايا، تطرّقت المتحدثة إلى مبادرة للحد من انبعاثات الكربون، مشيرةً إلى أنّ "أوكرانيا أعلنت خطة لزراعة مليار شجرة خلال ثلاث سنوات".

جناح الغذاء

للمرة الأولى في مؤتمرات المناخ، أقيم جناح مخصص لنظم الغذاء، والذي تركزت جلساته على الأمن الغذائي، لا سيما في الوقت الذي ينعكس المناخ سلبًا على الغذاء ويهدد بالمجاعة.

جناح الأطفال

من أبرز ما كان لافتًا خلال جولة شبكة الصحفيين الدوليين في أجنحة مؤتمر المناخ، كان جناح للأطفال والشباب الذي يُقام للمرة الأولى في هذا الحدث، وشهد جلسات نقاشية، أبرزها عن أصوات الأطفال في المؤتمر والمرحلة اللاحقة له، وكانت دعوة لصانعي القرار والصحفيين بالتركيز على قضايا الأطفال وتوعيتهم بتأثير المناخ عليهم. 

في هذا الإطار، أوضحت دونا جودمان، المؤسسة والمديرة التنفيذية لمعهد طفل الأرض ECI في حديثها لشبكة الصحفيين الدوليين أنّ "المعهد يلتزم بالحقوق والقدرات والإجراءات المحلية لـ 2.2 مليار شخص على الأرض دون سن 18 عامًا"، وأضافت: "شعارنا هو التمكين اليوم، نحو مستقبل مستدام للجميع". ووجّهت نصيحة للصحفيين فيما يتعلق بإدماج الأطفال في التقارير الصحفية، قائلةً: "نلاحظ أن الأطفال يمثلون (في بعض الأحيان أكثر من نصف) السكان في كثير من البلدان النامية. من الضروري للغاية أن تقوم ميزانيات تغير المناخ بدعوة وتضمين قطاع التعليم وللتمويلات لدعم الأنشطة التعليمية غير الرسمية، بما في ذلك الإجراءات المحلية المرتبطة بالأطفال".

وفي لقاءٍ مع الناشطة البيئية الهنديّة ليكيبريا كانوجام، البالغة من العمر 11 عامًا التي عايشت الفترة التي شهدت إعصار تايب عام 2018 وإعصار فاني عام 2019 في أوديشا، ما دفعها لحمل قضية المناخ، رأت أنّ "الوقت حان لحث الأطفال للاهتمام بقضايا التغيرات المناخية"، معتبرةً أنّ "أزمة المناخ ليست مجرد تهديد لمستقبل الكرة الأرضية بل تهدد حاضر البشرية أيضًا". وأعربت الناشطة عن اهتمامها بسماع أصوات شعوب الدول الأكثر تضررًا وطالبت بأن تكون مسموعة من قبل قادة العالم، خاصة الدول التي تعاني بشدة ولا تمتلك ما يحميها من عواقب التغيرات المناخية. كما قالت: "عندما انتقلت إلى دلهي في عام 2019، كانت حياتي قد أفسدت تمامًا بسبب ارتفاع مستوى تلوث الهواء وأزمة موجة الحر الشديد".

طفلةٌ أخرى شاركت في المؤتمر، وهي ناكيات سام من غانا وهي كاتبة وسفيرة منتدى المناخ وتبلغ من العمر 10 أعوام. خلال حديثها مع شبكة الصحفيين الدوليين عرضت كتابها المعنون "أشجار من أجل الحياة"، داعيةَ لقراءته وشدّدت على أهمية زرع الأشجار، كما توجّهت برسالة للصحفيين للمشاركة المسؤولة بهدف التخفيف من آثار تغير المناخ.

في سياقٍ متصل، أكدت ندى فكري، وهي مراسلة في صدى البلد، دور الإعلام وأهميته بالتوجه الى الأطفال وتوعيتهم للحفاظ على البيئة وليكون مستقبل الأطفال أفضل، ورأت في حديثها مع شبكة الصحفيين الدوليين أنّ التوعية يمكن أن تحصل من خلال أفلام وثائقية.

