كيف تستفيد من هاتفك لصناعة المحتوى الإعلاني؟ 

Jul 19, 2023 في صحافة الموبايل
صورة تعبيرية

يزداد الاعتماد على الهاتف المحمول وتطبيقاته في صناعة المحتوى الرقمي بمختلف مجالاته، بما في ذلك المحتوى الإعلاني سواء كانت الغاية الترويج لمنتج أو خدمة، أو ربما لمادة صحفية. 

وتتعدد أشكال الإعلان ما بين نصي وصوتي ومرئي، إلا أنّ الأخير هو المسيطر على سوق الإعلانات الرقمية، إذ تشير التوقعات إلى أنه بعام 2027 سيزداد الإنفاق على إعلانات الفيديو وصولًا لـ229.8 مليار دولار، تزامنًا مع توقع بارتفاع الإنفاق على الإعلانات عبر الهاتف المحمول لنحو 399 مليار دولار بحلول عام 2024، بعدما كان خلال العام المنصرم قرابة 327 مليار دولار. 

في هذا السياق، علّق صانع المحتوى الرقمي محمد البرعي على المعطيات السابقة قائلًا: "أصبح الهاتف خلال السنوات الأخيرة يؤدي دورًا مهمًا في صناعة المحتوى المرئي من التصوير والمونتاج وصولًا للنشر، بفضل الإمكانيات المعقولة التي تقدمها تطبيقات الهاتف المحمول مقارنة بغيرها من أدوات الإنتاج المكتبية". 

وفي حديثه لـ"شبكة الصحفيين الدوليين"، يعزو البرعي سبب الاهتمام بالمحتوى الإعلاني المرئي على وجه الخصوص إلى إيجابيات عدة، منها سهولة إيصال الأفكار وفهم المعلومات وإمكانية عرض رسومات توضيحية، والقدرة على لفت انتباه المشاهدين بشكل أكبر من النص الكتابي، وكذلك يتميز الإعلان المرئي بقوة التأثير العاطفي وسهولة الانتشار والمشاركة في النطاق المستهدف.  

ويشير البرعي إلى أنّ ما كان يستغرق سابقًا أسبوعًا من العمل، يمكن اليوم إنجازه بساعات قليلة بواسطة الهاتف، ومن هذا المنطلق "يجب على الأفراد أو الشركات مضاعفة الاهتمام بصناعة محتوى إعلاني مرئي ملائم للهواتف المحمولة ومصمم بطريقة توافق حجم الشاشة وسرعة التصفح". 

وعملية صناعة فيديو إعلاني بواسطة الهاتف المحمول لها مميزات، أبرزها: 

سهولة الإنتاج: حيث يعد الهاتف أداة مريحة وسهلة الاستخدام، وفي ذات الوقت يعطي الهاتف مجالًا أوسع للمناورة بموقع العمل ولتطبيق أو تجربة عدة أفكار للتصوير، مع احتمالية الوصول إلى تفاصيل وزاويا معقدة قد يصعب على الكاميرا الوصول لها. 

التكلفة المنخفضة: بدلاً من الحاجة إلى استئجار معدات تصوير متخصصة أو توظيف فريق إنتاج، يمكن استخدام هاتفك الذي تمتلكه بالفعل في عمليات الإعداد، الأمر الذي يقلل من تكاليف الإنتاج بشكل ملحوظ. 

الكفاءة: بواسطة الهاتف المحمول، يمكن توفير الوقت والجهد في عملية الإنتاج، حيث يمكنك تصوير اللقطات وتحريرها مباشرة عبر الهاتف، مما يقلل من عملية نقل الملفات والمراحل اللاحقة في الإنتاج. 

قابلية التحرير: يوفر الهاتف العديد من التطبيقات والأدوات التي تسمح بتحرير الفيديو بسهولة، وإنشاء تأثيرات بصرية جذابة، ودعم الفيديو بالنصوص والشعارات والمؤثرات الصوتية. 

وعلى الرغم من هذه المميزات، يجب مراعاة أن جودة الفيديو النهائية قد تكون أقل مقارنة بفيديوهات وسائل الإنتاج المحترفة، ولكن يمكن غض الطرف إن جرى العمل داخل الفيديو الإعلاني على لفت الانتباه وجذب اهتمام المستهلك وكسب ثقته. 

