كيف يمكن للمستقلّين الحصول على عدة تكليفات من فكرة واحدة؟

Aug 13, 2025 في الصحافة المستقلة
كيف يمكن للمستقلّين الحصول على عدة تكليفات من فكرة واحدة

غالبًا ما يقضي الصحفيون المستقلّون ساعات في صياغة عرض مثالي، لينتهوا بالحصول على تكليف واحد فقط، أو ربما لا يحصلون على أي تكليف على الإطلاق. لكن ماذا لو كان بإمكان فكرة قوية واحدة أن تؤدي إلى اثنين أو ثلاثة، أو حتى المزيد من المهام الصحفية؟

إن إعادة صياغة فكرة واحدة أو تجربة معينة بما يناسب جماهير ووسائل مختلفة يمكن أن تساعدك في بناء مسيرة مهنية أكثر استدامة وربحية.

في هذا السياق، قالت الصحفية المستقلة ليلي كانتر: ”إنها طريقة أكثر كفاءة، توفر الوقت وتساعدك أيضًا على اكتساب الخبرة“.

عندما كتبت كانتر تقريرًا عن الجري أثناء الحمل لمجلة Runner’s World البريطانية، أعادت استخدام جزء من بحثها في قائمة مختلفة تمامًا لموقع اللياقة البدنية الأميركي Well+Good. وقالت: ”إذا كانت سيدة ما تبحث عن معلومات حول الجري أثناء الحمل، فقد تصادف مقالاتي وتقول: ’لقد كتبت الكثير عن هذا الموضوع. هذا النوع من التكرار يساعد في ترسيخ صورتك كشخص يعرف الموضوع حقًا“.

وقد طبقت نفس النهج متعدد الزوايا في مجالات التمويل الشخصي والصحة والسفر، حيث تجده مفيدًا بشكل خاص، لأن الصحفيين المستقلين غالبًا ما يغطون نفقاتهم الخاصة ولا يستطيعون تخصيص وقت لمهمة واحدة فقط.

تختلف كتابة السفر عن أنواع التغطية الأخرى، كما أوضحت ليندي ألكسندر، كاتبة سفر مستقلة ومؤسسة The Freelancer’s Year. ”عادة ما تحتاج إلى السفر، مما يعني أنك لا تستطيع تولي مهام أخرى في نفس الوقت. لذلك، عليك أن تكون ذكيًا في هذا الأمر“.

قاعدتها الأساسية: مهمة واحدة كل يومين من السفر. ”إذا سافرت لمدة ستة أيام، فمن المثالي أن أحصل على ثلاث مهام على الأقل من تلك الرحلة“.

ولكن قبل أن تبدأ في تحويل فكرة واحدة إلى عدة عروض، من المهم أن تفهم ما الذي يجعل هذه الاستراتيجية ناجحة. فقد تؤدي الأخطاء، مثل بيع نفس المقال مرتين، إلى الإضرار بسمعتك وإفساد علاقتك مع المحررين.

من فهم أنواع القصص التي تنشرها المطبوعات المختلفة، إلى اكتشاف زوايا جديدة على أرض الواقع أو إعادة صياغة المواد في صيغ جديدة، إليك كيفية قيام ألكسندر وكانتر بتحويل قصة واحدة أو وجهة واحدة إلى عدة مقالات.

ابحث عن الزوايا الخفية

تعامل مع كل مهمة أو رحلة صحفية بذهنية أنك يمكن أن تكتب أكثر من مقال واحد. قالت ألكسندر: ”لا يتعلق الأمر بالضرورة بتحديد ما إذا كان هناك [زوايا متعددة] لقصة أو وجهة ما، ولكن ما هي تلك القصص أو الزوايا المتعددة المخبأة فيها؟“.

في رحلة صحفية استمرت ستة أيام إلى كندا، نظمتها شركة سياحية للسكك الحديدية، وصلت ألكسندر مع مهمة واحدة مؤكدة وغادرت بثلاث أفكار أخرى، بما في ذلك دليل لمشهد الطعام في بانف ومقال عن طرق الاسترخاء في جبال روكي.

أوصت ألكسندر بالمرونة واليقظة: فقد تولد اللحظات الصغيرة أو المحادثات غير المتوقعة مقالات كاملة. قم بتدوين ملاحظات مفصلة، والتقط الصور، واطلب إجراء مقابلات، واجمع جهات الاتصال التي قد تعود إليها لاحقًا. وقالت: ”ما زلت أقدم مقترحات لمقالات عن رحلات قمت بها قبل ستة أو ثمانية أشهر“.

اعرف ما يطلبه المحررون

فهم كيفية تنظيم مختلف وسائل الإعلام لمحتواها يساعدك على مطابقة الأفكار مع تنسيقاتها وتجنب التكرار.

