قصص نجاح المشاركين بالدورة التاسعة من برنامج مركز التوجيه للمبادرات الإعلامية

Jun 8, 2023 في استدامة وسائل الإعلام
صورة للمشاركين في برنامج مركز التوجيه

في ظلّ التهديدات المتزايدة التي يشكّلها الاستبداد وقمع الحريات وانتشار المعلومات المضللة والصعوبات التي تواجهها المشروعات الإعلاميّة الناشئة وبمقدّمتها قلة التمويل، تكافح وسائل الإعلام المستقلة عالميًا لضمان الاستمرار وتحقيق الاستدامة، وتستمرّ التحديات بشكل خاص في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وفي هذا السياق، ينبغي على رواد المشروعات والمبادرات الإعلامية الناشئة التسلح بالمهارات والأدوات اللازمة لتوجيه دفة منصاتهم ومشاريعهم الإخبارية نحو الاستدامة، مع الاستمرار في تلبية احتياجات جماهيرهم.

بدعم من الصندوق الوطني للديمقراطية، عملَ برنامج مركز التوجيه للمبادرات الإعلاميّة الناشئة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التابع لشبكة الصحفيين الدوليين، مع 70 رائد ورائدة أعمال في مجال الإعلام منذ إطلاقه في العام 2014، لمساعدتهم على تطوير منصاتهم الإعلامية وتحسين استدامتهم المالية.

في حديث لشبكة الصحفيين الدوليين، أعرب رمزي تسدل، وهو المدير التنفيذي لمنصة البودكاست "صوت" وأحد الموجّهين في البرنامج، عن أهمية البرنامج في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، لافتًا إلى أنّ "دعم الأفكار الجديدة والصحفيين الشباب يعدّ جزءًا أساسيًا من بناء قطاع مستدام ومهني". وأضاف: "في حين أنّ التحديات قد تبدو كبيرة، إلا أنّ هذا العمل المهم يتجاوز المهارات والتدريب، ويوفر اللبنات الأساسية لغد أفضل".

الموجه رمزي تسدل خلال تقديم جلسة تدريبية

الموجه رمزي تسدل خلال تقديم جلسة تدريبية

وللمرة الأولى هذا العام، تلقى المتدربون منحًا خلال البرنامج لتطوير مبادرات فرعية مُخَصَّصة من خلال منصاتهم الإعلامية. وعند ختام برنامج التوجيه في أبريل/نيسان، حصل المتدربون على تمويل أوليّ للاستمرار في تطوير عملهم بطرق استراتيجية.

من جهته، قال الموجّه أحمد عصمت، وهو خبير بمجال التحول الرقمي ومدير "منتدى الإسكندرية للإعلام": "يعمل مركز التوجيه على خطط طويلة الأمد مع المشاركين كلًا حسب احتياجاته وخبراته؛ بما يساعد ببناء ذهنية رائد أعمال متميز في مجالات الإعلام المختلفة"، لافتًا إلى "أهم نتائج الدورة الأخيرة المتمثلة بقدرة المشاركين على تحويل المحن إلى فرص مثلما حدث مع المتدربين من اليمن والعراق".

صورة للموجه أحمد عصمت

الموجه أحمد عصمت خلال تقديم جلسة تدريبية 

فيما يلي تعرّفكم شبكة الصحفيين الدوليين على ستة رواد ورائدات أعمال شاركوا في برنامج مركز التوجيه لعامي 2022-2023، ومبادراتهم الواعدة: 

قبول العبسي - اليمن 

قبول العبسي هي رئيسة مؤسسة قرار للإعلام والتنمية التي تعمل على تدريب صحفيين/ات يمنيين على الصحافة الاستقصائية وصحافة البيانات.

ومن بين إنجازاتها أثناء برنامج التوجيه، تعاونت العبسي مع مرصد الحريات الإعلامية، ومركز الإعلام الثقافي، وUrgent Action Fund for Women’s Human Rights، لتنفيذ دورة تدريبية للصحفيات حول الأمن الرقمي. كما استخدمت العبسي المنحة التي تلقتها أثناء البرنامج لتنظيم تدريب لـ30 صحفيًا عربيًا حول كيفية استخدام المعلومات مفتوحة المصدر في إعداد التقارير.

وقالت العبسي: "تمكّنتُ من صنع علامة قوية وتعلّمت كيفية وضع خطة عمل لتحديد نقاط القوة والضعف مما سمح لي بتطوير قدراتي المهنية، وإشراك الجمهور، وتحقيق الاستدامة، والتواصل بفاعلية مع الجهات المانحة".

سيرين عبيدي - تونس

سيرين عبيدي هي منتجة بودكاست ومدربة في صحافة المواطن، وتدير المختبر النسوي الصحفي كورطابل الذي ينشر البودكاست والوثائقيات حول حقوق الإنسان وريادة الأعمال والتوعية البيئية من بين موضوعات أخرى.

وحصلت عبيدي على منحة أثناء البرنامج لإنتاج سلسلة بودكاست أسمتها "مايك بيئي"، استضافت فيها رواد ورائدات أعمال مهتمين بتغيّر المناخ والبيئة.

