يواجه الصحفيون حول العالم تحديات وصعوبات خلال إعدادهم التقارير المتعلّقة بـ"كوفيد19"، لا سيما معرفة المصطلحات الطبية والتقنية، ولهذا قد يرتكب الصحفيون غير المتمرسين في مجال الصحة أو العلوم أخطاءً، يمكن أن تؤدّي إلى انتشار معلومات خاطئة وأخبار مزيفة.
وقد تطرّقت مجموعة من الصحفيين، ضمّت الباحث في جامعة هارفرد بهارجاف كريشنا، الصحفية والباحثة سانديا سرينيفاسان والمحررة والباحثة في "تايمز أوف إنديا" ريما ناجاراجان إلى هذا الموضوع، ، وشدّد هؤلاء على أهمية فهم واستخدام المصطلحات التقنية بشكل دقيق، والدور المهم والمسؤول الذي يلعبه الصحفيون خلال الكشف والإعلان عن معلومات مقلقة، وطرق تجنبهم إخافة الجمهور.
وبحسب المتحدثين، يجب تجنّب المصطلحات مثل "شخص مشتبه به" عند الحديث عن شخص قد يكون مصابًا بفيروس "كورونا"، كذلك يجب أن يدرك الصحفيون كيفية الإبلاغ عن تفشي الفيروس في مجتمع معيّن من دون إلحاق الأذى المعنوي بالمجتمع وسكانه.
من جهته، أشار بهارجاف إلى أنّه بإمكان الصحفيين استخدام مصطلحات بديلة للكلمات التقنية من أجل أن ينقلوا رسالة صحيحة ودقيقة عند إعداد تقاريرهم، مثل القول "إنّ الفيروس فائق الإنتشار"، كي لا يستخدموا وصفًا غير مناسب في علم الأوبئة، وبعدها قد ينتقل الخبر بين الأشخاص بشكل غير دقيق. وأضاف بهارجاف أنّه من الأفضل القول "التباعد الجسدي" وليس "التباعد الإجتماعي"، من أجل نقل الصحفيين رسالة مفادها أنّ "الناس غير منعزلين عاطفيًا واجتماعيًا، بل هناك مسافة جسدية تفصل بينهم لتجنب انتشار الفيروس".
توازيًا، نصحت سرينيفاسان الصحفيين الذين يعدّون التقارير عن "كوفيد19" بأن يستخلصوا الدروس من الأوبئة والفيروسات التي انتشرت في الماضي، مثل فيروس نقص المناعة البشرية الذي أدى إلى وصم المصابين كثيرًا. وعن هذا الأمر أوضحت ناجاراجان أنّه يُفرض على الصحفيين في الهند مواجهة هذه اللغة المؤذية للمصابين، وليس تجنب استخدامها فحسب. كما أشارت إلى أنّ المساحة الضيقة المتاحة للتقارير المكتوبة، لا سيما في الصحافة المطبوعة، تحدّ من قدرة الصحفي على شرح المصطلحات الطبية بالتفصيل، كذلك فقد تكون بعض التعابير مألوفة بالنسبة للصحفيين الذين يغطون القضايا الصحية باستمرار، لكن من الصعب شرحها للجمهور.
وبرأي الصحفيين المشاركين، تكمن مسؤولية الإعلام أيضًا بتثقيف الجمهور وشرح الإجراءات الحكومية وتوضيح الدراسات حول مستقبل الفيروس و"المناعة الجماعية". كما شدّدوا على ضرورة تقليل استخدام كلمتي "العزل" و "الحجر الصحي"، لأنّ لهما معاني تقنية مختلفة، وفي حالة "كورونا"، فقد تنوّع العزل بحسب الإصابة، إذ بقي المرضى الذين يعانون من أعراض خفيفة في المنازل، وأولئك الذين لديهم أعراض شديدة في المستشفيات.
وفي النهاية، نصح بهارجاف الصحفيين بأن يسعوا إلى توخي الدقة والوضوح بقدر ما يستطيعون ، لافتًا إلى أنّه يمكن أن يتصل أي صحفي بخبير ليشرح المصطلحات أو الوضع الصحي الحالي، بدلاً من أن يعبّر الصحفي عن الحالات بشكل غير دقيق.
يمكن للراغبين بالإطلاع على معلومات إضافية، مشاهدة الويبينار عبر الضغط هنا وقراءة أبرز ما وردَ في ويبينارات سابقة هنا، والتسجيل هنا من أجل الإطلاع على الندوات المقبلة.
الصورة الرئيسية حاصلة على رخصة الإستخدام على أنسبلاش بواسطة أحمد لطفي.