 

تقنيات حديثة في COP27

الدولة المستضيفة لـCOP28 والـ3D

تميّز الجناح الخاص بدولة الإمارات التي ستستضيف مؤتمر دول الأطراف في الاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة بشأن المناخ COP28 خلال العام المقبل 2023، بالتقنيات المتطورة التي جرى استخدامها لعرض المحتوى الخاص بمبادرات الإمارات التي أعلنت عن المسار الوطني للحياد المناخي 2050 وكشفت عن خطط أخرى للاستدامة والحلول المبتكرة والتنقل الذكي والاستعانة بالذكاء الاصطناعي وغير ذلك. ويمكن للصحفيين والشركات الرائدة الاستفادة من الطرق التي اعتمدها منظّمو الجناح الإماراتي، خلال الترويج لمحتوى معيّن أو لقصص صحفية. 

فقد عرضَ المنظّمون المعلومات حول التغيّر المناخي والخطط التي تسعى الإمارات لتنفيذها من خلال شاشات لمس كبيرة، كما استعانوا بتقنية ثلاثية الأبعاد وذلك من خلال استخدام برمجة خاصة بالألعاب تمّ تطبيقها على المحتوى، وكان العرض البصري لافتًا.

صورة

هولوغرام 

استخدم الجناح القطري تقنية الهولوغرام الشهيرة في عالم العرض البصري، والتي تُظهر صور الحيوانات والزواحف، ثلاثية الأبعاد باستخدام أشعة الليزر. للراغبين بالتعرف أكثر على هذه التقنية وتطبيقاتها، يمكن الضغط هنا.

تقنية pufferfish

كما استُخدمت تقنية pufferfish التي تعرض البيانات من خلال ما يشبه كرة تتحرك من خلال اللمس، تُظهر المحيطات، الجليد، البيانات المتاحة، وذوبان الغطاء الجليدي في جرينلاند الذي سيؤدي إلى ارتفاع مستويات البحار العالمية.

الشاشات الملموسة 

طغت الشاشات الملموسة على عرض المعلومات المرتبطة بالتغير المناخي في جناح أكثر من دولة، ومن بينها البحرين، حيثُ يتمّ إعداد العرض عبر "باوربوينت" ويعرض عبر الشاشة التي يمكن للزائر تحريكها عبر اللمس، وكانت شاشة متطورة موجودة في جناح أوكرانيا تعرض خطّة المليار شجرة.

 

 تقنية الـ "كيو آر كود – QR Code"

الـQR كان موجودًا على باب كلّ جناح، وهو رمز الاستجابة السريعة الذي يوفّر طريقة جديدة لعرض المحتوى، حيث يؤدي مسح وحدات سوداء مرتبة بشكل معين على خلفية بيضاء مربعة الشكل، عبر الهاتف إلى إظهار البيانات التي ترمز إليها، وفي المؤتمر كان كلّ رمز يتضمّن الاجندة الخاصة بالجناح والجلسات التي يقدّمه.

يمكن للصحفيين الراغبين باستخدام هذا الرمز من خلال الاستعانة بموقع GO QR المجاني وسهل الاستخدام وموقع Uqr Code Generator، الذي ينشئ رمز الاستجابة السريعة بطريقة بسيطة. وهناك فيديوهات باللغة العربية تشرح بطريقة سهلة تقنية رموز الاستجابة السريعة، منها هذا الفيديو.

صورة

الواقع الافتراضي 

خصصت اللجنة المنظمة بالمنطقة الخضراء، منطقة للتصوير بكاميرا لتصوير الزوار مع شعار "COP27" بزاوية 360 درجة؛ وذلك توثيقًا لزيارتهم ومشاركتهم بالمؤتمر. وكانت النظارات الخاصة بمشاهدة الفيديوهات بتقنية 360 درجة موجودة في أكثر من جناح، مثل جناح "ميتا" الذي أتاح للمشاركين تجربة رفيعة المستوى ونقلهم إلى عالم الميتافيرس ليشهدوا على التوجّه المستقبلي. كذلك، تمكّن زوار الجناح الأوكراني من القيام بجولة من خلال النظارات المخصصة للواقع الافتراضي وشاهدوا آثار الحرب الروسية المدمّرة، كما جال زوّار جناح البرازيل في الأمازون من خلال الـVR وشاهدوا النباتات والحيوانات والأشجار وواقع السكان في ظلّ التغيّر المناخي.

هنا قال الدكتور تياجو ريس، مسؤول منطقة أميركا الجنوبية في Trase وهي مبادرة شفافية قائمة على البيانات ترسم خرائط لسلاسل التوريد الزراعي والقطاع المالي الأكثر تعرضًا لمخاطر إزالة الغابات: "من الصعب تحقيق صافي الانبعاثات الصفري - أي خفض انبعاثات غازات الدفيئة إلى أقرب مستوى ممكن من الصفر - بدون معالجة إزالة الغابات". وأضاف في حديثه لشبكة الصحفيين الدوليين: "تؤثر الانبعاثات الناتجة عن إزالة غابات الأمازون على العالم من خلال إضافة المزيد من ثاني أكسيد الكربون إلى الغلاف الجوي، وإبعادنا عن هدف 1.5 درجة مئوية".

