في شهر أيار/مايو الماضي، بدأت النيويورك تايمز بدمج ما يقارب 100 من مقاطع الفيديو التي تنتجتها شهرياً، فى برنامج نيويورك تي.في. NYTV، الذي لا تتعدى مدته النصف ساعة. وتقوم حالياً ببث البرنامج في الساعة 8:30 من مساء يوم الاثنين بتوقيت مدينة نيويورك، عبر محطة محلية تديرها حكومة هذه المدينة.
على الرغم، من الشكوك التي ساورتنا حيال نجاح هذا المشروع في مقالة سابقة، تابعت شبكة الصحفيين الدوليين من خلال موقع هذا البرنامج التلفزيوني عدداً من هذه الحلقات، وتمكنت من استخلاص عدد من الدروس.
1. اظهر، عوض أن تخبر 2.0. توفر النيويورك تايمز مقاطع الفيديو، وتبقي عليها شركة الإنتاج كما هي. فإذا كنت مختصاً بالصحافة المكتوبة في المقام الأول، فستصيبك مشاهدة بعض من هذه المقاطع بقليل من الإحباط - فمع بعض الرسومات التوضيحية وأحياناً دون أي صوت مرافق للمشاهد - تروي هذه اللقطات القصة بشكل جيد.
2. يمكن للأخبار الجيدة محلياً أن تصبح عالمية. يستخدم البرنامج مواضيعاً خاصة بمدينة نيويورك، ولكن من السهل، التنبؤ بإهتمام عالمي بمواضيع مشابهة لموضوع دراجات التاكسي الهوائية المصنوعة يدويا وعلى الطلب، التي عرضت خلال الحلقة التجريبية للبرنامج. هناك العديد من الأماكن في العالم - هولندا؟ الصين؟ - ستهتمّ فيها الامهات بالتنقل مع اطفالهن بوسائل نقل بيئية. لا شكّ أن على وكالات الأنباء والصحفيين، أن يأخذوا بالاعتبار اهتمامات جمهور أوسع عند إعدادهم "قصص الفيديو" المحلية.
3. استعد للقطتك القريبة. لدى بعض الصحفيين، تصرفات توحي بأن الأمر كله يتمحور حولهم؛ ويميل آخرون إلى الاختباء وراء الصحافة المكتوبة والإكتفاء بتوقيع اسمهم على الموضوع؛ عليك بتخطي هذه المرحلة. بعض الصحفيين العاملين في النيويورك تايمز خجولين أمام الكاميرا قليلا. خذ ارييل كامينر على سبيل المثال، التي حاولت قيادة دراجة كهربائية في الحلقة الرابعة. حاولت بشجاعة قيادة هذه الدراجة لتقديم موضوعها، لكنها تعثرت قليلا في نطق اسمها. مما يعني بالنسبة لبقيتنا، أن : الآن، هو الوقت المناسب للتمرس أمام الكاميرا، بما أن صحفييو النيويرك تايمز لا يزالون حديثي الخبرة في هذا المجال.
4. توقف عن التفكير ان وسيلة واحدة بإمكانها أن تقوم بكل شيء. إن الشكل المضخم للبرنامج، يعيد الى الذهن كيف يمكن للمنظمات الإخبارية أن "تفكر داخل العلبة" : "لدينا بعض مقاطع الفيديو، لما لا نصنع منها برنامجاً تلفزيونياً؟".
هذا البرنامج التلفزيوني، الذي يصل على الإرجح إلى عدد أكبر من الناس عبر الانترنت منه عبر التلفزيون المحلي في نيويورك، لا يقدم أي رابط للعودة إلى موقع جريدة النيويورك تايمز. (لا وجود حتى لأي رابط يدعوك للاشتراك في الصحيفة بطبعتها الورقية أو الاكترونية). المشاهدون الذين يريدون قراءة المواضيع أو التعليق عليها، عليهم الانتقال الى موقع الصحيفة المنفصل وإجراء بحث لإيجاد النص. تخيلوا لو تمكنتم من مشاهدة مقاطع الفيديو، وقراءة المواضيع والتعليق عليها في المكان عينه. آه، انتظروا، هناك شيء صغير عظيم يقوم بذلك كله يعرف بالـ"آي باد".
قد يكون البديل الآخر عرض مقاطع الفيديو التي يقدمها هذا البرنامج التلفزيوني، منفصلة كمحتوى عبر منصة مثل Hulu، حيث يمكن للقراء العودة في الوقت عينه إلى موقع النيويورك تايمز الرئيسي.
بالنسبة للصحفيين، إن هذا الاتجاه لدى المؤسسات الاخبارية في بعثرة المحتوى، هو حافز جيد لهم لتحديث مدونتهم، وتعليقاتهم على تويتر، لكي يتمكن قراؤهم من متابعة اعمالهم في مكان واحد.