يرغب كثيرون باستخدام مكبّرات الصوت الذكية، لكنّ هناك أمورًا عدّة، لا يمكن أن يتقبّلها البعض مثل الأخبار على مكبرات الصوت الذكية هذه.
فقد أظهرت الأبحاث الأخيرة التي أجراها نيك نيومان ونشرها معهد رويترز لدراسة الصحافة، أنّ متابعي الأخبار ليسوا معجبين بهذا النوع من الموجزات والنشرات الإخبارية التي تُرسلها المؤسسات الإعلامية، والشكاوى الشائعة تكمن بأنّ الأخبار تكون طويلة جدًا، لم يتم تحديثها بدرجة كافية، وفيها الكثير من التكرار. والجدير ذكره أنّه عندما تصل نشرات إخبارية بريديّة من مؤسسات مختلفة معًا، تتكرر الأخبار.
ومن هذا المنطلق، تأمل شركة "غوغل" في معالجة بعض هذه المخاوف من خلال تجربة جديدة، أعلنت عنها في 6 كانون الأول/ديسمبر، ومن المتوقّع أن توفّر أخبارًا صوتية أكثر تخصصًا عبر مساعد غوغل.
من جانبها، قالت ليز غانز، وهي مراسلة سابقة لشركة Recode وGigaom ، و AllThingsD وتقود المبادرة: "نحن نجمع أخبار غوغل مع التفاعل والتجربة الصوتية لمساعد غوغل".
لقد أمضت شركة "غوغل" العام الماضي في العمل مع حوالى 130 ناشر لبناء نموذج أولي لمحطة إذاعية إخبارية يمكن للقرّاء التحكم فيها واستخدام الصوت لتخطي القصص، والعودة، أو التوقف والغوص أكثر في موضوع معين. وجرى إنشاء النموذج باستخدام كل قصة كقطعة فردية، بدلاً من عرض موجز للقصص معًا.
وأضافت غانز: "تخيل أنك تطلب الأخبار وتحصل على تحديث سريع للمواضيع الجارية، فتكون أمامك تقارير تتحدث عن تفضيلاتك واهتماماتك الشخصية، إنها مثل محطة الراديو الخاصة بك".
من جانبها، نشرت "غوغل" مدوّنة للحديث عن المبادرة الإخباريّة الجديدة، جاء فيها: "لكي نستفيد من الصحافة، قمنا معًا بتحديد كيفية الوصف وإعداد التقارير عن موضوع واحد، وعملنا أيضًا بشكل وثيق مع الناشرين، بما في ذلك أسوشييتد برس وCBS Local و KQED لتطوير طرق تدفق أخبار صوتية مجمعة بهدف أن تكون بمثابة منصة اكتشاف للمواقع التي تملكها وتديرها".
إشارةً الى أنّ غوغل تبحث الآن عن المزيد من الناشرين لإرسال قصصهم ذات الموضوع الواحد من أجل تجربة التقنية.
يُمكن أن يكون الأشخاص الذين يراقبون البث على بيّنة من هذه المبادرة من قبل، فالفكرة الأساسيّة تتمثّل بتجميع خلاصة شبيهة بالراديو، من خلال التقارير الفردية والمقاطع الصوتيّة، علمًا أنّ هذه الفكرة كانت الأساس لبدء تشغيل 60dB ، الذي رُوّج له قبل عامين باعتباره "خدمة للتقارير القصيرة وذات جودة عالية".
ولهذا الهدف، ضمّت "غوغل" فريقًا، من بينه كانت غانز، منذ ما يزيد قليلا عن عام، وبدأت ثمار أعمالهم تتكشّف.
ومن خلال هذه المبادرة تجري تهيئة بيئة صوتية لتسجيل محتوى مختصر، وثانيًا يجري وصل المستمعين مع القصص المناسبة من خلال "التخصيص الخوارزمي". وتكمن الإيجابية الأخرى بأنّ هذه القطع القصيرة المسموعة سيتناقلها المستمعون وينشرونها بشكل أسرع.
إضافةً الى ما تقدّم، هناك سمة أخرى لجهد غوغل، وهيNPR One ، التطبيق الصوتي الذي يقوم أيضًا بتصنيف القصص الفردية لكي يجري تخصيصها استنادًا إلى سلوك المستخدم. علمًا أنّ حوالى 19 في المئة من بث برامج NPR الآن يمر عبر مكبرات الصوت الذكية، مقارنة بـ 4 في المئة فقط قبل عام.
وفي هذا السياق، أوضحت غانز أنّ "الأخبار المتعلقة بمكبرات الصوت الذكية لا تفي بوعد ما يمكن أن يكون عليه ويكمن الأمل في أنه في حالة ساعدت غوغل في التكنولوجيا، سيتمكن عدد أكبر من الناشرين من إذاعة المحتوى الخاص بهم"، مشيرةً الى أنّ الشركة ستقدّم للناشرين المشاركين بعض التحليلات للإنطلاق ومعرفة كيف وأين يستمع الناس، وسيتم إضافة بعض الإعلانات في نهاية المطاف. وأضافت: "لقد تعهدنا للناشرين المشاركين بأننا نتوقع تحقيق دخل من هذا المنتج ودعم طرقهم الحالية في تحقيق الدخل."
وكما حصل من قبل مع أخبار غوغل، سيكون هذا المشروع الصوتي متاحًا في النهاية لأي ناشر أخبار يمكنه العمل باستخدام نموذج غوغل المفتوح ويلتزم بمعايير المحتوى الأساسية والملتبسة لأخبار غوغل.
وتابعت غانز: "نريد تحقيق التوازن بين الشموليّة والتأكد من أننا نقدّم منتجًا إخباريًا حقيقيًا وليس شيئًا يضلل المستخدمين، فنحن نوازن بين التخصيص وإعطاء الناس ما يريدونه مع حقيقة أن هذا هو منتج إخباري، لذلك نريد أن نخبركم بما نعتقد أنه أهم قصص اليوم، بناءً على ما تقوله لنا أهم وكالات الأنباء."
تم نشر هذا التقرير للمرة الأولى من قبل مختبرات نيمان وأعيد تحريره ونشره على موقع شبكة الصحفيين الدوليين.
الصورة الرئيسة مرخصة على أنسبلاش بواسطة كايفن بهجت.