وفي جناح شركة CGI، لفتت كرة "غايا" الأنظار، حيثُ يبلغ قطرها 7 أمتار وهي من تصميم الفنان البريطاني لوك جيرم، تمّ إنشاؤها من صور مفصلة من وكالة ناسا لسطح الأرض. 

في حديثها لشبكة الصحفيين الدوليين، شدّدت ماتي ياتا المسؤولة عن الاستدامة في شركة CGI المتخصصة بالتكنولوجيا والواقع الافتراضي والميتافيرس على أهمية هذه المجالات المتطورة التي تساعد الصحفيين في إشراك الجمهور. وأشارت إلى أنّ تقنيات الواقع الافتراضي هي طريقة جديدة وتساعد الصحفيين على إبقاء المتابعين لوقت أطول، كما تحدّثت عن الميتافيرس وإمكانية إنشاء "أفاتار" أو صورة رمزية ثلاثية الأبعاد ونصحت الصحفيين باتباع التقنيات الجديدة في أعمالهم.

في هذا السياق، رأت رضوى هاشم، وهي صحفية متخصصة في مجال البيئة والآثار وحاصلة على أكثر من جائزة في مجال صناعة الأفلام الوثائقية المتعلقة بالبيئة والمناخ، أنّ هناك أفكارًا كثيرة لإنتاج أفلام وثائقية خلال المؤتم الذي يتيح إمكانية التشبيك مع الصحفيين لتبادل الأفكار والرؤى والتحضير لتغطية COP28. وعرّجت في حديثها إلى الميتافيرس وأشارت إلى تجربة أعدّتها مع زميلها خالد عمار، وهي عبارة عن فيديو بعنوان "قبل الانقراض"، الذي يعرض رحلة تمتد من الماضي إلى الحاضر وتُظهر التغيرات التي شهدها العالم، منذ انقراض الديناصورات الى ما بعد الثورة الصناعية وغزو الانبعاثات للعالم والجفاف والتصحر، وتوضح المشاهد ثلاثية الأبعاد في الفيلم كيف تغيّر وجه العالم. كما أعلنت عن إطلاق مبادرة الشباب والمناخ التي تقدّم النصائح للمبادرات البيئية التي تسعى جاهدةً لمكافحة تغير المناخ.

خالد عمار هو صحفي مصري يستخدم التقنيات الخاصة بالواقع الافتراضي في عمله، وقد أنشأ نموذجًا لاستديو خاص بالميتافيرس وذلك لمواكبة العالم الافتراضي والتطور الحاصل، ومن خلال مبادرته يمكن تغطية أحداث خارجية داخل الاستديو الافتراضي الذي يستضيف جمهورًا بشكل افتراضي أيضًا، بحسب ما قال لشبكة الصحفيين الدوليين.

ولفت الى أنّه قام بتسخير التقنيات الافتراضية للعمل على القصص الإنسانية، حيث يأخذ الناس برحلات بالواقع الافتراضي ويحقق أحلامهم، كما يعمل عمار على قوالب صحفية أخرى. وعن الأدوات التي يجب أن يمتلكها الصحفي الذي يرغب بخوض غمار هذا المجال، أشار عمار إلى أنّ النظارات الخاصة هي الأمر الأبرز، حيث يمكن وصلها بالانترنت وإنشاء أفاتار خاص وتصميم شكله، ودخول التطبيقات التي تعرض فيديوهات مفتوحة المصدر. وتحدث عن الفيديو الذي أعدّه مع زميلته رضوى هاشم حول العالم وما مرّ به وتأثره بتغير المناخ، وأشار الى أنّ "العالم يتجه نحو التكنولوجيا ولذلك على الصحفيين اكتساب مهارات جديدة ليتمكنوا من الاستمرار بالعمل".

الانفوجرافيك

كذلك فقد وُضع الانفوجرافيك على جدران عدد من الأجنحة، وهو فن تحويل كم من البيانات والمعلومات إلى صور ورسوم يسهل فهمها بوضوح، بما يحقق اختصار المعلومات وتبسيط عرض الأرقام المعقدة؛ بالإضافة لتقديم المعلومات للجمهور بقالب متناسق مع المحتوى والتصميم.

