صحفيّ الشهر : نسيم لكحل

بواسطة مي اليان
Oct 30, 2018 في الصحافة الرقمية

كل شهر، تقوم شبكة الصحفيين الدوليين، بإختيار صحفي دولي يمثّل هذه المهنة. الصحفي الذي فاز باللقب لهذا الشهر، قام بإستخدام موقعنا لتتقدم في حياته المهنية. إذا كنت ترغب بأن تكون بين هؤلاء، ارسل لنا عبر البريد الإلكتروني، سيرتك الذاتية المختصرة، وبضعة سطور عن كيفية استخدامك الموارد المتوفرة في شبكة الصحفيين الدوليين، على العنوان الآتي : editor@icfj.org.

صحفي الشهر هو : نسيم لكحل، وهو يعمل كمستشار في الصحافة الالكترونية، من الجزائر.

شبكة الصحفيين الدوليين : أين تعمل حالياً؟ وأين عملت في السابق؟

نسيم لكحل: حاليا أعمل مستشارا في الموقع الإلكتروني لجريدة اليوم السعودية، الذي قمت بإنجاز نسخته الجديدة برفقة الزميل بشير رحماني.

في السابق، عملت في عدّة مؤسسات إعلامية على فترات متقطعة بينها الشروق اليومي وجريدة الصباح الجديد. كما عملت لفترة قصيرة مسؤولا عن الموقع الإلكتروني لجريدة الخبر، وعملت لفترات طويلة مراسلاً من الجزائر لعدد من المؤسسات الإعلامية الأجنبية، منها: جريدة القبس الكويتية، راديو سوا، أم بي سي.

غير أن أطول تجربة مهنية لي كانت في جريدة الشروق اليومي، التي التحقت بها منذ صدور عددها الأول، وترأست تحرير موقعها الإلكتروني منذ العام 2005 ولغاية 2009، وحيث تمكن فريق العمل في ما بعد من أن يحصل على المرتبة الثانية في تصنيف مجلة فوربس العربية، لأكثر مواقع الصحف العربية تأثيرا على الانترنت، بعد موقع اليوم السابع المصري الذي تصدر التصنيف. وكانت هذه المرحلة حاسمة بالنسبة لي في الإنتقال فعليا من الصحافة المكتوبة إلى الصحافة الإلكترونية.

مؤخراً، أنشأت والزميل رحماني موقع بوابة الصحافة الجزائرية، الذي احتفلنا الشهر الفائت بمرور عام على إطلاقه.

شبكة الصحفيين الدوليين : كيف استخدمت شبكة الصحفيين الدوليين؟

نسيم لكحل: تعرّفت الى شبكة الصحفيين الدوليين في العام 2008؛ وكانت بحق نقطة تحول في مساري المهني، حيث شاركت في دورتين مهمتين عبر الانترنت، الأولى بعنوان: "إنشاء المواقع الإخبارية"، وأشرف عليها الأستاذ داوود كتاب؛ والثانية عنوانها: "حرية التعبير في عصر الإعلام الإلكتروني". استفدت بشكل أكبر من المحاور المهمة التي أدرجت في الدورة الثانية، ومنها: طريقة كتابة التقارير الإخبارية للمواقع، وكيفية استخدام مواقع التواصل الإجتماعي في التحرير.

كما أن اشتراكي في الـنشرة الاسبوعية لشبكة الصحفيين الدوليين، اتاح لي الاطلاع المستمر على أهم التطورات الحاصلة في مجال الإعلام الإلكتروني، وأهمية فرص التوظيف والتدريب المتاحة في هذا المجال. أضف الى ذلك أن موقع المركز الدولي للصحفيين، يضم بعض المقررات الدراسية الغنية بالمعلومات لمن أراد ان يمارس مهنة الصحافة الإلكترونية المحترفة.

شبكة الصحفيين الدوليين : هل عملت في حقل مختلف قبل دخولك عالم الصحافة؟

نسيم لكحل: تجربتي المهنية كانت كلها في ميدان الإعلام، الذي التحقت به بشكل دائم منذ نهاية العام 2000 كصحفي في القسم السياسي في جريدة الشروق اليومي. وبالإضافة إلى عملي في قطاع الإعلام، فإنني اقوم حالياً بالتحضير لنيل شهادة الماجستير في الصحافة واعد بحثي في مجال: "المعلومة الأمنية في الصحافة الجزائرية".

شبكة الصحفيين الدوليين : اخبرنا قليلاً عن إنشائك لموقع "بوابة الصحافة الجزائرية"، وهل تواجهون صعوبات تقنية؟

نسيم لكحل: كانت الفكرة تراودني منذ سنوات، أي إنشاء موقع إلكتروني متخصص في مجال الصحافة والإعلام الجديد. اطلقناه بشكل رسمي في 11 حزيران/يونيو 2010، طلب منا بعض الزملاء توسيعه ليكون موقعاً إخبارياً شاملا، لكننا قلنا أن الهدف من البداية هو إنشاء موقع إعلامي متخصص.

