طريقة جديدة تُسهل على الصحفيين معرفة اهتمامات المجتمعات!

بواسطة Christine Schmidt
Jul 8, 2019 في إشراك الجمهور
محادثات

على الرغم من الإنصات هو جزء من عملهم، إلا أنّ ليس جميع الصحفيين يعدّون مستمعين جيدين، ففي بعض الأحيان يكون استماعهم انتقائيًا، إذا لم نقل أنه انتقاء متحيز.

وفي هذا السياق، تقوم "كورتيكو"، وهي مؤسسة غير ربحية، أنشأت منذ ثلاث سنوات مختبر الإعلام في "معهد ماساشوستس للتكنولوجيا"، بتطوير شبكة استماع عالية التقنية للمجتمعات.

وتتكون شبكة الأصوات المحلية من أشخاص يتجمعون حول أجهزة "كورتيكو" لإجراء محادثات، وقد جمعت المؤسسة غير الربحية أكثر من 10 ملايين دولار حتى الآن من مؤسسة نايت، مؤسسة كريج نيومارك للأعمال الخيرية، ريد هوفمان وغيرهم. علمًا أنّ هذه الأصوات يتم اختيارها من مجتمع معين، ولا تكون عشوائية، ويختار الأشخاص المتكلمون في المجتمع مناقشة مسائل مثل أعمال أو تغير المناخ، ويوضع الجهاز بينهم ويقوم بعملية الإستماع، ويمكن أن يقوم هذا الجهاز بعرض مقتطفات من محادثات أخرى للمشاركين لمناقشتها أيضًا، ثم يتم ترميز محادثاتهم بواسطة نظام حتى يتمكن الصحفيون من معرفة عمّا تحدث المشاركون واستخدام بياناتهم في تقاريرهم الخاصة.

ويتمثل هدف "كورتيكو" الأساسي بتسليط الضوء على وجهات نظر وما يشغل بال المواطنين العاديين، كوسيلة لربط أفراد المجتمع مع بعضهم البعض وتعزيز المشاركة المدنية وتشجيع الصحافة التي تعكس وتستجيب للقضايا المحلية.

 من جانبه، يقول ديب روي، أحد مؤسسي كورتيكو: "إنّ مصدر قوة شبكة الأصوات المحلية يتمثل بأنّ الناس في المجتمع يتطوعون لتعزيز هذه الأنواع من المحادثات التي تمكن الصحفيين الموثوق بهم من الوصول اليها".

ويقوم كورتيكو بتطوير البيانات الرقمية والأدوات لتحليل مضمون المحادثات وإيجاد المقتطفات المهمة، على حد تعبير أحد مؤسسيها راسل ستيفينسديس. فعلى سبيل المثال استخدمت Electome التعلم الآلي وتقنيات الذكاء الاصطناعي الأخرى لتحديد القضايا الملموسة التي تجري مناقشتها على "تويتر"، وكان روي من أبرز الخبراء في مجال الإعلام على موقع التواصل الإجتماعي هذا بين 2014 و2017.

ووجد القيمون على المشروع الجديد أنّ التواصل بين إنسان وآخر، هو أكثر فائدة من المناقشات التي تجري على "تويتر".

 ويطرح البعض أسئلة حول المشروع الجديد، باعتبار أنّه يمكن للصحفي استخدام هاتفه لتسجيل هذه التفاعلات بين الناس، ويسألون عن دور البرمجة اللغوية العصبية لاختيار الاتجاهات التي تتحدث عنها مجموعة صغيرة؟ 

الإجابة هي أنّ الإنصات هو الميزة الأساسية، ويعمل فريق كورتيكو مع وأستاذة العلوم السياسية في جامعة ويسكونسن كاثي كرامر، من أجل توسيع نطاق العمل في شبكة الأصوات المحلية، حيث يبدأ المشاركون بالحديث عن أمور حياتية، ثمّ يغوصون في أسئلة أعمق.

توازيًا، قامت مراسلة "كاب تايمز" آبي بيكر بتلخيص بعض المقالات باستخدام كورتيكو، وقالت: "هذا يساعد أعضاء المجتمع على فهم القضايا والمزيد عن بعضهم البعض ودفع الأفكار إلى الأمام بطريقة غير سلبية للدرجة التي نراها على تعليقات Nextdoor أو فايسبوك وتويتر".

وأضافت بيكر: "يمكن أن تصبح الأداة أكثر فائدة للصحفيين إذا أصبحت المحادثات أكثر تركيزًا ودقة في موضوع معين"، علمًا أنّ عددًا من السكان خصصوا طواعية وقتًا للمشاركة في المحادثات وسجّلوا الأحاديث التي يستفيد منها الصحفيون، من أجل المتعة فقط.

 

 

 وأوضح روي أنّ الهدف الفعلي من جمع البيانات في شبكة الأصوات المحلية ليس جني المال، فالقيمة متمثلة في معرفة ما هو الرأي العام في المجتمع وما يدور في أذهانهم".

  نُشر هذا المقال للمرة الأولى من قبل مختبر نيمان، وتمت إعادة نشره على شبكة الصحفيين بعد الحصول على إذن.

.الصورة الرئيسية حاصلة على رخصة المشاع الإبداعي على أنسبلاش بواسطة سامويل زيلير