صورة

قاموس المناخ

في زيارتنا للجناح الخاص بالفرنكوفونية، التقينا د. ريم حافظ، مسؤولة برنامج اللغات التطبيقية في كلية الآداب في جامعة الاسكندرية التي قادت فريقًا من طلابها، بالتعاون مع المنظمة العالمية للفرنكوفونية لترجمة 60 مصطلحًا حول التغير المناخي والمفاوضات الدولية. وتمّ نشر القاموس المترجم من الفرنسية إلى العربية على موقع الفرنكفونية بعد كتابة الترجمة بطريقة مبسطة. ونظّم جناح الفرنكوفونية عددًا من الأنشطة حول البيئة. للاطلاع على القاموس المترجم يمكن الضغط هنا.

من جهته، شدّد مسؤول التواصل في وزارة البيئة في الكونغو ميشال كويكابا زواكونديري في حديثه لشبكة الصحفيين الدوليين على أهمية مؤتمر المناخ الذي يُقام بالقارة الأفريقية واعتبره فرصة للمضي قدمًا لإبراز الأصوات حول المناخ والغابات.

صورة

جامعات مشاركة في مؤتمر المناخ

بالإضافة إلى مشاركة جامعة الإسكندرية في القسم الفرنكفوفوني، شاركت الجامعة الأميركية بالقاهرة (AUC) في COP27، مع فريق يضم أكثر من 130 شخصًا، بما في ذلك علماء وطلاب الجامعة والعديد من الموظفين. وخصّصت الجامعة برنامجًا متنوعًا شملَ أنشطة متنوّعة ومواضيع حول مواجهة التغيّر المناخي في العصر الرقمي وأهمية صحافة الحلول، كما تمّ عرض مقاطع بواسطة تقنيات الواقع الافتراضي.

صورة

 

كما شارك فريق من جامعة لندن العالمية، ضمّ خبراء في التغير المناخي، والتنوع البيولوجي والكربون والاقتصاد والابتكار. وحضر أكاديميون وطلاب من جامعة شيفيلد ضمّ متخصصين بالاستدامة وإعادة التدوير، والبنى التحتية وغير ذلك.

من جهتها، أرسلت جامعة كورنيل ثلاثة وعشرين شخصًا من أعضاء هيئة التدريس والموظفين والطلاب كمندوبين إلى COP27، بينهم خبراء في علوم الأرض والغلاف الجوي والحيوانات و الإجراءات اللازمة لتحويل النظم الزراعية إلى دعم الأمن الغذائي في ظلّ تغيرات المناخ.

وانضمّت جامعة كوت دازور إلى جناح العلوم من أجل المناخ الذي تستضيفه مؤسسة MERI والهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ ومنظمة الأمم المتحدة العالمية للأرصاد الجوية، إلى جانب مركز العلوم في موناكو. ويشارك ممثلو الجامعة في مجموعات مختلفة تغطي موضوعات مثل: التحول النموذجي وتغير المناخ، والاقتصاد الأزرق والأخضر، والمحيطات والبحار، والحلول القائمة على الأرض والطبيعة.

وبعدما أصبحت جامعة موناش "منظمة مراقبة" رسمية لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ في عام 2016، باتت تُرسل وفودًا إلى مؤتمر الأطراف، وآخرها إلى COP27، وتهدف الوفود إلى العمل من أجل مواجهة التحديات والتخفيف من عواقب تغير المناخ.

الصحافة المستندة إلى الموبايل

من خلال الموبايل، وثّق محمد البهلساوي وهو صحفي مصري مقيم في باريس، فعاليات الحدث العالمي، وأوضح لشبكة الصحفيين الدوليين أنّ "الهاتف المحمول يساعد الصحفي في سرعة التحرك والمونتاج وتحرير الفيديو، كذلك نقل الحدث بشكل مباشر وهو أمر غير متاح بالكاميرا"، وأضاف: "في قمة كبيرة مثل COP27، لا نحمل معدات كبيرة والأهم أن يحمل الصحفي الأداة الخاصة بشحن الهاتف الذي يساعد باختصار الوقت وتأمين أكبر تغطية ممكنة".

