وكما ترون، فإنني منغمسة في الصور هذه الأيام، وخصوصاً صور الأطفال، أو لنكون أكثر دقة، صور التوائم.
عندما أنجبت توأماً في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أردتُ توثيق كل خطوة من خطوات نموّهما من خلال التقاط الصور، بل والكثير الكثير من الصور.
ويقدّم تطبيق إنستاجرام المكان المثالي لوضع اللقطات التي آخذها لطفليّ ومشاركتها؛ إذ لا يوفر التطبيق مجموعة متنوعة من فلاتر الصور الفنية للاختيار من بينها فحسب، بل ويوفر أيضاً إمكانية التفاعل وطرق المشاركة، سواء كنت تريد مشاركة الصور مع الأصدقاء الذين تعرفهم بالفعل، أو التواصل مع الآخرين الذين يستخدمون تطبيق إنستاجرام ويشاركونك الاهتمامات نفسها.
وتتجمّع هذه الميّزات لتطوير الصحافة المصوّرة بطريقة هائلة، وخصوصاً عندما تم تقديم "حشد المصادر" (crowdsourcing). لقد شاهدنا بعض هذه الإمكانات مع المواطنين الصحفيين الذين استخدموا التطبيق لتغطية أحداث الشغب في لندن والانتخابات الروسية الأخيرة. وقد قام برنامج آي ريبورت الخاص بوكالة سي إن إن الإخبارية CNN iReport بإرسال صور إنستاجرام مميزة من المواطنين الصحفيين الذين يغطّون الأحداث في لحظة وقوعها.
تذكّرت هذا الأمر قبل عدّة أسابيع، وذلك عندما طلبت وكالة ايه بي سي الإخبارية العالمية متتبعيها على إنستاجرام بوضع صور أبنائهم من التوائم باستخدام حساب"#wntwins" للحصول على فرصة لإظهار الصور في نشرة الأخبار التي يتمّ بثها في تلك الليلة.
وقد سارعت بالطبع لانتهاز الفرصة وأغرقت تلك المساحة بصور لتوأمي الحيويّ. كانت هناك صور لهما وهما يأخذان قيلولة، وهما يلعبان، وهما يأكلان، وهما يقومان بأي شيء يخطر ببالك. وبالرغم من أن صوري لم يتم اختيارها، إلا أن جهودي لم تضع هباءً: لقد تمكّنت من التواصل مع آباء آخرين لتوائم، والذين ما أزال أستمتع بصورهم.
بالنسبة لوكالات الأنباء، فإن هذا الأمر يمثل فرصة قوية لبناء مجتمع خاص وولاء لعلامتها التجارية.
أعتقد أنه ينبغي أن تكون الخطوة التالية لوكالات الأنباء هي الدخول في شراكة مع إنستاجرام لإنشاء نظام نقدي، بحيث يتمكّن المواطنون الصحفيون وإنستاجرام من تقسيم تكاليف الصور التي تقوم وكالات الأنباء بشرائها. ومثل هذه الخدمة الخاصة بالصور الإخبارية متوفرفي Demptix ديموتيكس، الذي يوفر نظاماً مماثلاً، ولكنه مخصص في الغالب للمصوّرين التقليديين، وليس لأولئك الذين يستخدمون كاميرات آي فون فقط.
أعتقد أنه إذا تم إدخال هذا النظام فسوف يعمل ذلك على نقل التصوير الصحفي نقلةً كبيرة؛ إذ سيتم غمر وكالات الأنباء بالصور التي يوفرها مستخدمو إنستاجرام في جميع أنحاء العالم، كما سيحصل المواطنون الصحفيون على فرصة لكسب بعض المال وكذلك الحصول على الاعتراف بصنيعهم.
وفي كل مرة ألتقط فيها صوراً لتوأمي وأقوم برفعها، فإنني أرفع معها كلمات الشكر والإعجاب لإستاجرام وأفكّر في الطرق العديدة التي يمكنه من خلالها أن يغيّر وجه الصحافة المصوّرة. أما الآن، فإنني سأترك التفكير في هذا الأمر لكم وأذهب لمطاردة التوأم!
ناتاشا تاينز متخصصة في وسائل الإعلام وتقيم في واشنطن العاصمة، عملت سابقاً في المركز الدولي للصحفيين، حيث قامت بتطوير وإدارة الدورات التدريبية عبر الإنترنت التي يقدّمها المركز الدولي للصحفيين، وبرامج الشرق الأوسط. عملت أيضاً كمراسلة ومحرّرة في الشرق الأوسط لأكثر من عقد من الزمن مع الجزيرة، وجوردان تايمز، وأرابيا أونلاين. يمكنك أن تقرأ أفكارها عن الصحافة ووسائل الإعلام الرقمية والشرق الاوسط على موقعها على الإنترنت، وتتبعها على تويتر، أو على بريدها الإلكتروني ntynes@gmail.com.