صحفية هذا الشهر: سيرين عبيدي

بواسطة Carolina Gaston
Feb 14, 2025 في صحفي هذا الشهر
سيرين عبيدي

كرّست الصحفية التونسية سيرين عبيدي حياتها المهنية لتمكين النساء وكسر الصور النمطية المتعلقة بالنوع الاجتماعي في الشرق الأوسط، ووظفت مهنتها لإيصال أصوات زملائها التونسيين- وخاصة وجهات نظر النساء.
حصلت عبيدي، على لقب رائدة عربية شابة  لعام 2024 من قبل مركز الشباب العربي، وهي مؤسسة ومديرة تنفيذية لـKortable، وهو عبارة عن مختبر صحفي يوفر الموارد للصحفيين وينتج محتوى يتماشى مع القيم التي شكلت حياتها المهنية: تمكين المرأة، والوعي البيئي، وتوجيه الصحفيات، كما شاركت في مركز التوجيه للمبادرات الإعلامية الناشئة التابع لشبكة الصحفيين الدوليين بنسختها العربية لعام 2022.

تعرفوا على سيرين عبيدي، صحفية هذا الشهر في شبكة الصحفيين الدوليين:

كيف بدأت رحلتك في المجال الصحفي؟ 
بدأت في راوية القصص عندما كنت في الثانية عشرة من عمري. ورغم دراستي للتحاليل الطبية في الجامعة، إلا أنني شهدت التأثير المُدمر للمعلومات المُضللة حول الفيروس أثناء جائحة كوفيد-19. وقد ألهمتني هذه التجربة لتغيير مساري المهني والعودة إلى الجامعة لدراسة الصحافة السمعية البصرية، والوسائط المتعددة، والسينما.
ومن خلال دراستي، أدركتُ القوة الهائلة للسرد القصصي في إحداث التغيير، فبدأت في بإنشاء محتوى علمي والتعاون مع زملائي، لكنني واجهت تحديات تتمثل في تشكيك الكثيرين في قدرة المرأة على القيام بأعمال تتطلب جهدًا كبيرًا، مثل التقارير الطويلة أو صناعة الأفلام. 
ردًا على ذلك، أسست كورطابل كحركة لتمكين المرأة ودعوة زميلاتي إلى كسر هذه الصور النمطية. نعمل معًا على إنتاج حلقات بودكاست، وبرامج تعليمية، وتقارير سمعية بصرية.

Abidid sitting in front a video camera.

تصفين نفسك بأنك "مدربة صحافة المواطن"- هل يمكنك توضيح ما تعنيه بذلك؟ وما الذي ألهمك لتكوني مرشدة للصحفيين الآخرين؟
تهدف صحافة المواطن إلى تمكين الأفراد خارج غرف الأخبار التقليدية من أجل تغطية القضايا التي تهم مجتمعاتهم، وتزويدهم بالأدوات والمعرفة لسرد قصصهم الخاصة ومكافحة المعلومات المُضللة. 
وشهدت كيف تم تمثيل مجتمعنا بشكل غير دقيق، لأنني نشأت في منطقة مهمشة في تونس، وبالتالي شعرت بمسؤولية كبيرة لتغيير ذلك، مما دفعني إلى القيام بتوجيه الآخرين، وخاصة الشباب والنساء في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الذين غالبًا ما يفتقرون إلى الوصول إلى فرص التدريب الرسمي، وذلك من أجل سد هذه الفجوة.
أعتقد أنه يمكننا إعادة كتابة السرد القصصي وضمان رواية قصصنا بشروطنا، وذلك من خلال تمكين الأصوات المحلية.

هل يمكنك التحدث بمزيد من التفاصيل عن كورطابل، وهو مختبر الصحافة الذي تديرينه؟
يعتبر كورطابل مركزًا عالميًا يجمع المبدعين، والصحفيين، ورواد الأعمال من أجل التواصل، والتعاون، والاستفادة من الفرص الجديدة عبر الحدود والتخصصات. نستخدم قوة وسائل الإعلام كأداة للتغيير الإيجابي، ونعمل على إيصال الأصوات ودعم القضايا التي تُحفز على إحداث تحولات مجتمعية مستدامة.
ندمج بين الإبداع، والتكنولوجيا، وريادة الأعمال لصياغة روايات تُلهم العمل وتدفع نحو التغيير في حقوق الإنسان، والاستدامة البيئية، وريادة الأعمال، والتي تُمكن الأفراد، خاصة في المجتمعات المهمشة، لكسر الحواجز وتحدي القوالب النمطية، وإطلاق حركات التغيير.