توازيًا، قال المصور الصحفي محمد علام الذي يعمل مع "بوابة أخبار اليوم" في التغطية الصحفية من خلال الموبايل، حيث يستخدمه عندما يحتاج لإجراء لقاءات سريعة أو مقابلات آنية، وينجز عملًا أكبر بوقت أقلّ أنّه "يجب ألا تتعدّى مدة الحوار الذي يُصوّر بالموبايل الدقيقتين و50 ثانية، ليتمكّن الصحفي من إرساله عبر واتسآب". ونصح الصحفيين بإضاءة شاشة الهاتف جيدًا عند التصوير، وتحدّث عن برامج مفيدة مثل تطبيق سناب سيد الذي يعدّ من أفضل برامج التحرير التي تمّ تصميمها من قبل شركة جوجل، وبرنامج PicsArt – Estudio وهو عبارة عن أداة معالجة متعددة الوسائط، تتيح تعديل الصور بأشكال متعددة كإضافة الأقنعة، وصنع الملصقات تصويرية، وإنشاء الإطارات وكتابة أجزاء من النص، وتعديل الألوان. كما نصح بالاستعانة ببرنامج كيني ماستر لتحرير الفيديوهات وإضافة مؤثرات خاصة.

صورة

مبادرة ناشئة من اليمن

جرى عرض مشروع BioTreasure Co ضمن فعاليات مؤتمر الأطرف للمناخ، في جناح العمل المناخي Climate Action Hub، حيث تمّ اختيار المشروع من قبل أكاديمية ريادة الأعمال المناخية التي ينفذها كل مركز تكنولوجيا المناخ CTCN وشركة Seedstars ضمن ثلاثة مشاريع رائدة ناشئة بالشرق الأوسط لعرضها بالمؤتمر.

صورة

في حديثه لشبكة الصحفيين الدوليين، قال المهندس الكيميائي عمر بادخن إنّه باشر التخطيط لمبادرته منذ ما يقارب الست سنوات بهدف الوصول إلى الطاقة النظيفة في اليمن، وحينها كانت أسعار الغاز مرتفعة وكانت توجد مشكلة في إدارة النفايات، من هنا انطلق بمشروع إنتاج الغاز من النفايات العضوية وذلك عبر تصميم وحدات مبتكرة يسهل تركيبها ومتنقلة وتساعد السكان في المناطق الريفية للحصول على الطاقة النظيفة. وعام 2017، اختارت الأمم المتحدة للبيئة المهندس اليمني لمنحه جائزة أبطال الأرض الشباب تقديرًا لعمله في مجال محطات الغاز الحيوي التي يمكن أن تحسن الآلاف من موارد الرزق الريفية.

وأضاف في حديثه لشبكة الصحفيين الدوليين أنّه شارك في تدريبات لتعزيز عمله، وحوّل مبادرته إلى شركة BioTreasure Co رائدة تنفذ خطة مستدامة. وعن النظام الذي قام بتطويره يشير إلى أنّ "النظام يساهم في الحفاظ على البيئة، والحد من أثر التغير المناخي والتكيف معه. ويوفر الجهاز احتياجات الغاز المنزلي بنسبة 80%، وتمّ اختيار المشروع من قبل اكاديمية ريادة الأعمال المناخية التي ينفذها كل مركز تكنولوجيا المناخ CTCN وشركة Seedstars  ضمن ثلاثة مشاريع رائدة ناشئة بالشرق الأوسط لعرضها بالمؤتمر".

مبادرات إعلامية رائدة

رحمة ضياء هي صحفية مصرية أسست مبادرة "مدرسة المناخ" وحصلت على جائزة "تغطية المناخ الآن" الدولية لعام 2021، وهي تعتقد أنّ عملها من المنزل يساهم في تقليل بصمتها الكربونية (Carbon Footprint) - يقصد بالمصطلح القيام بخطوات فعالة للحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون - إذ أنها لا تستخدم وسائل مواصلات للتوجه إلى العمل كل يوم، وليست مضطرة لاستهلاك منتجات وموارد كثيرة من الشارع مثل شراء الطعام والمشروبات خلال ساعات عملها الطويلة. 

في حوارها مع شبكة الصحفيين الدوليين، أشارت ضياء إلى أنّها "تسعى إلى سرد قصص الأطفال والمجتمعات الأكثر هشاشة ولفت الأنظار إلى معاناتهم من المناخ، وتخصص عملها في صحافة الحلول وطرح المبادرات والبدائل للتكيف والتخفيف، ونشر التوعية والمساءلة وتسليط الضوء على تأثير تغير المناخ على الصحة الآثار والرياضة". وتوجهت للصحفيين بضرورة "تقديم قصص مرتبطة بالناس وعرض مشكلات واقعية وحلول حقيقية، ليشعروا بتأثير تغير المناخ على حياتهم اليومية"، ولفتت إلى أنّ "المدرسة تقدّم عشرات الأرقام والبيانات والمصادر المفتوحة". وشددت على "أهمية استخدام الإنفوجراف والصور لعرض المعلومات والمحتوى البصري بشكل جديد، من أجل تفاعل الجمهور أكثر".