وتمرّ صناعة الفيديو الإعلاني بعدة مراحل يمكن تلخيصها بالخطوات السبع التالية: 

  1. وضع الفكرة: قبل البدء في إنشاء الفيديو الإعلاني، يجب تحديد أهداف وموضوع الإعلان والجمهور المستهدف والرسالة المراد نقلها، بجانب المدة الزمنية المتوقعة، مما يساعد في اتخاذ القرارات الصحيحة بشأن المحتوى والمونتاج لاحقًا. 
  1. كتابة السيناريو: من المهم إعداد خطة عمل وكتابة نص قصير يرتب المشاهد والمقابلات المطلوبة في الفيديو الإعلاني، مما يساهم في توفير الوقت والجهد، قبل الانتقال إلى موقع التصوير. 
  1. التجهيز والاستعداد: من حيث اختيار الموقع المناسب لتصوير الفيديو والتأكد من توفر الإضاءة والمساحة اللازمة لالتقاط المشاهد الاحترافية، مع ضرورة فحص المعدات قبل التصوير مثل الميكروفون وحامل الهاتف (ترايبود) والإضاءة المساعدة إن لزم الأمر. 
  1. التصوير: قبل تشغيل كاميرا الهاتف المحمول قم بترتيب الديكور والعناصر اللازمة في المشهد بشكل جذاب، ومن ثم تبدأ مرحلة تصوير المشاهد واللقطات وفقًا للسيناريو المحدد مسبقًا.  
  1. إضافة المؤثرات: يستلزم الفيديو الإعلاني رفع معدلات الجذب والتأثير وفق مبدأ "أقوى رسالة بأقصر مدة"، الأمر يتطلب تسجيل صوت مباشر أو دمج تأثيرات بصرية وتحسينات صوتية ومقاطع موسيقية تتناسب مع المضمون قبل البدء بالتحرير النهائي ولكن بانضباط وبدون إفراط. 
  1. المونتاج: تتلخص هذه المرحلة بفلترة المشاهد وتقسيمها وفق المضمون أو فكرة التصوير وحذف غير الصالح منها بسبب رداءة الصورة أو الصوت، قبل البدء في المونتاج النهائي على الخط الزماني، مع إضافة الترجمة والشروحات الداخلية وعلامات التصنيف (الهاشتاج) إن كانت مطلوبة.  
    هنا يلزم التأكيد على سلامة وقوة اللغة المستخدمة سواء بالتسجيل الصوتي أو المرفقات النصية الظاهرة على الشاشة. 
  1. النشر: تعتبر هذه المرحلة العصب الأساس في نجاح الفيديو الإعلاني من عدمه، إذ من الأهمية معرفة أوقات الذروة واختيار التوقيت الأمثل للنشر وفق موضوع الفيديو، وكذلك المنصة والشكل المناسب. 

وتعد خاصية الريلز (Reels) في منصتي انستجرام وفيسبوك، فضلًا عن فيديوهات تيك توك وستوري يوتيوب القصيرة، من أفضل الطرق لمشاركة المحتوى مما يجعل الفيديو ينتشر بشكل فيروسي بين رواد منصات التواصل الاجتماعي فيزيد على إثر ذلك معدل الزيارات والتفاعل. 

وتتوفر في متاجر الهواتف المحمولة العديد من التطبيقات التي يمكن اللجوء لها في عملية الإنتاج وتحرير النصوص والصور والصوت، من أشهرها: 

  •  VN: يعد من أشهر تطبيقات المونتاج بالهاتف المحمول ويستطيع المبتدئون والمحترفون اللجوء له لسهولته واحترافيته، وقدرته على تحرير ومونتاج الفيديوهات بطريقة مرنة واستخدام الملصقات التفاعلية. 
    CapCut: ثاني التطبيقات التي يمكن أن تساعدك على إنتاج فيديوهات احترافية، مع تقديم باقة مميزة من القوالب الجاهزة للتعديل. 
  • In Shot: يستطيع تحرير الفيديوهات والصور باحترافية، ويوفر الأدوات المساعدة وتحديدًا في مجال المؤثرات والانتقالات بين المشاهد، مما يجعل عملية صناعة الفيديو أكثر متعة. 
  • Viva Cut: يشتهر بسهولة وبساطة استخدامه في تعديل الفيديوهات، مع إمكانية دمج المقاطع، والتحكم في حركتها وأحجامها، ومؤخرًا جرى التحديث عليه بإضافة تقنيات الذكاء الاصطناعي. 
    KineMaster: يتميز بتحديثاته الدورية على صعيد الأدوات أو الفلاتر المساعدة، وتتوفر فيه ميزة تسجيل الفيديو بشكل مباشر وإجراء التعديلات وتطبيق التأثيرات المطلوبة عليه فورًا، بدون الحاجة إلى الانتظار حتى يتم تسجيل الفيديو بالكامل ثم استيراده من المعرض إلى التطبيق للبدء في التحرير. 

وتتميز جميع هذه التطبيقات ببساطة وسرعة الاستخدام عبر الهاتف المحمول، وتوفر جميع متطلبات معالجة وتصميم الفيديوهات الإعلانية، فضلًا عن أنها متاحة مجانًا للتحميل سواء لهواتف الآيفون (IOS)، أو الهواتف العاملة بنظام "أندرويد"، مع إتاحة خيار شراء بعض الإضافات الخاصة. 

الصورة الرئيسية من أنسبلاش بواسطة ييران دينغ.