يهدف المشروع الصحفي الجديد، "وجوه الضحايا"، إلى إضفاء الطابع الإنساني إلى ضحايا النزاع في سوريا. والمشروع هو عبارة عن منصة يتم فيها جمع الصور ومقاطع الفيديو لعرضها على جدار إلكتروني، وذلك من خلال الاستعانة بمجموعة مصادر خارجية من المواطنين الصحفيين في سوريا وخارجها.
يضم الجدار صوراً للمتوفين إلى جانب أسمائهم، وتواريخ ميلادهم، ومكان الوفاة وتاريخها. الأطفال الصغار والبسمة على وجوههم والآباء والمراهقون الذين اختُطفت حياتهم بسبب الصراع في بلادهم، كل هؤلاء هم حاضرون في هذا الألبوم المؤثّر.
هذا المشروع هو جزء من مشروع أصوات الشرق الأوسط، والذي أطلقته إذاعة صوت أميركا في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني، وهو يسعى إلى "إعادة تعريف الطريقة التي يجب من خلالها أن تروى القصص التي تدور في الشرق الاوسط وتلك القصص التي تتحدث عنه".
ويهدف مشروع وجوه الضحايا إلى توثيق أكبر عدد من الأشخاص الذين سقطوا قتلى بحلول الذكرى السنوية الأولى للصراع في سوريا، وذلك في 15 مارس/ آذار 2012.
وقد قال دافين هاتشينز، مدير التحرير في أصوات الشرق الأوسط، لشبكة الصحفيين الدوليين: "إن ما نأمل القيام به هو شكل من أشكال التوثيق الصحفي أو الاجتماعي من أجل أنسنة خسائر الأرواح في الصراع السوري".
وأضاف قائلاً: "إن النزاع قائم حول الجهة التي تمتلك أدق الأرقام حول عدد الوفيات، الأمر الذي يؤدي إلى تفويت الموضوع الأوسع؛ فسواء كان عددهم 7500 شخص أو 10 آلاف شخص، فإن العالم يحتاج إلى النظر إلى السوريين على أنهم أفراد من بني الإنسان".
بالإضافة إلى الخسائر في صفوف المدنيين، فإن الموقع يأمل أن يظهر صور الجنود أيضاً، سواء كانوا من قوات الجيش السوري أو من "قوات المقاومة" مثل الجيش السوري الحر. وقال هاتشينز: "عندما تُفقد الروح فإنها روحٌ تُفقد".
ويخطط مؤسسو الموقع لمواصلة جهدهم بعد مرور تاريخ الذكرى السنوية، وللاستمرار في وضع الاسم والصورة أو الفيديو لكل إضافة جديدة إلى هذا الجدار التذكاري عبر موقع تويتر، وذلك إلى أن ينتهي النزاع.
وبمجرد اكتمال الجدار إلى أقصى حد ممكن، فإن المؤسس يأمل إلى رفع مستوى الوعي لدى واضعي السياسات من أجل "التفكير في وجوه هؤلاء الرجال والنساء والأطفال والجنود الذين اختفوا، ويختفون كل يوم"، حسبما يقول هاتشينز.
ويحتوي الموقع على قسم باللغة العربية، ولكن الصفحة الرئيسية هي باللغة الإنجليزية. ويشير هاتشينز إلى أن: "الجمهور الخاص بهذا المشروع بشكل خاص هو صانعو القرار الغربيون، وهم يتحدثون اللغة الانجليزية. وهناك الكثير من الناس الذين يمكنهم تغيير مجرى الأحداث في سوريا (الدبلوماسيون ورؤساء الدول) ممن لا يقرؤون اللغة العربية ". وبشأن توثيق المعلومات التي يحصلون عليها، قال هاتشينز إن لديهم بضع مئات من الصور، والآلاف من الأسماء التي قدمتها "مصادر موثوقة".
وفي أحد المشاريع الفرعية لمشروع أصوات الشرق الأوسط، وضع القائمون على الموقع فيديو مرافق لكل مقطع فيديو، بحيث يضم زوايا مختلفة للحدث نفسه للحكم إن كان مقطع الفيديو يظهر على أرض الواقع ما يقوله الصحفيون المواطنون والمراسلون.
ويوضح هاتشينز ذلك قائلاً: "أنت تحاول الاقتراب إلى أقصى حد ممكن من صحة وسائل الإعلام الاجتماعية، وذلك من دون الحاجة إلى وضع أقدامك على الارض" . وقد تم إطلاق مشروع "وجوه الضحايا" بعد أسابيع قليلة من إطلاق مشروع "لولو لايف"، وهو مشروع آخر من مشاريع أصوات الشرق الأوسط، ويهدف هذا المشروع إلى توثيق مقاطع فيديو للمحتجين في البحرين. هناك مشاريع أخرى خاصة بكل دولة قيد الإعداد أيضاً. وقال هاتشينز: "سنواصل التجربة مع الأحداث والأدوات الصحفية الاجتماعية، وسنجرّب تقنيات جديدة". وأضاف قائلاً: "نحن نتطلع إلى إيران باعتبارها نقطة التركيز الجغرافية المقبلة".
يمكن للراغبين في تقديم صور أكثر أن يفعلوا ذلك عن طريق موقع تويتر من خلال وضع تغريدة على facesofthefallen # أو من خلال ذكر @MEVHutch. كما يمكن للأشخاص الذين يريدون تقديم الصور دون ذكر أسمائهم استخدام البريد الإلكتروني syriafacesofthefallen@gmail.com أو زيارة موقع وجوه الضحايا (Faces of the Fallen).