من جهته، قال أحمد عاطف رمضان، وهو صحفي استقصائي مصري مؤسس نشرة "رادار نيوزليتر" وهي أول نشرة بريدية فى مصر للتحقق من المحتوى الإعلامي ومواجهة الخلل المعلوماتي، إنه "شارك في تغطية COP27 بشرم الشيخ عبر قيادة وتوجيه فريق من المحررين سواء قبل انطلاق المؤتمر أو خلاله عبر توزيع مهام لمن سيغطي الفعاليات على الأرض وآخرين افتراضيًا لاصطياد القصص النوعية المختلفة"، لافتاً إلى أنه "كان حريصًا على توفير قاموس مبسط للمصطلحات المناخية البيئة والعلمية للتفريق بينهم والتأكيد على ضرورة تفنيد المعلومات وتفحصها بدقة خلال التعامل معها، وألا يتم التعامل الظاهري فقط مع المعلومات".

وتحدث عن مبادرته، لافتًا إلى أنّ "نشرة "رادار نيوزليتر" ستُرسل إلى المشتركين فيها خلال الأيام المقبلة وتتضمّن مجموعة متميزة من الحوارات رفيعة المستوى مع مسؤولين حكوميين دوليين حول التضليل في المعلومات المناخية، إضافة إلى أبرز الأخبار والمعلومات التي تصدرت قمة المناخ نفسها، كما ستشمل التغطية مقابلة مع أصغر ناشطة مناخية في العالم"وكنا حريصين على الحصول إذن كتابي من أسرتها للنشر التزامًا بحقوق الطفل والمواثيق المهنية، كما حصلنا على جولة حصرية داخل السفينة الايقونية المناخية "غرينبيس" التي وصلت مصر للمشاركة فى قمة المناخ". وأشار إلى مجموعات دشنها صحفيون عبر واتسآب خلال المؤتمر، ليتبادلوا المعلومات والدراسات وأماكن الفعاليات، إضافة للإرشاد إلى مناطق الطعام المتاحة، وكل ما يتعلق بالأنشطة اليومية وتبادل المصادر، وعرض القصص الصحفية المنشورة فى كافة الوسائل.

من جانبه، قام أحمد العطار، وهو مؤسس موقع أوزون المتخصص بقضايا المناخ بتغطية مؤتمر المناخ في باريس وبرلين من قبل. وتحدث عن موقعه الذي خرج الى النور قبل مؤتمر المناخ في غلاسكو، وأوضح أنّ "الموقع يعمل على التعريف بقضايا التغير المناخي والتمهيد للقراء العرب حول أبرز القضايا التي يمكن أن يتعرض لها الناس بسبب هذا التغير وأهم المفاوضات والأطراف والدول، والتعريف بالمصطلحات حول البصمة الكربونية وكيف يتم احتسابها وتغير المناخ وغيرها، وتم التبسيط وربط المعلومات العلمية بقضايا الناس، على سبيل المثال، نشر الموقع مقالًا يحلّل البصمة الكربونية لمحمد صلاح، كونه من أبرز اللاعبين ويعرفه الناس. وهناك تركيز في الموقع على نقل واقع وقضايا أفريقيا والدول النامية من حيث التمويل والتكيف والتخفيف وغير ذلك".

