في عام 1961، وصف نيوت مينو، رئيس لجنة الاتصالات الفيدرالية في ذلك الوقت، البرامج التلفزيونية بأنها كـ "أرض قفراء"، وحث على التحول إلى البرامج التي تخدم المصلحة العامة.
قام خبراء إعلاميون مع مينو بنفسه بتفقد خطابه بعد 50 عام في ندوة بعنوان: "الأخبار والترفيه في العصر الإلكتروني: إعادة النظر في "الأرض القفراء"؛ الحدث الذي استضافه مركز بيركمان للإنترنت والمجتمع في جامعة هارفارد وتم نقله ببث حي هنا.
مع الأخذ بعين الاعتبار السمات الحالية للمشهد الإعلامي، ناقش المشاركون العوامل التي من شأنها أن تؤطر مناقشات الأخبار والترفيه في العصر الإلكتروني وترك الإعلام "المتصحر" العائد لنصف القرن الماضي.
هذه هي الملاحظات الأساسية التي خرجت بها شبكة الصحفيين الدوليين :
تعلم الصحفيون المشاركة
الشراكة مع وسائل الإعلام لم يكن أمراً مألوفاً في عالم الصحافة، لكن اليوم، فإن السبق الصحفي لم يعد أولوية. تؤمن غرف الأخبار الغير الهادفة للربح مثل ProPublica بمشاركة الأخبار مع وسائل الإعلام التقليدية لأن جودتها ستفيد المصلحة العامة. القصص ذات الأثر الكبير تقدم بشكل حصري للمؤسسات الإعلامية مجاناً، كما أن معظم القصص متاحة لإعادة الطباعة وفق ترخيص اتفاقية العموميات الخلاقة.
الأخبار المحلية الإلكترونية
المواقع التي تغطي أخبار المجتمعات هي سبل منخفضة التكلفة لتسليط الضوء على القضايا المحلية التي تغفل عنها وسائل الاعلام التقليدية. مواقع مثل Patch الموقع الفرعي لـ AOL ومواقع مثل Main Street Connect تتلقى الأخبار من السكان المحليين والصحفيين الذين يعدون تقاريرهم. هذا التجديد في إخبار القصص المحلية فعال من حيث التكلفة، ويشرك القراء ومربح من خلال الإعلانات المستهدفة.
لا ننسى السكاكر
البرامج ذات المنفعة العامة- والتي تلقب بـ "قرنبيط" التلفزيون بسبب قيمتها الترفيهية المتدنية- كانت محور كلام مينو عام 1961. غير أنه دعا الإعلاميين لتوسيع خيالهم وأفق فنهم؛ لا يمكن تجاهل قيمة "السكاكر" في البث التلفزيوني. مواقع الترفيه كانت الأولى التي عرضت فيديو إعدام صدام حسين في حين أن وسائل الإعلام المرموقة كانت تنقل تقاريراً غير دقيقة عن كلماته الأخيرة. أصبح المواقع الإلكترونية ذات الأخبار السطحية مصدراً مشروعاً للأخبار حول أحداث جدية.
لم تعد الجماهير غائبة
أصبح جمهور تلفزيونات الترفيه منتجاً للمحتوى. صحافة المواطن موجودة مع عدد من المواقع الإلكترونية- لدعمها مجاناً- مثل ويكيبيديا، مواقع التكنولوجيا المتخصصة مثل SlashDot ونشطاء إعلام المواطنين مثل غلوبال فويسز. توزع مواقع تجميع الأخبار المعلومات على نطاق لا يمكن للتلفزيون أو لوسائل الإعلام التقليدية القيام به.
الفيديو هو لغة إنسانية عالمية
قال مينو قبل خمسة عقود أنه "عندما يكون التلفزيون جيداً، لا شيء، لا المسرح، ولا المجلات أو الجرائد، لا شيء يكون أفضل". ربما أصبحت محطات التلفزيون قديمة وقد عفا عليها الزمن تكنولوجياً مع انتشار الإنترنت، غير أن الفيديو يملك قدرة على جسر الثقافات وحث المجتمع على التحرك. على الرغم مما يمكن أن تقدمه التكنولوجيا الرقمية لهذا العرض- تويتر أو المدونات أو الصحف الالكترونية، سيبقى الفيديو عاملاً مهيمناً في الأخبار والترفيه على مدى عقود مقبلة.