تتطلّب الكتابة للتلفزيون أو الإذاعة أو الفيديو مجموعة من المهارات المختلفة عن تلك المستخدمة في الكتابة للصحافة المكتوبة. المفتاح هو الكتابة الواضحة والموجزة. في نهاية المطاف لا يستطيع المشاهد التلفزيوني أو المستمع الإذاعي أن يعود إلى الوراء كي يعيد قراءة إحدى الجمل.
كي تطوّر من كتابتك للأعمال المرئية أو الصوتيّة، ينصح منتج الوسائط المتعدّدة جيهانغير أيراني الصحفيين باختيار أي مقالة إخبارية من أي صحيفة كبرى ومحاولة قراءة المقطع الأوّل بصوت عالٍ.
ستجدونه على الأغلب "طويلاً جداً وجافاً"، بحسب تعبيره "فلن تستطيع التقاط أنفاسك وأنت تنهي قراءته."
لمساعدتك على ثقل مهاراتك الكتابية للبث التلفزيوني أو الإذاعي أو عبر الإنترنت، قابلت شبكة الصحفيين الدوليين جيهانغير أيراني والمدرّب الإعلامي أيستيل ديلون، وكانت هذه أهمّ النصائح التي قدّموها.
-
اكتب كما تتحدّث: اكتب بصوتك، بلهجة مُخاطبة، كما لو أنّك تخاطب مستمعاً واحداً. أبقِ الجمل قصيرة. إن كنت تملك جملاً طويلة، ألحق من بعدها مباشرةً جملًا قصيرة. عندما تعود إلى قراءة السّرد بصوتٍ عالٍ، هل تبدو حقاً كما وأنّك أنتَ المتكلّم بالفعل؟
-
أبقِ الأمور على بساطتها: خصّص جملة لكل فكرة. كن واضحاً وموجزاً، التزم بالقصّة المختارة سابقاً ولا تحاول جاهداً كي تثبت "قدراتك وذكاءك." الكثير من التفاصيل يمكن أن تفقد المعنى الأساس وتُفقد القصّة تركيزها. تجنّب معظم الكلمات المتعدّدة المقاطع، والكلمات التي يصعب لفظها، والجمل الطويلة الملتوية. "ارفع من شأن الكلمات الصغيرة" كما يقول ديلون.
-
وفّر الخصوصيّة: على الرغم من أن الهدف يكمن في الكتابة الواضحة، لكن يجب عليك تجنّب الكتابة بطريقة عامّة. يقول ديلون أنّه يجب عليك أن توفّر السياق لأي عامل قد يخلق الارتباك أو "رفع الحاجبين." عندما تقدّم وصفاً عن الأشخاص لا تضعهم من خلال وصفك في خانات أو تصنيفات معيّنة. قلّ تحديداً ما الذي يقومون به دون الاستعانة باللّقب الرسمي الذي يستخدمونه للتعريف بوظيفتهم أو عملهم.
-
اسرد القصص بالتسلسل الزمني المطلوب: احرص على امتلاك المحتوى الخاص بك على بداية ومنتصف ونهاية. "لا تدفن" الجملة الأولى التي يبدأ بها النّص؛ ضع الأخبار في مرحلة لاحقة عن البداية، بحيث لا تبني المعلومات بشكل تدريجي للأشخاص لمعرفة الخبر.
-
استخدم المضارع والصوت النشط المحفّز: أنت تكتب بانسيابية للتعبير عن ما يجري الآن. دائماً ما تصارع محطات البثّ الإذاعية والتلفزيونية لنقل الحدث فوراً وبطريقة مباشرة. لتنقل هذا إلى المُستمع، استخدم المبني للمعلوم (الصوت النّشط) كلّما كان ذلك ممكناً. في اللغة الإنجليزية، حاول استخدام الجملة التي تحمل في تركيبتها الفاعل-الفعل-المفعول به. على سبيل المثال: "الشرطة (الفاعل) اعتقلت (الفعل) 21 ناشطاً (المفعول به) لتنظيمهم وقفة احتجاجية على ميرليون بارك بعد ظهر يوم السبت."
-
اكتب من أجل الصّور: يجب أن يرى مشاهدو الفيديو والتلفزيون سبب حدوث شيء ما. في التلفزيون، تُستخدم الجملة - "أكتب للشريط المصوّر" - لوصف كيفية بناء سيناريو القصّة حول الصور المرئية التي جمعتها مسبقاً. ليس هناك من مبرّر للكتابة بشكل يفوق القصّة أو عدد الصّور الموجودة.
-
استخدم الصور: يتخيّل الجمهور الإذاعي ما يمكن للناس والأماكن والأشياء أن تكون عليه في القصّة. كوّن من خلال كلماتك المستخدمة صورًا مرئيّة قويّة ومباشرة لا تحمل أكثر من معنى واحد. استخدم الأفعال التي تصف الحالة أكثر من استخدام الصفات. على سبيل المثال، إن كنت تقول "هو يتبجّح أو يسير متئداً" فأنت تعطي الجمهور صورة واضحة مع الاستغناء عن استخدام الصفة. لكن لا تدع الكتابة بأسلوب الصور الحيّة والغنيّة يوصلك إلى الإسهاب في الكتابة، بل استخدم الكلمات المقتضبة.
- دع المتحدث يتكلّم: إن كنت تستضيف (show) أو مقابلة معيّنة، كن المضيف. لا تحكم قبضتك على موضوع القصّة. عندما تجري المقابلة، "لا تهمهم، mm hmm' خلالها ولا تواظب على الحديث عن نفسك،" كما قال أيراني. "أنتَ مجرّد قناة تكمن مهمّتها في متابعة إيصال القصّة/ التجربة/ والعاطفة من الضيف إلى الجمهور."
الصورة تحت رخصة المشاع الإبداعي على فليكر.
جيسيكا وايس، كاتبة مقيمة في بوينس آيرس.