أحمد العطار

من جهته، بادر الصحفي المصري أحمد غنام إلى إطلاق قسم "أتموسفير" بجريدة الدستور، بالتعاون مع مجموعة من الصحفيين، وذلك بالتزامن مع انطلاق مؤتمر المناخ للشباب في شرم الشيخ في يوم 2 نوفمبر/تشرين الثاني. في حديثه لشبكة الصحفيين الدوليين، أوضح أنّ "اسم القسم جاء من كون الغلاف الجوي (atmosphere) هو المكان الذي تتجمع في طاقة الشمس لتدفئة الأرض والحفاظ على اعتدال مناخ الأرض، أمّا فكرة القسم فجاءت من منطلق غياب اهتمام الصحف والمواقع الكبرى بقضايا المناخ، ووجود مبادرات شبابية ومواقع ناشئة فقط". ولفت إلى أنّ "القسم يعمل من خلال نموذج عمل لضمان استمراره حتى بعد انتهاء مؤتمر الأطراف، ويعتمد على محاور عدّة وهي: رصد المشكلة من كل مصادرها، سواء الملموسة على الأرض أو الأكاديمية أو الدراسات والبحوث، التخطيط ووضع أسلوب عمل لتناولها بشكل يقرب الفكرة من مصدرها العلمي البحث إلى المتلقي، العمل أي كتابة المادة وتحديد طريقة العرض، إنفوجراف، فيديوجراف، تصوير فيديو للحدث، وختامًا النشر والتحليل في كافة منصات التواصل الاجتماعي الخاصة بالمؤسسة وقياس ردود الفعل عليها، إضافةً إلى تبني صحافة الحلول عبر إشراك القراء في رصد المشكلات. وختم قائلًا: "في خطتنا أن نصدر نشرة بريدية شهرية خاصة بالتغير المناخي، كما نستعد لإطلاق بودكاست خاص بالبيئة".

توازيًا، أطلقت الصحفية المصرية هدير الحضري مبادرة إعلاميّة متخصصة بالمناخ، أطلقت عليها اسم "حدوتة مناخية"، أي قصة مرتبطة بالمناخ. وأوضحت هدير في حديثها مع شبكة الصحفيين الدوليين أنّ "المبادرة تُعنى بتبسيط القضايا المتعلقة بالمناخ وتعريف الناس بالقضايا المناخية من خلال زوايا إنسانية، بهدف التوعية من دون مفاهيم معقدة، مثلًا عند الحديث عن تأثير الصحة على التغير المناخي تمّ إجراء مقابلة مع سيدة عانت مع الموضوع". وشدّدت على ضرورة أن "يعرف الناس تأثير تغير المناخ على صحتهم ومستقبلهم".

صورة

توازيًا، تحدّث شعبان بلال وهو صحفي استقصائي متخصص في قضايا الزراعة والبيئة والمياه عن برنامج "من سيزرع المليون" الذي يقدّمه. وأوضح لشبكة الصحفيين الدوليين أنّ "مبادرته بدأت منذ 5 سنوات كمحتوى تلفزيوني متخصص بقضايا البيئة والمناخ والري على قناة الحدث اليوم المصرية، ويذاع البرنامج على وسائل التواصل الاجتماعي أيضًا". وقال: "كنت أحرص على عرض القضايا من أرض الواقع في جميع المحافظات المصرية التي كنت أزورها وأرصد الوضع مع المزارعين والباحثين والمهندسين الزراعيين والخبراء حول المشكلات التي يواجهها الفلاح بسبب تغير المناخ والأمراض الفيروسية. ما أفعله هو الاستماع الى مشكلات المزارعين ومحاولة الوصول الى حلّ مع خبراء، فالتقلبات المناخية الأخيرة أربكت النباتات والفلاحين ما أثر على جودة الانتاج وتأخر المحاصيل الزراعية، وزادت حدة بعض الأمراض وظهرت حشرات، وقد رصد البرنامج هذه القضايا". وأضاف: "نحاول تبسيط المعلومات حيث لا يقول الخبراء مصطلحات علمية صعبة ويتحدثون بلغة بسيطة. قمة المناخ سلطت الضوء على مواضيع يمكن أن يستعين بها الصحفيون من أجل تعزيز الوعي الجماعي، ويمكن استخلاص الدروس من القمة والعمل عليها بعد القمة، ولا بدّ أن يلتزم الصحفي بدوره في المراقبة والمحاسبة حول تنفيذ القرارات بشكل ملموس، وعدم الاكتفاء بالدراسات والأبحاث بل الذهاب الى الناس وسماع آرائهم".

ًصورة

شهادات وإرشادات صحفيين

قال عمر الحياني وهو صحفي يمني متخصص بالبيئة والشؤون العلمية: "هناك العديد من المواضيع التي لفتت نظري في قمة المناخ بمدينة شرم الشيخ، أبرزها التعقيدات والتفرعات والتشعبات التي اتخذتها مفاوضات المناخ منذ انطلاقها والتي صعبت المهمة على الصحفي المبتدئ لأول مرة في تغطية المناخ". وأضاف أنّ "أبرز الصحفيين الذين يعملون على تغطية القمة، ارتكزت أعمالهم على المقابلات الصحفية والمقالات والتقارير الإخبارية". ورأى أنّ "التثقيف المستمر في علوم المناخ ضرورة للتمكن في فهم البيئة واستيعاب قضاياها من أجل التمكن من الكتابة حول قضايا المناخ"، لافتًا إلى أنّه على الصحفي أن" ينوّع التغطية الصحفية بين المقابلات والتقارير والتحقيقات واستخدام الوسائط المتعددة واختيار زاوية محددة لتغطيتها".