ويبدو ذلك واضحا من خلال أقسامه المتخصصة، ومن أبرزها : "شارع الصحافة"، "مواجهات إعلامية" الذي يستضيف صحفيين لامعين يقبلون المواجهة الإعلامية مع قراء ومتصفحي الموقع، حيث يجيبون على أسئلتهم المتنوعة. وقد نشرنا في هذا القسم حلقتين ناجحتين مع كل من الزميل علي رحالية ومع الأستاذ بشير حمادي. مؤخراً، أضفنا قسماً جديداً: "بلا مهنية"، الغرض منه نشر مقالات نقدية لبعض الظواهر اللامهنية، التي نرصدها في الصحافة الجزائرية. وفتحنا هذا الركن للقراء للإدلاء بملاحظاتهم، ونشر مقالاتهم في هذا الإتجاه.

بالنسبة للمشاكل التقنية، لم تواجهنا لغاية الان. ويعتبر الزميل رحماني، أحد مؤسسي الموقع، أحد أفضل المهندسين في مجال برمجة وتصميم المواقع الإلكترونية. كما قمنا مؤخراً، بالتعاقد مع مؤسسة مختصة في الحماية الإلكترونية، بعد زيادة عدد المتصفحين وزيادة زوار ونشاط الموقع.

شبكة الصحفيين الدوليين : هل تعيش من مردود موقعك الذي أنشأته وزميلك بشير رحماني؟

نسيم لكحل: إن الموقع ليس لديه حاليا اي مردود إعلاني، بل نقوم بتغطية تكاليفه من مصادرنا الخاصة، لأن ما يهمنا حاليا هو كيفية تطوير الموقع والمحافظة على مسار نموه، وفي الواقع فإن الكثير من الزملاء يسألوننا كثيرا عن مصادر تمويلنا، ونحن دائما نعمل بمنطق أن من يريد أن يحصد عليه أن يزرع أولاً. لهذا نحن غير مستعجلين تماما في هذا الشأن، وكل أملنا أن يحقق هذا الموقع النجاح المرجو.

شبكة الصحفيين الدوليين : ما هو أفضل موضوع كتبته خلال مسيرتك المهنية مجتمعة، يجعلك فخورا بإنجازه؟

نسيم لكحل: هناك العديد من الأعمال التي أعتز بها منها: تحقيق مطول على ثلاث حلقات بعنوان "المرصد الوطني لحقوق الإنسان في الميزان" أحدث ضجة كبيرة خلال العام 2001؛ وتحقيق آخر من 8 حلقات حول الفقر في الجزائر برفقة الزميل مروان بلطرش.

كما أنجزت تحقيقا استقصائياً مطولا يتناول قصة اجتماعية مؤثرة تتعلق بشخص مسؤول في إحدى الوزارات تحولت حياته إلى جحيم بسبب تطابق إسمه وإسم إرهابي آخر كانت تبحث عنه السلطات الجزائرية. وكشفنا من خلال التحقيق أن "عبد الحميد" لم يكن ضحية تشابه اسماء فقط، بل ذهب أيضا ضحية مكيدة حيكت ضده من طرف أصحاب مصالح، كان يقف حجر عثرة في طريقهم؛ فلم تكن هناك وسيلة للإنتقام منه سوى زج إسمه في قائمة الإرهابيين، مما جعله يتعرض للتعذيب والإهانة.

من بين الأعمال التي أعتز بها أيضاً، مشاركتي ضمن فريق الشروق اليومي المكلف بتغطية ما سمي بـ"محاكمة القرن" في الجزائر ويتعلق الأمر بمحاكمة المتورطين في فضيحة بنك الخليفة، التي عرفت بأنها أكبر فضيحة احتيال مالي في الجزائر. وتوجت تغطيتنا لهذه المحاكمة، بتكليفي أنا والزميل رمضان بلعمري بإنجاز كتاب خاص حول هذه القضية، حمل عنوان "زلزال الخليفة"[...]، غير أن بعض الأيادي تدخلت وأجهضت طبع الكتاب، الذي قد يعرف النور مستقبلا.

شبكة الصحفيين الدوليين : ماهي أفضل نصحية يمكنك آن تقدّمها لصحفي مبتدىء أو لراغب في دخول المجال الإعلامي؟

نسيم لكحل: تأكد أن ضميرك المهني غير قابل للبيع مهما كان المقابل، وإلا فعليك أن تبتعد قدر المستطاع عن الصحافة، لأنها مسؤولية قبل أن تكون وظيفة. لا تدع الشهرة تكون همّك الأكبر، بل ما يمكن أن تقدمه للمهنة [...]. كل حرف ستكتبه أو تذيعه او تنشره سيدونه تاريخ لا يرحم.