سواء كنت صحفياً محترفاً أو كنت تعمل بشكل مستقل، فإن طرح فكرة تقرير ما على المحرر هي عمليةٌ محفوفة بالإحباط في كثير من الأحيان: كنت تعتقد أنك قد ألممَت بكل جوانب الفكرة، ولكن الإجابة في العديد من الأوقات تكون إما "لا، شكراً" أو ربما لا تكون هناك إجابة من الأساس.
إن المحررين مشغولون، ورغم أن الأنا لديك ستكون أقل إذا ما أعطوك وقتاً كافياً (إضافة إلى اللباقة الشائعة) لإخبارك عن سبب رفض الفكرة المطروحة، إلا أنهم في العادة لا يفعلون ذلك.
توجد خمسة أسباب شائعة تجعل المحررين يرفضون فكرتك:
الفكرة جيدة، ولكنك متطلّب: تفوّت مواعيد التسليم دون سابق إنذار، أو أنك لم تقم بتقديم تقرير كنت قد طرحت فكرته، أو أنك لا تلتزم بعدد الكلمات أو متطلبات الصور. إنك تبيع منتجاً يجب أن يلبي المواصفات المطلوبة. فإذا كنت تستطيع إثارة إعجاب أحد المحررين عن طريق الحصول على مصدر إضافي للمصادر المتفق عليها مع الحفاظ على قلة عدد الكلمات أو الحصول على ما يكفي من الصور الإضافية الرائعة التي تكفي لإعداد عرض شرائح، فسيكون ذلك عظيماً. أما عدا ذلك، فعليك الالتزام بما يوافق عليه المحرر.
لقد عملوا على الفكرة بالفعل أو أنهم على وشك العمل عليها: لا يوجد مبرر للهياج بشأن سرقة الأفكار؛ إذ يميل صيادو الأخبار إلى التقاط الأفكار الجيدة نفسها فيما يتعلق بالتقارير. فإذا تمّ نشر مقال مشابه، فعليك أن تقنع المحرر بأن تقريرك يضيف شيئاً إلى الموضوع. ولكن إذا لم تكن تقرأ الصحف أو المنشورات بما يكفي لمعرفة أنهم قد نشروا الموضوع للتو وظللت تلاحق المحرر للحصول على جواب، فإنك تنتقل بسرعة لتصبح في خانة الأشخاص المتطلبّين.
أعجبتهم الفكرة، ولكنهم يعتقدون أنك غير قادر على إنجازها: فيجب عليك، وبشكل متزايد، أن تسوّق نفسك باعتبارك الصحفي المناسب لهذا التقرير تحديداً. فإذا كانت الفكرة/ المشروع واعدة، وكان لديك سجل سيئ (انظر النقطة الأولى)، فقد يتغاضى المحرر عنها لأنها مخاطرة كبيرة جداً فحسب. تذكر أن المحررين سيقومون بتحليل سريع للتكاليف/ الفوائد عند الموافقة على فكرتك، وبعض التقارير ببساطة لا تستحق عناءها.
فكرتك مجرد نسخة أخرى عن تقرير سبق أن أخبروك إنهم لا يريدونه، أو أنهم لم يعودوا يعملون عليه بعد الآن: عندما يقول لك المحرر: "إننا لا نعمل على تقارير أشرطة الفيديو التي تتناول الجِراء الآن لأنها غير رائجة،" فتوقف عن طرحها. وعليك بشكل خاص أن تتجنب طرح الفكرة نفسها في أي حال بحجة أن هذا الفيديو تحديداً يختلف عن غيره. إن تجاهل ما يقوله المحرر بشأن رواج المواضيع أو بشأن ما يحتاجه، هو أسرع وسيلة لتصنيف نفسك ككاتب تُشطب طروحاته أو كشخص يمكن أن يتم استبداله.
إن فكرتك تعجبهم، ولكن ليس لديهم ميزانية للعمل المستقل و/أو أنهم قلقون على وظائفهم: في بعض الأحيان، لا يكون الأمر متعلقاً بك؛ بل ربما تكون هناك دراميات وراء الكواليس، ولا يُمكن مناقشتها معك. ونعم، لن يكون للأفكار المطروحة أي أولوية في حال قلق المحرر بشأن الحفاظ على مصدر دخله.
*مصدر الصورة: أندرياس وينترر-- فليكر