قصة فائزة بجائزة تظهر تأثير وإمكانيات أدوات صحافة البيانات

بواسطة Raymond Joseph
Oct 30, 2018 في مواضيع متنوّعة

 أحيانا تأتي أفضل أفكار القصص من مناقشة عرضية تضيء شرارة مثل المصباح الكهربائي.

هذا ما حدث في حالة الحياة على الحافة، قصة وسائط متعددة تعتمد على البيانات أنجزتها كيم هاريسبرج، وهي القصة التي فازت مؤخراً بجائزة فوداكوم لصحفي العام عن الفئة الوطنية على الإنترنت، وهي أكثر الجوائز المرموقة في الصحافة في جنوب أفريقيا.

"هذه القصة تظهر استخداماً رائعاً للإنترنت كوسيط لعرض ما كان يمكن أن يكون قصة إنسانية عادية"، كما قال آرثر جولدستاك، أحد الحكام على  الإنترنت، عند حديثه عن الفوز. "إنها تجمع بين النص والفيديو والصور والرسوم البيانية، والخرائط والرسومات والروابط التي تُخوّل المشاهد من التأكد من الوثائق والمصادر التي تدعم وتبرهن البيانات، بطريقة جمالية ممتعة. فهو عمل تمت روايته بإتقان وقُدم بشكل جيد، ليصبح معرضاً يحتذى به عبر الإنترنت للقضية التي يغطيها".

كانت نشأة القصة في محادثتين عرضيتين شارك فيهما آدي إيال، الذي يرأس مدونة من أجل جنوب أفريقيا، وهي منظمة مدنية تقنية غير هادفة للربح مقرها مدينة كايب تاون. كانت أول محادثة مع العاملة المنزلية لديه عندما اكتشف أنها كانت تنفق 20٪ من راتبها الشهري على المواصلات. وقام على الفور بزيادة راتبها، لكن هذا جعله يدرك أنه في الأغلب هناك العديد من أرباب العمل الآخرين غير المدركين أيضاً للظروف الشخصية للعاملين المنزليين لديهم.

بعد ذلك سرعان ما وجد نفسه في حفل عيد ميلاد طفل يستمع إلى مجموعة من نساء الطبقة المتوسطة يناقشن ما دفعنه للعاملين في منازلهن، مسترشدات في هذا بالحد الأدنى (المنخفض جداً) المُشَرّع لأجور العمال المنزليين.

"هناك نحو مليون عامل منزلي في جنوب أفريقيا، يقومون بعمل هام، بما في ذلك المساعدة في تنشئة أطفالنا، ولكن عندما يتعلق الأمر باتخاذ قرار بشأن الأجر العادل، يلجأ أرباب العمل إلى الأصدقاء والجيران لطلب المشورة"، كما يقول إيال.

وكشخص مهتم بالتكنولوجيا وكمحلل بيانات موهوب، استعد إيال لإيجاد حل تقني، ولكنه كان مصراً على أن يكون هذا الحل موجهاً بالبحث المناسب. لذلك عرض زمالة على عثمان صيديقي، الطالب في جامعة هارفارد، الذي جاء إلى جنوب أفريقيا كجزء من برنامج الماجستير للقيام بالبحث عن آلة حاسبة يمكن أن تساعد أرباب العمل للوصول إلى أجر عادل لعمال المنازل لديهم.

وقال "ليس المقصود أن تكون هذه بمثابة أداة للتشهير، وإنما أن تكون تعليمية وتساعد أصحاب العمل في الحصول على فكرة أفضل عن الظروف الشخصية للشخص الذي يعد جزءاً لا يتجزأ من منزلهم"، قال إيال.

وكانت الخطوة التالية هي وضع وجه إنساني لهذه القصة للمساعدة في جعل البيانات حية، وهو ما فعلته هاريسبرج من خلال التركيز على ثلاث نساء وظروفهن الشخصية.

وتلعب مدونة كتابة الرموز لجنوب أفريقيا دوراً مركزياً في المحاولات الحثيثة لترسيخ ثقافة معتمدة على البيانات في غرف الأخبار في جنوب أفريقيا، وكان القصد من القصة هو عرض الكيفية التي يمكن من خلالها جعل البيانات حية بطريقة مشوّقة وسهلة. كمحرر للقصة، أردت أيضاً أن أظهر كيف أن صحافة البيانات هي لعبة جماعية يشارك فيها أشخاص مختلفو المهارات. كان الهدف هو إظهار كيف يمكن استخدام أدوات مجانية، وكذلك عرض الأدوات الموجودة، لرواية قصة.

لذلك اخترنا استخدام منصة ستوري بيلدر، وأضفنا رسوم بيانية تفاعلية مدمجة ورسوم جرافيك من وازي ماب لتوفير السياق. وتم بناء أداة الآلة الحاسبة بواسطة المبرمج بيتروس جانس فان رينسبرج، وصمم جاسون نوروود- يوونج القصة.

كان جزءاً من الاستراتيجية الطويلة الأمد أيضاً بناء قصة يمكن جعلها محلية بسهولة بمجرد تغيير الحالات الموجودة والمواد المضمنة من وازي، مع الحفاظ على الجانب القومي من القصة والتكنولوجيا الأساسية. وقد أعربت العديد من المطبوعات بالفعل عن اهتمامها بجعل القصة إقليمية، ونحن نخطط لدليل تحريري وتكنولوجي بسيط لتعديلها حسب الطلب.

وينظر إلى هذا باعتباره وسيلة لتمديد حياة ونطاق انتشار القصة بجعل إعادة توظيفها بسيطاً وغير مكلفاً؛ وتهدف الخطة إلى القيام بذلك بوتيرة أعلى مع قصص أخرى في المستقبل.

منذ البداية كان من المستهدف أن يكون للآلة الحاسبة حياة خارج قصة العمالة المنزلية. فالمعلومات الموجودة في الأداة تتعلق بأنواع مختلفة من العمّال. لذلك، نحن نخطط الآن لعمل قصة عن العاملين في صناعة الفنادق والاستضافة المعروفة بالاستغلال. ومرة أخرى سوف تكون الآلة الحاسبة في قلب القصة، كأداة يستطيع العمال استخدامها لحساب ما ينبغي أن يكسبوه.. بالتالي سيناضلون لتحسين الأجور.

كما تضمنت قصة العمالة المنزلية أيضاً نموذج جوجل بسيط متضمناً سؤالين: أين تعيش، وكم تدفع للعاملين في منزلك؟ جذب هذا 12500 رداً، وهو ما أنشأ قاعدة بيانات قومية قيّمة للرواتب التي تُدفع. ونتج عن ذلك قصة للمتابعة، والتي كانت الملهمة وراء هذا الموضوع الذي أنتجه كريس روبير، الزميل في المركز الدولي للصحفيين.

ومثل الأحاديث التي أثارت القصة، أثارت القصة بدورها طريقة جديدة للتفكير في كيفية إطالة عمر القصص والأدوات ونطاق انتشارهما. ونأمل أيضاً أنها سوف تساعد في إقناع الصحفيين والمؤسسات الإعلامية في جنوب أفريقيا والذين يتشككون في أن القصص الجيدة التي تعتمد على البيانات، ليست فقط في متناول اليد، ولكنها أيضاً ليست شديدة الصعوبة في تنفيذها.

رخصة المشاع الإبداعي للصورة على فليكر، بواسطة بول ساد.