حصلت على منحة من المركز الدولي للصحفيين لإطلاق برنامج للتحقق من المعلومات مُخصص للطلاب، ما هو هذا البرنامج ولماذا هو مهم؟
أحد المشاريع التي أفتخر بها بشدة هو شبكة الطلبة مدققي المعلومات (SFCN)، والتي أطلقتها بمنحة من المركز الدولي للصحفيين كجزء من برنامج مكافحة المعلومات المُضللة، ويهدف المشروع إلى تزويد الشباب، وخاصة طلاب الطب والاقتصاد، بالمهارات اللازمة لمكافحة المعلومات المُضللة.
وقمنا بتدريب أكثر من 40 طالبًا على تقنيات التحقق من المعلومات، والأخلاقيات، والمعايير الصحفية، وذلك من خلال الشراكة مع عدة جامعات في مختلف أنحاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مثل المدرسة العليا للعلوم الاقتصادية والتجارية في تونس، وجامعة القاهرة، وجامعة بغداد، كما أطلقنا منتدى SFCN، وهو مجموعة دولية تعمل كمنصة للطلاب لمشاركة تجاربهم، والتعاون، وتطوير مهاراتهم في التحقق من المعلومات بشكل مستمر. وقد نمت هذه المبادرة لتضم 250 عضوًا، ولازالت في توسع مستمر.
وقد اخترت التركيز على الطب والاقتصاد نظرًا لأهميتهما في مكافحة المعلومات المُضللة، وخاصة في دول مثل تونس، والعراق، ومصر، والأردن، والجزائر، كما أنني فخورة أيضًا بأن منصة كورطابل تواصل بناء الجسور، وتعزيز ثقافة التحقق من المعلومات والتفكير النقدي، مما يُسهم في تشكيل مستقبل جيل أكثر إدراكًا.

A group of women standing around a sign that says "she starts Africa"

ما هي القصة أو المشروع الذي عملت عليه وتفخرين به؟
يعتبر "Eco Mic" من بين المشاريع التي أفتخر بها بشدة، وهو بودكاست بيئي قمت بإنشائه مع زميل لي تحت مظلة منصة كورطابل، والذي يمزج بين الصحافة البيئية وريادة الأعمال الإعلامية.
والهدف الأساسي من بودكاست Eco Mic هو توفير منصة لرواد الإعلام، وخبراء البيئة، والصحفيين المتخصصين في شؤون البيئة لمشاركة تجاربهم وأفكارهم. ومن خلال هذا البودكاست، نهدف إلى رفع مستوى الوعي بالقضايا البيئية المُلحة، والكشف عن التحديات التي يواجهها العاملون في هذا المجال، مع تحفيز الأفراد لاكتشاف الفرص المهنية في مجال الإعلام البيئي.
وقد حظي عملنا في بودكاست Eco Mic مؤخرًا على إشادة من موقع العين الإخباري في الإمارات، حيث تم اختياره ضمن أفضل خمسة حلقات البودكاست في القضايا البيئية والتغير المناخي.

كيف ساعدتك شبكة الصحفيين الدوليين ومركز التوجيه للمبادرات الإعلامية الناشئة التابع لشبكة الصحفيين الدوليين في مسيرتك المهنية؟
لقد كان مركز التوجيه للمبادرات الإعلامية الناشئة التابع لشبكة الصحفيين الدوليين  بمثابة فرصة مميزة بالنسبة لي، حيث أتاح لي فرصة لقاء مرشدين رائعين، والتعرف على ريادة الأعمال الإعلامية، والتواصل مع خريجين من جميع أنحاء العالم. لقد شكّل هذا المركز مساحة حيوية للتواصل، فلم يوسع آفاقي فحسب، بل شجعني أيضًا على مواصلة تعليمي. وبفضل توجيهاتهم، قررت متابعة درجة الماجستير في الإدارة والتسويق، مع التركيز على الإعلام والسياحة الثقافية. ولقد ساهمت هذه الرحلة التعليمية بشكل كبير في تعميق فهمي للاستدامة وأهميتها في دفع المشاريع الريادية.
وبفضل التوجيه الذي حصلت عليه من شبكة الصحفيين الدوليين، والمركز الدولي للصحفيين، بالإضافة إلى تطور منصة كورطابل، حظيت بشرف أن يتم اختياري بأنني المرأة الوحيدة من المغرب العربي التي حصلت على لقب رائدة للشباب العربي من قبل مركز الشباب العربي في أبو ظبي. وهذا التقدير يعكس مهمتنا في تعزيز الأصوات وإطلاق المحادثات التي تخلق أثرًا مستدامًا في وسائل الإعلام والصناعات الإبداعية.

هل لديك أي نصيحة للصحفيين في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الذين يتطلعون إلى بدء مسيرتهم المهنية في مجال الصحافة؟
بالنسبة لنصيحتي للصحفيين في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، هي أن يتمسكوا برؤيتهم الفريدة ويستغلوا مهاراتهم في السرد ​​القصصي لإحداث تأثير حقيقي. ومنطقتنا مليئة بالقصص غير المروية، ومن الضروري استخدام منصاتكم الرقمية لتحدي السرديات التقليدية. قد يكون دخول مجال الصناعة محفوفًا بالتحديات، ولكن المثابرة والتعلُم المستمر، وبناء علاقات مهنية قوية هي عناصر مهمة للنجاح. تحلوا بالقدرة على التكيف والمرونة، واستثمروا في المنصات الرقمية، وابتكروا في أساليب السرد القصصي.
وفي الوقت الذي تتفشى فيه المعلومات المُضللة، أصبحت النزاهة والتحقق من المعلومات، والتفكير النقدي أكثر أهمية من أي وقت مضى. وكصحفيين طموحين، اسعوا دائمًا إلى إطلاق مشاريع ريادية والتي تُسهم في بناء مستقبل مُستدام. استمروا في التعلُّم، وكونوا شغوفين، ولا تقللوا أبدًا من قوة أصواتكم في إعادة تغيير العالم.


الصور المنشورة في المقالة مُقدمة من سيرين عبيدي.