من جهته، شدّد أيمن عبدالمجيد رئيس تحرير بوابة روز اليوسف، على أهمية قضية المناخ وضرورة تغطيتها، موضحًا في حديث لشبكة الصحفيين الدوليين أنّ "أثرها تعدى ما يهتم به العلماء وأصبحت الحوادث المناخية ملموسة كالفيضانات التي اجتاحت باكستان والحرائق وارتفاع درجات الحرارة، مما انعكس سلبًا على الزراعة والصحة العامة". وأضاف: "كل ذلك يتطلب من الصحفي أن يكون ملمًا بقضايا المناخ ومعرفة الخطوط الفاصلة بين المناخ وحالات الطقس والوقوف عند المسببات العلمية وارتفاع نسب غازات الدفيئة في الغلاف الجوي بما يؤدي إلى الحيلولة دون تفريع الأرض للشعاع الشمسي، وشدد على أهمية أنسنة قضايا المناخ".

من جانبه، أوضح إيهاب زيدان وهو صحفي مصري ومدقق حقائق أنّ "الأخبار المضللة تنتشر بسبب تعاون بعض الشركات المتخصصة بصناعة الوقود وشركات إنتاج الغاز الطبيعي والطاقة المتجددة وصناعات الكيماويات الأكثر تلويثًا للبيئة، مثل صناعات البلاستيك وأدوات التجميل. هذه الشركات تروج لبعض المعلومات المضللة لا سيما في منطقة الشرق الأوسط وتذكر الناس بعصر التغير الجليدي للإيحاء بأنّه لا يوجد أي انعكاس سلبي للصناعات والتلوث على المناخ، وذلك لتحقيق مصالح ومنافع خاصة. كما تنشر بعض الشركات أرقامًا مضللة أحيانًا ما يحتّم على الصحفيين أن يلموا أكثر بالقضايا البيئية". وأضاف: "قضية المناخ هي قضية عالمية ويجب إعداد التقارير عنها عبر الاستعانة بمصادر وخبراء موثوق بنزاهتهم وليسوا شركاء مع أصحاب المصالح من الشركات المذكورة سابقًا، وبذل جهود للحصول على معلومات دقيقة وصحيحة، ونقلها إلى الجمهور بشكل شيّق وتبسيط المعلومات والتوعية بشكل أكبر على انعكاس المناخ على الجوانب الحياتية ومنع انتشار المعلومات المغلوطة عبر التدقيق بأي معلومة قبل نشرها". 

كما اعتبر الصحفي في جريدة الأهرام سعيد فؤاد أنّ المؤتمر هو "حدث عالمي تشهده الكرة الأرضية، حيث يعاني كوكب الأرض من التغيرات المناخية بشكل ملحوظ أثّر بيئيًا وصحيًا". وشدد على "أهمية رسالة التوعية التي يحملها الصحفيون، وضرورة أن يدرك الناس الوسائل البديلة للصناعات والتعرف مثلًا على الهيدروجين الأخضر، والعودة الى الطاقة النظيفة".

على مدى أيام المؤتمر شهدت منصات التواصل الاجتماعي حراكًا وتفاعلًا مع هذا الحدث، وفي هذا السياق دأبت شبكة الصحفيين الدوليين على رصد الوسم الخاص بالمؤتمر في منصات التواصل الاجتماعي، وتتبعت تداول الوسم في منصة تويتر، مستعينة بأدوات رقمية خاصة بتعقب وتحليل الوسوم "الهشتاجات"، وقامت بتجريف قرابة 140 ألف تغريدة ضمن وسم "هشتاج" #COP27. 

كيف يمكنكم متابعة مناقشات وفعاليات المؤتمر من المنزل؟

متابعة صفحة COP27 المخصصة

الاشتراك الآن في النشرة الإخبارية اليومية للمناخ COP27

• الاشتراك في The Lid is ON COP27 طبعة خاصة بودكاست

• متابعة أخبار الأمم المتحدة على فيسبوك وتويتر @UNNewsArabic ويوتيوب 

• الاشتراك في قناة يوتيوب COP27 الرسمية