آن الأوان للانتقال بالتعليم الصحفي خارج نطاق قاعات التدريس.
تركت المراسلة والمحرّرة المخضرمة ماجدة أبو فاضل، والتي أسسّت وأشرفت على برنامج التدريب الصحفي في الجامعة الأميركية في بيروت، الجامعة في وقت سابق من هذا العام لتؤسس شركة تدريب إعلامي مستقلة.
ومن خلال مؤسسة "إعلام بلا حدود"، قامت أبو فاضل وسناء الجاك بتعليم المهارات الأساسية اللازمة لإعداد التقارير، والتحقيقات الصحفية، وأخلاقيات الصحافة، باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية، وذلك في منطقة الشرق الأوسط وغيرها. ومن ضمن متدرّبي "إعلام بلا حدود": جامعات، ووكالة أنباء ريا نوفوستي، ووكالة الأمم المتحدة.
تحدثت شبكة الصحفيين الدوليين إلى ماجدة أبو فاضل بشأن الاحتياجات التدريبية للصحفيين العرب.
شبكة الصحفيين الدوليين: ما نوع التدريب الذي يحتاج إليه الصحفيون العرب في الوقت الحالي؟
ماجدة أبو فاضل: يحتاج الصحفيون العرب إلى تدريب منظّم في جميع المجالات. إنهم ليسوا متجانسين، لذلك فإن التعميم غير منصف. والدول التي تمر بمرحلة انتقالية نتيجة الثورات، تمرّ أيضاً بمرحلة من التكيف مع الانفتاح في غياب المهارات اللازمة -مثلاً- لاستجواب السلطات وإخضاع المسؤولين للمساءلة.
كان يمكن أن تكون الصحافة الاستقصائية لعنةً في ظل أنظمة الحكم السابقة، ولكنها لم تصل حتى الآن إلى المكان الذي يودّ بعض الصحفيين الاستقصائيين أن يصلوا بها . لذلك فهم في حاجة إلى التدريب الشخصي على كيفية التنقيب للحصول على المعلومات، وكيفية فهم البيانات المعقدة، وكيفية طرح الأسئلة الصحيحة، وكيفية الإصرار من دون أن يصبح المرء بغيضاً. كما أن ما يفتقر إليه الكثير من الصحفيين العرب هو الصبر.
شبكة الصحفيين الدوليين: هل عفا الزمن على كليات الصحافة؟
ماجدة أبو فاضل: لم يعفُ عليها الزمن تماماً، ولكن ينبغي على الكثير من تلك الكليات الموجودة في العالم العربي أن تسارع في إعادة تنظيم نفسها، لتكون قادرة على مواكبة التكنولوجيا السريعة والمتطلبات المتزايدة في الساحة اليوم.
للأسف لا يزال بعض أعضاء هيئة التدريس الذين يحملون شهادات الدكتوراة مستمرين في الجامعات لعقود، بالرغم أنه لم يسبق لهم ممارسة مهنة الصحافة، أو إعداد أي تقارير ميدانية، أو إدارة غرفة أخبار، أو تصوير مشهد فيديو، أو التدويّن، أو الكتابة في موقع تويتر، لكنهم لا يتورّعون عن تدريس الصحافة، ويظنون أن التفاعل هو الحديث عن النظريات والأساسيات وأن يجلس طلابهم للاستماع إليهم.
نعم، ما تزال هناك حاجة إلى الاستثمار في التعليم الجامعي؛ لأنه يوفر إطار للعمل... ولكن يجب على المرء ألا يقتصر على ذلك فحسب، بل عليه أيضاً أن يعمل إلى جانب الدراسة، وأن ينخرط في التدريبات وأن يكتسب الخبرة قبل التخرج، فتلك كلها أمور قيمة أيضاً.
شبكة الصحفيين الدوليين: هناك الكثير من مؤسسات التدريب الإعلامي محلية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. أما تزال المنطقة بحاجة إلى دعم من المنظمات الدولية لتطوير وسائل الإعلام؟
ماجدة أبو فاضل: هناك عدد لا يُحصى من منظمات التدريب الإعلامية المحلية والإقليمية والدولية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ولكن النوعية هي التي تصنع الفرق. تأسيس شركة تدريب لا تجعلك بالضرورة ذا مصداقية.
ستكون هناك دائماً حاجة إلى الحصول على الدعم من المنظمات الدولية لتطوير وسائل الإعلام؛ وذلك لأنها شريان الحياة بالنسبة للكثير من الصحفيين الذين يفتقرون إلى المصادر المالية. ولكن كثيراً من هذه البرامج تأتي بعدد كبير من القيود ذات الصلة، دون إيلاء اهتمام كافٍ لحاجة السكان المحليين.
الصورة: ماجدة أبو فاضل