وقالت عبيدي: "طورت نموذج أعمال واستخدمت طرقًا متنوعة لتحقيق الاستدامة المالية"، مضيفةً: "تمكنت من عقد شراكة مع رادار نيوزليتر لتدقيق المعلومات المزيفة، والعمل على بودكاست باللغة العربية لتعزيز التثقيف الإعلامي ومحو الأمية الإعلامية، وتدقيق الأخبار المزيفة للأطفال".

كما تواصلت عبيدي مع خريجة مركز التوجيه سميرة الدهري من الجزائر لإجراء مقابلات مع خبيرات من تونس والجزائر عن قضايا مرتبطة بحقوق المرأة وغيرها من حقوق الإنسان والبيئة والتكنولوجيا لإعداد بودكاست تعاوني.

أعدّت سيرين حلقة عن برنامج مركز التوجيه استضافت فيها مديرة البرنامج سارة عبدالله ومؤسس منصة أوزون أحمد العطار ومؤسسة "إيجاب" دينا أبو غزالة

أحمد شوقي العطار – مصر 

من مصر، يدير أحمد شوقي العطار منصة إعلامية تحمل اسم "أوزون"، متخصصة في تغطية قضايا عن تغيّر المناخ في مصر والشرق الأوسط.

وقد وقعت أوزون 7 شراكات إعلامية خلال المشاركة في برنامج مركز التوجيه، ونشرت 6 تحقيقات استقصائية عن المدن المهددة بالغرق حول العالم. وحصل العطار على منحة في البرنامج لتقديم تدريب حول صحافة المناخ شارك به 35 صحفيًا عربيًا من 15 دولة.

وقال العطار: "تمكنتُ من تطوير استراتيجية طويلة المدى لمشروعي، وخطة عمل قصيرة المدى، وفهم متطلبات الجهات المانحة، وعقد الشراكات، موضحًا "شاركت خلال عام بأكثر من 30 فعالية محلية وإقليمية، وذُكرت المنصة في أكثر من 30 قصة إخبارية".

صورة من جلسة تدريبية قدمها المدرب محمد قاق

صورة من جلسة تدريبية قدمها المدرب محمد قاق

سيف علي - العراق

يدير سيف علي موقع أكد نيوز المستقل، الذي يستخدم الوسائط المتعددة لتدقيق المعلومات وإنتاج التقارير الإخبارية. وشرح أنه تمكن من زيادة حجم فريقه وتوسيع نطاق جمهور أكد نيوز والانتشار أثناء مركز التوجيه.

وقال علي: "بعد إنتاجنا التقارير والقصص الإخبارية المصورة والمكتوبة، اكتسب مشروعي الإعلامي تفاعلًا كبيرًا على منصات التواصل الاجتماعي"، مضيفًا "ازداد طاقم العمل وانضم إلينا مراسلون ومصورون ومحررون جدد. واعتمدنا رسمًيا في نقابة الصحفيين العراقيين، وعقدنا شراكة مع منصة الفاحص".

واستخدم علي وفريقه المنحة التي تلقاها أثناء البرنامج في إنتاج دليل عن حق الوصول إلى المعلومات في العراق.

أحمد عاطف رمضان – مصر

ويقف الصحفي الاستقصائي أحمد عاطف رمضان وراء "رادار نيوزليتر"، وهي أول نشرة بريدية لتدقيق المحتوى في مصر.

وخلال مشاركته في البرنامج، أنشأ حسابات جديدة على منصات التواصل الاجتماعي لنشرته البريدية التي لديها أكثر من 2,800 مشترك اليوم. كما أنتج سلسلة من الإصدارات الخاصة للنشرات البريدية عن كأس العالم للرجال، وتغطية قضايا المناخ أثناء COP27، ومحو الأمية الاقتصادية.

وقال رمضان إنّ مشاركته في برنامج مركز التوجيه ساعده في التفكير أكثر كرائد أعمال، وفهم جمهوره واحتياجاته بصورة أفضل، كما تمكن من توسيع قاعدة انتشار نشرته البريدية، وتقوية علامته التجارية، وتحديد رؤية أكثر تماسكًا للخطط المستقبلية.

وأوضح رمضان: "أنشأت شركة رسميًا، ووسعت قاعدة الجمهور ليكون من دول عديدة وليس فقط من مصر، وتمكنت من الحصول على موارد مالية جديدة".

ربيع أبو حسان - الأردن

ربيع أبو حسان هو صحفي أردني، مقيم في دبي، ويدير منصة "رَاءٍ" المستقلة التي تهدف إلى إنتاج قصص إنسانيَّة ومجتمعية هادفة توثق إنجازات الأشخاص الذين لا يحظون بالتمثيل الكافي، والمجتمعات المهمّشة. 

وقال ربيع: "أعتبر فترة التوجيه مرحلة الوعي الإعلامي المهنيّ والجسور تجاه هَمِّ الناس"، مضيفًا "أصبحت أكثر نضجًا فيما يتعلق بالعمل الإعلامي الرقمي، وألمس تفاعل وإعجاب الجمهور المهتم بمحتوى رَاءٍ".

الصورة الرئيسية مقدّمة من ربيع أبو حسان.