قالت ألكسندر: ”معرفة أنواع القصص والأقسام التي يطلبونها يمكن أن يكون مفيدًا جدًا عندما تبحث عن نشر عدة قصص من رحلة واحدة“.

تحتفظ ألكسندر بقائمة مستمرة بما تبحث عنه المنشورات - مثل تقييمات الفنادق، وبرامج الرحلات على مدار 24 ساعة، وأدلة الوجهات، وملفات تعريف المسافرين - لتقديم عروضها بدقة. هكذا أصبح دليل زيارة الأماكن المقدسة في اليابان قائمة لأحد المنافذ الإعلامية، بينما ألهمتها حلوى فريدة تذوقتها في نفس البلد مقالًا قصيرًا لوسيلة إعلامية أخرى.

دع المواد تقودك

في بعض الأحيان، لا يتضح إمكانية كتابة عدة قصص إلا أثناء أو بعد إعداد التقرير. قالت كانتر إنها نادرًا ما تخطط لكتابة أكثر من مقال واحد مسبقًا، ولكن ذلك يحدث غالبًا بشكل طبيعي عندما يكون لديها الكثير من المواد - الأبحاث والمقابلات والتجارب.

بعد رحلة إلى برمودا، أنتجت أربعة مقالات: واحد عن حدث للجري لموقع Live for The Outdoors، ومقال عن المعالم السياحية التقليدية لصحيفة South China Morning Post، ومغامرة من منظور الشخص الأول للنسخة المطبوعة من Metro، ومقال عن الجري لموقع Adventure.com. جاءت كل زاوية من زوايا الموضوع من تجربتها وما اكتشفته على أرض الواقع.

حافظ على تميز القصص

إعادة استخدام الأبحاث أمر ذكي. إعادة استخدام المحتوى أمر محفوف بالمخاطر.

قالت ألكسندر: ”أنا لا أعمل على قصص متشابهة“، مشددة على أهمية الحفاظ على أصالة القصص للحفاظ على مصداقية التحرير.

عندما تستقي كانتر معلوماتها من نفس الرحلة أو التقرير الأصلي، فإنها تعيد كتابة كل مقال من البداية، وتدمج اقتباسات ومعلومات وزوايا مختلفة، وأحيانًا تجري مقابلات إضافية. قالت: ”لا ترمي الفكرة نفسها إلى عدة محررين. يمكنك أن تستند إلى نفس التجربة أو المفهوم المركزي، ولكن يجب أن تكون قصصًا متميزة“.

 

الحفاظ على الشفافية الأخلاقية

عندما يتعلق الأمر بالكشف عن التغطية السابقة، تتحلى كانتر بالتحفظ. قالت: ”بشكل عام، لا أشعر بالحاجة إلى إبلاغ المحررين بذلك ما لم يكن هناك تداخل واضح. في تلك الحالات النادرة، أحرص على توضيح أنني كتبت عن هذا الموضوع من قبل، ولكن هذه المقالة تتخذ نهجًا مختلفًا، وزاوية مختلفة، وأصواتًا مختلفة“.

إذا طلب منها أحد المحررين حضور رحلة صحفية بدلاً منه، تشعر ألكسندر بمسؤولية مشاركة جميع الأفكار التي تخرج منها وترك لهم حرية اختيار ما سيطلبون منها كتابته. تنتظر حتى يتم نشر تلك القصص قبل عرضها على جهات أخرى.

استخدام التنسيق لصالحك

إحدى أبسط الطرق وأكثرها إغفالاً لمضاعفة عدد مقالاتك من فكرة واحدة هي تغيير التنسيق.

قالت كانتر: ”أعتقد أن المقال المكتوب بضمير المتكلم والمقال الصحفي يمكن أن يكونا مختلفين تمامًا. الأمر أكثر بساطة مما يظنه الناس أحيانًا“.

في نشرة إخبارية، شاركت كيف أنها في بداية مسيرتها المهنية كصحفية مستقلة حولت قصة والدها الذي خسر أكثر من 20 ألف دولار في عملية احتيال إلى خمسة مقالات منفصلة. نُشرت إحداها بعد عامين من الحادثة. وأوضحت: ”اتصل بي المحررون بعد أن شاهدوا القصة في مكان آخر. كانوا يريدون شيئًا مشابهًا. كانت تلك حالة فريدة من نوعها حيث كان المحررون على دراية مسبقة بالمحتوى“.

سواء كان مقالًا شخصيًا أو أسئلة وأجوبة أو دليلًا إرشاديًا أو قائمة أو ملفًا شخصيًا، فإن تغيير الشكل يمنحك مساحة لاستكشاف عناصر مختلفة من نفس المادة والوصول إلى جماهير مختلفة.

الصورة بواسطة Thirdman عبر Pexels.