دروس مستفادة من تأسيس أول صحيفة إلكترونية بسلطنة عمان

بواسطة Turki Albalushi
Oct 30, 2018 في مواضيع متنوّعة

قبل مايو 2012، لم يكن يوجد في سلطنة عمان، صحيفة إلكترونية يومية تنتج محتوى إخباري قادر على أن يضع نفسه في منافسة الإعلام المحلي بالسلطنة.

وقتها قرّرت مع مجموعة من الزملاء الدارسين للصحافة  تأسيس موقع إخباري مستقل، حتى ظهرت صحيفة البلد الإلكترونية في 7 مايو 2012 لتسجل نفسها كأول صحيفة إلكترونية في سلطنة عمان.

جاءت صحيفة البلد الإلكترونية، لتواكب التغيرات التي حدثت في المجتمع العماني، من مجتمع يعتمد على الوسائل التقليدية في الإعلام، إلى مجتمع يعتمد الانترنت ويختار وسائل الإعلام الجديدة في تلقي الأخبار ومتابعة القضايا والمستجدات، لا سيما عبر فيسبوك وتويتر ويوتيوب وإنستجرام. غطت الصحيفة منذ ظهورها الكثير من الأخبار التي لم تكن الصحافة المطبوعة أو المرئية أو المسموعة تغطيها سابقاً، واستطاعت أن تجذب الجمهور، خاصة فئة الشباب عن طريق التواجد في مواقع التواصل الاجتماعي.

تبنى الموقع استراتيجية متابعة القضايا عبر مواقع التواصل الاجتماعي مما ساهم في جذب الصحيفة لفئة الشباب. كما أن بعض الأقسام التي وجدت في الموقع مثل (أرسل خبراً)  و(صحافة المواطن) ساعدت في جذب الشباب للتواصل مع الصحيفة لنشر مقالات وآرائهم.

من أبرز التحديات التي واجهت الصحيفة في البداية هو التمويل، حيث بدأ المشروع برأسمال لا يزيد عن 1000$US، استطاعت من خلاله أن تؤسس موقع بسيط وهوية بصرية صحفية.

دخلت الصحيفة في سوق إعلامي لا يزال يهتم بنشر الإعلانات في وسائل الإعلام التقليدية، حيث تخصص أكثر من 90% من الإعلانات للصحافة الورقية والتلفزيون والإذاعة، وما يقارب 10% للإنترنت ويشمل ذلك الترويج في مواقع التواصل الاجتماعي ومحركات البحث.

رغم ذلك تمكنت الصحيفة أن تؤسس لثقافة وجود إعلانات في صحف إلكترونية، ورغم وجود مجلات إلكترونية سبقت صحيفة البلد إلا أن الإعلان فيها كان ما يزال ضئيلاً جداً. استطاعت الصحيفة أن تبني الثقة للمعلنين، في وضع إعلاناتهم في مواقع إخبارية إلكترونية.

من أبرز النقاط التي ركز عليها المشروع، هو الاستفادة من طاقات الشباب المتطوعين والمتخصصين في الصحافة، حيث بذلوا الكثير من الجهد والوقت للعمل على استمرارية الصحيفة لتكوّن لها حضور في المشهد الإعلامي.

استفاد المشروع من مواقع النشر مثل wordpress، حيث عزز خاصية النشر الأسرع والأسهل، خاصةً أن العمل كان بمعظمه خارج المكتب.

تمكن المشروع من إنتاج صحافة الفيديو وتقارير مرئية مصوّرة، لم تكن الصحف تنتجها، الأمر الذي ساهم بامتلاك مشروعنا قدرة تأثيرية أكبر. وتركز الصحيفة دائماً على جودة الكتابة، ورغم أن الشباب لم يقضوا سنوات طويلة في العمل الصحفي إلا أنهم التزموا بكتابة صحفية سليمة ومهنية.

تسعى الصحيفة أن تواكب جانبين مهمين الأول هو صناعة محتوى وسائط متعددة من ضمنها (الإنفوجرافيك، والفيديوهات) مع التركيز على محتوى إخباري سريع وجذاب. يرافق ذلك، تطوير فني للموقع يساهم على سهولة التصفح والانتشار، كما رفع حجم إيرادات المشروع لاستمرار تطويره في المستقبل.

على مستوى الشراكات تمكنت الصحيفة أن تقيم شراكة إنتاج برنامج إذاعي أسبوعي يحمل عنوان (#حوار_البلد)، أنتجته لمدة أشهر مع إذاعة محلية في سلطنة عمان، حيث يبث مباشرة إذاعياً ويوثق بالفيديو لاحقاً، والبرنامج سيعود من جديد للبث كتفعيل للشراكة من جديد.

انتظروا مقالاتنا القادمة حول تطور الموقع ومواكبته لكل جديد، بالإضافة إلى دروس تعلمناها منذ انطلاقة الموقع حتى الآن.

تركي البلوشي، هو أحد المشاركين في برنامج مركز التوجيه التابع لشبكة الصحفيين الدوليين بنسخته العربية بهدف تطوير مشروعه الإعلامي من ضمن مشاريع أخرى في الشرق الأوسط.